(خطبة ) مساعدة إخواننا في السودان
خالد الشايع
الخطبة الأولى ( مساعدة إخواننا في السودان ) 22/10/1444
أما بعد فيا أيها الناس : اتقوا الله واحمدوه واشكروه على نعمة الأمن ، فهذه الديار من حولكم تتخطف ، وينزع الأمن عنهم ، وتمحق الأرزاق ، وتزهق الأرواح ، ويتسلط أهل الشر ، ولا يستطيع الناس حضور الجماعة والجماعات .
عباد الله : في كل يوم نسمع عن زلازل ومحن تنصب على المسلمين في ديارهم ، من حروب واختلافات ، كما قال الشاعر :
أن اتجهت إلى الإسلام في بلد تجد كالطير مقصوص جناحاه
خلافات سياسية ، يجني نتاجها الشعوب المستضعفة ، وفي الآونة الأخير ، سمعتم بالخلاف في السودان الشقيق ، البلد المسالم ، الذي عرف أهله بالطيبة وحسن الخلق والأمانة ، خلاف دب ، فنزع الأمن ، وحلت المجاعة ، تجد العصابات ينهبون الأسواق والمتاجر ، وربما البيوت ، والناس خائفة فلا يخرجون إلى الشوارع ، والبنوك تعطلت ، وخلت أيدي الناس من النقود ، وأصيب الناس بالغلاء في البضائع ، ونقصت الإمدادات للمستشفيات ، فقل الأمن وجاع الناس وهلكت الأنفس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، صحيح أن هذا في العاصمة الخرطوم وما حولها ، ولكن التأثير يطال كل المدن شيئا فشيئا ، وهرب الناس من البلد ، وأصبحت المدينة فوضى بلا رئيس يسوس الأمور .
أيها المؤمنون : ماهو موقف المسلم من أحداث السودان ؟
أولا : المسلم يتألم لما يحدث لإخوانه في أي بلد مسلم ، وهذه علامة الإسلام ، كما أخرج الشيخان في صحيحهما من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”
فتتبع أخبار المسلمين والفرح لفرحهم ، والحزن لحزنهم ، والدعاء لهم ، من علامات الإسلام .
ثانيا : أن يعلم المسلم أننا في دار هي دار بلاء واختبار ، فلا يستغرب وقوع هذه الكوارث على المسلمين ، من حروب وقتل وجوع وتسلط كفار ، فهذه دار خلقنا الله فيها ليمتحننا ، والدار الحقيقية هي الدار الآخرة حيث ينعم المؤمنون ، ويعذب الكافرون ، قال تعالى ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون )
الحيوان يعني الحياة الحقيقية .
فلا غرابة من وقوع البلاء على المؤمنين في هذه الحياة ، ولا يستغرب إلا من لم يعرف حكمة الله ، ومقاصد شرعه ، جل في علاه .
ثالثا : أن الله يمهل للظالم ثم يأخذه على غرة ، فلا يحسبن الذين يظلمون الناس أنهم معجزوا الله جل وعلا ، بل لهم موعد لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون ، وستكون العاقبة للمتقين ، كما وعد الله بذلك في كتابه ، ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا العاقبة للمتقين ) وهذه العاقبة قد يراها المسلم في حياته ، وقد يموت وتكون بعد موته ، فبعض الصحابة ماتوا بمكة وهم مستضعفون ، ولم يروا النصر الذي صار بعدهم ، ولكن أجرهم تام ، والعبرة بجملة المسلمين وليس بأفرادهم .
اللهم أصلح أحوال المسلمين ، وارفع عنهم البلاء يارب العالمين ، أقول قولي هذا ......
الخطبة الثانية
أما بعد فيا أيها الناس : إن مما يجب على المسلم تجاه إخوانه المسلمين لما تصيبهم النكبات ، أن يقف معهم بكل ما يستطيع ، نصرة بنفسه ثم بماله ولا يعذر عن نصرتهم بدعائه ، ومثل ما وقع في السودان هو للأسف صراع بين فئتين من المسلمين ، والأمر فيها ملتبس ، والواجب السعي في الإصلاح بينهم ، وعدم المشاركة في إزهاق الدماء ، ومن ثم نصرة المظلومين والمتضررين ، وإن الناظر في أحوال إخواننا خصوصا في العاصمة الخرطوم ، يسمع بأخبار الجوع والمرض الذي بدأ يدب بينهم ، وهم بحاجة لمد يد العون ، وهذا أقل ما يقدمه المسلم لإخوانه ، ولقد كان للملكة دور كبير في قضية السودان من الدخول كمصلح بين الأطراف المتنازعة ، وكذلك إجلاء المتضررين من البلد ، وكذلك فتح منصة ساهم للتبرع للمتضررين من الحرب في السودان ، وهي تدعو كل مقتدر أن يساهم عبر هذه المنصة ، نصرة لإخوانه فهو أقل ما يقدمه المسلم لإخوانه في السودان الشقيق .
عباد الله : والله إننا في نعمة يحسدنا عليها العدو ويغبطنا عليها الصديق ، فلنحافظ عليها بالتمسك بالدين والشرع القويم ، ونبذ كل ما يخالف الدين أو يجانب الطريق المستقيم ، ولنشكر الرب الكريم ، فبالشكر تدوم النعم .
اللهم أدم علينا أمننا ، وارزقنا شكر نعمك ، واستعمالها في طاعتك
رالمرفقات
1683817148_خطبة مساعدة إخواننا في السودان.docx