خطبة عيد الفطر 1444 مختصرة وشاملة

محمد آل مداوي
1444/09/29 - 2023/04/20 05:28AM

خطبة عيد الفطر 1444هـ
الْحَمْدُ لِلَّه، مَا أجَلَّ جَلَالَهُ وَعَظَمَتَهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ؛ مَا أَوْسَعَ مَغْفِرَتَهُ وَرَحْمَتَهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ؛ مَا أَعْظَمَ مُلْكَهُ وَقُدْرَتَهُ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ سِوَاهُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِه.. الحَمْدُ للهِ عَلَى عَظِيمِ آلَائِه، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى جَزِيلِ كَرَمِهِ ونَوَالِه، وأشهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه، لا شَرِيكَ لَهُ في رُبُوبِيَّتِه وأُلُوهِيَّتِهِ وصِفَاتِ كَمَالِه، وأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عَبدُ اللهِ ورَسُولُه، هو القُدْوَةُ في أَقْوَالِه وأَفْعَالِه، صَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَيه، وعَلَى أَصْحَابِهِ وآلِه، والتَّابِعِينَ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسَانٍ ما تَعَاقَبَ الدَّهْرُ في إدْبَارِهِ وإقْبَالِه، وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.

اللَّهُ أَكْبَر، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

أيُّها المُسْلِمُون: عِيدُكُمْ مُبارَك، وكلَّ عَامٍ وأَنْتُمْ بِخَيْر، ويَومُكُمْ سَعِيد، الْبَسُوا الجَدِيد، واشْكُروا اللهَ العَزِيزَ الحَمِيد.. بُشْرَاكُمْ يَا مَنْ قُمْتُمْ وصُمْتُم، بُشْرَاكُمْ يَا مَنْ تَصَدَّقْتُمْ واجْتَهَدْتُم، فقَدْ ذَهَبَ التَّعَبُ، وزَالَ النَّصَبُ، وثَبَتَ الأجْرُ إنْ شَاءَ الله.. تَقبَّلَ اللهُ طَاعَاتِكُم، وبارَكَ لَكُمْ في أَعْيَادِكُم، وأدَامَ مَسَرَّاتِكُم، وجَعَلَ سَعْيَكُمْ مَشْكُورًا، وذَنْبَكُمْ مَغْفُورًا، وزَادَكُم في عِيدِكُم فَرْحَةً وسُرورًا. وأعَادَهُ عَلَيْنَا وعَلَيكُمْ وعَلَى المُسْلِمينَ في صِحَّةٍ وسَلامةٍ وعَافِيَة.

العِيد: مُنَاسَبَةٌ عَظِيمَةٌ؛ لِتَصَافِي القُلُوب، ومُصَالَحَةِ النُّفُوس.. الْتَمِسُوا بَهْجَةَ العِيدِ في رِضَا رَبِّكُم، والإقْلَاعِ عَنْ ذَنْبِكُم، والازْدِيَادِ مِنْ صَالِحِ أَعْمَالِكُم.. بَهْجَةُ العِيدِ في رِضَا الوَالِدَيْن، وحُبِّ الإِخْوَة، وصِلَةِ الرَّحِم، ورَفْعِ المَظْلَمَة، وإطْعَامِ المِسْكِين، وكِسْوَةِ العَارِي، وإسْعَادِ اليَتِيم، ومُسَاعَدَةِ المَرِيض.. يَفْرَحُ بِالعِيدِ مَنْ طَابَتْ سَرِيرَتُه، وصَدَقَتْ نِيَّتُه، وحَسُنَ خُلُقُه، ولَانَ خِطَابُه.

اللهُ أكبَر، كَمْ أَسْبَغَ مِنَ العَطَاء، واللهُ أكبَر، كَمْ أَسْبَلَ مِنَ السِّتْرِ والغِطَاء.. اللهُ أكبَر، كَمْ أَوْلَى مِنَ العَطَايَا والمِنَن، واللهُ أكبَر، كَمْ أَبْلَى مِنَ البَلَاءِ الحَسَن.

أيُّها المُسْلِمُون: الوَصَايَا في دِينِنَا؛ تَبْدَأُ بِتَوْحِيدِ اللهِ بالعِبَادَةِ والتَّوَكُّلِ والرَّجَاء، ثُمَّ الوَصِيَّةُ بحُسْنِ الصِّلَةِ، القَائِمَةِ عَلَى الصِّدْقِ والمحبَّةِ والنَّقَاء، مَعَ الأَهْلِ والقَرَابَة، والجِيرَانِ والأَصْدِقَاء.. دِينُكُمْ عِبَادَ الله: عَقِيدَةٌ وشَعَائِر، وآدَابٌ وقِيَم؛ يَأْخُذُ بَعْضُهَا بِرِقَابِ بَعْضٍ: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا).. القِيَمُ؛ هِيَ الصِّفَاتُ والأَخْلَاق؛ التي يُعَامِلُ بها المَرْءُ غَيْرَه، يَقُولُ عَبدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ رَحِمَهُ الله: "كادَ الأَدَبُ أنْ يَكُونَ ثُلُثَيِ الدِّين"، ويَقُولُ ابنُ رَجَب رَحِمَهُ الله: "يَظُنُّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أنَّ التَّقْوَى هِيَ القِيَامُ بِحَقِّ اللهِ دُونَ حُقُوقِ عِبَادِه.. والجَمْعُ بينَ القِيَامِ بِحُقُوقِ اللهِ وحُقُوقِ عِبَادِهِ عَزِيزٌ جدًّا، لَا يَقْوَى عَلَيهِ إلَّا الكُمَّلُ مِنَ الأنبيَاءِ والصِّدِّيقين"، ويُقال: "مِنْ عَزِيزِ الأَشْيَاءِ: حُسْنُ الخُلُقِ مَعَ الدِّيَانَة، وحُسْنُ الإِخَاءِ مَعَ الأَمَانَة".

جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ r فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: (هِيَ فِي النَّارِ)، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَال: (هِيَ فِي الْجَنَّةِ). رواه المُنْذِريُّ في التَّرغِيبِ والتَّرهِيب، وإسنَادُهُ صَحِيح.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

يَزْدَادُ المُجْتَمَعُ قوَّةً؛ بِتَنْشِئَةِ نَاشِئَتِه: عَلَى مَعَالي الأُمُور، ومَكَارِمِ الأَخْلَاق، وفَضَائِلِ القِيَم، وإبْرَازِ القُدُوَاتِ الصَّالِحَة.. عَلِّمُوهُمْ أنَّ الدِّينَ خُلُقٌ كُلُّه، وأنَّ مَنْ زَادَ عَلَيْكَ في الخُلُقِ فَقَدْ زَادَ عَلَيْكَ في الدِّين.. عَلِّمُوهُمْ -بالقَوْلِ والفِعْل- أنَّ التَّبَسُّمَ صَدَقَةٌ وعِبَادَةٌ، وأنَّ صَلَاحَ القَلْبِ في سَلَامَتِهِ مِنَ الحَسَد، ومِنَ الحِقْدِ، ومِنَ الرِّيَاءِ والغِلْظَة؛ لِيَكُونَ قَلْبًا صَادِقًا سَلِيمًا، مُحِبًّا لِلخَيْرِ لِلْعَالَمِين.

العِبَادَةُ كَمَا هِيَ في المَسْجِدِ؛ فَهِيَ في البَيْت، وفي الطَّرِيق، وفي العَمَل، وفي السُّوْق؛ حِينَ تَبُرُّ وَالِدَيْكَ؛ أَحْيَاءً وأَمْوَاتًا، وتَصِلُ رَحِمَكَ، الأَقْرَبَ فالأَقْرَب، وحِينَ تَقْضِي مَصَالِحَ النَّاسِ وحَاجَاتِهِمْ، وحِينَ تُلْقِي السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لم تَعْرِف، وحِينَ يُحْتَرَمُ النِّظَامُ، وتُحْفَظُ حُقُوقُ النَّاس، وحِينَ تُوَقِّرُ الكَبِيرَ، وتَرْحَمُ الصَّغِير، وتَعْطِفُ عَلَى ذِي الحَاجَة، وتُعِينُ المَلْهُوف، وتُسَاعِدُ العَاجِز.. العِبَادَةُ: حَيْثُ الوَفَاءُ بالمَكَايِيِلِ والمَوَازِين، وإعْطَاءُ كُلِّ ذِيْ حَقٍّ حَقَّه، والبُعْدُ عَنِ الغِشِّ والتَّدْلِيسِ والأَيْمَانِ الكَاذِبَة.

لَا يَسْتَطِيعُ مُجْتَمَعٌ أَنْ يَعِيشَ عِيْشَةً هَنِيْئَةً مَا لم يَرْتَبِطُ أَفْرَادُهُ برَوَابِطَ مَتِينَةٍ مِنَ الأَخْلَاقِ الكَرِيمَة، والقِيَمِ النَّبِيلَة.

وكمَا قِيل: "الأُلْفَةُ: ثَمَرَةُ حُسْنِ الخُلُق، والفُرْقَةُ: ثَمَرَةُ سُوءِ الخُلُق".

الأَخْلَاقُ والقِيَمُ؛ هِيَ الرَّقِيبُ، الذي يَدْفَعُ لِلْعَمَلِ والشُّعُورِ بِالمَسْئُولِيَّة: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

بَارَكَ اللهُ لَنَا في القُرْآنِ والسُّنَّة، ونَفَعَنا بما فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ والحِكْمَة، أَقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم، ولِسَائرِ المُسلِمينَ والمُسْلِمَاتِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فاستغْفِرُوهُ وتُوبوا إليه؛ إنَّ ربي غَفُورٌ رَحِيم.

 

الخطبة الثانية

 

/ الحَمْدُ للهِ عَلَى سَوَابِغِ نَعْمَائِه، وسَوَابقِ آلَائِه، أَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيه، مَا أَصْبَحَ بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ أو بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِه؛ فَمِنْهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَشْهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا هُوَ سُبْحَانَه، وأشهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا وسَيِّدَنَا مُحمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُه، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلهِ وأَصْحَابِه، صَلَاةً دَائِمَةً مُبَارَكَةً لا انْقِطَاعَ لهَا إلى يَوْمِ الدِّينِ.. أمَّا بَعْد، فيَا أيُّهَا المُسْلِمُون:

اتَّقُوا اللهَ؛ الذِي لا يَخْفَى عَلَيهِ شَيءٌ؛ مِنَ المَقَاصِدِ والنَّوَايَا، ولَا يِسْتَتِرُ دُوْنَهُ شَيءٌ؛ مِنَ الضَّمَائرِ والخَفَايا، السَّرَائِرُ لَدَيْهِ بَادِيَة، والسِّرُّ عِندَهُ عَلَانِيَة، (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، والحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأَصِيلًا.

ومِنَ القِيَمِ الكُبْرَى عِبَادَ الله: قِيْمَةٌ هِيَ صَمَّامُ الأَمَانِ لِبَقَاءِ النِّعَم، وهِيَ السَّبِيْلُ المُقِيمُ لِزِيَادَتِها وبَرَكَتِها، قالَ عَزَّ شَأْنُه: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، مَنْ غَفَلَ عَنْ نِعَمِ رَبِّهِ أوِ اسْتَقَلَّهَا، أو جَحَدَهَا وكَفَرَها؛ وَكَلَهُ اللهُ إلى نَفْسِه، فيَسْتَدْرِجَهُ بِهَذِهِ النِّعَمِ حتَّى يُهْلِكَهُ بها، أو يَسْلُبَهَا مِنْهُ، أو يُغَيِّرَها عَلَيْهِ بِضِدِّهَا، ولقَدْ قالَ عَزَّ شَأْنُهُ في أَقْوَامٍ: (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)، ثُمَّ قالَ فِيهِمْ بَعْدَها: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ).

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

أَيَّتُهَا المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ: مَنْ أَرَادَتِ الكَرَامَةَ فِي الدُّنيَا والآخِرَةِ، والسَّعَادَةَ الأَبَدِيَّةَ، والنَّجَاةَ مِنَ الكُرُوبِ والمَضَائِق؛ فَعَلَيْهَا بالإِيمَانِ والعَمَلِ الصَّالِحِ. ورَأْسُ مَالِ المُسْلِمَةِ بَعْدَ تَوْحِيدِهَا وإِيْمَانِهَا: حَيَاؤهَا وعَفَافُهَا: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).. اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

عِبَادَ الله: إنَّ شَهرَكُمْ قَدْ رَحَل، ورَمَضَانُ قَدْ أَفَل، ولا مُنْتَهَى مِنْ صَالحِ العَمَل، فَلَا تُغْلِقُوا مُصْحَفا، ولا تَمْنَعُوا رَغِيفا، ولا تَحْرِمُوا مُحْتَاجا، ولا تَقْطَعُوا إحْسَانا، ولا تَهجُروا صِيَاما، ولا تَتْرُكُوا قِيَامًا، ولا دعاءً، وأَدِيموا تَضَرُّعَكُمْ لِمَنْ لا تَغِيبُونَ عنه، مَا أَحْسَنَ الإحسَانَ؛ يَتْبَعُهُ الإحسَانُ، ومَا أَقْبَحَ العِصيانَ بعدَ الإحسَانِ.

ومَنْ صَامَ رمضانَ ثم أَتبَعَهُ سِتًّا مِنْ شوَّالَ؛ كانَ كِصِيَامِ الدَّهر. ومَنْ أتَى مِنكُمْ في هذَا اليَومِ مِنْ طَرِيقٍ فَلْيَرْجِعْ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى إنْ تيَسَّرَ لهُ ذلك؛ اقتِدَاءً بنبيِّنا وقُدوَتِنا مُحمَّدٍ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُه عليه.

أَدَّيتُمْ فَرْضَكُمْ، وأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ، وصُمْتُمْ شَهْرَكُمْ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنْكُمُ الصِّيَامَ والقِيَامَ وصَالِحَ الأَعْمَال، وعِيْدُكُمْ مُبَارَكٌ، افْرَحُوا رَحِمَكُمُ الله بِنِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكُمْ، افْرَحُوا بِفِطْرِكُمْ؛ كَمَا فَرَحْتُمْ بِصَوْمِكُمْ، جَعَلَ اللهُ سَعْيَكُمْ مَشْكُورًا، وذَنْبَكُمْ مَغْفُورًا، وزَادَكُمْ في عِيدِكُمْ فَرْحَةً وحُبُورًا، وبَهْجَةً وسُرُورًا.

اللهُمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمُسْلِمين، وأَذِلَّ الشِّركَ والمُشْرِكين، ودمِّر أعداءَ الدين، وأَدِمْ على بلادِنا أمنَها ورخاءَها، وعِزَّها واستقرارَها، وسائرَ بِلَادِ المسلمين.

اللهم وفِّق إمَامَنا ووليَّ أَمْرِنا خَادِمَ الحرَمينِ الشَّريفين، عَبْدَكَ سلمانَ بنَ عبدِالعزيز لِمَا تُحِبُّ وترضى، وخُذْ بنَاصِيَتِه للبِرِّ والتقوى، ومَتِّعْهُ بالصحةِ والعافية، اللهُمَّ وفِّقْهُ ووليَّ عَهْدِهِ الأمين؛ لِمَا فيه عِزُّ الإسلامِ وصَلاحُ المُسْلِمين.. اللهُمَّ انصُرْ بهم دِينَك، وأَعْلِ بهم كلمتَك، اللهم كن لهم مؤيدًا ونصيرًا، ومعينًا وظهيرًا، ووفِّقِ اللهُمَّ جميعَ ولاةِ أمُورِ المسلمينَ لِتَحْكِيمِ شَرْعِكَ واتِّبَاعِ سُنَّةِ نبيِّك محمدٍ r.

اللهُمَّ أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُومين، ونَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوبين، واقْضِ الدَّيْنَ عنِ المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وارحَمْ موتانا وموتى المسلمين برحمتك يا أرحمَ الراحمين.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْد

الله أكبرُ كبيرًا، والحَمدُ للهِ كثيرًا، وسُبحَانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً، وآخِرُ دَعْوَانا أنِ الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصَحْبِه وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

المرفقات

1681957731_خطبة عيد الفطر 1444هـ.docx

1681957731_خطبة عيد الفطر 1444هـ.pdf

1681957731_خطبة عيد الفطر 1444هـ- نسخة الجوال.pdf

المشاهدات 3250 | التعليقات 0