خطبة مناسبة لمثل هذه الأيام ( الشتاء )

ابن الحرمين
1438/05/06 - 2017/02/03 07:50AM

الحمد لله، الحمد لله ذي الجلال والإكرام، أشكُرُه وأُثنِي عليه ذو الفضل والطَّول والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
الملك القدوسُ السلام، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا وحبيبنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه ، خيرتُه من خلقِه ومصطفاه، وأمينُه على وحيِه وشرعه،
أطلعَ الله شمسَ رسالتِه من دياجِير الظلام، فصلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِهِ السادة الكرام، وأصحابِهِ البرَرَة الأعلام، والتابعين
ومن تبِعَهم بإحسانٍ سلفاً وخلفاً ما تعاقَبَت الليالي وتصرمت الأيام، وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا على الدَّوام أما بعد :

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا فهي النجاة غدا ، والمنجاة أبدا " وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولاهم
يحزنون " .
أما واللهِ لو علمَ الأنامُ *** لِما خُلقو لما هجعوا و ناموا
لقد خُلقوا لإمرٍ لو رأته *** عيونُ قلوبهم تاهوا و هاموا
مماتٌ ثم قبرٌ ثم حشرٌ *** و توبيخٌ و أهوالٌ عظامُ
ليومِ الحشرِ قد عمِلَت رجالٌ *** صاموا من مخافِته و قاموا
و نحن إذا أُمِرنا أو ُنهينا *** كأهلِ الكهفِ أيقاظٌ نيامُ
· معاشر المؤمنين :

الليالي والأيام والفصولُ والأعوام أيامُ الله وسُنَنُه، تتعاقبُ على أهل الدنيا، فسُبحان مُصرِّف الشُّهور، ومُقلِّب الدُّهور، له

المشيئةُ النافِذَة، والحكمةُ البالِغة، والعِبرةُ الغالِبة.

و القلبُ الحيُّ ، والمُؤمنُ اليَقِظ يعتبِرُ بما يراه من أيامِ الله وآياتِه في كونِه وخلقِه :

(يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) .

· معاشر الإخوة :
للهِ تَعَالَى تَدَابِيرُ فِي خَلْقِهِ لاَ يُحِيطُ بِهَا عِلْمًا وَحِكْمَةً غَيْرُهُ سُبْحَانَهُ، وَلَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَفْعَالٌ تَمَسُّ أَفْرَادًا أَوْ دُوَلاً أَوْ أُمَمًا، وَقَدْ
تَكُونُ وَاقِعَةً أَرْضِيَّةً، أَوْ ظَاهِرَةً فَلَكِيَّةً، فَتُصِيبُ مَنْ تُصِيبُ بِأَمْرِهِ تَعَالَى وَقَدَرِهِ: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2]،
وَكُلُّ مَا نشَاهِدُهُ مِنْ أَحْدَاثٍ فِي الأَرْضِ وَالكَوْنِ، وَتَغْيّرَاتٍ فِي المُنَاخِ والجَوِّ فَهُوَ مِنْ شَأْنِ اللهِ تَعَالَى وَقَدَرِهِ، لِيَعْلَمَ النَّاسُ:
(أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12].

وَالعَوَاصِفُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى، يَأْمُرُهَا فَتَسِيرُ حَيْثُ شَاءَ، وَتُصِيبُ مَنْ يَشَاءُ، وَتَحْمِلُ مَا يَشَاءُ، فَقَدْ تَحْمِلُ الأَتْرِبَةَ فَتَكُونُ حَاصِبًا
يَحْصِبُ النَّاسَ بِالحَصَى وَالتُّرَابِ؛ كَمَا أَهْلَكَ بِهِ قَوْمَ لُوطٍ: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ) [القمر: 34]،



وَخَوَّفَ سُبْحَانَهُ بِالحَاصِبِ عِبَادَهُ مِنْ أَنْ يَأْمَنُوا عَذَابَهُ: (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) .
وَهَذَا كَمَا يَدُلُّ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى، فَإِنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ الإِنْسَانِ الظَّلُومِ الجَهُولِ، وَلَوْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَطَالَ أَمَدَ العَوَاصِفِ والرياح ،
وَحَجَبَ الشَّمْسَ بِسُحُبِهَا ، وَعَمَّ بِهَا الأَرْضَ لَتَوَقَّفَتْ حَيَاةُ المَخْلُوقَاتِ عَلَى الأَرْضِ؛ وَقَدْ رَأَى النَّاسُ كَيْفَ تُشَلُّ الحَرَكَة فِي الدُّوَلِ الَّتِي
تُصِيبُهَا تِلْكَ العَوَاصِفُ بِضْعَةَ أَيَّام .
وَفِي مَعَارِكِ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- لِلرُّومِ فِي بِلاَدِ الشَّامِ، كَانَ المُسْلِمُونَ يُحَاصِرُونَ دِمَشْقَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ لِلْهِجْرَةِ،
وَطَالَ الحِصَارُ، وَدَخَلَ الشِّتَاءُ، وَشِتَاءُ الشِّامِ شِتَاءٌ؛ حَيْثُ شِدَّةُ الصَّقِيعِ وَالرِّيحُ البَارِدَةُ، وَالعَوَاصِفُ الثَّلْجِيَّةُ، وَجُيُوشُ المُسْلِمِينَ فِي
العَرَاءِ، وَالنَّصَارَى فِي حُصُونِ دِمَشْقَ وَقِلاَعِهَا، فَلَمَّا أَذِنَ اللهُ تَعَالَى بِالفَتْحِ المُبِينَ شُغِلَ جُنْدُ النَّصَارَى بِاحْتِفَالٍ أَقَامَهُ كَبِيرُهُمْ، وَقَدْ
أَمِنُوا المُسْلِمِينَ فَهُمْ فِي البَرْدِ وَالعَرَاءِ وَهُمْ فِي حُصُونِهِمْ، وَفِي اللَّيْلِ تَرَكُوا الحُصُونَ وَالأَسْوَارَ، وَدَخَلُوا لِحُضُورِ الاحْتِفَالِ، فَوَجَدُوا
الدِّفْءَ فَخَلَدُوا لَهُ، فَانْتَبَهُ لِذَلِكَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، فَأَمَرَ المُقْتَحِمَةَ أَنْ يَقْتَحِمُوا الأَسْوَارَ بِالحِبَالِ، فَفَعَلُوا فِي غَفْلَةٍ مِنَ الرُّومِ،
فَفَتَحُوا الأَبْوَابَ لِجَيْشِ المُسْلِمِينَ فَدَخَلُوهَا، فَقَلَبَ اللهُ تَعَالَى حَاصِبَ البَرْدِ مِنْ سَبَبٍ لِهَزِيمَةِ المُسْلِمِينَ إِلَى عامل نصرٍ لهم بإخلاد جند
النَّصَارَى إِلَى الدِّفْءِ وَتَرْكِ الحُصُونِ وَالأَسْوَارِ .
· معاشر المؤمنين :
موجة البرد القارس التي أصابت كثيرا من الدول، وأضرت بكثير من البشر هي من دلائل قدرة الله تعالى على عباده، ولو شاء
سبحانه لجمَّد الأرض ومن عليها، فلا يملكون لذلك دفعا ولا تخفيفا.

كما أن هذه الموجة الباردة تذكرنا نعم الله تعالى علينا؛ فإننا طوال العام وأعوامًا سابقة نرفل في النعم، ونتمتع برزق الله تعالى؛
حتى نسي كثير منا أنهم في نعمة الله تعالى، أو أنهم محتاجون إليها فبطروا وطغوا، فإذا أصابتنا موجةٌ كهذه ذكَّرتنا نعم الله تعالى
علينا، فحقيقٌ بنا أن نبالغ في شكرها بأقوالنا وأفعالنا.

وما أصاب الناس وما يصيبهم من الحر والبرد والكوارث سببه تقصيرهم في طاعة الله تعالى، واجتراؤهم على معصيته، وضعفُ
التناهي عن المنكر فيما بينهم، وهذه تذكرةُ الله تعالى لهم وإنذارُه وإعذاره، فلنحذر عقوبة الله تعالى (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ الله فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ الله
إِلَّا القَوْمُ الخَاسِرُونَ) .
· عباد الله :
إن من بين أظهرنا وفي بلادنا أقواما من المسلمين لا يكادون يتلذذون بنوم، ولا يهنؤون برقاد، وذلك مما يصيبهم من البرد الشديد،
حيث لا يجدون ما يلبسون، ولا ما به يكتسون، فيبيتون ليالي شديدة يقاسون فيها البرد والعراء.

ومن أولئك الفقراء كثير من العمال الذين يعملون لدينا ويعيشون قريبًا منا من أصحاب الرواتب الزهيدة، فلا يدري أحدهم هل ينفق


راتبه على نفسه أم يبعث به إلى أسرته التي تتقطّع جوعًا وعطشًا.
تذكروا في هذه الأجواء أحوال الفقراء والمعدمين من إخوانكم؛ فإنهم لا يجدون كساء يحمي أجسادهم، ولا طعاما يُقوِّي عودهم على
البرد، ولا يملكون وسائل للتدفئة، ومنهم مَنْ بيوتهم مداخلُ ومخارج للهواء البارد من قلة ذات اليد ، فارحموهم رحمكم الله تعالى؛
فإنهم محتاجون إلى عونكم..

تلمسوا حاجاتهم، وأعينوهم في نوائبهم ، وبُلُّوا بالطعام أكبادهم ، تلمسوهم في الأحياء الفقيرة، والبلاد البعيدة؛ فإن ذلك من شكر نعمة

الله تعالى عليكم، ومن معونة إخوانكم (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ الله إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة:110].

تذكروا يا عباد الله وأنتم تنعمون بالدفء والشبع والاستقرار.. تذكروا إخوانا لكم في الشام شردتهم القوى الظالمة الغاشمة
فهم ونساؤهم وأطفالهم في ملاجئ ومخيمات لا تقيهم من الهواء، ولا تحميهم من الصقيع، مزَّقَ البردُ أوصالَهم، وأسالَت الرِّياحُ
دموعَهم، وجمَّد الصَّقيعُ جلودَهم، شيوخًا وأطفالاً ونساءً، ذاقُوا الحُزنَ الأليم.

تذكروا أولئك كلَّهم فإنهم إخوانكم.. يا ترى ما هو حالهم وقد ضاقت عليهم الحيلة؟! وما هو حال نسائهم وأطفالهم في هذا البرد
القارس مع شح الطعام وقلة اللباس، وانعدام وسائل التدفئة، سلوا الله تعالى لهم المعونة؛ فهم في حال لا يعلمها إلا الله تعالى، وأكثروا
لهم من الدعاء؛ فإن إحساسكم بهم من إيمانكم، وهو دالٌ على حياة قلوبكم تجاه إخوانكم ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : " مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ
وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
اللهم اجعلنا ممن رحم عبادك ففتحت لهم أبواب رحمتك وجناتك، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتَّبِعون أحسَنَه يا رب العالمين
قلت ما سمعتم ، واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي قريب
مجيب.
الخطبة الثانية :
الحمد لله ولي المتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين .............وبعد : " يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
· معاشر المؤمنين :
إن المسلم العاقل هو ذلك الذي جعل من الدنيا عِبَرًا، ومن تقلباتها عظات وفِكَرًا، فلا يكاد يمرّ عليه موقف من مواقف الحياة إلا ربطه
بطاعة ربه، وأوجب له محاسبة نفسه، والعمل على إبلاغها غاية ما تستطيعه من الاستعداد ليوم المعاد.



وللمؤمن من دخول الشتاء واشتداد البرد، فوائد وعبر كثيرة، فكان عليه أن لا يفوت هذا الموسم إلا وقد استفاد مما فيه، وتقرب إلى
ربه بما يرضيه.

ولقد كان سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم- يفرحون بدخول الشتاء؛ إذ يجدونه مُعينًا لهم على طاعة ربهم؛ إذ إن فيه من المزايا ما
ليس في غيره.

فمن ذلك طول ليله بحيث ينامون فيه بُغْيتهم، ثم يقومون لمناجاة ربهم وتهجدهم، قد اطمأنت نفوسهم وأخذت مقدارها من النوم، مع
بقاء وقت كاف للتهجد والقيام ومناجاة الحي القيوم.

ومن مزايا هذا الموسم قصر نهاره وبرودته، مما يعين على صيامه، قال الإمام ابن رجب رحمه الله : المؤمن يقدر في الشتاء على
صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش، فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام.

ومما يعظم أجره ويجزل جزاؤه في هذا الموسم إسباغ الوضوء، فإن النفس تجد من التكاسل عن إسباغ الوضوء أو تجديده من جرَّاء
البرد ما لا تجده في غير الشتاء؛ ولذلك رغَّبَ حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- في إسباغ الوضوء وإكمال التطهر ولو عانى المتوضئ
من ذلك شدة، أو أحسّ بصعوبة.

ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به
الدرجات؟" قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة،
فذلكم الرباط، فذلكم الرباط".
وإن من نعم الله تبارك وتعالى وواسع فضله وكرمه أن جعل الشريعة الإسلامية شريعة ميسرة لا حرج فيها ولا ضيق،
ولا تشديد ولا مشقة، فلم يكلف عباده ما لا يطيقون بل شرع ما بوسعهم فعله وباستطاعتهم إتيانه .

ومع تسهيل الله لهذه الشريعة ورفعه المشقة والحرج ، فقد جعل لعباده حالات تسهل معها الأوامر وتكون أكثر تيسيراً من أصلها
الميسر وذلك كحالات السفر والمرض ووجود الحرج وغير ذلك كثير.

ومن ذلك تيسيره على من لبس الخفاف أو الجوارب بأن يخلعها عند كل صلاة بل يكتفي بالمسح عليها فتحصل بذلك الطهارة
الكاملة فضلاً من الله ونعمة .وطريقة هذا المسح : أن يلبس الإنسان الخفين وهو على طهارة ، فإذا مسح عليها لأول مرة بدأت
مدة المسح من ذلك الوقت الذي مسح فيه



.
مثال ذلك أن يلبسهما في الصباح وهو على طهارة فإذا جاء وقت الظهر ومسح عليهما بدأ وقت المسح عليهما من أول مسحة

فيستمر يمسح عليهما العصر والمغرب والعشاء والفجر فإذا جاء الظهر من الغد وجب عليه عند إرادة الوضوء خلعهما وغسل
رجليه ثم يلبسهما إن شاء ويفعل كما فعل بالأمس
.

وإذا كانت الجوارب مخرقة أو فيها شقوق ولم تكن الشقوق فاحشة بحيث تخرج عن مسمى الجوارب فإنه يحوز المسح عليها .

وكذلك يجوز المسح على الخفيف من الجوارب
.
أيها المسلمون : قد يخفى عل الإنسان حكم من الأحكام أو يعرض له سؤال أو استفتاء فعليه أن يسارع إلى أهل العلم ويسألهم عما أشكل فهذا ديننا إن تعلمنا أحكامه وشرائعه سعدنا في الدنيا والآخرة وإن أهملناه وغفلنا عنه فإن الله غني كريم .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " .
ثم اعلموا رحمني الله وإياكم أن من أفضل الأعمال وأزكاها عند مليككم لهج الأسن بالصلاة والتسليم عل النبي الكريم فصلوا عليه
صلاة من يحيى قلبه بمحبته وتهنأ حياته بمنهج سنته .
اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد على آله وصحبه أجمعين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم انصر اخواننا ، في مضايا الشام وفي كل مكان يارب العالمين ، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم ، اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ،ولا تغادر منهم أحدا ، اللهم لاترفع لهم راية ،
ولا تجعل لهم في الأرض على عبادك ولاية ، واجعلهم لمن خلفهم عبرة وعظة وآية ، اللهم من أرادنا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه
ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدبيرا عليه يارب العالمين ، اللهم وفق ولي أمرنا لهداك ، واجعل عمله في رضاك، اللهم اغفر لنا
ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير. ربنا آتنا في الدنيا
حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . عباد الله: لقد أمركم الله بثلاث فخذوا بها ونهاكم عن ثلاث فانتهوا عنها ، إن الله يأمر
بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله ..فاذكروا الله العلي العظيم يذكركم واشكروه على عموم نعمه وآلائه وفضائله ..يزدكم ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

المرفقات

خطبة الشتاء.docx

خطبة الشتاء.docx

المشاهدات 735 | التعليقات 0