خطبة فضل أيام التشريق

أبو ناصر فرج الدوسري
1438/12/07 - 2017/08/29 18:42PM

الحمد لله الذي أوجد الخلق من العدم وهو على كل شيء قدير، وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو السميع البصير، أحمده حمدا كثيرا طيبا كما يليق بشأنه الكبير، وأشكره على إنعامه الجم وإحسانه الكثير، وأشهد أن لا إله إلا الله الله وحده لا شريك له شهادة أتقي بها عذاب السعير، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله البشير النذير، بعثه ربه سبحانه بالترغيب والترهيب والتحذير، اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما أشرقت شمسٌ وظهرَ القمرُ المنير،
أما بعد: فاتقوا الله ياعباد الله؛ فقد أمركم بتقواه وحبب إليكم الإيمان؛ واجتنبوا معاصيه فقد كره إليكم الفسوق والعصيان؛ وراقبوه فإنه معكم يسمع ويرى في كل مكان وأوان، واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه فإنه دائم العفو والغفران، وإياكم وهذه الدنيا فإن نعيمها بؤس؛ وزينتها نقص؛ وكل من عليها فان، قال تعالى:
(وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ)
عباد الله: أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث نُبيشةَ الهذلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ)

وفي بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في أيام منى منادياً ينادي: (لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ ؛ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
واعلموا أن التَكبيرَ مُسْتَمرٌّ فيها إلى آخرِ أيامِ التشريق، ويتأكدُ بعد الصلواتِ المفروضة.
وأيامَ التشريقِ كُلُّها أيامُ ذَبْحٍ، سواءً الهدي، أو الأضاحي، فإذا انْقَضَتْ، فقد فاتَ وَقْتُ الذبح. فَمَن تَمَكَّن مِن ذَبْحِ الهَدْيِ في هذِه الأيام، فَذَبْحُهُ صحيح.

وهكذا مَنْ لَمْ يَنْوِ الأُضْحِيَةَ إلا في أيامِ التشريقِ فإنه يُمْسِكُ عَنْ شَعْرِه وأظفارِه مِن حِينِ نِيَّتِه، ولَهُ أَنْ يُضَحِّي مَا لَمْ تَغْرُبْ شَمسُ اليومِ الثالثِ عَشَر.

ألبسنا الله جميعا حلل عفوه وعافيته ورضوانه؛ ومنحنا بفضله وجوده وافر إحسانه؛ وادخلنا بمنه فسيح جنانه؛ ووقانا برحمته عذاب نيرانه.
أقول قولي هذا واستغفر الله واتوب إليه لي ولكم ولجميع المسلمين إنه كان غفارا

                                                          الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك تعظيما له وتقديرا؛ وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله؛ بعثه ربه داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا؛ أما بعد:
فاعلموا عباد الله: أنَّ ذِكْرَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُزَكِّي الأَنفُسَ، وَيُطمئِنُ القُلُوبَ، وَيُذلِّلُ الصِّعَابَ وَيُفَرِّجُ الكُرُوبَ، بِهِ يَعيشُ المَرءُ سَعِيدًا في حَيَاتِهِ، مُؤَهَّلاً لِنَيلِ ثوابِ اللهِ وَدُخُولِ جَنَّاتِهِ، لذا شرع الله لنا ذكره في كل وقت وخصوصا في هذه الأيام المعدودات فذِكرُ الله تتنوَّع أنواعُه ؛ لتكثُر بها وتزيد أسبابُ الرحمات، وليعظُم منها رصيدُ المُسلم من الحسنات، ويكّفر عنه من السيئات.

فعلى المسلم أن يحذر الغفلة عن ذكر الله تعالى، وعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بالطاعة وفعل الخير، ولا يُضيعها باللهو واللعب، كما عليه كثير من الناس في زماننا هذا، من السهر وتفويت الصلاة المفروضة عن وقتها، وقتل الوقت، والاستعانة بنعم الله على معاصيه، والعكوف على آلات اللهو والطرب.
فاذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكره واصيلا.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه، قَالَ تَعَالَى:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
اللهم اعز الاسلام والمسلمين، واذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واصر عبادك المجاهدين، وارحم عبادك المستضعفين، وفك اسر المأسورين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين
اللهم يسر للحجيج حجهم، واحفظهم من كل مكروه، اللهم وردهم إلى أهلهم وأوطانهم سالمين غانمين، اللهم اجعل حجهم مبرورا، وسعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا يا ذا الجلال والإكرام، اللهم مَنْ أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره له يا قوي يا عزيز، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في الشام والعراق واليمن وفلسطين وبورما وفي كل مكان يارب العالمين.

اللهم اكشف ما نزل بهم من ضر يا أرحم الراحمين،
واخر دعوانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

 

 

رابط الخطبة

https://docs.google.com/document/d/1XhmZV8LHtlvdu8KoYJgLUNCKb-8JhG2gx1q0pQ61Qpw/edit?usp=sharing

المرفقات

التشريق-3

التشريق-3

المشاهدات 1133 | التعليقات 0