خطبة: فَضلُ العَشرِ الأوَاخِر

وليد بن محمد العباد
1443/09/20 - 2022/04/21 00:37AM

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

خطبة: فَضلُ العَشرِ الأوَاخِر

الخطبة الأولى

إنّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهده اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا أمّا بعدُ عبادَ الله

لقد استقبلتُمُ العشرَ الأخيرةَ من رمضان، عشرَ الرّحماتِ وإجابةِ الدّعوات، عشرَ المغفرةِ وعِتقِ الرّقابِ الموبقات، ولِعظيمِ فَضلِها وشَريفِ قَدْرِها، كانَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلّمَ يَجتهدُ فيها اجْتهادًا عظيمًا، فقد كانَ يُحْيِي ليلَها بالعبادةِ وطولِ القيام، فعن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها: أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلّمَ كانَ يَجتهدُ في العَشْرِ الأواخِرِ ما لا يَجتهدُ في غيرِه. وكانَ إذا دَخلَ العَشرُ أحْيا الليلَ وأيقظَ أهلَه وجَدَّ وشَدَّ المِئْزَر. فكانَ عليه الصّلاةُ السّلامُ يَجتهدُ فيها يُوقِظُ أهلَه للصّلاةِ طلبًا لليلةِ الْقَدْرِ، وتَعرُّضًا لكثرةِ ما يَتَنَزَّلُ فيها من العتقِ والرّحمةِ والمغفرة.  فشمّروا أيّها الصّائمونَ القائمونَ في تلك الليالي العظيمة، فمن كانَ مُجتهدًا فعليه بالتّمام، ومن قَصّرَ فليَخْتمْه بالحُسنى فالعملُ بالختام، وتَحَرّوا في تلك الليالي وخصوصًا في أوتارِها ليلةَ القَدر، التي هي خيرٌ من ألفِ شهر، مَنْ قامَها إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه، وحَرِيٌّ بمن اجتهدَ في تلك الليالي جميعِها، أنْ يُوفَّقَ لإدراكِها ويَنالَ عظيمَ أجرِها وثوابِها، ويكونَ اجتهادُه في بقيّةِ الليالي زيادةً في عملِه وتكثيرًا لحسناتِه ورِفعةً لدرجاتِه، فاتّقوا اللهَ رحمَكم الله، واجتهدوا في هذه العشرِ المُباركةِ بالأعمالِ الصّالحةِ والتّوبةِ والصّدقةِ وتلاوةِ القرآن، وسائرِ وجوهِ البِرِّ والإحسان، احفظوا فيها الصّيامَ وأَطِيبُوا الكلام، وأطعموا الطّعامَ وصِلُوا الأرحام، وَأطيلوا في المَسَاجِدِ الاعتكافَ والقيام، وأكثروا من التّضرّعِ والدّعاء، فإنّها ليالي الإجابة، وأحسنوا الظّنَّ بربِّكم فإنَّه غَنِيٌّ كريم، لا يَرُدُّ مَنْ دَعاه، ولا يُخِيِّبُ مَن رَجاه، وأكثروا مِن سُؤالِ العَفوِ وَالعَافِيَةِ، فإنَّ أحدًا لم يُعطَ بعدَ اليقينِ خيرًا من العافيةِ. اللهمّ إنّك عفوٌ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنّا، اللهمّ إنّا نَسألُك العفوَ والعافيةَ في الدّنيا والآخرة، اللهمّ وَفقّنا لطاعتِك، واعْصمْنا عن مَعصيتِك، وأَعِنَّا على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك، اللهمّ تَقَبّلْ منّا صيامَنا وقيامَنا ودعاءَنا وصالحَ أعمالِنا، برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين. ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)

باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرحيم

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وإخوانِه، أبدًا إلى يومِ الدّين. أمّا بعد: عبادَ الله

اتّقوا اللهَ حقَّ التقوى، واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوُثقى، واحذروا المعاصي فإنّ أجسادَكم على النّارِ لا تقوى، واعلموا أنّ ملَكَ الموتِ قد تخطّاكم إلى غيرِكم، وسيتخطّى غيرَكم إليكم فخذوا حذرَكم، الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَه، وعملَ لمَا بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها وتمنّى على اللهِ الأمانيّ. إنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ رسولِ الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمينَ فإنّ يدَ اللهِ مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم شذَّ في النّار. اللهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمّرْ أعداءَ الدّين، وانصرْ عبادَك المجاهدينَ وجنودَنا المرابطين، وأنجِ إخوانَنا المستضعفينَ في كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين، اللهمّ آمِنّا في أوطانِنا ودورِنا، وأصلحْ أئمّتَنا وولاةَ أمورِنا، وهيّءْ لهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ربَّ العالمين، اللهمَّ أبرمْ لأمّةِ الإسلامِ أمرًا رشدًا يُعزُّ فيه أولياؤُك ويُذلُّ فيه أعداؤُك ويُعملُ فيه بطاعتِك ويُنهى فيه عن معصيتِك يا سميعَ الدعاء. اللهمّ ادفعْ عنّا الغَلا والوَبا والرّبا والزّنا والزلازلَ والمحنَ وسوءَ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطن، اللهمّ فرّجْ همَّ المهمومينَ ونفّسْ كرْبَ المكروبينَ واقضِ الدّينَ عن المدينينَ واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهمّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وأزواجِنا وذريّاتِنا ولجميعِ المسلمينَ برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين

دعاءُ الاستسقاء: اللهمّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنت ،،،

عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصلاةُ والسلام: من صلّى عليّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشْرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. وأقمِ الصلاةَ إنّ الصلاةَ تَنهى عن الفحشاءِ والمنكر، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

إعداد/ وليد بن محمد العباد غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين

جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض 21/ 9/ 1443هـ

المشاهدات 2556 | التعليقات 0