خطبة : ( كلمة التوحيد )
عبدالله البصري
كلمة التوحيد 20/ 1/ 1446
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، هَل سَمِعتُم بِرَجُلٍ دَخَلَ الجَنَّةَ وَهُوَ لم يَسجُدْ للهِ سَجدَةً ؟! ذَلِكُم مَا حَصَلَ في عَهدِ رَسُولِ اللهِ ، رَوَى البُخَارِيُّ عَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ : أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالحَدِيدِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أُقَاتِلُ أَو أُسلِمُ ؟! قَالَ : " أَسلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ " فَأَسلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا " وَلَفظُ الحَدِيثِ عِندَ مُسلِمٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِن بَني النَّبِيتِ قَبِيلٍ مِنَ الأَنصَارِ ، فَقَالَ : أَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّكَ عَبدُهُ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " عَمِلَ هَذَا يَسِيرًا وَأُجِرَ كَثِيرًا " اللهُ أَكبَرُ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، كَانَ في أَوَّلِ النَّهَارِ في اتِّجَاهٍ ، ثم بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ عَظِيمَةٍ تَغَيَّرَت وِجهَتُهُ ، فَآمَنَ بَعدَ أَن كَانَ كَافِرًا ، وَوَحَّدَ بَعدَ أَن كَانَ مُشرِكًا ، وَصَدَّقَ بَعدَ أَن كَانَ مُكَذِّبًا ، وَتَحَوَّلَ عَن حِزبِ الغَاوِينَ وَأَنصَارِ الشَّيطَانِ ، وَوَقَفَ مَعَ حِزبِ اللهِ وَفي صَفِّ أَولِيَاءِ الرَّحمَنِ ، فَقَاتَلَ في سَبِيلِ اللهِ حَتى قُتِلَ ، وَلم يُدرِكْ مِنَ الإِسلامِ شَيئًا غَيرَ ذَلِكَ ، وَمَعَ هَذَا أُجِرَ كَثِيرًا ، إِنَّهَا كَلِمَةُ التَّوحِيدَ وَالإِسلامِ ، وَمِفتَاحُ دَارِ السَّلامِ ، أَعظَمُ كَلِمَةٍ عَلَى الإِطلاقِ ، عَلَيهَا أُسِّسَتِ المِلَّةُ ، وَنُصِبَتِ القِبلَةُ ، وَقَامَتِ الأَرضُ وَالسَّمَاوَاتُ ، وَبِهَا أُرسِلَتِ الرُّسُلُ ، وَأُنزِلَتِ الكُتُبُ ، وَلأَجلِهَا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ وَقَامَتِ القِيَامَةُ ، وَضُرِبَ الصِّرَاطُ وَنُصِبَ المِيزَانُ ، وَمِن أَجلِهَا خُلِقَتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ ، وَبِهَا انقَسَمَ النَّاسُ إِلى مُؤمِنِينَ وَكُفَّارٍ ، وَأَخيَارٍ وَأَشرَارٍ ، وَطَائِعِينَ وَفُجَّارٍ ، إِنَّهَا حَقُّ اللهِ عَلَى جَمِيعِ العِبَادِ ، وَهِيَ مِفتَاحُ دَعوَةِ المُرسَلِينَ ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : " وَمَا أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعبُدُونِ " وَلَمَّا بَعَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِلى اليَمَنِ قَالَ : " إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَومٍ مِن أَهلِ الكِتَابِ ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدعُوهُم إِلى أَن يُوَحِّدُوا اللهَ تَعَالى " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وَكَمَا أَنَّهَا أَوَّلُ الوَاجِبَاتِ فَهِيَ خَاتِمَةُ المَطلُوبَاتِ ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : " مَن كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ " رَوَاهُ أَبُودَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . أَجَل أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ كَلِمَةَ التَّوحِيدِ هِيَ أَثقَلُ الحَسَنَاتِ وَأَعظَمُهَا ، وَأَفضَلُ الذِّكرِ وَأَحَبُّهُ إِلى اللهِ ، وَبِهَا تُنَالُ شَفَاعَةُ أَفضَلِ الخَلقِ وَأَعظَمِهِم عِندَ اللهِ جَاهًا ، وَهِيَ دَعوَةُ الحَقِّ الَّذِي لا بَاطِلَ فِيهِ ، وَالقَولُ السَّدِيدُ الَّذِي لا اعوِجَاجَ فِيهِ ، وَشَهَادَةُ الصِّدقِ الَّذِي لا كَذِبَ فِيهِ " ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ " وَفي البُخَارِيِّ وَمُسلِمٍ : " مَا مِن أَحَدٍ يَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صِدقًا مِن قَلبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ " وَفي صَحِيحِ البُخَارِيِّ : " أَسعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ مَن قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفسِهِ " وَفي صَحِيحِ مُسلِمٍ وَغَيرِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَحَبُّ الكَلامِ إِلى اللهِ أَربَعٌ : سُبحَانَ اللهِ ، وَالحَمدُ للهِ ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ أَكبَرُ ، لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأتَ " وَرَوَى مُسلِمٌ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَن قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ عَشرَ مِرَارٍ ، كَانَ كَمَن أَعتَقَ أَربَعَةَ أَنفُسٍ مِن وَلَدِ إِسمَاعِيلَ " وَقَالَ أَيضًا : " مَن قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ ، كَانَت لَهُ عَدلَ عَشرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَت لَهُ مِئَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَت عَنهُ مِئَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَت لَهُ حِرزًا مِنَ الشَّيطَانِ يَومَهُ ذَلِكَ حَتى يُمسِيَ ، وَلم يَأتِ أَحَدٌ بِأَفضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ رَجُلٌ عَمِلَ أَكثَرَ مِنهُ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وَعِندَ ابنِ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِن أُمَّتي يَومَ القِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الخَلائِقِ ، فَيُنشَرُ لَهُ تِسعَةٌ وَتِسعُونَ سِجِلاًّ كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ البَصَرِ ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : هَل تُنكِرُ مِن هَذَا شَيئًا ؟ فَيَقُولُ : لا يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتي الحَافِظُونَ ؟ فَيَقُولُ : لا ، ثُمَّ يَقُولُ : أَلَكَ عُذرٌ ؟ أَلَكَ حَسَنَةٌ ؟ فَيُهَابُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ : لا ، فَيَقُولُ : بَلَى ، إِنَّ لَكَ عِندَنَا حَسَنَاتٍ ، وَإِنَّهُ لا ظُلمَ عَلَيكَ اليَومَ ، فَتُخرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا : أَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ ؟ فَيَقُولُ : إِنَّكَ لا تُظلَمُ ، فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ في كِفَّةٍ ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ " فَنَسأَلُ الَّذِي أَحيَانَا عَلَى كَلِمَةِ التَّوحِيدِ، أَن يُمِيتَنَا عَلَيهَا وَيَبعَثَنا عَلَيهَا وَيُدخِلَنَا بِهَا الجَنَّةَ، وَأَقُولُ هَذَا القَولَ وَأَستَغفِرُ اللهَ.
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ ، وَعَضُّوا بِالنَّوَاجِذِ عَلَى كَلِمَةِ التَّوحِيدِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، فَإِنَّهَا الكَلِمَةُ الَّتي شَهِدَ اللهُ بِهَا لِنَفسِهِ ، وَأَشهَدَ عَلَيهَا أَفضَلَ خَلقِهِ ، قَالَ تَعَالى : " شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلمِ قَائِمًا بِالقِسطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ " نَعَم أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، تَمَسَّكُوا بِكَلِمَةِ التَّوحِيدِ ، وَلْيَكُنْ ذَلِكَ عَن فَهمٍ تَامٍّ لِمَعنَاهَا وَتَحقِيقٍ لِشُرُوطِهَا وَحَذَرٍ مِن نَوَاقِضِهَا ، فَأَمَّا مَعنَاهَا فَإِنَّهَا تَعني أَنَّهُ لا مَعبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ ، وَأَمَّا شُرُوطُهَا فَهِيَ ثَمَانِيَةٌ :
الأَوَّلُ : العِلمُ بِمَعنَاهَا المُنَافي لِلجَهلِ . فَلا مَعبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ .
الثَّاني : اليَقِينُ المُنَافي لِلشَّكِّ ، فَلا بُدَّ أَن يُوقِنَ قَائِلُهَا بِأَنَّ اللهَ سُبحَانَهُ هُوَ المَعبُودُ بِحَقٍّ .
الثَّالِثُ : الإِخلاصُ ، وَذَلِكَ بِأَن يُخلِصَ العَبدُ لِرَبِّهِ في جَمِيعِ العِبَادَاتِ ، فَلا يَصرِفَ شَيئًا مِنهَا لِغَيرِهِ ، لا لِمَلَكٍ وَلا لِنَبيٍّ ، وَلا لِوَليٍّ وَلا لِجِنِّيٍّ ، وَلا لِصَنَمٍ وَلا لِغَيرِ ذَلِكَ .
الرَّابِعُ : الصِّدقُ ، وَمَعنَاهُ أَن يَقُولَهَا وَهُوَ صَادِقٌ ، يُطَابِقُ قَلبُهُ لِسَانَهُ وَلِسَانُهُ قَلبَهُ ، فَإِنْ قَالَهَا بِاللِّسَانِ دُونَ إِيمَانِ القَلبِ ، فَهُوَ مِنَ المُنَافِقِينَ الَّذِينَ يُظهِرُونَ الإِسلامَ وَيُبطِنُونَ الكُفرَ .
الخَامِسُ : المَحَبَّةُ ، أَي أَن يُحِبَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِن قَالَهَا دُونَ مَحَبَّةِ اللهِ فَهُوَ أَيضًا مُنَافِقٌ ، قَالَ تَعَالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُم كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ "
السَّادِسُ : الانقِيَادُ لِمَا دَلَّت عَلَيهِ مِن مَعنًى ، بِحَيثُ يَعبُدُ اللهَ وَحدَهُ وَيَنقَادُ لِشَرِيعَتِهِ ؛ فَلا يَكُونُ مُستَكبِرًا عَنِ العِبَادَةِ كَمَا استَكبَرَ إِبلِيسُ عَن طَاعَةِ اللهِ .
السَّابِعُ : القَبُولُ لِمَا دَلَّت عَلَيهِ مِن إِخلاصِ العِبَادَةِ للهِ ، وَتَركِ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ رَاضِيًا بِذَلِكَ .
الثَّامِنُ : الكُفرُ بِمَا يُعبَدُ مِن دُونِ اللهِ ، بِأَن يَتَبَرَّأَ مِن كُلِّ مَعبُودٍ غَيرِ اللهِ ، وَيَعتَقِدَ أَنَّهُ عُبِدَ بِالبَاطِلِ ، كَمَا قَالَ تَعَالى : " فَمَن يَكفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤمِنْ بِاللهِ فَقَد استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
وَأَمَّا نَوَاقِضُهَا فَكَثِيرَةٌ جِدًّا ، لَكِنَّ مِن أَخطَرِهَا الشِّركَ بِاللهِ ، كَالذَّبحِ لِلجِنِّ أَو لِلأَولِيَاءِ ، كَمَا كَانَ يُعمَلُ في الجَاهِلِيَّةِ لِلأَصنَامِ ، أَو مَا يُعمَلُ في وَقتِنَا عِندَ الأَضرِحَةِ وَالقُبُورِ . وَمِن نَوَاقِضِهَا أَن يَجعَلَ بَينَهُ وَبَينَ اللهِ وَسَائِطَ يَدعُوهُم وَيَسأَلُهُمُ الشَّفَاعَةَ وَيَتَوَكَّلُ عَلَيهِم ، كَمَا يَستَشفِعُ بَعضُ النَّاسِ اليَومَ بِأَصحَابِ القُبُورِ أَوِ بِالحُسَينِ أَو غَيرِهِم . وَمِن نَوَاقِضِهَا أَلاَّ يُكفِّرَ المُشرِكِينَ أَو يَشُكَّ في كُفرِهِم أَو يُصَحِّحَ مَذهَبَهُم . وَمِن نَوَاقِضِهَا أَن يَعتَقِدَ أَنَّ هَديَ غَيرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَكمَلُ مِن هَديِهِ ، أَو أَنَّ حُكمَ غَيرِهِ أَحسَنُ مِن حُكمِهِ ، كَالَّذِي يُفَضِّلُ حُكمَ الطَّواغِيتِ عَلَى حُكمِ الشَّرعِ ، وَمِن ذَلِكَ تَفضِيلُ عَادَاتِ القَبَائِلِ وَتَقدِيمُ مَا يُسَمَّى بِالسُّلُومِ عَلَى حُكمِ المَحَاكِمِ الشَّرعِيَّةِ . وَمِن نَوَاقِضِهَا أَن يُبغِضَ شَيئًا مِمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَلَو عَمِلَ بِهِ ، كَمَن يُبغِضُ القُرآنَ أَوِ السُّنَّةَ . وَمِن نَوَاقِضِهَا أَن يَستهزِئَ بِشَيءٍ مِن دِينِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَو ثَوَابِهِ أَو عِقَابِهِ ، كَنَعِيمِ الجَنَّةِ أَو مَا في الآخِرَةِ مِن أَنوَاعِ العَذَابِ . وَمِن نَوَاقِضِهَا السَّحرُ بِأَنوَاعِهِ . وَمِن نَوَاقِضِهَا مُنَاصَرَةُ المُشرِكِينَ وَالكُفَّارِ عَلَى المُسلِمِينَ . وَمِن نَوَاقِضِهَا الإِعرَاضُ عَن تَعَلُّمِ دِينِ اللهِ فَلا يَتَعَلَّمُهُ وَلا يَعمَلُ بِهِ . نَسأَلُ اللهَ أَن يُفَقِّهَنَا في دِينِنَا ، وَأَن يُعَلِّمَنَا عِلمًا يَنفَعُنَا ، وَأَن يَرزُقَنَا الإِخلاصَ وَالمُتَابَعَةَ .
المرفقات
1721936139_كلمة التوحيد.docx
1721936139_كلمة التوحيد.pdf