[ خطبة قصيرة ] في قصة جريج العابد - تهذيب واختصار لعدد من الخطب

السبيعي السبيعي
1436/01/06 - 2014/10/30 15:13PM
[font="]الحمد لله الذي يُنْعِم على عباده وأحبابه بالثبات على دِينه وإيثار مرضاته[/font][font="]/[/font][font="] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له[/font][font="]/[/font][font="] وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله[/font][font="]/[/font][font="] نشهد أنه بلَّغَ الرسالةَ[/font][font="]/[/font][font="] وأدَّى الأمانة[/font][font="]/[/font][font="] ونصح الأُمةَ[/font][font="]/[/font][font="] وجاهَدَ في الله حقَّ الجِهاد[/font][font="]/[/font][font="] فصَلِّ اللهم وسلِّمْ وبارِكْ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم[/font][font="]/[/font][font="] اللهم تَسْلِيمًا كبيرًا/ أما بعد[/font][font="]/[/font][font="] أيها المؤمنون[/font][font="]/[/font][font="] لقد قَصَّ علينا رسولُ الله [/font][font="][/font][font="] في أحاديثه الشريفة قَصَصًا متنوعةً[/font][font="]/[/font][font="] فيها العِبْرة والعِظَة[/font][font="]/[/font][font="] مَنْ أَخْذَ بها أَنارَتْ قَلْبَه[/font][font="]/[/font][font="] وشَرَحَتْ صَدْرَه إلى حقائق الإيمان/ وإلى العمل بما جاءت به الرُّسُل عليهم الصلاة والسلام/ وإن من تلك القصص العجيبة ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما أن المصطفى [/font][font="][/font][font="] كان يروي لأصحابه قصة جريج العابد[/font][font="]/[/font][font="] كان جريج رجلا عابدا/ فاختلى في صومعة في مكان مرتفعٍ يترهّب فيها/ وكانت أمه تشتاق إليه/ فتزوره بين الحين والحين/ وفي يوم من الأيام/ وبينما هو قائم يصلي صلاة النافلة/ نادته أُمُّه[/font][font="]/[/font][font="] يا جريجُ[/font][font="]/[/font][font="] فتردد بين تلبية نداء أمه وبين إكمال صلاته/ فآثر إكمال الصلاة على إجابة نداء أمه/ وكان ينبغي له أن يُجِيب أُمَّه[/font][font="]/[/font][font="] لأن إجابة الوالد في مثل هذا الحالِ واجبة[/font][font="]/[/font][font="] لأن ذلك أولى من صلاة النافلة[/font][font="]/[/font][font="] فتركتْه أمه[/font][font="]/[/font][font="] وأَتَتْه من غَدٍ[/font][font="]/[/font][font="] فنادته فلم يجب[/font][font="]/[/font][font="] ثم أتته الثالثة فلم يُجِبْ[/font][font="]/[/font][font="] فدعت عليه أُمُّه بقولها[/font][font="]/[/font][font="] اللَّهُمَّ[/font][font="]/[/font][font="] لا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إلى وُجُوهِ الزواني/ لا إله إلا الله/ لم يشغله عن أمه إلا الصلاة/ فما بالكم يا عباد الله بمن اشتغل عن أمه وأبيه/ بعمل مع زملائه أو جلسة مع أصحابه/ تذاكر بنو إسرائيلَ جريجا وعبادته وزهده/ فسمعت بذلك امرأة بغي/ يضرب الناس المثل بحسنها وجمالها[/font][font="]/[/font][font="] فهونت من أمره وشأنه/ وزعمت أنها لو تعرضت له لفتنته/ وهكذا هم أهل الفساد والفجور/ الساقطين في أوحال الرذيلة/ لا يطيقون حياة الطهر والعفاف/ بل لا يهنأ لهم بال[/font][font="]/[/font][font="] ولا يطيب لهم عيش/ إلا بأن يشاركهم الآخرون في غيهم وفسادهم/ ولذلك تجدهم ينالون من الصالحين والأخيار/ في كل زمان ومكان/ ومحاولتهم تشويهَ صورتهم/ وتلطيخَ سمعتهم/ لإسقاطهم من أعين الناس/ والحيلولة دون وصول صوتهم إلى الآخرين/ فلما تعرضت له تلك البغي لم يأبه بها/ وأبى جريج أن يكلمها/ ولم يعرها أي اهتمام/ فبلغ الأسى والحزن والغضب بهذه المرأة البغي مبلغه/ حيث خسرت المعركة مع هذا العابد/ فعمدت إلى طريقة أخرى تشوه بها سمعته[/font][font="]/[/font][font="] ودبرت له مكيدة عظيمة[/font][font="]/[/font][font="] فرأت راعيا يأوي إلى صومعة جريج/ فذهبت إليه ومكنته من نفسها/ فلما زنى بها وحملت منه ووضعت/ زعمت أن الغلام من جريج/ فتسامع الناس بذلك/ فخرجوا إلى جريج[/font][font="]/[/font][font="] وأمروه بأن ينزل من صومعته/ وأن يترك التعبد الكاذب/ فلم يسمع لندائهم/ فبدؤوا بهدم الصومعة بالفؤوس[/font][font="]/[/font][font="] فلما رأى ذلك منهم نزل إليهم/ وأخذوا يضربونه/ فسألهم ما الأمر؟! فأخبروه[/font][font="]/ [/font][font="]فقال[/font][font="]/[/font][font="] أين الغلام[/font][font="]؟[/font][font="] فَلما أَتَوْا بالغلام الذي لم يمضِ على ولادته إلا ساعات/ اتَّجَهَ إلى ربه جل وعلا بصلاته[/font][font="]/[/font][font="] فكان مَخْرَجُهُ الصلاةَ[/font][font="]/[/font][font="] فلما صَلَّى ودعا تَوَجَّهَ إلى الغلام[/font][font="]/[/font][font="] وكان واثقًا من استقامته/ فطعن الغلام في بطنه بإصبعه[/font][font="]/[/font][font="] وقال يا غُلامُ مَنْ أَبُوكَ؟ فنَطَقَ الغلامُ[/font][font="]/[/font][font="] أَنْطَقَهُ له اللهُ جل وعلا ليكون آية من آيات الله/ فَقال[/font][font="]/[/font][font="] أَبِي فُلانٌ الرَّاعِي[/font][font="]/[/font][font="] فانكشف مكر البغي/ ونصر الله هذا العبد الصالح/ فأقبلَ بنو إسرائيلَ على جريج يقبلونه/ ثم أرادوا أن يكفروا عما وقع منهم تجاهه/ وعرضوا عليه أن يعيدوا بناء صومعته من ذهب[/font][font="]/[/font][font="] فرفض وأصر أن تعاد من الطين كما كانت/ اللهم اجعلنا ممن عَمَرَتْ قلوبُهم بالإيمان/ وصَفَتْ قُلُوبُهم للواحد الدَّيَّان/ بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم[/font][font="]/[/font][font="] ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم[/font][font="]/[/font][font="] أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم[/font][font="]/[/font][font="] ولسائر المؤمنين من كل ذنب[/font][font="]/[/font][font="] فاستغفروه[/font][font="]/[/font][font="] وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم[/font][font="]/


[/font]

[font="]الحمدُ لله على إحسانه[/font][font="]/[/font][font="] والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنَانِهِ[/font][font="]/[/font][font="] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له[/font][font="]/[/font][font="] وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله[/font][font="]/[/font][font="] صَلِّ اللهُ عليه وعلى آله وصَحْبه[/font][font="]/[/font][font="] وسَلِّمْ تَسْليمًا كثيرًا إلى يوم الدين/ أما بعد[/font][font="]/[/font][font="] فإن أَحْسَنَ الحديثِ كتابُ الله[/font][font="]/[/font][font="] وخيرَ الهديِ هديُ محمد بن عبد الله[/font][font="]/[/font][font="] وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها[/font][font="]/[/font][font="] وكُلُّ مُحدثةٍ بِدْعةٌ[/font][font="]/[/font][font="] وكل بدعة ضلالة[/font][font="]/[/font][font="] وكل ضلالة في النار[/font][font="]/[/font][font="] معاشر المسلمين جاء في الحديث عن النبي [/font][font="][/font][font="]/[/font][font="] «ثلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَات لاَ شَكَّ فِيهِنَّ[/font][font="]/[/font][font="] دَعْوَةُ المَظْلُومِ[/font][font="]/[/font][font="] وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ[/font][font="]/[/font][font="] وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ»[/font][font="]/[/font][font="] فإن دعوة الوالدين على وَلَدِهما إذا تركهما وعَقَّهما مُجَابة[/font][font="]/[/font][font="] انظروا إلى دعوة الأم على هذا العبد الصالح بأن يُرِيَهُ اللهُ وُجُوهَ الزواني[/font][font="]/[/font][font="] أجابَ الله دَعْوَتها[/font][font="]/[/font][font="] وابتُلِيَ ذلك الرجلُ الصالح بأعْظَم ما يَكْرَهُه/ وأَبْلَغ ما يَبْغَضُه ألا وهو رُؤية وُجُوهِ الزواني/ التي تأْبَاها الفِطْرةُ السليمةُ[/font][font="]/[/font][font="] فاتقوا الله في أنفسكم وفي والديكم/ واحذروا من عقوق الوالدين وتركِ الاستجابة لأمرهما/ فبرهما ينجي العبد المؤمن الصالح ويحفظه/ واحذروا من أهل الفجور والضلال/ ثم اعلموا رَحِمَكم الله أن الله [/font][font="][/font][font="] أَمَرَنَا بالصلاة على نبيه[/font][font="]/[/font][font="] فقال سبحانه[/font][font="]/[/font][font="] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا/ اللهم صَلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ على عبدك ورسولك محمدٍ/ صاحِبِ الوَجْهِ الأنْوَرِ والجَبِينِ الأزْهَرِ[/font][font="]/[/font][font="] وارْضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحُنَفاءِ/ [/font][font="]أبي بكر وعمر وعثمان وعليٍّ/ وعن سائر الآل والصحابة والتابعين[/font][font="]/[/font][font="] وعَنَّا معهم برَحْمَتِك يا أَرْحَمَ الراحِمِين[/font][font="]/[/font][font="] اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمين[/font][font="]/[/font][font="] وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشركين[/font][font="]/[/font][font="] وسائرَ الطغاة والمُفسدين/ واحْمِ حَوْزَة الدِّين[/font][font="]/[/font][font="] وانْصُرْ عبادك المُوَحِّدِينَ المجاهدين/ اللهم آمِنَّا في دُورِنا وأصْلِحْ أئِمَّتَنا[/font][font="]/[/font][font="] وَوُلاةَ أُمُورِنا[/font][font="]/[/font][font="] اللهم نسألك أن تَكُفَّ عنا كَيْدَ الأشرار فإنَّك أنت القوي العزيز/ اللهم ارفع عنا الرِّبا والزِّنا والزلازلَ والمِحَنَ وسُوءَ الفِتَن ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ وأنت أكرمُ الأكرمين/ عِبادَ اللهِ[/font][font="]/[/font][font="] إنَّ اللهَ يأمُرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القُرْبى[/font][font="]/[/font][font="] ويَنْهَى عن الفَحْشَاءِ والمُنكَرِ والبَغْيِ يَعِظُكم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ[/font][font="]/[/font][font="] فاذكروا اللهَ العظيمَ يَذْكُرْكم[/font][font="]/[/font][font="] واشْكُرُوه على النِّعَمِ بأَلْسِنَتِكم وأَعْمَالِكُم يَزِدْكُم[/font][font="]/[/font][font="] ولَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ[/font][font="]/[/font][font="] واللهُ يَعْلَم ما تَصْنَعُونَ/[/font]
المشاهدات 4868 | التعليقات 3

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا على هذه الخطبة السهلة المختصرة تطبيقا للسنة، وأشد على يدك فاستمر عليها، وأتحفنا بإبداعاتك وتألقك.
ملاحظة لا تقلل من مشاركتك(رأي آخر):
لو استخدمت-بارك الله فيك-الفاصلة (،) بدلًا من الشرطة المائلة (/) بين الجمل أو الكلمات المتعاطفة أو المترابطة، لكان هو الصحيح والأجمل في تنسيق الخطبة.


جزى الله خيرا وفضلا صاحب هذا الجهد المبارك والقيم الشيخ سلامة السبيعي ونفع الله بما كتب وشكر الله نقله وجمع وسعيه.


ما شاء الله ، جزاك الله خيرا وزاد من فضله .امتازت الخطبة بتعليقات ولفتات جميلة أثناء عرض القصة .