خطبة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم باختصار

صالح محمد السعوي
1447/06/24 - 2025/12/15 00:52AM

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم باختصار

 

بقلم وتأليف / صالح بن محمد السعوي

 

الحمد لله الذي جعل إقامة الصلاة على وفق الكتاب والسنة.

أحمده تعالى على وضوح النهج وتيسيره، وأشكره سبحانه ويا فوز من لزم شكره.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الموفق للهداية، وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله للناس كافة.

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خيرة الأمة وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأطيعوه واعرفوا حقيقة المعنى لقول الله عز وجل: ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)) في آيات كثيرة ولقول رسول الله ﷺ: "صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي" متفق عليه.

 وهذه الصلاة التي لها شروط تتقدمها وأركانٌ تقوم عليها وواجبات تتخللَّها وسُنن أقوال وأفعال تكمِّلها، نقلها الأوائل للأواخر مشروحةٌ مطولة ومختصرةٌ وبالاختصار فإن رسول الله ﷺ إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة وقال: الله أكبر يرفع يديه مع التكبير إلى فروع أذنيه ويضع باطن كف يده اليمنى على ظهر كف يده اليسرى على صدره، ويفتتح الصلاة بدعاء الاستفتاح، ثم يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويبسمل ويقرأ الفاتحة، الحمد لله ربَّ العالمين إلى آخر السورة ويقول بعدها آمين، ويقرأ بعدها سورة أو بعضها ثم يرفع يديه إلى فروع أذنيه مكبراً راكعاً واضعاً يديه على ركبتيه مفرجاً أصابعه مجافٍ مرفقيه عن جنبيه معتدلاً ماداً رأسه حيال ظهره لم يجمعه قائلاً في ركوعه سبحان ربي العظيم وقد يكرره عشر مرات، ويزيد من التعظيم والتسبيح والتحميد ثم يرفع رأسه قائلاً سمع الله لمن حمده رافعاً يديه حذو منكبيه فإذا اعتدل قائماً قال ربنا ولك الحمد ويكثر من الثناء على الله والتمجيد والدعاء ثم يكبر ويخر ساجداً ولا يرفع يديه وكان يضع ركبتيه قبل يديه ويسجد على الأعضاء السبعة الجبهة والأنف واليدين والركبتين وبطون القدمين ويعتمد على إليتي كفيه ويرفع مرفقيه ويجافي عضديه عن جنبيه حتى يبدو بياض إبطيه ويرفع بطنه عن فخذيه وفخذية عن ساقيه ويعتدلُ في سجوده، ويمكِّن وجهه من الأرض ويقول في سجوده سبحان ربي الأعلى ويزيد عليها من التسبيح والتحميد والدعاء ثم يرفع رأسه ثم يرفع رأسه قائلاً الله أكبر غير رافع يديه ويفرشُ رجله اليسرى ويجلس عليها وينصب اليمنى ويضع يديه على فخذيه ويقول رب اغفر لي إلى آخر الدعاء ثم يكبر ويسجد غير رافع يديه يصنع كسجدته الأولى ثم يرفع رأسه من السجود مكبرًا ناهضًا على صدور قدميه معتمدًا على ركبتيه وفخذيه فإذا استتم قائماً قرأ الفاتحة وصنع في هذه الركعة كما صنع في الركعة الأولى ثم يجلس للتشهد الأول مفترشاً كجلسته بين السجدتين ويضع يده اليسرى على ركبته اليسرى واليمنى على فخذه اليمنى ويشير بأصبعه السبابة ويضع إبهامه على أصبعه الوسطى كهيئة الحلقة ويجعل بصره على موضع إشارته وكان يرفع أصبعه السبابة ويحنيها قليلاً يوحد بها ربه ويقول: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وكان يخفف هذه الجلسة حتى كأنه جالسٌ على الرَّضف وهي الحجارة المحماة، ثم يكبر وينهض قائماً رافعًا يديه مع التكبير حذو منكبيه فيصل الثالثة والرابعة يقرأ فيهما بالفاتحة وربما زاد عليها أحياناً بقراءة سورة أو آيات وهذه الصفة في الصلاة الرباعية، أما الصلاة الثلاثية فإنه يأتي بركعة واحدة بعد التشهد الأول، والصلاة الثنائية يكتفي فيها بتشهد أخير، وكلَّ ما كان في الصلاة تشهدان فإنه في التشهد الأخير  منها يجلسُ متوركاً بحيث ينصب الرجل اليمنى ويخرج الرجل اليسرى تحت الساق ويجلس بإليتيه على الأرض ويضيف على التشهد الأول الصلاة والتبريك عليه صلى الله عليه وسلم والتعوذ من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.

والدعاءُ بما أحب من خير الدنيا والآخرة، ثم يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره كذلك ويستغفر ثلاثاً ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم ينصرف تلقاء المأمومين ويكمل الذكر لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يقرأ آية الكرسي وقل هو الله أحد إلى آخر السورة، وقل أعوذ برب الفلق إلى آخرها وقل أعوذ برب الناس إلى آخرها، وبعد صلاة المغرب والفجر يكرر التهليل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، والأدلة على ما جاء ذكره، متوافرة في أبواب الصلاة من مصنفات العلماء رحمهم الله. 

اللهم مدنا بالعلم النافع والعمل الصالح وأصلح الزوجات والأولاد، اللهم أصلح إمامنا وولي عهده وشد عضدهما بالعلماء والأمناء والمستشارين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ ۚ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)) [الأنعام الآيتان ٧١،٧٢]

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

خطبة أخيرة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم باختصار

 

الحمد لله الذي أجزل الثواب للمقيمين للصلاة بما لها من شروط وأركان وواجبات ومكملات.

أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله.

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأطيعوه واهتموا بشأن الصلاة وأقيموها وحافظوا عليها في أوقاتها المؤقتة واطمئنوا بها فإنها صلةٌ بربكم وقربةٌ منه ومن وفى بها وفى الله له ومن قصر فهو على خطر عظيم وهي تقام بحسب المستطاع.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان وعنا معهم أجمعين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً سخاء وسائر بلاد المسلمين.

اللهم أصلح ولاة أمورنا وكل من تولى للمسلمين أمرًا، وخص إمامنا وولي عهده بالتوفيق والعون والتسديد وصلاح البطانة.

اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم تب على التائبين، واغفر ذنوب المذنبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.

اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.

اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وعم بالصلاح جميع المسلمين والمسلمات.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى واغفر لنا في الآخرة والأولى.

اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعفوا عنا وأكرمنا ولا تهنا واغفر لوالدينا ولمن دلنا إليك ورغبنا فيما عندك لأوليائك المتقين ولمن له حق علينا وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)) [الحشر الآية ١٠].

((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) [البقرة الآية ٢٠١].

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما يصنعون.

المشاهدات 54 | التعليقات 0