خطبة مختصرة في التحذير من المخدرات

صالح الخليفة
1444/10/14 - 2023/05/04 19:55PM

الحمد لله رب البريَّات، يقبلُ التوبةَ عن عباده ويعفو عن السيئات، سبحانه وبحمده حرَّم علينا الخبائثَ وأحلَّ لنا الطيبات، أحمده سبحانه وأشكره، وأثني عليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أزكى تحيةٍ وصلاة.

أما بعد: فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، فإنه سبحانه يعلم السرَّ وأخفى.

أيها المسلمون: لقد كرَّم الله الإنسانَ بالعقل، وجعله مناطَ التكليف، قال سبحانه: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم)، وبالعقل تميَّز الإنسان وتكرَّم، وترقَّى في شأنه وتعلَّم، به يميَّز الخيرَ من الشر، والنفعَ من الضُّر، فإذا زال عقلُ الإنسان لم يكن بينه وبين البهائم فرق، بل هو أضلُّ منها، قال سبحانه: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ).

وإنَّ من أعظم ما يفسد العقل: المخدِّراتُ بأنواعها، فهي شرٌّ عظيم، أولها متعة، وعاقبتُها الخسران المبين، فهي تدمِّر الجسد، وتفسد العقل، وتجلب الأمراض، وتُذهب المال، وتقتل الغيرة.

ونحن في هذه البلاد المباركة نواجه هجومًا شرسًا من جهاتٍ معادية للدين والوطن، بتهريب المخدِّرات وترويجها بين أبنائنا، لإفساد البلاد والعباد، اجتماعيًّا واقتصاديًّا ودينيًّا وأخلاقيًّا، فاللهم اكفنا شرورهم، واحفظنا بحفظك.

أيُّها المسلمون: إن الحديث عن المخدِّرات وآثارِها ومآسيها حديثٌ مؤلم، ولكن السكوت عنه لا يزيد الأمرَ إلا إيلامًا، فلا بُد من إدراك حجمِ الخطر، ثم التكاتُف والتآزر بين أفراد المجتمع ومؤسساته للحدِّ من هذه البلايا ومحاربتها، لا بُد من التبليغ عن المروِّجين، والحذرِ من التستِّر عليهم أو التهاونِ معهم، ولو كانوا من الأقربين، ولا تأخذْكم بهم رأفة، فالخطر كبير، والضرر عظيم.

وهنا لا بُد من الإشادة بما يبذله رجالُ الأمن وجهاتُ مكافحة المخدِّرات من جهود مشكورةٍ في حفظ المجتمع من هذه البلايا، وواجبنا هو التعاون معهم بما نستطيع، ونسأل الله أن يسدِّد جهودهم.

أيها الأولياءُ العقلاء وأيها المعلمون الفضلاء: إن شياطينَ الإنس يتربصون بأبنائنا ليقعوا في وحل المخدِّرات، فانتبهوا لذلك، واحرصوا على من تحت أيديكم من البنين والبنات، احتووهم وكونوا قريبين منهم، واملؤوا أوقاتَهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، واصبروا على أخطائهم وتقصيرِهم، وتخوَّلوهم بالنصيحة في رفق ولين، فالرفقُ ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه، والزموا الدعاءَ لهم آناءَ الليل وأطرافَ النهار أن يحفظهم الله، ويصلحَ لهم دينهم ودنياهم، وأن يكونوا قرة عين.

اللهم أقرَّ أعيننا بصلاح ذرياتنا، واجعلنا هداةً مهتدين.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية: 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام المرسلين، أما بعد:

فإن سببَ وقوع كثير من المسلمين في براثن المخدِّرات هو الصحبة الفاسدة، وإنَّ المؤمنَ ليعجبُ كيف يُقدم العاقلُ الذي كرَّمه الله على تعاطي ما يزيلُ عقلَه ويجعلُه كالبهيمة، ولكنها صحبةُ السوء التي تزيِّنُ الشرَّ وتوقعُ فيه، فالحذرَ الحذرَ من صحبة السوء، والحرصَ الحرصَ على الصحبة الطيبة التي تنفعُ وترفعُ في الدنيا والآخرة.

أيها الشاب العاقل: إذا رأيت من أصحابك الذين تجالسهم وقوعًا في هذه البلايا، فاحمدِ الله الذي عافاك، وانجُ بنفسك من هذا الخطر العظيم، واسلمْ بدينك وعقلك ومالك، وإياك ثم إياك أن تتساهل في الجلوس معهم، فكم وقع كثيرٌ من الشباب في براثن المخدرات بسبب صحبة السوء.

ثم صلُّوا وسلِّموا على رسول الله، فمن صلَّى عليه صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.

 

المرفقات

1683219294_خطبة مختصرة في التحذير من المخدرات.docx

المشاهدات 1144 | التعليقات 0