خطبة مختصرة لمن يفضل الخطب الارتجالية (مسائل وووصية )

بندر بن عبدالله الرشود
1437/09/26 - 2016/07/01 04:30AM
الخطبة الأولى
عباد الله ، أيام قليلة وَيُوَدِّعُنَا شَهرُ الخير والبركات، فَسَلامُ اللهِ عَلَى شَهرٍ فضله الله على ما سواه ، أقبل فيه الموفقون عَلَى الخَيرِ وَأَقصَرَوا عن الشَّرِّ ، وتزودوا فيه من الخيرات والطاعات وأحسنوا ضيافته بما استودعوه من الأعمال الصالحة , فيالبشراكم يا مَن صحبتم كتاب الله وعشتم مع كلامه سبحانه , وهنيئا لكم يا اهل التراويح والقيام , هنيئا لكم يا اهل الصدقات والتفطير , هنيئا لكم يامن أحييتم بيوت الله بالذكر والتلاوة والجلوس فيها حتى تشرق الشمس وانتم تتلون كتاب الله وتسبحونه وتستغفرونه .

أيها الإخوة ثمة مسائل مهمة نتناولها في هذه الخطبة بعون الله تعالى
أما المسألة الأولى فهي تتعلق بزكاة الفطر فانه لا يخفى عليكم ايها الإخوة ان زكاة الفطر واجبة على كل مسلم صغيرا كان او كبيرا كما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه قال فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ الْفِطْرِ - أَوْ قَالَ رَمَضَانَ - عَلَى الذَّكَرِ وَالأُنْثَى ، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ : صَاعاً مِنْ تَمْرٍ , أَوْ صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ .
فهي تلزم الإنسان عن نفسه، وعن كلِّ من تجب عليه نفقته، ومنهم الزوجة؛ لوجوب نفقتها عليه, وأما الحمل في البطن فيستحب إخراجها عنه ولا يجب , وهذا القدر لا يكاد يخفى على أحد من المسلمين ولله الحمد , ولكن ثمة أخطاء يقع فيها البعض في أداء هذه الفريضة
فمن تلك الأخطاء : دفعها لغير مستحقيها , فترى بعض الناس هداه الله يدفع زكاته لأدنى سائل يلقاه في طريقه دون أن يتحرى عن أحقيته فيها , أو يضعها في أقرب حاوية مكتوب عليها ( هنا تستقبل زكاة الفطر ) دون أن يتاكد من نظاميتها ومصداقيتها والى أي جهة تنتمي , فان المتسولين والمخادعين من أصحاب الحاويات وللأسف ينتشرون في هذه الأيام ليأكلوا أموال الناس بالباطل .
كما ينبغي التنبه إلى أن مصرف زكاة الفطر هو في الفقراء والمساكين فقط دون غيرهم من أصناف أهل الزكاة فضلا عن أن يكونوا غير مسلمين بل هي خاصة لفقراء المسلمين ومساكينهم وذلك لما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ، طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ , فخصهم بها دون من سواهم كما قال ابن تيمية رحمه الله وغيره من العلماء .

ومن الأخطاء كذلك إخراج الزكاة نقودا بدلا من الطعام , وهذا وان قال به بعض العلماء قديما وحديثا إلا أنه قول مرجوح كما نبه على ذلك كبار علمائنا وفيه تفويت لشعيرة زكاة الفطر وإماتة لها وفيه مخالفة للمقاصد الشرعية .

ومن الأخطاء كذلك تأخير إخراجها إلى بعد صلاة العيد او تقديمها قبل العيد بثلاثة أيام فأكثر , ومن فعل ذلك فانه يكون آثما فهو كمن أدى الصلاة في غير وقتها , وإنما يجوز إخراجها قبل العيد بيومين فقط , والسنة إخراجها يوم العيد قبل الصلاة .

وأما المسألة الثانية فهي تتعلق بالسنن الواردة في ختام شهر رمضان ويوم العيد
فأما ما يتعلق بختام الشهر فليس فيه إلا سنة واحدة وهي سنة قد يغفل عنها خلق كثير من المسلمين وهي سنة التكبير من بعد غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان وحتى خروج الإمام لصلاة العيد , فيشرع التكبير في السوق وفي الطريق وفي البيوت والمساجد ونحو ذلك , وقد نص الله تعالى على ذلك في آيات الصيام فقال جل في علاه ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون )
وقال ابن عباس رضي الله عنه :(حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا)

وأما سنن العيد فهي وان كانت معلومة عند كثير من الناس كالفطر على وتر من رطب أو تمر , ومخالفة الطريق إلى المسجد, إلا أنه ينبغي استشعار التعبد والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك , وكذلك استشعار حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( للصائم فرحتان , فرحة يوم فطره وفرحة عند لقاء ربه ) فيستشعر الفرحة في ذلك ويحمد الله على بلوغ شهر رمضان وتمام صيامه وما أنعم الله عليه فيه من التوفيق للخير والطاعات .
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وأتم علينا شهر رمضان بعفوه ومغفرته , أقول ما تسمعون واستغفر الله .

الخطبة الثانية
الحمدلله ......... ( يا أيها الذين امنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون )
أيها الإخوة هذه الليلة ليلة السبت هي ليلة السابع والعشرين من رمضان , وهي أحرى ليالي العشر بليلة القدر , كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ومع أن القول الراجح هو أن ليلة القدر تنتقل بين ليالي الوتر ولا تختص بليلة معينة , الا أن لهذه الليلة مزية على غيرها لما جاء في صحيح مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه: ( والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين ). وكان أُبي يحلف على ذلك ويقول: ( بالآية والعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها )
فيا شباب الإسلام ويا زينة الأيام إذا صلحتم ؛ الله الله بسنة نبيكم عليه الصلاة والسلام , فإنه ما ترك الاعتكاف منذ قدم المدينة حتى قبضه الله تعالى ) عليه صلوات الله وسلامه
اغتنموا بقية رمضان وأنفاسه العطرة بإحياء باقيه , ولم يبقَ إلا القليل , اغتنموا أوقات فراغكم وعدم انشغالكم بالرزق والزوجة والولد, أحيوا بيوت الله بالذكر والتلاوة والاستغفار والصلاة , اجعلوا هذه الأيام شامة في تاريخ حياتكم , وجوهرة في أول أعماركم , ونورا في زهرة شبابكم ,
ثم اعلموا رحمكم الله أن الأظهر والله أعلم ان أقل الاعتكاف ليلة , وهي تبدأ من بعد صلاة المغرب وحتى طلوع الفجر .
فالله الله عباد الله لا تغلبوا على هذه الأنفاس المعدودة واجعلوا ختام شهركم مسكا وريحانا
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك والعتق من نيرانك والفوز بجناتك جنات النعيم اللهم أعد علينا شهر رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية مزيدة برحمتك يا أرحم الراحمين
هذا وصلوا ,,
المشاهدات 2417 | التعليقات 0