خطبة عيد الفطر 1438

أبو ناصر فرج الدوسري
1438/09/29 - 2017/06/24 23:26PM
اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
الحَمدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِلإِيمَانِ ، وَمَنَّ عَلَينَا بِإِدرَاكِ شَهرِ رَمَضَانَ ، وَوَفَّقَنَا فِيهِ لِلطَّاعَةِ وَالبِرِّ وَالإِحسَانِ ، أَعَانَنَا عَلَى الصَّلاةِ فِيهِ وَالصِّيَامِ ، وَيَسَّرَ لَنَا خَتمَ القُرآنِ وَالقِيَامَ ، وَأَفَاضَ أَلسِنَتَنَا بِالدُّعَاءِ وَالذِّكرِ ، فَلَهُ – تَعَالى - أَتَمُّ الحَمدِ وَأَوفَى الشُّكرِ ، أَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، شَهَادَةً أَرجُو بِهَا النَّجَاةَ يَومَ النُّشُورِ ، وَأُعِدُّهَا لِيَومٍ تُبَعثَرُ فِيهِ القُبُورُ ، وَيُحَصَّلُ مَا في القُلُوبِ وَالصُّدُورِ ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُاللهِ وَرَسُولُهُ ، وَصَفِيُّهُ مِن خَلقِهِ وَخَلِيلُهُ ، بَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَأَدَّى الأَمَانَةَ وَنَصَحَ لِلأُمَّةِ ، وَجَاهَدَ في اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى كَشَفَ اللهُ بِهِ الغُمَّةَ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ الغُرِّ المَيَامِينَ ، وَمَن سَارَ عَلَى سُنَّتِهِ وَاهتَدَى بِهَديِهِ إِلى يَومِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم - أَيُّهَا النَّاسُ - وَنَفسِي بِخَيرِ الزَّادِ لِيَومِ المَعَادِ ﴿ يَا بَني آدَمَ قَدْ أَنزَلنَا عَلَيكُم لِبَاسًا يُوَارِي سَوآتِكُم وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقوَى ذَلِكَ خَيرٌ ذَلِكَ مِن آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرُونَ ﴾
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، كُنَّا أَمسِ في رَمَضَانَ ، في صَلاةٍ وَصِيَامٍ وَقِيَامٍ ، وَتَفطِيرٍ وَبِرٍّ وَإِطعَامِ طَعَامٍ ، وَزَكَاةٍ وَصَدَقَةٍ وَإِحسَانٍ ، وَذِكرٍ وَدُعَاءٍ وَتِلاوَةِ قُرآنٍ ، وَاليَومَ نَحنُ في عِيدِ الفِطرِ السَّعِيدِ ، قَد أَكمَلنَا شَهرَنَا بِفَضلِ اللهِ في أَمنٍ وَعَافِيَةٍ وَاطمِئنَانٍ ، وَأَتَمَّ المَولَى بِذَلِكَ عَلَينَا النِّعمَةَ وَأَظهَرَهَا ، فَحُقَّ لَنَا أَن نَفرَحَ بِفَضلِ اللهِ وَنَبتَهِجَ ، وَأَن نَسعَدَ بِرَحمَتِهِ وَنَغتَبِطَ ، وَأَن تَطِيبَ قُلُوبُنَا وَتَنشَرِحَ صُدُورُنَا ، وَأَن تُسَرَّ خَوَاطِرُنَا وَتَقَرَّ نَوَاظِرُنَا ، وَأَن نُكَبِّرَ اللهَ وَنَذكُرَهُ وَنَشكُرَهُ ، طَاعَةً لَهُ – سُبحَانَهُ - وَامتِثَالاً لأَمرِهِ حَيثُ قَالَ :
﴿ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرُونَ ﴾
اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
أَيُّهَا الإِخوَةُ: بِالأَمسِ كُنَّا نَنعَمُ بِتَنوِيعِ الطَّاعَاتِ ، وَنَأنَسُ بِكَثرَةِ القُرُبَاتِ ، وَاليَومَ نَحنُ في فَرَحٍ بِمَا وُفِّقنَا إِلَيهِ وَأُعِنَّا عَلَيهِ .
اليَومَ نَفرَحُ بِالفِطرِ وَإِتمَامِ شَهرِ الصَّبرِ ، وَغَدًا نَفرَحُ بِالصَّومِ وَتَحصِيلِ الأَجرِ ،
قَالَ ﷺ : " لِلصَّائِمِ فَرحَتَانِ يَفرَحُهُمَا ، إِذَا أَفطَرَ فَرِحَ بِفِطرِهِ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَومِهِ "
وَقَالَ ﷺ : " الصِّيَامُ وَالقُرآنُ يَشفَعَانِ لِلعَبدِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : رَبِّ إِنِّي مَنَعتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ القُرآنُ : رَبِّ مَنَعتُهُ النَّومَ بِاللَّيلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، فَيُشَفَّعَانِ " احمد
فَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنَ المُسلِمِينَ مَا قَدَّمنَاهُ ، وَغَفَرَ لَنَا وَلَهُم مَا أَخطَأنَا فِيهِ أَو نَسِينَاهُ ، وَجَعَلَنَا مِمَّن يُقَالُ لَهُم غَدًا في جَنَّةٍ عَالِيَةٍ : ﴿ كُلُوا وَاشرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسلَفتُم في الأَيَّامِ الخَالِيَةِ ﴾
اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ حَيَاةَ المُسلِمِ بِفَضلِ اللهِ ، حُلوَةٌ وَإِن خَالَطَهَا بَعضُ الكَدَرِ ، هَنِيئَةٌ وَإِن شَابَهَا بَعضُ الحَزَنِ ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ بِإِيمَانِهِ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا رَسُولاً ، وَرِضَاهُ بما قَدَّرَ اللهُ وَاستِسلامِهِ لِمَا قَضَاهُ ، وَاحتِسَابِهِ الأَجرَ في كُلِّ شَأنِهِ ، وَتَسلِيمِهِ لأَمرِ رَبِّهِ وَنَهيِهِ ، وَوُقُوفِهِ عِندَ حُدُودِهِ وَعَدَمِ تَجَاوُزِهَا " عَجَبًا لأَمرِ المُؤمِنِ ، إِنَّ أَمرَهُ كُلَّهُ خَيرٌ ، وَلَيسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلمُؤمِنِ ، إِن أَصَابَتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيرًا لَهُ ، وَإِن أَصَابَتهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيرًا لَهُ "
اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
عباد الله : لا يغرنكم أعداء الدين الذين لاهم لهم إلا الطعن في الإسلام والمسلمين بكل ما أوتوا من قوة، في مسلسلاتهم وبرامجهم وصحفهم، وفي برامج التواصل، لا تنهزموا أمامهم وكونوا على ثقة بربكم.
واعلموا ياعباد الله أن الحرام يبقى حراماً مهما تغير اسمه وشكله.
فالرشوة حرام حتى لو سميت هدية أو بخشيش أو أتعاب.
والربا حرام حتى لو سمي تجارة، أو مرابحة.
وأكل المال بغير حقه حرام، مثل من ياخذ من الضمان الاجتماعي بالحيلة والخديعة، تطلق نفسها من زوجها حتى تأخذ من الضمان الاجتماعي، ثم يردها شفهيا حتى تبقى في سجلات الدولة أنها مطلقة.
وتتزوج المطلقة بدون اثبات حتى لا ينقطع عنها الضمان وتأخذ من مال الزكاة على أنها مطلقة أو عانس وهي متزوجة!
وهذا كله حرام وأكل مال بغير حقه.
واعلموا أن الأغاني حرام حتى لو سميت شيلات أو أناشيد.
واعلموا أن الإجازات المرضية لغير المرضي أنها حرام فهي تجمع بين مصائب ثلاث: أكل الحرام والكذب والتزوير، وفي بعضها يضاف لها الرشوة.
واعلموا أن الظلم حرام حتى لو سمي شطارة، أو شجاعة.
كظلم الراعي والخادمة، والعامل.
ومن الظلم عدم إيفاء الديون أو المماطلة في تسديدها أو عدم إعطاء الناس حقوقهم من العمال ومحلات أو فرض مبلغ مالي على العمال مقابل كفالتهم كل هذا من الظلم وأكل المال الحرام.
قال النبيّ ﷺ : "مَنِ اكْتَسَبَ مَالا مِنْ مَأْثَمٍ ، فَوَصَلَ بِهِ رَحِمًا ، أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ ، أَوْ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، جُمِعَ ذَلِكَ جَمْعًا ، فَقُذِفَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ".
ومن الظلم ظلم الإنسان لنفسه كمن يشرك بالله بدعاء الأموات أو وضع ما يسمى بالتعويذة والحضاضة، وكلها من الشرك.
﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾
واحذروا من الطمع ياعباد الله، الطمع الذي جعل المسلم يعتدي أراضي المساجد بيوت الله ليبني عليها سكن للشركات، الطمع الذي يجعل صاحبه يؤجر منزله الذي بين العوائل يؤجره على الأجانب العزاب غير مهتم بجيرانه وأقاربه.
الطمع الذي جعل الناس يعتدون على أراضي ليست لهم.
وقد حذر النبي ﷺ من الطمع أشد التحذير فقال: "أَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ ذكر منهم، الْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ" الحديث.
وكان ﷺ يستعيذ بالله "مِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ".
اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، لَيسَ شَيءٌ أَحَبَّ إِلى شَيَاطِينِ الجِنِّ وَالإِنسِ مِن فَسَادِ ذَاتِ البَينِ ، وَزَرعِ القَطِيعَةِ بَينَ الأَحبَابِ وَالمُتَآلِفِينَ ، وَنَشرِ الخِلافَاتِ بَينَ الأَصحَابِ وَالمُتَآخِينَ ، حَتَّى يَنقَلِبَ الصَّدِيقُ الحَمِيمُ نِدًّا بَغِيضًا ، وَيَعُودَ الوَلِيُّ الحَبِيبُ عَدُوًّا كَرِيهًا ، وَلِذَا فَهُم لا يَألُونَ جُهدًا في التَّحرِيشِ وَالوَسوَسَةِ ، وَبَثِّ مَا يَجلِبُ الشِّقَاقَ وَالنُّفرَةَ ، يَبُثُّونَ الكِبرَ في الصُّدُورِ ، وَيَزرَعُونَ التَّعَالِيَ في النُّفُوسِ ، حَتَّى يَنزِعَ القَرِيبُ يَدَهُ مِنْ يَدِ قَرِيبِهِ ، وَيُشِيحَ الحَبِيبُ بِوَجهِهِ عَن حَبِيبِهِ ، وَيَنصَرِفَ قَلبُ الأَخِ عَن أَخِيهِ ، وَيَتَخَلَّى كَرِيمُ النَّفسِ عَن كَرَمِ أَخلاقِهِ ، وَطَيِّبُ القَلبِ عَن رِقَّةِ طَبعِهِ ، ثم لا يَسمَعُ بَعدَ ذَلِكَ تَوجِيهًا وَلا نُصحًا ، وَلا يَقبَلُ عَفوًا وَلا صُلحًا وَلا صَفحًا ، قَالَ ﷺ : " إِنَّ الشَّيطَانَ قَد أَيِسَ أَن يَعبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ ، وَلَكِنْ في التَّحرِيشِ بَينَهُم " رَوَاهُ مُسلِمٌ .
أَلا فَمَا أَجمَلَهُ بِالمُسلِمِينَ أَن يَجعَلُوا العِيدَ فُرصَةً لِلعَفوِ وَالصَّفحِ ، وَعَودِ القُلُوبِ لاجتِمَاعِهَا وَالنُّفُوسِ لِصَفَائِهَا ، وَمَن عَلِمَ قِصَرَ الحَيَاةِ وَقُربَ المَمَاتِ ، لم يُضِعْ عُمُرَهُ في اجتِلابِ العَدَاوَاتِ ، وَلم يَشغَلْ نَفسَهُ بِالانتِقَامِ مِنَ المُخطِئِينَ ، وَإِنَّمَا الحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ وَالسَّعَادَةُ الحَقِيقِيَّةُ ، لِمَن تَبِعَ الحَقَّ وَأَحسَنَ إِلى الخَلقِ " مَن عَمِلَ صَالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ "
اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
_________________________
اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا ، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا ، وَسُبحَانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصِيلاً .
الحَمدُ للهِ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ وَأَعطَاهُ ، وَالشُّكرُ لَهُ عَلَى مَا أَنعَمَ بِهِ وَأَولاهُ ، هَدَانَا وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَولاهُ ، وَأَفَاضَ عَلَينَا الخَيرَ وَأَجرَاهُ ، فَلَهُ الحَمدُ حَتَّى يَبلُغَ الحَمدُ مُنتَهَاهُ ، أَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَمُصطَفَاهُ ، شَهَادَةً أَرجُو بها النَّجَاةَ يَومَ أَلقَاهُ ، يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ وَلا جَاهٌ ، إِلاَّ مَن أَتَى اللهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ وَاتَّقَاهُ .
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ –تَعَالى– تَسعَدُوا ، وَأَطِيعُوهُ تَهتَدُوا ﴿وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ ﴾
أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ، أَيَّتُهَا الصَّائِمَةُ الْقَائِمَةُ: لَقَدْ أَعْطَاك اللَّهُ تَعَالَى حَقَّكِ كَامِلًا غَيْرَ مَنْقُوصٍ، وَرَفَعَكِ مِنْ حَضِيضِ الذُّلِّ وَالِاسْتِعْبَادِ إِلَى مَرَاقِي الْعِزَّةِ وَالْكَرَامَةِ، فَجَعَلَكِ أُمًّا يَجِبُ بِرُّهَا، وَزَوْجَةً تُحْسَنُ عِشْرَتُهَا، وَبِنْتًا تَجِبُ رِعَايَتُهَا، فَلَسَتِ مُهْمَلَةً وَلَا ضَائِعَةً .
وَدُعَاةُ تَحْرِيرِ الْمَرْأَةِ يُرِيدُونَ نَقْلَ الْمَرْأَةُ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي فَرَضَهَا لَهَا إِلَى حُرِّيَّةِ الْغَرْبِ الْبَائِسِ الَّذِي ضَاعَتْ فِيهِ حُقُوقُهَا لَمَّا حَرَّرُوهَا وَجَعَلُوهَا نِدًّا لِلرَّجُلِ.
فَلَا كَرَامَةَ لَهَا، وَلَا قِيمَةَ لِعِرْضِهَا وَشَرَفِهَا، بَلْ هُوَ أَرْخَصُ شَيْءٍ تَبْذُلُهُ، وَلَا رِعَايَةَ لَهَا مُنْذُ بُلُوغِهَا حَتَّى تُوَسَّدَ قَبْرَهَا، فَتَقْضِي شَبَابَهَا فِي اللَّهْوِ وَالْعَبَثِ، وَالتَّنَقُّلِ بَيْنَ أَحْضَانِ مُفْتَرِسِيهَا. وَتَقْضِي كُهُولَتَهَا وَشَيْخُوخَتَهَا وَحِيدَةً مَعَ كَلْبِهَا أَوْ قِطَّتِهَا. فَهَلْ حَالُهَا كَحَالِ عَجُوزٍ مُسْلِمَةٍ يَتَحَلَّقُ الْيَوْمَ أَوْلَادُهَا وَأَحْفَادُهَا عِنْدَ رِجْلَيْهَا، يُقَبِّلُونَ أَيَادِيَهَا، وَيَسْتَبِقُونَ إِلَى بِرِّهَا وَإِرْضَائِهَا، فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا؟!
وإياكِ أيتها المسلمة ومزاحمة الرجال والاختلاط المباشر بهم في الأسواق أو غيرها
واحذري من الإختلاط بالرجال في الأنترنت فهو أشد خطراً محادثات سرية وتبادل إعجابات وضحكات وتصوير وما يحدث فيها من هتك لأعراض المسلمات.
حَفِظَ اللَّهُ تَعَالَى نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ بِحِفْظِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِنَّ عَافِيَتَهُ وَسِتْرَهُ، وَكَفَاهُنَّ شَرَّ الْأَشْرَارِ، وَمَكْرَ الْفُجَّارِ، إِنَّهُ عَزِيزٌ جَبَّارٌ.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
اعلموا جميعاً أن كل ما نفعله في هذه الدنيا ونخفيه عن البشر سيظهر يوم القيامة، فلكل شخص منا كتاب يسجل في كل ما يفعله في الدنيا
قال الله تعالى (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً(
ومن تمام عدل الله انك تعطى هذا الكتاب فيه سجل حياتك كلها.
يقول تعالى ذكره: (ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا(
فيقال له ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (
فكل ما تعملينه ونعمله اليوم وتخفينه عن والديك وزوجك سيظهر يوم القيامة، فعلينا بالتوبة لله حتى تمحى سيئاتنا وتبدل إلى حسنات
قال الله تعالى ذكره، ﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(
احذروا من التبذير والإسراف في المأكل والملبس ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾
وإن من الإسراف المنهي عنه تصوير الطعام والتباهي به هذا منهي عنه.
ومن التبذير والإسراف المنهي عنه ومن إتلاف المال من غير فائدة بيع وشراء الألعاب النارية
يقول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾
ويقول سبحانه: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ الأنعام/141،
والتبذير: هو إنفاق المال فيما لا فائدة فيه، بينما الإسراف: هو الزيادة على قدر المباح.
وفيها من إزعاج للمرضى والنائمين صغارًا وكبارًا ولبقية الآخرين.
وكذلك فيها ضرر على الصحة العامة، وإفساد لفرحة المسلمين.
اللهم بارك لنا في ازواجنا أولادنا وأصلح لنا نياتنا وذرياتنا اللهم احفظ أولادنا وبناتنا واهدهم وفقههم في الدين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تكتبنا في عتقائك من النار،
اللهم اجعل الجنة مثوانا، وأورثنا الفردوس الأعلى، وادخلنا الجنة دون حساب ولا عذاب، يا كريم يا وهاب،
يا ذا الفضل العظيم تفضل على هؤلاء الجمع بعتقهم من النار، وإخراجهم من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم،
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، اللهم اغفر لوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، واجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وجميع بلاد المسلمين
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين ووحد صفوف المسلمين وكلمتهم على الحق يارب العالمين
اللهم من أرادنا وأراد بلاد المسلمين بسوء فاشغله بنفسه ورد كيده في نحرة
اللهم إنهم انتهكوا حرمة مسجد نبيك وبيتك الحرام اللهم عليك بهم ورد كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم تدميرا عليهم يارب العالمين
اللهم أصلحْ وليَّ أمرنا وولي عهده اللهم اصلحهم وأصلح بهم وأنفع بهم البلاد والعباد
اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء ، اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا واختم بالصالحات أعمالنا،
هذا والله أعلم وأجل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين






رابط الخطبة منسقة
https://docs.google.com/document/d/1BZzZxJwc24DjpGwPOkYN9J-LQFwjctnL2Qsd58AIR0M/edit?usp=drivesdk
المشاهدات 847 | التعليقات 0