خطبة عيد الفطر

موسى بن عبدالله الموسى
1443/09/28 - 2022/04/29 20:08PM
خطبة عيد الفطر 
 
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الحمد لله، وكبره تكبيرًا، والله أكبر، ولذكر الله أكبر، فكبروه بكرةً وأصيلًا.
وسبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.
ولا إله إلا الله الواحد في ألوهيته وفي ربوبيته وأسمائه وصفاته، تبارك اسمه وتعالى جده، ولا إله غيره.
الحمد لله المتفرد بكل مديحة، وسبحان الله المنزه عن كل نقيصة، أحمده –سبحانه- وأشكره، بلغنا شهر الصيام وأتمه، ﴿وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون﴾ [البقرة:185].
الله أكبر كما هدانا، والله أكبر كما آوانا، لا نحصي لنعمه عدًا، ولا لآلائه قدرًا فما أعظمه من إلهٍ وأكبره، وأكثر فضله على عباده وأرحمه.
أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، خرج المسلمون اليوم لتعظيمه وتكبيره، ضجت بتكبيرهم المساجد والأسواق؛ خرجوا مكبرين مهللين، وقد أخرجوا فطرة صيامهم؛ يرجون كرم الكريم وعظيم نواله، فرحين بعيدهم مستبشرين، بعد أن صاموا شهرهم وقاموه، والله لا يرد راجيًا، ولا يضيع عمل عامل.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الأمي الأمين، جعله الله رحمةً للعالمين، وقدوةً للعاملين، الشافع المشفع يوم الدين، غشيت أمته الرحمات، وجعلها الله بسببه خير الأمم، وأعلاها، أقلها أعمالًا وأعمارًا وأكثرها أجورًا وأفضالًا، صلى الله عليه وملائكته وأهل سماواته وأرضه، وعلى صحابته الأخيار، وزوجاته الأطهار، والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله –أيها المؤمنون- لعلكم تُرحمون، وارجوا ربكم الكريم، واعلموا أنما يتقبل الله من المتقين.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عيدكم –أيها المؤمنون- هو نعمةٌ من الله عليكم، فافرحوا به واستبشروا.
هذا يوم الحبور والسرور، يوم الفرح بفضل الله ونعمته، يوم الجوائز، يومٌ تفرحون أن ختمتم شهركم صيامًا وقيامًا وإحسانًا وقرآنًا، فما ظنكم بجزاء ر بكم؟
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون﴾ [النحل:97].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
إن هذا اليوم العظيم هو أعظم الفرص لرأب الصدع وسد الخلل، وزيادة التلاحم وتآلف القلوب، يوم البر والإحسان، والعطف وخفض الجناح، يوم البسمة والهدايا والسلام والاعتذار، ليس يومٌ لجلب الأحزان، ولا يومٌ للوم والخصام.
فاحفظوا لعيدكم مقامه، فإن السرور والفرح به هو عبادة اليوم وشعيرته؛ ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم﴾ [فُصِّلَت:34].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها المؤمنون: لقد صمتم شهركم، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ولقد قمتم شهركم مع الإمام، و«من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة»()، و«من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»()، ومن قام رمضان كله أدرك قيام ليلة القدر -لا محالة- التي هي خيرٌ من ألف شهر، و«من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»().
فأحسنوا الظن بربكم، واستبشروا، احفظوا قلوبكم، وأعمالكم من دنس الذنوب بعد صفوها، ومن الآثام بعد التخفف منها، ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾ [النحل:92].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الحمد لله، وهو ذو الحمد وحده، أشكره على عظيم عطائه ومنّه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أيها المؤمنون: لقد منَّ الله عليكم؛ فكسوتم أولادكم وأهليكم ليوم عيدكم، ترجون فضل ربكم، وتتقربون إليه بشعائر هذا العيد السعيد، فاحتسبوها قُربةً لربكم، ﴿وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُون﴾ [البقرة:272].
ألا وإن من بينكم من قد قصرت فرحتهم، وانطفأت بسمة أطفالهم، فتفقدوا المعسرين من بينكم، أكرموهم، وتصدقوا عليهم، وأهدوهم؛ فإنه من أعظم أعمال يومكم هذا.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها النساء الصالحات القانتات المؤمنات الصائمات المحسنات، إن رعاية البيت وحفظه وخدمته وصونه من أشرف الأعمال وأجلها، لقد شهد لكن القاصي والداني بالبذل والتفاني بتهيئة الإفطار والسحور، وبتربية البنات ورعاية الأطفال، وحفظ الأزواج.
فاحذرن من وشاه السوء، ومن مخططات أهل الفساد والشقاق.
وفي الصحيحين أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها وهي مسؤولةٌ عن رعيتها»()، حفظ الله لكن دينكن وحياءكن، وملأ قلوبكن وبيوتكن الغبطة والسكينة، والسرور.
.
ثم صلوا وسلموا على رسول الهدى، وإمام أولي النهى، كما أمركم ربكم –جل وعلا-؛ ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56].
اللهم صلِ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وأرضى اللهم عن أصحاب نبيك أجمعين، وأرضى عنا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم تقبل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم طهر قلوبنا، واغفر ذنوبنا، وأصلح نياتنا وذرياتنا وأزواجنا وأهلينا، وبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا يا سميع الدعاء.
اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه، وجوامعه، وأوله، وآخره، وظاهره، وباطنه، ونسألك اللهم النعيم المقيم في جنة الخلد، يا سميع الدعاء.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وهيئ لهم من أمرهم رشدًا، واجمع كلمتهم، وألف بين قلوبهم، واجعل ولايتهم فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، يا رب العالمين.
اللهم حرر المسجد الأقصى من براثن اليهود، واشدد وطأتك عليهم يا ذا العزة والجبروت، اللهم من أرادنا أو بلادنا أو أي بلادٍ من المسلمين بسوء اللهم أشغله في نفسه، ورد كيده في نحره، وأدر عليه دائرة السوء يا رب العالمين.
اللهم ارحم والدينا كما ربونا صغارًا، واجزهم عنا خير ما تجزي به عبادك الصالحين.
اللهم وكن لإخواننا المرابطين على الحدود مؤيدًا وناصرًا، اللهم سدد سهامهم، وقوي عزائمهم، وأمنهم في مواطنهم، وأصلح نواياهم، وردهم إلى أهلهم سالمين غانمين، يا رب العالمين.
اللهم وفق ولي أمرنا ونائبه لما تحب وترضى، اللهم خذ بنواصيهم للبر والتقوى، واجعلهم سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك، يا ذا الجلال والإكرام.
عباد الله، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
المرفقات

1651262869_خطبة عيد الفطر -.pdf

المشاهدات 27434 | التعليقات 0