خُطْبَةُ عِيْدِ الفِطْرِ 1446 هـ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا، اللهُ أكبَرُ كَبِيرًا، والحمْدُ للهِ كَثِيرًا، وسُبحَانَ اللهِ بُكْرةً وأصِيلاً، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا محمدٍ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما كَثِيراً.
أمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ فَهِيَ وَصِيَّتُهُ تَعَالَى لِلْأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَهِيَ السَّعَادَةُ وَالفَلَاحُ وَالفَوزُ المُبِينُ.
عِبَادَ اللهِ: وَقَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَينَا بِإِتْمَامِ الصِّيَامِ؛ فَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ حِكَمِهِ تَحْقِيقُ التَّقْوَى؛ قَالَ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة 183 ] فَلْيَكُنْ صِيَامُنَا مُحَقِّقًا لِلتَّقْوَى؛ وَلْنَأْخُذْ مِنْهُ زَادًا فِي مُرَاقَبَةِ اللهِ وَالاِسْتِقَامَةِ وَالثَّبَاتِ عَلَى دِينِهِ؛ لِنَأْخُذْ مِنْهُ دُرُوسًا فِي حُبِّ الطَّاعَاتِ وَلُزُومِهَا، وَكُرْهِ المَعَاصِي وَالبُعْدِ عَنْهَا؛ وَالصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ.
اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى؛ فِي خَتْمِ آيَةِ الصِّيَامِ: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[البقرة 185 ]
أَلَا فَلْنَشْكُرِ اللهَ؛ عَلَى مَا أَسْبَغَ مِنَ النِّعَمِ، وَدَفَعَ مِنَ النِقَمِ؛ هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِإِتْمَامِ الصِّيامِ، وَوَفَّقَنَا لِلْقِيَامِ، يَسَّرَ القُرْآنَ لِلذِّكْرِ، وَأَجْزَلَ لِقَارِئِهِ الأَجْرَ، ثُمَّ بَلَّغَنَا هَذَا اليَوْمَ الْمُبَارَكَ؛ وَنَحْنُ فِي أَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَعَافِيَةٍ فِي الأَبْدَانِ وَرَغَدٍ مِنَ العَيْشِ وَاطْمِئْنَانٌ؛ وَلَكَأَّنَما حِيَزتِ الدُّنْيَا لَنَا.
فَلْنَعْرِفْ لِهَذِهِ النِّعَمِ قَدْرَهَا، وَلْنَجْتَهِدْ فِي حِفْظِهَا وَالمَزِيدِ مِنْهَا بِشُكْرِهَا.
اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
فَلْنَفْرَحْ بِفِطْرِنَا عَلَى مَا أَحَلَّ اللهُ لَنَا، وَبِامْتِثَالِنَا لِأَمْرِ رَبِّنَا وَإِكْمَالِ فَرِيضَتِنَا لِنَفْرَحْ بِهَذَا، وَلْنَسْأَلِ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُبَلِّغَنَا فَرَحًا عَظِيمًا؛ يَومَ نَلْقَاهُ جَلَّ وَعَلَا فَنَجِدُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى لِصِيَامِنَا، وَنُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ.
لِنَفْرَحْ بِعِيدِنَا؛ وَلْنَنْشُرِ الْمَوَدَّةَ، وَلْنُحَقِّقِ الأُخُوَّةَ بَيْنَنَا.
نُفْشِي السَّلَامَ، وَنُطِيبُ الكَلَامَ، وَنُظْهِرُ البِشْرَ وَالِابْـتِسَامَةَ، نَبَرُّ بَالوَالِدَينِ وَنُحْسِنُ إِلَيْهِمَا، نَصِلُ الْأَرْحَامَ، وَنَقُومُ بِحُقُوقِ الأَهْلِ وَالأَوْلَادِ، نَرْحَمُ الصَّغِيرَ وَنُوَقِّرُ الكَبِيرَ، نُحْسِنُ إِلَى الْجَارِ، وَنُكْرِمُ الضَّيْفَ، نَتَوَاصَلُ بِالزِّيَارَةِ وَالمُكَالَمَةِ وَالرِّسَالَةِ وَبَذْلِ الهَدِيَّةِ؛ وَنَكُونُ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بعْضًا، وَكَالجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْه عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى.
نُطَهِّرُ قُلُوبَنَا مِنْ كُلِّ حِقْدٍ وَغِلٍّ وَحَسَدٍ وَكِبْرٍ وَغُرُورٍ.
نَصْبِرُ عَلَى بَعْضِنَا الصَّبْرَ الجَمِيلَ، وَنَصْفَحُ الصَّفْحَ الجَمِيلَ، نَتَوَاضَعُ حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، نَحْفَظُ لِلنَّاسِ حُقُوقَهُمْ، وَنَرْفُقُ بِمَنْ وَلَّانَا اللهُ أَمْرَهُمْ، نَتَّقِي الظُّلْمَ؛ فَهُوَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ، نَحْذَرُ أَذِيَّةَ المُسْلِمِ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ ( فَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ )
اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: اِحْذَرُوا المَعَاصِي؛ فَبِهَا تَحُلُّ النِّقَمُ، وَتَزُولُ النِّعَمُ، ويَتَعَرَّضُ النَّاسُ لِغَضَبِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ ابْتَعِدُوا عَنِ المَعَاصِي وَلَا تَقْتَرِبُوا؛ ابْتَعِدُوا عَـنْ أَمْكِنَتِهَا وَعَنْ أَصْحَابِهَا، وَعَنْ كُلِّ وَسِيلَةٍ تُفْضِي إِلَيْهَا؛ فَمَنِ ابْتَعَدَ سَلِمَ - بِإِذْنِ اللهِ - وَمَنِ اقْتَرَبَ؛ فَهُوَ كَالرَّاعِي يَرْعَي حَوْلَ الحِمَى يُوْشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ.
اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: آيَةٌ عَظِيمَةٌ؛ وَصَفَهَا عَبْدُاللهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ بِأَنَّهَا: [ أَجْمَعَ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ ] وَقَالَ عَنْهَا قَتَادَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ لَيْسَ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ كَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ يَعْمَلُونَ بِهِ وَيَسْتَحْسِنُونَهُ إلَّا أَمَرَ اللهُ بِهِ فِي هَذِهِ الآيَةِ وَلَيْسَ مِنْ خُلُقٍ كَانُوا يَتَعَايَرُونَهُ بَيْنَهُمْ إلَّا نَهَى اللهُ عَنْهُ وَقَدَحَ فِيهِ... ]
احْفَظُوا - حَفِظَكُمُ اللهُ - هَذِهِ الآيَةَ، وَتَأَمَّلُوهَا، وَامْتَثِلُوا أَوَامِرَ اللهِ فِيهَا وَاجْتَنِبُوا نَوَاهِيهِ: { إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [ النحل 90 ]
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكْرِ الْحَكِيمِ.
وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَاللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأصِيلًا.
أَمَّا بَعْدُ: فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: ( أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ ) [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ آخِرَ عَهْدِنَا بِالصِّيَامِ، وَلَا بِالقِيَامِ، وَلَا بِقِرَاءَةِ القُرْآنِ وَلَا بِالدُّعَاءِ؛ فَقَدْ جَاءَتِ الأَدِلَّةُ الكَثِيرَةُ بِالْحثِّ عَلَى نَوَافِلِ العِبَادَاتِ؛ وَمَحَبَّةِ اللهِ تَعَالَى لِأَصْحَابِهَا؛ قَالَ تَعَالَى فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: ( وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ...) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ]
اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: الأَمْنُ ضَرُورَةٌ مِنْ ضَرُورَاتِ الْحَيَاةِ، وَلَيْسَ مِنْ فَرْدٍ وَلَا مُجْتَمَعٍ وَلَا دَوْلَةٍ؛ إِلَّا وَيَسْعَى حَثِيثًا إِلَيْهِ؛ وَقَدْ جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَمْنَ فِي الإِيمَانِ: { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [الأنعام 82 ]
الْأَمْنُ وَالعِزُّ، وَالغَلَبَةُ وَالسَّعَادةُ؛ فِي طَاعَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ.
وَالشَّقَاءُ، وَالذُّلُّ، وَالْخَسَارُ؛ فِي مَعْصِيَتِه؛ قَالَ تَعَالَى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ، كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }
وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يُحْفَظُ بِهِ الْأَمْنُ؛ وَتُقْمَعُ بِهِ الفِتَنُ: اِجْتِمَاعُ الكَلِمَةِ، وَوَحْدَةُ الصَّفِّ مَعَ العُلَمَاءِ الرَّاسِخِينَ، وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ؛ يَقُولُ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَعَلَى أَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كَرَّمَ الإِسْلَامُ الْمَرْأَةَ، وَأَمَرَ بِإِكْرَامِهَا، وَحَرَّمَ ظُلْمَهَا، وَأَوْجَبَ لَهَا وَعَلَيْهَا حُقُوقًا؛ أَعْظَمُهَا وَأَجَلُّهَا حَقُّ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ بِإِخْلَاصِ الدِّينِ لَهُ وَالْتِزَامِ شَرْعِهِ، وَالوُقُوفِ عِنْدَ حُدُودِهِ؛ ثُمَّ إِنَّ لِوَالِدَيْهَا حُقُوقًا، وَلِزَوْجِهَا حُقُوقًا وَلِأَوْلَادِهَا حُقُوقًا، فَلْتَتَّقِي اللهَ؛ وَلْتُؤَدِّ لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.
أَيَّـتُهَا الأُخْتُ الْمُسْلِمَةُ: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
هَذِهِ هِيَ السَّعَادَةُ وَالحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ؛ جَعَلَهَا اللهُ تَعَالَى فِي الإِيمَانِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ.
لَيْسَتْ سَعَادَةُ المَرْأَةِ فِي تَفَلُّتِهَا مِنْ شَرْعِ رَبِّهَا، أَوْ جُرْأَتِهَا عَلَى وَالِدَيْهَا، أَوْ تَمَرُّدِهَا عَلَى زَوْجِهَا، لَيْسَتْ سَعَادَةُ المَرْأَةِ فِي مُتَابَعَةِ السَّاقِطِينَ وَالسَّاقِطَاتِ، وَلَا فِي التَّسَكُّعِ فِي الأَسْوَاقِ وَتَتَبُّعِ المَوضَاتِ، لَيْسَتْ سَعَادَةُ المَرْأَةِ فِي دُخُولِ المَقَاهِي وَالكَافِيهَاتِ وَالجُلُوسِ فِيهَا بَينَ الشَّبَابِ؛ وَكَأَنَّها فِي بِيْتِهَا وَبَينَ إِخْوَتِهَا.
أَلَا فَاتَّقِينَ اللهَ مَعْشَرَ النِّسَاءِ؛ وَاتَّقُوا اللهَ يَا مَعْشَرَ الرِّجَالِ، اتَّقُوا اللهَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَفِيمَنْ وَلَاكُمُ اللهُ أَمْرَهُمْ؛ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } اتَّقُوا اللهَ، وَاسْتَمْسِكُوا بِشَرْعِهِ، وَاقْبِضُوا عَلَى دِينِكُمْ وَاثْبُتُوا عَلَيهِ، وَعَضُّوا بِالنَّوَاجِذِ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
وَإِيَّاكُمْ وَمَا يَصْرِفُ عَنْ هَذَا الدِّينِ؛ مِنْ شَهَوَاتٍ أَوْ شُبُهَاتٍ أَوْ دُعَاةِ ضَلَالٍ.
تَنَاصَحُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ، تَآمَرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَتَنَاهُوا عَنِ المُنْكَرِ، وَاصْبِرُوا عَلَى مَا أَصَابَكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِالرِّفقِ فَمَا كَانَ فِي شَيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ.
اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ، غَيرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ، اللَّهُمَّ اهْدِنَا لِأَحْسَنِ الأَخْلَاقِ وَالأَعْمَالِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِينَ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا المُسْلِمِينَ فِي فِلِسْطِينَ وَفِي السُّودَانِ وَفِي كُلِّ مَكَانٍ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةِ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَائِكَ أَعْدَاءِ الدِّينِ، اللَّهُمَّ عَلَيكَ بِاليَهُودِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَكَ الَّذِي لَا يُرَدُّ عَنِ القَومِ المُجْرِمِينَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِم لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وفِّقْنا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
https://t.me/benefits11111لمتابعة الخطب على التليجرام قناة ( احرص على ما ينفعك )
المرفقات
1743216899_خطبة عيد الفطر1446.pdf
1743216920_خطبة عيد الفطر1446.doc