خطبة عيد الفطر 1442 ( التوبة سبب لرفع البلاء)
خالد الشايع
خطبة عيد الفطر 1442 ( التوبة إلى الله سبب رفع البلاء)
إن الحمد لله ( خطبة الحاجة )
أما بعد فيا أيها الناس :
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
معشر الصائمين القائمين : ثلاثون يوما مرت كلمحة بصر ، كنا نقول دخل رمضان ، وإذا بنا نقول جاء عيد الفطر ، سبحان من أودع في سرعة الأيام وتصرمها عبرة للمعتبرين ، فهذه الأيام من أعمارنا ، وهي تدنينا من القبر ، فهل استعددنا ليوم الرحيل .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله : كم تمر بنا الفتن تلو الفتن ، والمحن تلو المحن ، ويُصب البلاء علينا صبا ، وقليل منا من يتوب ويعود لربه ، ويعلم من هذه المحن أنها تدعوه للتوبة وتغيير الطريق التي يسير عليها ، في كل فترة يظهر مرض يفتك بالناس ، والناس لا تتغير ، وها نحن في زمن كورونا الذي أذل أنوف الخلق كلهم ، وعجزت كل الدول عن مكافحته ، في كل حين يظهر لهم على لون ، عطل المصالح ، وألزم الناس بيوتهم ، ولكن للأسف لا يزال الناس في غفلة عما يراد منهم ، يقول الله تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ(42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(43) )
ألا فلنراجع أنفسنا ، ولنأخذ على يد السفيه ، قبل أن تنزل بنا عقوبة ربنا ، وإن الناس إذا أنكروا المنكر ، وعملوا الصالحات لم يضرهم فسق الناس ، ولكن المصيبة في السكوت والرضا . الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
أيها المؤمنون : إن التوبة من الذنوب لازمة للمسلم ، حتى ولو لم ينزل به بلاء ، فهذا نبي الأمة يتوب إلى الله كل يوم وهو من هو في المكانة والطهارة والنقاء ويأمر الناس بالتوبة باستمرار أخرج مسلم في صحيحه من حديث عن الأغر بن يسار المزني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إلى اللهِ واسْتَغْفِرُوهُ، فَإنِّي أَتُوبُ في اليَّومِ مائةَ مَرَّةٍ»
هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر: يأمر الناس بالتوبة والاستغفار، ويخبر عن نفسه -صلى الله عليه وسلم- أنه يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة وهو بذلك يحث الأمة على هذا العمل الصالح، واستغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يلزم أن يكون لذنوب ارتكبها ولكن ذلك لكمال عبوديته وتعلقه بذكره سبحانه، واستشعاره عظم حق الله تعالى وتقصيره مهما عمل في شكر نعمه، وهو من باب التشريع للأمة من بعده، إلى غير ذلك من الحكم.
الزموا التوبة عباد الله صباحا ومساء فلا يدري المسلم متى يفجاؤه الموت ، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال ، أقول قولي هذا .,...
الخطبة الثانية
أما بعد فيا أيها الناس : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
العيد من شعائر الإسلام الظاهرة ، التي ينبغي للمسلم أن يفرح فيها ، ويكثر من ذكر الله تعالى ، وشكره على تمام الشهر ، فهو يوم أكل وشرب وذكر لله تعالى ، فيحرم صوم يوم العيد وهو الأول من شهر شوال ، كما يحرم الفرح فيه بما حرم الله تعالى ، فما هذا بفعل الشاكرين ، ولا بفعل أهل الطاعة والإحسان ، وإن علامة قبول العمل والتوبة ، العمل الصالح بعدها ، وتحسن الحال في عبادة الله تعالى
أختي المسلمة : كم أنت عزيزة في دين الإسلام ، جاء الإسلام فانتشل المرأة من حال الذل إلى عز الإسلام ، كانت ترث مع المتاع إذا مات الزوج ، ولم يكن لها نصيب من الميراث إذا مات زوجها أو أبوها ، لا ينظرون لها إلا أنها من متع الحياة ، وتخدم الرجال ، فجاء الإسلام فجعلها أما لها ثلاثة حقوق ، وللأب حق واحد ، وجعل لها نصيبا من الميراث ، وكرمها ، فلا يكرمهن إلا كريم ،
وأوجب على وليها من أب أو أخ أو زوج النفقة عليها وسد حاجتها وقال خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ، واستشارها في مهمات الأمة في الخندق وعمل بمشورتها ، وجعل البيت حصنا حصينا لها ، وفرض عليها ما يصونها ويحفظ كرامتها أن تدنس ، من الستر وغض البصر عنها ، وعدم خلوتها بالرجال ، وعدم الاختلاط بهم ، ونهى الرجال عن الدخول على النساء حفظا لكرامتهن .
فالله الله أن يستميلكن أهل الشر ، ودعاة الفتن ، ليردوكن إلى مستنقع المهانة والذل كأيام الجاهلية ، فتعودي متاعا وشهوة للرجال فقط ، أعيذك بالله من ذلك .
كن كما أراد الله منكن ، مربيات للأجيال ، صانعات للأبطال ، سندا للأزواج
اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح العمل ...