خطبة عيد الفطر 1446
حسين بن حمزة حسين
1446/09/27 - 2025/03/27 14:59PM
اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَرُ؛ لا إله إلا الله؛ الله أكبر؛ الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، الحمد لله عدد ما صام صائم وأفطر، الله أكبر عدد ما ذكر الله ذاكرٌ وكبّر، الله أكبر عدد ما حمِد الله حامدٌ وشكَر، الله أكبُر عدد ما تابَ تائبٌ واستغفر، الله أكبر عدد ما تجاوز جلّ جلاله عن الخطايا وكفّر، الله أكبر عدد ما رفع من البلايا وستر..
الحمد لله على الإسلام، الحمد لله أن هدانا لسنّة خير الأنام، فوالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدّقنا ولا صلّينا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بنعمته تتمّ الصالحات، وأشهد أن نبينا محمداً عبدُ الله ورسوله أفضلُ الورى، وخيرُ من وطأ الثرى وأظلّت السماء، فصلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آل بيته وزوجاته وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين وسلّم تسليما كثيرا، أما بعد :
اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَرُ؛ لا إله إلا الله؛ الله أكبر؛ الله أكبر ولله الحمد.
اليوم يومُ عيد أهل الإسلام، عيد الفطر المبارك، عيدٌ سعيدٌ مجيد، تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم، وبارَكَ لكم في أعيَادِكُم، وأدامَ مَسَرَّاتِكم، وأعانَكُم على دوام ذِكرِه وشُكرِه وحُسنِ عبادتِه، وأعادَهُ علينا وعَليكُم وعلى المُسلِمينَ في أمن وإيمان، وسلامةٍ وعافية. (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدّةَ وَلِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ)
مَا أَجْمَلَ صَبَاحَ العِيد! ومَا أَسْعَدَ أَهْلَهُ الَّذِينَ أَتَمُّوا العِدَّة، ووَدَّعُوا مَوسِمًا عَظِيما، أَوْدَعُوا فيهِ جميل الطَّاعَات، وكَريمِ الدَّعَوَات، وصَالِحِ العِبَادَات؛ ما يَسُرُّهُم أنْ يَلْقَوهُ بين يديّ ربّ الأرض والسموات، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
فَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانَا، وآوَانا، وكَفَانا، وهَدَانَا لِلإسْلَامِ، وجَعَلَنَا بعبادته أفضل أمّة على وجه الأرض (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ)
يَومُ العِيد: يَومُ الأَطْفَال؛ يَفِيضُ عَليهِمْ بالفَرَحِ والبَهْجَة، يَومُ الفُقَراء؛ يَلْقَاهُم باليُسْرِ والسَّعَة، يَومُ ذَوي الأَرحَام؛ يَجمَعُهُم علَى البِرِّ والصِّلَة، يَومُ الأَصدِقاءِ يُجَدِّدُ فيهِمْ أوَاصِرَ الحُبِّ، ودَوَاعِي القُرْب.. وهو يَومُ النُّفوسِ الكَرِيمَة؛ حينَ تَتَناسَى أضْغَانَها، فتَجْتَمِعُ بعدَ افْتِرَاق، وتتصَافى بعدَ كَدَر، وتَتَصَافَحُ بعدَ انْقِبَاض، وهو يَومٌ مِنْ شَعَائرِ الإسلام، يَومُ الفَرَحِ بفَضْلِ اللهِ وتَوفِيقِهِ لِعَبدِه: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِه، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِه) متفق عليه، فكُونوا في عِيدِكُم؛ كمَا أَمَرَ مولاكُم: فتَفَقَّدوا إخوَانَكُم وجِيرانَكُم، وقَرَابَاتِكُم وذَوي أرحَامِكُم؛ لتَنَالُوا رَحْمَةً مِنهُ وفَضْلا..
اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ الله، وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمد.
الخطبة الثانية
اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَرُ؛ لا إله إلا الله ؛ الله أكبر؛ الله أكبر ولله الحمد .
الْحَمْدُ للهِ مُعِيدِ الْجُمَعِ وَالأَعْيادِ، وَجَامِعِ النَّاسَ إِلَى يَوْمِ الْحَشْرِ وَالتَّنَادِ، والصَّلاةُ والسَّلاَمُ عَلى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ الْمُفَضَّلِ عَلَى جَميعِ الْعِبَادِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا..
أمَّا بَعدُ: ألَا فاتَّقُوا اللهَ عِبادَ الله، اتَّقُوا اللهَ رَبَّكُم، أَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوه، واحمَدُوهُ علَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيكُم واشكُرُوه، كُونُوا لَهُ علَى مَا يُحِبُّ؛ يَكُنْ لَكُم فوقَ مَا تُحِبُّونَ: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُحسِنُونَ)
اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَرُ؛ لا إله إلا الله ؛ الله أكبر؛ الله أكبر ولله الحمد .
عِبَادَ الله: إنَّ شَهرَكُم قد رَحَل، ورمضَانُ قد أَفَل، ولا مُنْتَهَى مِنْ صَالحِ العَمَل، فلا تُغْلِقُوا مُصْحَفا، ولا تَمْنَعُوا رَغِيفا، ولا تَحْرِمُوا مُحْتَاجا، ولا تَقْطَعُوا إحْسَانا، ولا تَهجُروا صِيَاما، ولا تَتركُوا قِيَاما، وأَدِيموا تَضَرُّعَكم لمن لا تَغِيبونَ عنه، مَا أَحْسَنَ الإحسَانَ؛ يَتْبَعُهُ الإحسَانُ، ومَا أَقْبَحَ العِصيانَ بعدَ الإحسَانِ.
ومَنْ صامَ رمضانَ ثم أَتبَعَهُ سِتًّا مِنْ شوَّالَ؛ كانَ كِصِيَامِ الدَّهر. ومَنْ أتى مِنكُم في هذا اليوم مِنْ طَرِيقٍ فَلْيَرْجِعْ مِنْ طَرِيقٍ أُخرَى إنْ تيَسَّرَ لهُ ذلك؛ اقتِدَاءً بنبيِّنا وقُدوَتِنا مُحمَّدٍ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُه عليه.
اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ الله، وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمد.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنَاتُ: عظّم اللهُ قدْر المرأة وأعزّها وأكرمها، كَرَّمَهَا أُمًّا وَبِنْتًا وَزَوْجَةً وَأُخْتًا؛ على عاتقها بناءُ جِيلٍ قويٍ يضمن للأمة حفظ دينها ودنياها، إيمانها ووطنها، فَالْوَاجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ تَتَّقِيَ اللهَ وَتَرْعَى حُقُوقَ الله وَتَحْفَظَ حُدُودَهُ، وَتَتَمَسَّكَ بِتَعَالِيمِ دِينِهَا وَحِجَابِهَا وَحِشْمَتِهَا، وَتَحْذَرَ مِنْ مَسَالِكِ الْمُنْحَرِفِينَ، الَّذِينَ يُرِيدُونَ طَمْسَ هُوِيَّتِهَا وَتَدْنِيسَ كَرَامَتِهَا، وَلْيَـكُنْ لَكُنَّ فِي أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أُسْوَةٌ، وَفِي بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُدْوَةٌ، أغرسوا بأبنائكم حب الدين، اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدين، وأَدِمْ على هذه البلادِ أمنَها ورخاءَها، وعِزَّها واستقرارَها، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم وفِّق إمامنا وولي أمرنا خادمَ الحرمينِ الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخذ به للبرِّ والتقوى، وأصلح له بطانته، ومتِّعه بالصحة والعافية، واحفظه من كلِّ شرٍّ وسوءٍ يا رب العالمين، اللهم وفقه وولي عهده لِمَا فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين، يا رب العالمين. اللهم انصر بهم دينَك، وأَعْلِ بهم كلمتَك، واجعلنا وإيَّاهم من الهُداة المهتدين، يا رب العالمين، اللهم وفِّق جميعَ ولاةِ أمور المسلمين لتحكيم شَرعِك واتباعِ سنة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم.