خُطبةُ: فَضْلُ عَشْرِ ذِي الحِجَّة

بندر المقاطي
1436/11/24 - 2015/09/08 13:35PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
فهذه خطبة مختصرة عن (فَضْلُ عَشْرِ ذِي الحِجَّة) ألقيتها قبل سبع سنوات تقريباً وقد أخذتها من أحد المواقع، ولا أعلم من كتبها، وقد أضفت فيها وأنقصت منها ونقحتها بتصرف مني، فأسأل الله أن ينفع بها،، ويجعلنا وإيّاكم مباركين،،
فَضْلُ عَشْرِ ذِي الحِجَّة
) الخُطْبَةُ الأُوْلَى(

الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ العَالَمِين، الرَّحمَنِ الرَّحِيم، مَالِكِ يَومِ الدِّين،وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً كَثِيراً. أَمَّا بَعْدُ عِبادَ الله:
فَأُوصِيكُم وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ، في الغَيبِ وَالشَّهَادَة، فَإِنَّ المُتَّقِينَ هُم أَولِيَاءُ الله، )لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(، وَهُم أَكرَمُ الخَلْقِ عَلَى الله، )إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ(.
أَيُّهَا المُؤمنُونَ:
لَقَد تَفَرَّدَ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالى بِالخَلقِ وَالإِخْتِيَار، قَالَ تَعَالى: )وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ(، وَمِنْ رَحمَتِهِ بِالعِبَادِ أَنْ فَاضَلَ بَينَ الأَوقَاتِ وَالأَزْمِنَةِ، فَاختَارَ مِنهَا أَوقَاتاً خَصَّهَا بِمَزِيدِ الفَضلِ وَزِيادَةِ الأَجْرِ؛ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَدعَى لِشَحْذِ الهِمَمِ، وَتَجدِيدِ العَزَائِمِ، وَالمُسَابَقَةِ في الخَيراتِ وَالتَّعَرُضِ لِلنَّفَحَاتِ، وَمِنْ هَذهِ الأَزمِنَةِ الفَاضِلَةِ أَيَّامُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، الَّتِي اختَصَّتْ بِعَدَدٍ مِنَ الفَضَائِلِ وَالخَصَائِصِ، فَقَدْ أَقسَمَ اللهُ بِهَا في كِتَابِهِ تَنوَيِهاً بِشَرَفِهَا وَعِظَمِ شَأْنِهَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ) وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ(.
وَقَدْ شَهِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّهَا أَعظَمُ أَيَّامِ الدُّنيَا، وَأَنَّ العَمَلَ الصَّالِحَ فِيهَا أَفضَلُ مِنْهُ في غَيرِهَا، حَيثُ قَالَ e: (مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ قَالَ: وَلا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، إِلاَ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ)، وَقَالَ e: ( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلا أَحَبُّ إِليهِ مِنَ العَمَلِ فِيْهِنَّ مِنْ هَذِهِ العَشر، فَأكثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهلِيلِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّحمِيدِ)، وَفِيهَا يَومُ عَرَفَةَ الَّذِي قَالَ فِيهِ e: (مَا مِنْ يَومٍ أَكثَرَ مِنْ أَنْ يُعتِقَ اللهُ فِيهِ عَبداً مِنَ النَّارِ مِنْ يَومِ عَرَفَةَ)، وَهُوَ يَومُ مَغفِرَةِ الذُّنُوبِ وَصِيَامُهُ يُكَفِّرُ سَنَتَينِ.

وَفِيهَا أَيضَاً يَومُ النَّحرِ الَّذِي هُوَ أَعَظُمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: ( أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ تَعَالى، يَومُ النَّحرِ، ثُمَّ يَومُ القرّ) رواه أبو داود.
وَإِنَّمَا حَظِيَت عَشرُ ذِي الحِجَّةِ بَهَذِهِ المَكَانَةِ وَالمنزِلَةِ لإجتِمَاعِ أُمَّهَاتِ العِبَادَةِ فِيهَا وَهِيَ: الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ، وَالصَّدَقَةُ وَالحَجُّ، وَلا يَتَأَتَى ذَلِكَ في غَيرِهَا.


أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:
وَهُنَاكَ أَعمَالٌ صَالِحَةٌ تَتَأَكَّدُ في هَذِهِ العَشر، جَاءَتْ النُّصُوصُ بِالحَثِّ عَليهَا، وَالتَّرغِيبِ فِيهَا، مِنْ أَهَمِهَا:
1.التَّوبَةُ النَّصُوحُ وَالرُّجُوعُ إِلى الله تَعَالى،وَالتِزَامُ طَاعَتِهِ، وَالبُعدُ عَنْ كُلِّ مَا يُخَالِفُ أَمرَهُ وَنَهيَهُ بِشُرُوطِ التَّوبَةِ المَعرُوفَةِ، فَقَدْ أَمَرَ اللهُ بِهَا عِبَادَهُ المُؤمِنِينَ فَقَالَ: )وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(، وَلا غِنَاءَ للمُؤمِنِ عَنهَا في جَمِيعِ الأَوقَاتِ وَالأَزمَانِ.
2.وَمِنْ أَعمَالِ عَشرِ ذِي الحِجَّةِ: الحَجُّ إِلى بَيتِ اللهِ الحَرَام، فَمِنَ المَعلُومِ أَنَّ هَذِهِ الأَيَّامِ تُوَافِقُ فَرِيضَةَ الحَجِّ، وَالحّجُّ مِن أَعظَمِ أَعمَالِ البِّرِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَمَا سُئِلَ أَيُّ العَمَلِ أَفضَل، فَقَالَ: (إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، قِيلَ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: حَجٌّ مَبرُورٌ)، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (تَعجلُوا إِلى الحَجِّ فِإِنَّ أَحدَكُم لا يَدرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ)، فَينبَغِي للمُسلِمِ إِنْ وَجَدَ سَعَةً في مَالِهِ، وَصِحَةً في جَسَدِهِ، أَنْ يُبَادِرَ بِأَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ، لِيَنَالَ الأَجرَ وَالثَّوَابَ الجَزِيل، فَهِيَ خَيرُ مَا يُؤَدَّى في هَذِهِ الأَيَّامِ الْمُبَارَكَةِ، يَقُولُ الإِمَامُ ابنُ بَازٍ رَحِمَهُ الله: (الحَجُّ يَجبُ المبادرةُ بِهِ عَلَى الفَورِ إِذَا كَانَ قَادِراً بِبَدَنِهِ وَمَالهِ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ الَّذِي عَلَيهِ جُمهُورُ أَهلِ العِلمِ، وَلا يجُوزُ للمُؤمنِ أَنْ يَتَشاغَلَ عَنِ الحَجِّ الوَاجِبِ، فَمنْاستَطَاعَهُ فَالواجِبُ عَليهِ البِدَار).
3.وَمِنْ أَعظَمِ مَا يُتَقرَّبُ بِهِ إِلى اللهِ في هَذِهِ الأَيَّامِ العَشر، المحافظةُ عَلَى الوَاجِبَاتِ وَأَدَائِهَا عَلَى الوَجهِ المطلُوبِ شَرعاً، وَذَلِكَ بِإِحسَانِهَا وَإِتقَانِهَا وَإِتمَامِهَا، وَمُرَاعَاةِ سُنَنِهَا وَآدَابِهَا، وَهِيَ أَولَى مَا يَشتَغِلُ بِهِ العَبدُ، قَبلَ الاستِكثَارِ مِنَ النَّوَافِلِ وَالسُّنَنِ، فَفَي الحَدِيثِ القُدسِي يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَمَا تَقَرَّبَ إِليَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَحَبُّ إِليَّ مِمَا افتَرَضتُهُ عَليهِ ...) رواه البخاري.
4.وَبَعدَ إِتقَانِ الفَرَائِضِ وَالمحَافَظَةِ عَلَى الوَاجِبَاتِ، يَنبَغِي للعَبدِ أَنْ يَستَكثِرَ مِنَ النَّوَافِلِ وَالمستَحِبَاتِ، وَيغتَنِمَ شَرَفَ الزَّمَانِ، وَيحرِصَ عَلَى عِمَارَةِ وَقتِهِ بِطَاعَةِ اللهِ تَعَالى مِنْ صَلاةٍ، وَقِرَاءَةِ القُرآن، وَدُعَاءٌ وَصَدَقَةٍ، وَبِرٍّ بِالوَالِدَينِ وَصِلَةٍ للأَرحَام، وَأمرٍ بِالمعرُوفِ وَنَهيٍّ عَنِ المُنكَرِ وَإِحسَانٍ إَلى النَّاس، وَأَدَاءٍ للحُقُوقِ، وَغَيرِ ذَلِكَ مِنْ طُرُقِ الخَيرِ وَأَبوَابِهِ الَّتِي لا تَنحَصِر.
5.وَمِنَ الأَعمَالِ الَّتِي وَرَدَ فِيهَا النَّصُ عَلَى وَجهِ الخُصُوصِ الإِكثَارُ مِنْ ذِكرِ اللهِ عُمُوماً وَمِنَ التَّكبِيرِ خُصُوصاً، لِقَولِ اللهِ تَعَالى: )لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ(، وَجُمهُورُ العُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ المقصُودَ بِالآيةِ أَيَّامَ العَشر، وَكَمَا في حَديثِ النَّبِيِّ e: ( فَأَكثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهلِيلِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّحمِيدِ ) رواه أحمد.
وَيُسَنُّ إِظهَارُ التَّكبِيرِ المُطلَقِ مِنْ أَوَلِ يَومٍ مِنْ أَيَّامِ ذِي الحِجَّةِ في المسَاجِدِ وَالمنَازِلِ وَالطُّرُقَاتِ، وَفي كُلِّ مَكَانٍ، يَجهَرُ بِهِ الرِّجَالُ، وَتُسِرُّ بِهِ النِّسَاءُ، إِعلاناً بِتَعظِيمِ اللهِ تَعَالى، وَيَستَمِرُ إِلى عَصرِ آخِرِ يَومٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشرِيقِ.
وَأَمَّا التَّكبِيرُ الخَاصُّ المُقَيَّدِ بِأَدبَارِ الصَّلَواتِ المفرُوضَةِ، فَيَبدَأُ مِنْ فَجِرِ يَومِ عَرَفة، وَيَستَمِرُ حَتَى عَصرِ آخِرِ يَومٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشرِيق، لقولِ اللهِ تَعَالى: )وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ(، وَلِقَولِهِ عَليِهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: (أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكْرٍ لله) رواه مسلم.
6.وَمِنَ الأَعمَالِ الَّتِي تَتَأَكَدُّ في هَذِهِ الأَيَّامِ الصِّيَام، وَهُوَ بِالإِضَافَةِ إِلى أَنَّهُ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ العَمَلِ الصَّالِحِ إِلا أَنَّهُ قَد وَرَدَ فِيهِ أَدِلَّةٌ عَلَى جِهَةِ الخُصُوص، فَعنْ حَفصَةَ t قَالتْ: (أَربَعٌ لمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صِيامُ عَاشُوراء، وَالعَشرُ، وَثَلاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهر، وَالرَّكعَتِينِ قَبلَ الغَدَاة)، قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ عَشرِ ذِي الحِجَّة: (صِيَامُهَا مُستَحَبٌّ استِحبَاباً شَدِيداً)، وَآكَدُهُا صَومُ يَومِ عَرَفَةَ لِغَيرِ الحَاجِّ، فَقَد ثَبَتَ عَنْ أَبي قَتَادَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَومِ يَومِ عَرَفةَ فَقَالَ: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الماضِيَةَ وَالبَاقِيَة).
7.وَمِنَ الأَعمَالِ أَيضاً الأُضحِيَة، وَهِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَدَةٌ في حَقِ المُوسِرِ، بَلْ إِنَّ مِنَ العُلَمَاءِ مَنْ قَالَ بِوُجُوبِهَا، وَقَدْ حَافَظَ عَليهَا النَّبِيُّ e.
عِبَادَ الله:
هَذِهِ هِيَ أَهَمُ الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي يَنبَغِي للمُسلِمِ أَنْ يَحرِصَ عَليهَا، وَيبقَى بَابُ العَمَلِ الصَّالِحِ أَوسَعُ مِمَا ذُكِرَ، فَأَبوَابُ الخَيرِ كَثيرَةٌ لا تَنحَصِر، وَمَفهُومُ العَمَلِ الصَّالِحِ وَاسِعٌ شَامِلٌ، في كُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرضَاهُ مِنَ الأَقوَالِ وَالأَفعَالِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، فَيَنبَغِي لِمَنْ وَفَّقَهُ الله، أَنْ يَعرِفَ لِهَذِهِ الأَيَّامِ فَضلَهَا، وَيَقْدِرَ لهَا قَدرَهَا، فَيِحرِصَ عَلَى الاجتِهَادِ فِيهَا، وَيُحَاوُلَ أَنْ يَتَقَلَّلَ فِيهَا مَا أَمكَنَ مِنْ أَشغَالِ الدُّنيَا وَصَوَارِفِهَا، فَإِنَّمَا هِيَ سَاعَاتٌ وَلَحَظَاتٌ مَا أَسرَعَ انقِضَاءَهَا وَتَصَرُّمَهَا، وَالسَّعِيدُ مَنْ وَفِّقَ فِيهَا لِصَالِحِ القَولِ وَالعَمَلِ.
فَاللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ، وَعَلَى حُسنِ عِبَادَتِكَ، يَا رَبَّ العَالَمِين.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا.. وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِالْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ،
فَاسْتَغْفِرُوهُ وتوبوا إليه إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُالرَّحِيمُ.

) الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ (
الْحَمْدُ للهِعَلَى إِحسَانِهِ، وَالشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفيقِهِ وَامتِنَانِهِ. أَمَّا بَعدُ:
فَاتَّقُوا اللهَعِبَادَ اللهِ، وَاحرِصُوا عَلَى فَرَائِضِهِ، وَتَقَرَّبُوا إِلَيهِ بها،فَإِنَّهَا أَحَبُّ مَا تُقُرِّبَ بِهِا إِلَيهِ، وَتَزَوَّدُوا مِنَ النَّوافِلِوَاستَكثِرُوا مِنهَا يُحبِبْكُمْ وَيُوَفِّقْكُم، )وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(.
أَيُّهَا المُؤمنُونَ:
)إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(.
فاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلَى عَبدِكَ وَرَسُولِكَ مُحمدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَالتَّابِعينَ وَمَنْ وَالاهُم، وَعَنَّا مَعهُم بِمنِّكَ وَكَرَمِكَ وَرحمَتِكَ يَا رَبَّ العَالَمِين.

اللَّهُمَّ أعِزَّالإِسلامَ وَالمسلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّركَ وَالمشرِكِينَ، وَانصُرْ عِبَادَكَ المُوحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ وَانصُرْ إِخوَانَنَا المستَضعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعدَاءِ المِلَّةِ وَالدِّينِ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِطَاغِيةِ الشَّامِ، اللَّهُمَّ عَلَيكَ بِهِ وَبِمنْ عَاوَنَهُ وَسَكَتَ عَنْ جَرَائِمِهِ، اللَّهُمَّ لا تَرفَعْ لَهُمْ رَايَةً، وَلا تُبلغْهُم مَقصِداً وَلا غَايَةً، وَاجعَلهُم عِبرةً وَآيَةً، يَا رَبَّ العَالَمِين.
اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَى بِلادِنَا أَمنَهَا وَرَخَاءَهَا،وَعِزَّها وَاستِقرَارَها، وَوَفِّقْ وَليَّ أَمرِنَا وَنَائِبَيهِ لِمَا فِيهِ عِزُّ الإِسلامِ وَصَلاحُالمسلِمِين، يَا رَبَّ العَالَمِين.
اللَّهُمَّ مَنْأَرَادَنَا أَو أَرَادَ الإِسلامَ وَالمسلِمِينَ بِسُوءٍ، اللَّهُمَّ فَأَشغِلهُ في نَفسِهِ، وَاجْعَلْ كَيدَهُ في نَحرِهِ، وَاكشِفِ أَمرَهُ، وَاكفِنَا شَرَّه،يَا رَبَّ العَالَمِين.
اللَّهُمَّ وَاحفَظْ رِجَالَ أَمنِنَا، اللَّهُمَّ وَاحفَظْ جُنُودَنَا في البِلادِ وَعَلَى الثُّغُورِ وَالحُدُودِ، اللَّهُمَّ وَانصُرْهُمْ وَاحْقِنْ دِمَاءَهُم، اللَّهُمَّ وَتَقَبَّلْ مَوتَاهُم في الشُّهَدَاء، اللَّهُمَّ وَاشْفِ مَرضَاهُم وَدَاوِ جَرحَاهُم يَا رَبَّ العَالَمِين.
اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المهمُومينَ مِنَ المسلِمينَ، وَنَفِّسْ كَربَ المكرُوبينَ، وَاقضِ الدَّينَ عَنِ المدِينِينَ، وَاشْفِ مَرضَانَا وَمَرضَى المسلِمينَ، وَارحَمْ مَوتَانَا وَمَوتَى المسلِمينَ، يَا رَبَّ العَالمينَ.
رَبَّنَاظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَاوَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَالْخَاسِرِينَ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيالآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله:
)اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا *
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا (
المرفقات

فضلُ عشر ذي الحجة.doc

فضلُ عشر ذي الحجة.doc

المشاهدات 3357 | التعليقات 2

زادك الله من فضله شيخ بندر وإطلالة مباركة


حياك الله وبياك يا شيخ زياد وبارك الله فيك وفيما رزقك،،