خطبة موافقة للتعميم: فضل الحج المبرور

عبدالرحمن السحيم
1445/11/08 - 2024/05/16 21:34PM

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ونتوب إليه، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أما بعد: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَأَحْسِنُوا فِي يَوْمِكُمْ، وَاجْعَلُوهُ خَيْرًا مِنْ أَمْسِكُمْ، وَتَفَكَّرُوا فِي غَدِكُمْ، وتوبوا إلى بارئكم، وقدموا لأنفسكم ما فيه نجاتكم وفلاحكم؛ فَإِنَّ الْمَوْتَ لَا يَسْتَأْذِنُكُمْ، وَلَا تَغْتَرُّوا بِدُنْيَاكُمْ؛ فَكَأَنَّهَا سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ؛﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.

عباد الله: إِنَّ مَنْزِلَةَ الحَجِّ عِنْدَ اللهِ عَظِيْمَةٌ، ومَكَانَتَه فِيْ الدِّيْنِ كَبِيْرَةٌ، فهو خيرُ ما قُضيت به الأوقات, وأُنفقت به الأموال وشُدّت له الرحال, عملٌ يهدم الذنوب, عملٌ ليس جزاءُ صاحبه إلا الجنة, وعبادةٌ يعود المؤدي لها على وجهها كما ولدته أمّه نقياً من ذنوبه, وهل ثمة ما يبحث المرء عنه في دنياه أعظم من مغفرة مولاه, ورضاه عنه, وذلك يُنال بحج بيت الله الحرام.

وقد أَوْجَبَهُ اللهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾.  وأَمَّا فَضْلُهُ فَقَدْ رَوَى أَبُوْ هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وعَنْأَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْه-أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺسُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: (إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ). قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (حَجٌّ مَبْرُورٌ)مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. إِنَّهُ تِجَارَةُ الدُّنْيَا والآخِرَةِ وَرِبْحٌ فِيْهِمَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْه- قَالَ: قالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ: (تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ).

عِبادَ الله:والمُتَأَمِّلُ فِي أَحَادِيثِ الْحَجِّ يَجِدُ أَنَّ كَمَالَهُ مَا كَانَ بِرًّا، وَأَنَّ الْجَزَاءَ الْأَعْلَى مُرَتَّبٌ عَلَى كَوْنِ الْحَجِّ مَبْرُورًا، وَتَحْقِيقُ الحَجِّ المَبْرُوْرِ يَكُونُ بِشُرُوْطٍ:

أَوَّلُهَا: الْإِخْلَاصُ لِلَّهِ -تَعَالَى-؛كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، فَلَا يَكُونُ الْبَاعِثُ عَلَى حَجِّهِ الرِّيَاءَ وَالسُّمْعَةَ. وَيَكْثُرُ الرِّيَاءُ فِي الْحَجِّ؛ لِأَنَّهُ عَمَلٌ ظَاهِرٌ، وَشَعِيرَةٌ كَبِيرَةٌ، وَالنَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ، وَيَتَنَاقَلُونَ صُوَرَ الْحُجَّاجِ، وَوَسَائِلُ الْإِعْلَامِ مُجْتَمِعَةٌ عَلَى نَقْلِهِ وَإِشْهَارِهِ، وفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ يَقُولُ اللَّهُ -تَعَالَى-: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَثَانِيهَا: إِتْمَامُ النُّسُكِ عَلَى وَفْقِ هَدْيِ النَّبِيِّ ﷺ؛ فَمَنْ فَرَّطَ فِي أَدَاءِ النُّسُكِ، وَأَخَلَّ بِشُـرُوطِ الْحَجِّ أَوْ أَرْكَانِهِ أَوْ وَاجِبَاتِهِ لَمْ يَكُنْ حَجُّهُ مَبْرُورًا، وَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ النَّاسَ فِي حَجَّتِهِ أَنْ يَأْخُذُوا عَنْهُ الْمَنَاسِكَ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِيَعْمَلُوا بِهَا وَيَنْقُلُوهَا، وَقَدْ بَلَغَتْنَا كَامِلَةً تَامَّةً بِتَمَامِ الدِّينِ وَكَمَالِهِ، فَوَجَبَ عَلَى مُرِيْدِ الحَجِّ أَنْ يَتَفَقَّهَ فِيْ أَحْكَامِهِ، وأَنْ يَمْتَثِلَ هَدْيَ النَّبِيِّ ﷺ فِيْ نُسُكِهِ، وأن يستحضر المعاني الإيمانية في مناسك الحج ومقاصده.

وَثَالِثُهَا: أَنْ يَحُجَّ بِمَالٍ حَلَالٍ؛ لِأَنَّ الْمَنَاسِكَ قُرْبَةٌ لِلَّهِ، وَاللَّهُ -تَعَالَى- طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَقَدْ ذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْـرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟

وَرَابِعُهَا: أَنْ يَحْذَرَ مِنَ الرَّفَثِ وَالْفُسُوقِ وَالْجِدَالِ أَثْنَاءَ أَدَاءِ النُّسُكِ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾، وَقَدْ رُتِّبَ عَلَى ضَبْطِ النَّفْسِ عَنْ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ مَغْفِرَةُ مَا مَضَـى مِنَ الذُّنُوبِ وَالْآثَامِ، وَذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ الْجَزَاءِ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

فنَهَى سُبْحَانَهُ عَنِ الرَّفَثِ، وَهُوَ الْجِمَاعُ وَمُقَدِّمَاتُهُ، وَيَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ غَضَّ الْبَصَـرِ، وعَدَمَ الخَوْضِ فِيْ أُمُوْرِ النِّكَاحِ،وَأَمَّا الْفُسُوقُ فهُوَ الْخُرُوجُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- بِمَعَاصِيهِ، وَلَا سِيَّمَا مَا يَخْتَصُّ بِالنُّسُكِ، كَمَحْظُورَاتِ الْإِحْرَامِ، وَبَعْضُ الْحَجَّاجِ يَتَسَاهَلُونَ فِي انْتِهَاكِهَا بِلَا حَاجَةٍ، وَبَعْضُهُمْ يَتَسَاهَلُونَ فِي فُسُوقِ الْقَوْلِ مِنْ غَيْبَةٍ وَنَمِيمَةٍ وَكَذِبٍ وَنَحْوِهَا، وَمَا أَكْثَرَ مَا يَقَعُ مِنَ الْجِدَالِ فِي الْحَجِّ، سَوَاءٌ فِي مَسَائِلِ الْحَجِّ وَالْخَوْضِ فِيهَا بِلَا عِلْمٍ، أَوِ الْجِدَالِ حَالَ الزِّحَامِ، أَوِ بَيْنَ أَصْحَابِ الْحَمْلَةِ وَالْخَيْمَةِ الْوَاحِدَةِ. فَحَرِيٌّ بِمَنْ يَسْتَعِدُّ لِلْحَجِّ أَنْ يَتَعَلَّمَ بِرَّهُ، وَأَنْ يَلْزَمَ فِي نُسُكِهِ مَرْضَاةَ رَبِّهِ، وَأَنْ يَجْتَهِدَ مَا اسْتَطَاعَ فِي تَكْمِيلِهِ؛ لِيَكُونَ حَجُّهُ مَبْرُورًا.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنْ اَلْآَيَاتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اَلْلهَ اَلْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوْهُ وتوبوا إليه إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ.

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فاتَّقوا اللهَ عِبادَ الله حقَّ تقوَاه، وسَارِعوا دائمًا إلى مَغفرتِه ورِضاه، فقَد فَاز وسَعدَ من أقبَلَ على مولاَه، وخَابَ وخسِر مَن اتَّبَعَ هَواه وأعرَض عَن أُخراه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: الحَجُ فَرْضًا عَلَى الأَنَامِ، وَرُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ، وهُوَ أَمْرٌ مَعْلُومٌ مِنَ الدِّينِ بِالضَّـرُورَةِ، لاَ يُنَازِعُ فِيهِ مُسْلِمٌ، وَلاَ يُمَارِي فِيهِ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَجْهَلُهُ طِفْلٌ صَغِيرٌ، وَلَكِنَّ بَعْضَ المُسْلِمِينَ حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَدَاءِ فَرِيضَةِ الحَجِّ حَوَائِلُ وَمَا هِيَ بِحَوَائِلَ، إِنْ هُوَ إِلاَّ تَزْيِينُ الشَّيْطَانِ، وَتَسْوِيفُ الإِنْسَانِ، وَالنَّبِيُّ ﷺقَدْ حَثَّ القَادِرَ عَلَى الحَجِّ أَنْ يُبَادِرُ بِقَضَاءِ فَرْضِهِ؛ لِئَلاَّ تَعْرِضَ لَهُ طَوَارِئُ تَمْنَعُهُ مِنَ الحَجِّ؛ فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ، ودَوَامَ الحَالِ مِنَ المُحَالِ؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: (تَعَجَّلُوا إِلَى الحَجِّ -يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ- فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ).

فإلى من قدر على الحج, لا تفتك قوافله, وبادر لتفوز بفضائله, فإن كنت أديت فرضك فهو فضلٌ إن قدرت, فالثواب جنة وعتق وحط للأوزار, وإن كان الفرض ما زال في الذمة فخف ربك, وبادر لقضاء فرضك, واعلم أن الصحة قد لا تدوم, وأن اليُسر قد يعقبه عسر, وأن القادر يأثم بتأخير فرضه, فلا تحرم نفسك الخير وبادر ما دمت قادر.

ولاَ تلْتَفِتْ لِلْمُثَبِّطَاتِ، وَلاَ تسْتَمِعْ لِلْمُثَبِّطِينَ؛ فَإِنَّ مَنْ عَزَمَ عَلَى إِرْضَاءِ اللهِ تَعَالَى بِأَدَاءِ فَرْضِهِ واستعان بالله أَعَانَهُ اللهُ تَعَالَى، وَيَسَّـرَ لَهُ. وَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعِدَّ لِلْحَجِّ مُبَكِّرًا بتَعَلُّمِ أَحْكَامِهِ، واخْتِيَارِ حَمْلَتِهِ، وَاسْتِخْرَاجِ تَصْـرِيحِهِ، والاِلْتِزَامِ  بِالتَّعْلِيْمَاتِ الصَّادِرَةِ مِنْ وَلِيِّ الأَمْرِ لِتَنْظِيْمِ الحَجِّ وتَيْسَيْرِهِ، وَقَدْ أَكَدَتْ هَيئَةُ كِبَارِ العُلَمَاءِ وُجُوبَ الالْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْـرِيحِ الْحَجِّ، وَأَنَّهُ لا يَجُوزُ الحَجُّ بِدُوْنِهِ؛ لمخَالَفَتِهِ أَمْرَ وَلِيِّ الأَمْرِ الَّذِيْ صَدَرَ تَحْقِيْقًا لِلْمَصْلَحَةِ العَامَّةِ، ولِمَا فِي عَدَمِ الاِلْتِزَامِ بِهِ من الإِضْرَارِ بِالحُجَّاجِ، فَإِنْ كَانَ الحَجُّ فَرِيْضَةً ولَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ اسْتِخْرَاجِ تَصْـرِيْحٍ فَإِنَّهُ فِي حُكْمِ عَدَمِ المُسْتَطِيْعِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النبي المصطفى فإنه من صلى عليَّه صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشراً.  اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واخذل أعداء الدين. اللهم انصر إخواننا في فلسطين وفي كل مكان، اللهم اشف مريضهم وداوي جريحهم وتقبل قتيلهم وأمنّ خائفهم وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم يا قوي يا عزيز. اللهم فرِّج همَّ المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله! اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 
المرفقات

1715884477_خطبة موافقة للتعميم- فضل الحج المبرور.docx

1715884478_خطبة موافقة للتعميم- فضل الحج المبرور.pdf

المشاهدات 984 | التعليقات 0