خطبة : ( مضت سبع ليال من رمضان )

عبدالله البصري
1446/09/06 - 2025/03/06 15:27PM

    مضت سبع ليال من رمضان     7/ 9/ 1446 

 

الخطبة الأولى :

 

أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ "

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، اليَومَ أَصبَحنَا في السَّابِعِ مِن رَمَضَانَ ، أُسبُوعٌ مَرَّ كَالسَّاعَاتِ ، وَلَيالٍ مَضَت سَرِيعَاتٍ ، وَأَوقَاتٌ وَلَّت كَأَنَّهَا لَحَظَاتٌ ، وَقَد يَقَعُ في قَلبِ أَحَدِنَا تَسَاؤُلٌ أَو سُؤَالٌ : أَحَقًّا مَرَّ أُسبُوعٌ مُنذُ رُئِيَ الهِلالُ ؟! أَفي حَقِيقَةٍ أَنَا أَم في خيالٍ ؟! إِنَّهَا سُرعَةُ مُرُورِ الوَقتِ وَعَجَلَةُ انقِضَاءِ الزَّمَانِ ، تَجعَلُ المرءَ فِيمَا يُشبِهُ الحُلمَ ، فَإِذَا تَأَمَّلَ وَجَدَ أَنَّهُ في وَاقِعٍ ، وَتَذَكَّرَ قَولَ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى إِذ وَصَفَ رَمَضَانَ بِكَونِهِ " أَيَّامًا مَعدُودَاتٍ "

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، الأَيَّامُ وَالليَالي تَعمَلُ فِينَا ، فَمَاذَا عَمِلنَا نَحنُ فِيهَا ؟! إِنَّهَا وَاللهِ لا تَنتَظِرُنَا ، وَلا يُؤَثِّرُ في سَيرِهَا تَقصِيرُنَا ، وَلَو نَظَرَ كُلُّ وَاحٍدٍ مِنَّا فِيمَا مَضَى مِن عُمُرِهِ ، لَعَجِبَ كَيفَ مَضَت عَشَرَاتٌ مِنَ السِّنِينَ كَأَنَّهَا أَشهُرٌ ، وَكَيفَ تَصَرَّمَت أَيَّامٌ كَأَنَّهَا سَاعَاتٌ ، وَكَيفَ انقَضَت سَاعَاتٌ كَأَنَّهَا لَحَظَاتٌ ، وَهَكَذَا حَتَّى يَنقَضِيَ العُمُرُ وَيَحِينَ الأَجَلُ ، وَيَمُوتَ أَحَدُنَا كَمَا مَاتَ مَن قَبلَهُ . وَكَمَا دَخَلَ رَمَضَانُ هَذَا وَقَد فَقَدنَا أُنَاسًا انتَهَت آجَالُهُم قَبلَ بُلُوغِهِ ، فَسَيَقتَنِصُ المَوتُ آخَرِينَ قَبلَ رَمَضَانَ القَادِمِ ، وَلِهَذَا فَإِنَّ مَن أَدرَكَ رَمَضَانَ وَوُفِّقَ فِيهِ لِلطَّاعَةِ ، فَإِنَّ كُلَّ يَومٍ يَصُومُهُ وَكُلَّ لَيلَةٍ يَقُومُهَا ، فَهُوَ في رِبحٍ وَغَنِيمَةٍ ، أَجَل أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ اغتِنَامَ الوَقتِ في رَمَضَانَ هُوَ مَبدَأُ نَجَاحِ المَرءِ في الاستِفَادَةِ مِن هَذَا المَوسِمِ الإِيمَانيِّ العَظِيمِ ، فَكُلُّ سَاعَةٍ فَهِيَ فُرصَةٌ ، وَكُلُّ حَرَكَةِ لِسَانٍ أَو خَطوَةِ رِجلٍ أَو مَدِّ يَدٍ ، فَإِنَّ المُوَفَّقُ يَستَطِيعُ بِنِيَّةٍ طَيِّبَةٍ خَالِصَةٍ لِوَجهِ اللهِ ، أَن يَجعَلَهَا فِيمَا يُرضِيهِ سُبحَانَهُ ، وَأن يَستَثمِرَهَا فِيمَا تُكتَبَ لَهَ بِهِ الحَسَنَاتُ وَتُرفَعُ لَهُ في الجَنَّةِ الدَّرَجَاتُ ، فَإِذَا لم يَكُنْ مُصَلِّيًّا فَليَكُنْ لِكِتَابِ اللهِ تَالِيًا ، فَإِذَا فَرَغَ مِن تِلاوَةٍ فَلْيَشتَغِلْ بِذِكرٍ ، فَإِذَا وَجَدَ بَعدَ الذِّكرِ هِمَّةً فَلْيُكثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ بِخَيرِيِ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ ، وَإِذَا هُوَ رَأَى أَنَّهُ قَد أَعطَى نَفسَهُ شَيئًا مِمَّا هِيَ في حَاجَةٍ إِلَيهِ مِن أَعمَالٍ قَاصِرَةٍ ، فَلْيَجعَلْ لِلأَعمَالِ المُتَعَدِّي نَفعُهَا نَصِيبًا مِن يَومِهِ ، في تَفطِيرِ الصَّائِمِينَ وَإِطعَامِ الجَائِعِينَ ، وَالتَّطَوُّعِ في خِدمَةِ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالمُحتَاجِينَ ، وَلْيَحتَسِبْ مِن وَقتِهِ وَجُهدِهِ وَجَاهِهِ ، مَا يَبذُلُهُ في قَضَاءِ الحَاجَاتِ وَتَفرِيجِ الكُرُبَاتِ وَإِدخَالِ السُّرُورِ عَلَى المُسلِمِينَ ؛ فَإِنَّهُ إِنِ اجتَمَعَ لَهُ بِنَاءُ نَفسِهِ بِالطَّاعَاتِ ، وَنَفعُ غَيرِهِ بِالبِرِّ وَالإِحسَانِ ، فَقَد وُفِّقَ وَسُدِّدَ وَنَالَ خَيرًا كَثِيرًا ، وَالجَنَّةُ دَرَجَاتٌ مُتَفَاوِتَةٌ ، مَا بَينَ كُلِّ دَرَجَةٍ وَالَّتي تَلِيهَا كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ ، وَلا وَاللهِ ، لا يَجعَلُ اللهُ السَّابِقِينَ المُسَارِعِينَ المُنَافِسِينَ ، المُنفِقِينَ المُستَغفِرِينَ القَائِمِينَ القَانِتِينَ ، كَالكُسَالى البَطَّالِينَ المُتَخَلِّفِينَ ، المُتَبَاطِئِينَ الأَشِحَّةِ المُمسِكِينَ ، عَن أَبي مَالِكٍ الأَشعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ في الجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا ، أَعَدَّهَا اللهُ لِمَن أَلانَ الكَلامَ ، وَأَطعَمَ الطَّعَامَ ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى بِالليلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ " رَوَاهُ البَيهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَونَ أَهلَ الغُرَفِ مِن فَوقِهِم كَمَا تَتَرَاءَونَ الكَوكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ في الأُفُقِ مِنَ المَشرِقِ أَوِ المَغرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَينَهُم " قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، تِلكَ مَنَازِلُ الأَنبِيَاءِ لا يَبلُغُهَا غَيرُهُم . قَالَ : " بَلَى وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ، رِجَالٌ آمَنُوا باللهِ وَصَدَّقوا المُرسَلِينَ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، مَن عَلِمَ عِلمَ يَقِينٍ أَنَّهُ في أَيَّامٍ غَالِيَةٍ وَلَيَالٍ فَاضِلَةٍ ، فَإِنَّهُ سَيَحرِصُ عَلَى حِفظِهَا وَاغتِنَامِهَا ، وَالاستِفَادَةِ مِن كُلِّ جُزءٍ فِيهَا بِمَا يَنفَعُهُ في أُخرَاهُ ، وَمَن كَانَ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ لا يَسمَحُ لِلُصُوصِ الزَّمَنِ وَسُرَّاقِ الوَقتِ أَن يَنهَبُوا وَقتَهُ وَيَخطِفُوهُ ، أَو يُبَدِّدُوا جُهدَهُ وَيُضِيعُوهُ . وَإِنَّهُ وَإِن تَعَدَّدَ اللُّصُوصُ وَتَنَوَّعَ السُّرَّاقُ الَّذِينَ يَسرِقُونَ وَقتَ المُسلِمِ في هَذَا الشَّهرِ الكَرِيمِ وَيُضِيعُونَ عَلَيهِ هَذَا المَوسِمَ العَظِيمَ ، فَإِنَّهُ لا أَشَدَّ عَدَاوَةً لِلمَرءِ وَخِيَانَةً لَهُ مِن نَفسِهِ الَّتي بَينَ جَنبَيهِ ، أَجَل وَاللهِ ، إِنَّهُ لا أَشَدَّ عَدَاوَةً مِنَ النَّفسِ إِذَا أُصِيبَت بِالخُمُولِ وَاستَولَى عَلَيهَا الكَسَلُ ، وَرَكَنَت إِلى الدُّنيَا وَلم تَنشَطْ لِطَاعَةٍ وَلم تَنبَعِثْ لإِحسَانٍ ، إِنَّهَا لَمَيَّالَةٌ إِلى الشَّهَوَاتِ ، تَهرُبُ مِن عِزِّ الطَّاعَةِ إِلى ذِلِّ المَعصِيَةِ ، وَمِن عِزِّ العُبُودِيَّةِ للهِ وَاتِّبَاعِ مَا يُرِيدُ ، إِلى ذِلِّ الهَوَى وَالسَّيرِ خَلفَ مُرَادِهَا ، تَجرِي خَلفَ أَمَانِيِّهَا الكَاذِبَةِ وَتَخَافُ مِن فَوتِهَا ، وَتَزهَدُ فِيمَا وَعَدَهَا اللهُ وَرَسُولُهُ بِهِ مِن نَعِيمٍ مُقِيمٍ ، يُرِيدُ اللهُ لَهَا أَن تَتعَبَ في دُنيَاهَا لِتَرتَاحَ في أُخرَاهَا ، فَتُخَالِفُ ذَلِكَ وَتَمِيلُ إِلى الكَسَلِ وَالبَطَالَةِ وَتُخلِدُ إِلى النَّومِ ، أَلا فَانتَبِهُوا رَحِمَكُمُ اللهُ ، فَإِنَّ مَنِ انتَصَرَ عَلَى نَفسِهِ ، فَهُوَ حَقِيقٌ بِأَن يَنتَصِرَ عَلَى مَن وَرَاءَهَا مِن أَعدَاءٍ ، وَمَن هَزَمَتهُ نَفسُهُ وَغَلَبَتهُ ، فَغَيرُهَا مِنَ الأَعدَاءِ عَلَيهِ مُتَتَابِعُونَ ، وَفي حَربِهِ مَاضُونَ ، وَعَلَيهِ مُتَغَلِّبُونَ " فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الكُبرَى . يَومَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى . وَبُرِّزَتِ الجَحِيمُ لِمَن يَرَى . فَأَمَّا مَن طَغَى . وَآثَرَ الحَيَاةَ الدُّنيَا . فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المَأوَى . وَأَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوَى . فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوَى . يَسأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرسَاهَا . فِيمَ أَنتَ مِن ذِكرَاهَا . إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا . إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخشَاهَا . كَأَنَّهُم يَومَ يَرَونَهَا لَم يَلبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَو ضُحَاهَا "

 

 

الخطبة الثانية :

 

أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُم ، وَاغتَنِمُوا بِالصَّالِحَاتِ شَهرَكُم ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ اللهِ دَهرَكُم ، فَإِنَّ للهِ في دَهرِهِ نَفَحَاتٍ ، يُصِيبُهَا أَقوَامٌ مُوَفَّقُونَ ، فَيُفلِحُونَ وَيَفُوزُونَ وَيَسعَدُونَ ، وَيُعرِضُ عَنهَا آخَرُونَ مَخذُولُونَ ، فَيَخسَرُونَ وَيَشقَونَ " إِنَّ سَعيَكُم لَشَتَّى . فَأَمَّا مَن أَعطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالحُسنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرَى . وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاستَغنَى . وَكَذَّبَ بِالحُسنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسرَى . وَمَا يُغنِي عَنهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى "

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، صَحَائِفُ الحَرِيصِينَ تَمتَلِئُ بِالحَسَنَاتِ ، وَيَعلُونَ كُلَّ يَومٍ في مَقَامَاتِ الخَيرِ وَالبِرِّ دَرَجَاتٍ ، وَمَسرُوقُ الوَقتِ مُضَيِّعٌ لِسَاعَاتِهِ ، مُتَّبِعٌ لِشَهَوَاتِهِ ، يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الأَمَانيَّ ، فَوَا حَسرَتَهُ يَومَ يَلقَى رَبَّهُ وَهُوَ خَالي الوِفَاضِ مِنَ الحَسَنَاتِ ، أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ أَيُّهَا المُؤمِنُونَ ، فَإِنَّ اتِّبَاعَ هَوَى النَّفسِ وَالانهِزَامَ لَهَا ، لَهُ عَلامَاتٌ وَمَظَاهِرُ ، عُكُوفٌ عَلَى أَجهِزَةِ تَوَاصُلٍ وَقَنَوَاتٍ في  اللَّيلِ ، تُقَلَّبُ فِيهَا الأَعيُنُ وَتَمتَلِئُ بِمَا فِيهَا الأَسمَاعُ ، وَمُصَاحَبَةٌ لأَصحَابِ سُوءٍ لا يُعِينُونَ عَلَى طَاعَةٍ وَلا يَأمَرُونُ بِمَعرُوفٍ ، وَلا يُذَكِّرُونَ بِخَيرٍ وَلا يَنهَونَ عَن مُنكَرٍ ، ثم نَومٌ في النَّهَارِ عَنِ الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَةِ ، ، وَشُحٌّ وَبُخلٌ وَتَأَخُّرٌ عَنِ العَطَاءِ ، وَسُوءُ خُلُقٍ وَبَذَاءَةُ لِسَانٍ وَقَولُ زُورٍ ، وَغِلظَةٌ قَلبٍ وَقَسوَةٌ في التَّعَامُلِ وَفَظَاظَةٌ وَتَجَهُّمٌ ، فَالحَذَرَ الحَذَرَ ، وَلْنَأخُذْ بِسَبِيلِ المُؤمِنِينَ السَّابِقِينَ ، وَلْنَحذَرْ أَن نَكُونَ مِنَ الخَالِفِينَ المُتَخَلِّفِينَ ؛ فَإِنَّ مَن قَلَّدَ الكُسَالَى وَأَطَاعَ المُخَذِّلِينَ ، عَضَّ أَصَابِعَ النَّدَمِ مَعَ الظَّالِمِينَ ، يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إِلاَّ مَن أَتَى اللهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ " وَيَومَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيهِ يَقُولُ يَا لَيتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً . يَا وَيلَتَى لَيتَنِي لم أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً . لَقَدْ أَضَلَّني عَنِ الذِّكْرِ بَعدَ إِذْ جَاءَني وَكَانَ الشَّيطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً "

المرفقات

1741263964_مضت سبع ليال من رمضان.docx

1741263964_مضت سبع ليال من رمضان.pdf

المشاهدات 3350 | التعليقات 1

جزاك الله خير الجزاء

خطبة جميلة نتيجة جهد كبير 

زادكَ الله علماً وفهماً وإخلاصاً