خطبة مستفادة (عيد الفطر لعام 1439هـ)
أبو المقداد الأثري
خُطْبَةُ عِيدِ الْفِطْرِ
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَر!
الْحَمْدُ للهِ المُتَفَرِّدِ بِالجَلَالِ وَالْكَمَالِ وَالْجَمَالِ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ المُتَعَالِ، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى سَابِغِ النِّعَمِ وَجَزِيلِ النَّوَالِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، سَجَدَ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، خَيْرُ مَنْ مَشَى، وَأَكْرَمُ مَنْ قَالَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ المَآلِ.
أٌمَّةَ الْإِسْلَامِ:
هَنِيئًا لَكُمْ عَلَى إِتْمَامِ الصِّيَامِ وَإِكْمَالِ الْقِيَامِ، وَهَنِيئًا لَكُمْ بِهَذَا الْعِيدِ الْعَظِيمِ، دَامَتْ عَلَيْكُمُ الْفَرْحَةُ وَالسُّرُورُ، وَالْبَهْجَةُ وَالْحُبُورُ. وَإِنَّهُ يَحِقُّ لِكُلِّ مَسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ أَنْ يُعَبِّرَ فِي هَذِهِ الْمُنَاسَبَاتِ عَنْ فَرَحِهِ وَسُرُورُهِ، وَأَنْ يَبْتَهِجَ فِي الْمَوَاسِمِ وَالأَعْيَادِ، وَالْتَعْبِيرُ عَنِ الْفَرْحَةِ يُنْعِشُ النَّفْسَ، وَيُجَدِّدُ النَّشَاطَ؛ لَكِنَّهُ فَرَحٌ فِي إِطَارِ الشَّرْعِ، وَضَوَابِطِ الدِّينِ، فَلَا خُيَلَاءَ وَلا إِسْرَافَ، وَلا اخْتِلَاطَ بَيْنَ رِجَالٍ غَيْرِ مَحَارِمَ مَعَ النِّسَاءِ، فَلا تَضْيِيعَ لِلْوَاجِبَاتِ أَوِ اقْتِرَافٍ لِلْمُحَرَّمَاتِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
إِنّ الْمُسْلِمَ لَيَفْرَحُ بِأَنَّ اللهَ أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ، وَطَهَّرَ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ، وَعَطَّرَ لِسَانَهُ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، نَفْرَحُ لِنِعْمَةِ الإسلام ونعمة الْأَمْنِ التي تُظَلِّلُ بِلَادَنَا، وَالاسْتِقْرَارِ الذِي يَعُمُّ أَرْضَنَا، فَالْحُكُومَّةُ سُنِّيَّةٌ وَالدُّسْتُورُ هُوَ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ فالحمد لله له الفضلُ والمنه .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
إِخْوَةَ الْإِسْلَامِ:
وَإِنَّ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ وَأَعْظَمِ نَصَائِحِهِ وَأَجَلِّ خُطَبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ بِمِنَى فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ : « نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي، فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ، غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنَّصِيحَةُ لِوُلَاةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ، تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ».
فهذهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ دَعَا إِلَيْهَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ، فَمَا أَعْظَمَهَا وَمَا أَجَلَّهَا، وَمَا أَعْظَمَ نَفْعَهَا عَلَى مُسْتَوَى الْفَرْدِ والمُجْتَمَعِ، وَفِي الدُنْيَا وَالآخِرَةِ.
أَمَّا الأُولَى: فَهِيَ إِخْلَاصُ الْعَمِلِ للهِ تَعَالَى، بِأَنْ يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شِرِيكَ لَهُ، وَبِأَنْ يَكُونَ المُرَادُ مِنَ الْعِبَادَةِ وَجْهُ اللهِ لَا يُرَادُ بِهَا الرِّيَاءُ وَلَا السُّمْعَةِ وَلَا الدُّنْيَا.
وَإِخْلَاصُ الْعَمَلِ للهِ وَحْدَهُ هُوَ الَّذِي لِأَجْلِهِ خَلَقَ اللهُ الثَّقَلَيْنِ، وَبِهِ أَرْسَلَ اللهُ الرُّسُلَ، وَأَنْزَلَ اللهُ الكُتُبَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
وَقَالَ تَعَالَى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}، وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}.
فَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَّخِذَ مَعَ اللهِ شَرِيكًا يَعْبُدُهُ لَا بُدُعَاءٍ فِي رَخَاءٍ وَلَا بِاسْتِغَاثَةٍ فِي ضَرَّاءَ، وَلَا بِذَبْحٍ وَلَا بِنَذْرٍ ، بَلْ ذَلِكَ كُلُّهُ حَقٌّ خَالِصٌ للهِ تَعَالَى لَا شَرِيكَ لَهُ ، كَمَا هُوَ الْحَالُ فِي سَائِرِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ وَخِصَالِهَا وَشُعَبِهَا.
فَعَلَى مَنْ فُتِنُوا بِعِبَادَةِ الْأَمْوَاتِ، وَتَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْ بِالتَّوَسُّلِ بِالْقُبُورِ وَالْأَضْرِحَةِ، وَالْأَشْجَارِ وَالْأَحْجَارِ، وَالأَوْلْيِاَءِ وَالسَّادَةِ أَنْ يَتُوبُوا إِلَى اللهِ وَأَنْ يُخْلِصُوا الدِّينَ للهِ كَمَا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى، فَإِنَّ اللهَ لَا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ فِي عِبَادَتِهِ أَحَدٌ سِوَاهُ، وَلَوْ كَانَ مَلِكًا مُقَرَّبًا أَوْ نَبِيًّا مُرْسَلًا أَوْ وَلِيًّا صَالِحًا.
عَلَيْهِمُ المُبَادَرَةُ إِلَى التَّوْبَةِ قَبْلَ المَوْتِ لِأَنَّ الشِّرْكَ هُوَ أَعْظَمُ الذُّنُوبِ وَأَكْبَرُهَا، وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ أَهْلَهُ بِقَوْلِهِ: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ إِخْلَاصَ الْعَمَلِ وَالدِّينِ لَكَ، وَنَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ وَالسَّلَامَةَ مِنَ الشِّرْكِ كُلِّهِ، أَكْبَرِهِ وَأَصْغَرِهِ، ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
وَأَمَّا الخِصْلَةُ الثَّانِيَةُ: فَهِيَ مُنَاصَحَةُ وُلَاةِ أُمُورِ المُسْلِمِينَ، وَهِيَ وَصِيَّةٌ عَظِيمَةٌ مُوَجَّهَةٌ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الرَّعِيَّةِ بِأَنْ يُؤَدِّيَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِ لَوَلِيِّ الأَمْرِ، وَذَلِكَ بِاعْتِقَادِ بَيْعَتِهِ وَبِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَبِالدُّعَاءِ لَهُ بِالصَّلَاحِ وَالْعَافِيَةِ وَحُسْنِ الْبِطَانَةِ، وَبِالتَّعَاوُنِ مَعَهُ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَبِالصَّبْرِ عَلَى جَوْرِهِ وَظُلْمِهِ، وَعَدَمِ نَزْعِ الْيَدِ مِنْ طَاعَتِهِ لِأَجْلِ ذَلِكَ، وَمِنَ الصَّبْرِ عَلَى جَوْرِهِ الْقِيَامُ بِحُقُوقِهِ وَأدَاؤُهَا لَهُ, لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ»، وَمِنَ الصَّبْرِ عَلَى جَوْرِهِ وَظُلْمِهِ كَفُّ اللِّسَانِ عَنْ سَبِّهِ وَشَتْمِهِ وَالدُّعَاءِ عَلَيْهِ وَذِكْرِ مَعَايِبِهِ وَتَأْلِيبِ النَّاسِ عَلَيْهِ وَتَنْفِيرِ الْقُلُوبِ عَنْهُ، لِأَنَّ هَذَا يُنَافِي النُّصْحَ المأْمُورَ بِهِ لَهُمْ، وَلِأَنَّ الْأَحَادِيثَ النَّبَوِيَّةَ وَالآثَارَ السَّلَفِيَّةَ جَاءَتْ مُصَرِّحَةً بِالنَّهْيِ وَالزَّجْرِ عَنْ ذَلِكَ لِمَا تُفْضِي إِلَيْهِ مِنَ الْفِتَنِ الْكِبَارِ، وَالمَصَائِبِ الْعِظَامِ.
وَنَحْنُ فِي هَذَا الْبَلَدِ الطَّيِّب ِالمُبَارَكِ نَعِيشُ فِي ظِلَالِ وَلَايَةٍ مُسْلِمَةٍ تَحْكُمُ فِينَا بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُومُ عَلَى عَقِيدَةِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فَلَهَا عَلَيْنَا حَقٌّ عَظِيمٌ أَنْ نَقِفَ مَعَهَا بِكُلِّ مَا أُوتِينَا مِنْ قُوَّةٍ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالمَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، فَإِنَّ الأَعْدَاءَ وَالمُتَرَبِّصِينَ وَدُعَاةِ الْفِتَنِ كَثِيرٌ، فَلْنَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْهُمْ وَلَا سِيَّمَا الْجَمَاعَاتُ السِّيَاسِيَّةُ الَّتِي تَلْبِسُ لِبَاسَ الدِّينِ لِشِدَّةِ تَلْبِيسِهَا وَعِظَمِ خَطَرِهَا وَعَلَى رَأْسِهَا التَّنْظِيمُ الإِرْهَابِيّ المَعْرُوفُ (بِجَمَاعَةِ الإِخْوَانِ المُسْلِمِينَ). فَإِنَّهُ مَا فَتِئَ يُرَبَّي الْأَجْيَالَ عَلَى عَدَاوَةِ دَوْلَتِهِمْ وَبُغْضِ حُكَّامِهِمْ وَبُغْضِ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ وَرِجَالِ الْأَمْنِ المُخْلِصِينَ، حَتَّى يُحَقِّقَ مِنْ خِلَالِ هَذِهِ التَّرْبِيَةِ أَهْدَافَهُ فِي تَدْمِيرِ الْبِلَادِ، وَإِفْسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَإِزَالَةِ نِعْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْأُلْفَةِ الَّتِي مَنَّ اللهُ بِهَا عَلَيْنَا. لَا حَقَّقَ اللهُ لَهُمْ غَايَةً وَلَا رَفَعَ لَهُمْ رَايَةً إِنَّهُ قَوِيٌّ عَزِيزٌ.
اللهُ أكبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِله الْحَمْدُ.
وَالْوَصِيَّةُ الثَّالِثَةُ مِنَ الْوَصَايَا النَّبَوِيَّةِ الْكَرِيمَةِ لُزُومُ جَمَاعَةِ المُسْلِمِينَ، وَهِيَ وَصِيَّةٌ عَظِيمَةٌ تَعْنِي التَّمَسُّكَ بِمَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ الأُولَى الَّتِي اجْتَمَعَتْ عَلَى الْحَقِّ وَلَمْ تَتَفَرَّقْ فِيهِ، وَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَذَلِكَ بِالِإيْمَانِ بِكُلِّ مَا جَاءَ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا. وَاجْتِنَابِ الْبِدَعِ وَالمُحْدَثَاتِ، وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الْفِرَقِ وَالْأَحْزَابِ المُخَالِفَةِ لِلسُّنَّةِ.
وَمِنْ لُزُومِ جَمَاعَةِ المُسْلِمِينَ لُزُومِ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ لِأَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ أَهْلُ أُلْفَةٍ وَاجْتِمَاعٍ، وَأَمَّا الخُرُوجُ وَالشُّذُوذُ عَلَى الْجَمَاعَةِ وَنَزْعُ الْيَدِ مِنَ الطَّاعَةِ، وَالتَّمَرُّدُ عَلَى وُلَاةِ الْأُمُورِ، وَسُلُوكُ مَسْلَكِ المُظَاهَرَاتِ فَهُوَ مِنْ طَرِيقَةِ وَمَنْهَجِ الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَالمُعْتَزِلَةِ وَأَذْنَابِهِمْ. فَاحْذَرُوا الْفِرَقَ والْبِدَعَ وَالْجَمَاعَاتِ، فَإِنَّ الْفِرَقَ كُلَّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ كَانَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، كَمَا ثَبَتَ عَنْ نَبِيِّنَا الْكَرِيمُ. فَمَنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ هَذِهِ الْخِصَالُ الثَّلَاثُ فَقَدْ سَلِمَ قَلْبُهُ مِنَ الْخِيَانَةِ وَالحِقْدِ وَالشَّحْنَاءِ. وَأَنْعِمْ وَأَكْرِمْ بِقَلْبِ مُوَحّدٍ سَلِمَ مِنْهَا. وَمَنْ لَزِمَ الْجَمَاعَةَ نَالَتْهُ بَرَكَةْ دَعْوَةِ المُسْلِمِينَ، وَبَرَكَةِ اجْتِمَاعِهِمْ كَمَا يُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ)
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدِ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَدْيِ سَيِّدِ المرْسَلِينَ أَقُولُ هَذَا الْقَوْلُ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ.
الْخُطْبَةُ الثَانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ وَآلائِهِ، فَالحَمْدُ للهِ عَلَى نِعْمَةِ بُلُوغِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَعَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ، وَنَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُتِمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَهُ بِقَبُولِ صَالِحِ أَعْمَالِنَا وَالتَّجَاوُزُ عَنْ سَيِّئَاتِنَا وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِنَا وَزَلَّاتِنَا، إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيمٌ عَفُوٌّ حَلِيمٌ.
مَعَاشِرَ المؤْمِنِينَ:
لقد شرع الله لنا زَكَاةُ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ مِنْ قُوتِ الْبَلَدِ تُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ، وَالْوَاجِبُ أَنْ تُخْرَجَ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ. وَمَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ فَأَخَّرَهَا عَمْدًا أَوْ نَسْيَانًا فَهِيَ فِي ذِمَّتِهِ حَتَّى يُؤَدِيَهَا، وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ وَيَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ تَأْخِيرِهَا بِلَا عُذْرٍ شَرْعِيٍّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ» أَيْ إِنْ شَاءَ اللهُ قَبِلَهَا بِفَضْلِهِ، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا فَلَمْ يَقْبَلْهَا سُبْحَانَهُ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَظَاهِرِ الْعِيدِ مَا يَحْدُثُ بَيْنَ الأَهْلِ وَالْجِيرَانِ مِنَ صِلَةٍ لِلْأَرَحَام وَتَبَادُلٍ للتَّزَاوِرِ وَالسَّلامِ، مِمَّا لَهُ الأَثَرُ الْبَالِغُ عَلَى النُّفُوسِ فِي نَشْرِ الْمَحَبَّةِ وَالأُلْفَةِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ الأَقَارِبِ، وَهَذِهِ عِبَادَةٌ عَظِيمَةٌ جَاءَتْ بِهَا الشَّرِيعَةُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِيُّ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: إِنَّ الْعِيدَ فُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ لِتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَمَنْ تَرَكَ شَيْئَاً للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرَاً مِنْهُ.
وهمسةٌ أخيرة في أُذن مسكينٌ جالسٌ بينَنا أو يسمعني الآن، وقدْ هجرَ أمَّه وأباه، أو أختَه وأخاه، أو بني عمومة أو خوال أو أقارب له، يا ضيعةَ العمرِ إن كنتَ تُعيِّدُ مديرَك وجيرانَك وزملاءَك، وقد هجرْتَ أمَّك وأباك، وأختَك وأخاك وأقاربك وأرحامك.
همسة في أذنك: صدقْنِي لا يفرحُ بمثلِ هذي القطيعة إلا الشيطانُ الرجيم، والعدوُّ اللئيم، وهل العيدُ إلا لمنْ صفحَ وعفا، وأجابَ ودعا، وبادَرَ ونسَى، فبادِرْ إلى البرِّ والصّلة، والنورِ والسرور، والرزقِ والعُمُر، قال الله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا(
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ وَالْمُسْلِمَاتُ: إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لَنْ يَنْقَطِعَ بِانْقِضَاءِ رَمَضَانَ ، بَلْ لا نَزَالُ نَتَعَبَّدُ لِرَبِّنَا سُبْحَانَهُ بِالصَّلاةِ وَالْقُرْآنِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ حَتَّى نَلْقَاهُ وَهُوَ رَاضٍ عَنَّا.
وَإِنَّ مِنْ ذَلِكَ صَيَامَ سِتٍّ مِنْ شَوَّال قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتَّاً مِنْ شَوَّال كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ) رواه مسلم ! فَيَجُوزُ صِيَامُهَا مُتَفَرِّقَةً وَمُجْتَمِعَةً، مِنْ أَوِّلِ الشَّهْرِ أَوْ آخِرِهِ، وَلَكِنْ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ رَمَضَانَ فَلا يَصُومَنَّهَا حَتَى يَقْضِي.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.
وَاعْلَمُوا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ قَدْ تَوَافَقَ فِي يَوْمِنَا هَذَا عِيدَانِ : عِيدُ الْفِطْرِ وَالْجُمْعَةِ , وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعِيدَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا , فَعنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَلْعِيدَ , ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ, فَقَالَ (مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ) رواه أبو داود وصححه ابن خزيمة والألباني رحمها الله.
وَلَكِنْ عَلَى أَئِمَّةِ الْجُمُعَةِ أَنْ يُصَلُّوا, فَيُقِيمُوا الْجُمُعَةَ فِي الْجَوَامِعِ, فَمَنْ حَضَرَهَا مِمَّنْ حَضَرَ الْعِيدَ فَهُوَ أَفْضَلُ , وَمَنْ أَحَبَّ أّنْ لا يَحْضُرَ فَلا بَأَسْ . وَلَكِنْ هُنَا لابُدَّ أَنْ يُصَلِّيَ الْظُهْرَ, وَلا يَظُنُّ أَحَدٌ أَنَّهُ يَسْقَطُ عَنْهُ الظَّهْرُ فَهَذَا غَلَطٌ , فَلا بُدَّ أَنَّ يُصَلِّيَ الْجُمْعَةَ أَوِ الظَّهْرَ . فَنَبِّهُوا النَّاسَ عَلَى هَذَا . وَلَكِنْ أَيْنَ يُصَلِّي الظُّهْرَ من لم يحضر الجمعة وقد حضر العيد؟ الْجَوَابُ : يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ , وَلا يَجُوزُ أَنْ تُقَامَ صَلاةُ الظُّهْرِ فِي الْمَسَاجِدِ فِي هَذَا الْيَوْمِ, وَقَدْ نَصَّ عَلَى مَنْعِ ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ, كَسماحة الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمِ رَحِمَهُ اللهُ مُفْتِي الدِّيَارِ السُّعُودِيَّةِ سَابِقَا ,وغيره من العلماء .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.
أَيَّتُهَا الأَخَوَاتُ الشَّرِيفَاتُ، وَالْحَرَائِرُ الْمَصُونَاتُ الْعَفِيفَاتُ: يَا مَنْ أَعَزَّكُنَّ اللهُ بِالدِّينِ، وَشَرَّفَكُنَّ بِالسِّتْرِ وَالْجِلْبَابِ! تَمَسَّكْنَ بِحِجَابِكُنَّ، كَمَا تَتَمَسَّكْنَ بِدِينِكُنَّ، فَاللهَ اللهَ فِي حَيَائِكُنَّ وَعَفَافِكُنَّ، وَاعْلَمْنَ أَنَّ الْمَرْأَةَ بِصَلَاحِهَا يَصْلُحُ الْمُجْتَمَعُ، وَبِفَسَادِهَا يُصْبِحُ الْمُجْتَمُعُ فِي تَيهٍ وَسَرَابٍ. فَالْأُمُّ هِيَ الْمُجْتَمَعُ، وَالْأُمُّ هِيَ الْأَسَاسُ، وَهِيَ صَمَّامُ الْأَمَانِ بِإِذْنِ اللهِ.
الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا …. أَعْدَدْتَ شَعْبَاً طَيِّبَ الْأَعْرَاقِ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
عبَادَ اللهِ:
اتَّقُوا اللهَ وَاعْمَلُوا خَيْراً، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّكُمْ، وَسَلُوهُ الإِعَانَةَ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ، وصَلُّوا وسلِّموا رحمكم الله على خير خلق الله، محمّد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، وكما قال في سُنته: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا) رَوَاهُ مُسْلِم.
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصَّيِامَ وَالْقِيَامَ وَالْقُرْآنَ وسائر أعمالنا الصالحة ، وَأَعِنَّا عَلَى كُلِّ خَيْرٍ وَجَنِّبْنَا كُلَّ شَرٍّ، اللهُم وفق رجال أمننا المرابطين على ثغور بلادنا على حدودنا وفي الطرق والمدن والبوادي، اللهم انصُر جنودنا البواسل ومن معهم من جنود التحالف والشرعية في اليمن، اللهم انصرهم على الحوثيين المُعتدين, وأخذل دولةَ المجوس المشركين. اللهم عليك بالصفويين والحوثيين والنصيريين ومن عاونهم وساندهم يا رب العالمين، اللهم اشدد وطأتك عليهم، وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، ومزقهم في الأرض كل مُمَزق، ولا تجعل لهم على السنة وبلادها وأهلها سبيلاً، واخذلهم في العالمين، اللهم من جاهدهم على سنة فأعزه، ومن مات في جهادهم فاقبله شهيداً، ومن ساندهم بقول أو مقال أو إعلام فاخذله وامكر به واكشف تلبيسه، إنك سميع الدعاء. اللهُم انصر إخواننا أهل السُنة في كل مكان، اللهم عليك بعدوك وعدوهم.
اللهم من أراد أمننا، وإيماننا، واستقرارنا، ورخائنا، وولاة أمرنا، وشعب هذه البلاد، والمُقيمين على أرضها بسوء، فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره، وأدر عليه دائرة السوء يا ذا الجلال والإكرام.
اللَّهُمَّ وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وإخوانه وأعونه لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم هيء لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه، وألف ما بينهم وسدد اقوالهم وأعمالهم لما فيه الخير للإسلام والمسلمين والبلاد والعباد.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللهم ارفع عنهم الفتن والمحن، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَهُمْ وَاحْفَظْ أَعْرَاضَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُمْ وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ، اللَّهُمَّ وَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ وَاكْفِهِمْ شِرَارَهُمْ يَا مَنْ بِيَدِهِ الأَمْرُ يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيم!
.اللهم أرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر لنا، ولآبائنا، ولأمهاتنا، ولولاة أمرنا، ولعُلمائنا، ولمن له حقٌ علينا، ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوفٌ رحيم.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).