خُطْبَةُ عِيدِ الْفِطْرِ ( 1437هـ )

محمد البدر
1437/09/29 - 2016/07/04 01:20AM
[align=justify]إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ .
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.أما بعد - عباد الله - اعلموا أن يومكم هذا يومُ عيدٍ وفرحة، وسرور وبهجة، جعله الله فرحة بتمام نعمة الصيام ، فاشكروا الله على ما منَّ به عليكم من إكمال عدة الصيام، وكبروه كما هداكم للقيام.
فيا ليت شعري من المقبولُ منا فنهنيه، ومن المحرومُ منا فنعزيه فاتقوا الله تعالى في السر والعلن، وراقبوه فإنه معكم بعلمه واطلاعه في كل مكان وأوان، وتمسكوا بأركان الدين، وشعب الإيمان، فلا نجاة في المحيا والممات إلا بالإيمان والتقوى، والاستمساك من الدين بالعروة الوثقى، وحافظوا على الصلاة فإنها عماد الدين وأعظم أركانه بعد الشهادتين، من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فالصلاة الصلاة عباد الله، حافظوا عليها في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
واحرصوا - يارعاكم الله - في هذا اليوم وفي كل يوم على السكينة والوقار، وغض البصر، وحفظ الفرج، وصيانة اللسان، والبعد عن المعاملات الخبيثة، والمكاسب المحرمة، وتعرضوا رحمكم الله لكل سبب يعينكم على الوصول إلى طاعة الله ونيل مرضاته، واعلموا أن الجنة محفوفة بالمكاره وأن النار محفوفة بالشهوات، فمتى صبرتم على ما تكرهون نلتم ما تحبون، ومتى نهيتم النفوس عن هواها وجاهدتموها على البعد عن معصية مولاها فقد سعيتم في حصول نعيمها وسرورها ومُناها، فَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ » رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله:اتقوا الله تعالى في أولادكم وأدبوهم بآداب الإسلام، وعلموهم القرآن، وجنبوهم مواطن الفساد وقرناء السوء، وخذوهم بالحزم والحكمة، واجتهدوا في إبعادهم عن كل أمر يصل بهم إلى الشر، أو يفضي بهم إلى الفتنة، فَعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «كُلُّكُمُ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : وَالأمِيرُ رَاعٍ ، والرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أهْلِ بَيتِهِ ، وَالمَرْأةُ رَاعِيةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجها وَوَلَدهِ ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ »مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .لاسيما وأن كثيراً من الشباب الآن يتعرضون عبر الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة لأنواع عديدة من الغزو الفكري، والدسِّ الماكر، الذين لا يدركون كوامنه ولا يعرفون خوافيه، مع أنه يفضي بهم إلى التحلل من الدين، والتفلت من المبادئ والقيم، ويتخرج منه الشاب تائها حائراً متمرداً على أمته ومجتمعه، وتتحرك فيه بواعث الإجرام، ويتزايد فيه دواعي الغي والآثام، وإن لم يتدارك الشاب نفسه أضرَّ بها وبالآخرين، وإلى الله وحده المفزع في أن يصلح شباب المسلمين، وأن يجنبهم الفتن كلَّها ما ظهر منها وما بطن.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: واتقوا الله في نسائكم وبناتكم ونفذوا فيهن وصية الله ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم، فاحفظوهن بالستر والصيانة، وأدبوهن بالآداب الإسلامية الرفيعة، فإن المرأة متى تمسكت بتعاليم الإسلام سعدت في الدنيا والآخرة، وساعدت في بناء مجتمع قوي متماسك نزيه، مليئ بالطهر والعفاف، وإن تخلت عن هذه التعاليم تردَّت في مهاوي الرذيلة، وسقطت في حَمْأة الفساد، وفقدت كرامتها ومكانتها ومنزلتها الرفيعة، وإن من أعظم أصول البلاء وأشد منابع الفساد:تبرج النساء، وخروجهن متزينات متجمِّلات بين الرجال، ومخالطتهن لهم في المنتديات العامة والأسواق، فَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّساء »مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وَعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ »رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وكان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه يذهب إلى النساء ويعظهم ويذكرهم ولكن والحمدلله الصوت الآن يصل إليهن فنقول وبالله التوفيق .
يا نساءَ المسلمين : إنّ الله رفعكنّ وشرّفكنّ وأعلى قدرَكنّ ومكانتَكنّ وحفظ حقوقَكنّ، فاشكرنَ النعمةَ، واذكرن المِنّة، فما ضُرِبَ الحجاب ولا فُرِضَ الجِلباب ولا شرِعَ النّقاب إلاّ حمايةً لأعراضِكنّ وصيانةً لنفوسِكنّ وطهارةً لقلوبكنّ وعصمةً لكنّ من دواعِي الفتنةِ وسُبُل التحلّلِ والانحدَارِ، فعليكنّ بالاختِمار والاستِتار، واغضُضن من أبصاركنّ، واحفَظنَ فروجكنّ، واحذَرنَ ما يلفِت الأنظار ويُغرِي مرضَى القلوبِ والأشرار، واتّقين النار.
يا معشر النساء أقمن الصلاة، وآتين الزكاة، وأكثرن من الصدقة ,فإنكن أكثر أهل النار, وأطعن الله ورسوله، أطعن أزواجكن بالمعروف، احذرن من دعاة التحرر والفجور ,وإياكن والتبرج والسفور كوني برة تقية , عفيفة نقية ,لا حقد ولا غل ولا حسد ولا بغضاء
يا أمة الله :أنقذي نفسك من عذاب الجبار .
عباد الله: تقبَّل الله منا ومنكم الصيام والقيام، ورزقنا وإياكم حسن الختام، وأعاد علينا وعليكم من بركات هذا العيد، وأمننا وإياكم من فزع يوم الوعيد، وحشرنا جميعا في زمرة أهل الفضل والخير والمزيد.
معاشر المسلمين: من صام رمضانَ ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر، ومن لم يخرِج زكاةَ فِطره فليبادِر إلى إخراجِها فورًا.
عباد الله:لقد أمركم الله في كتابه بأمر عظيم بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكة قدسه، وثلّث بالمؤمنين من جنه وإنسه، فقال قولا كريماً: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب، الآية56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين، وعن الآلِ ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أذِلَّ الشركَ والمُشركين، اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المُسلمين، اللهم فرِّج هُمومَنا وهمومَ المسلمين، اللهم اكشِف كُرُبات المسلمين في كل مكانٍ.
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في ليبيا وفي سُوريا وفي مصر وفي اليمن ولسائر بلاد المسلمين.
اللهم احفظ هذه البلاد من كل سوءٍ ومكروهٍ وسائر بلاد المسلمين، اللهم عُمَّ بالأمن والرخاء سائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل المسلمين في أمنٍ ورخاءٍ واستقرارٍ.
اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوءٍ فأشغِله في نفسه، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين.
اللهم احفظ خادمَ الحرمين الشريفين ، اللهم ازرقه الصحةَ والعافيةَ، والعُمر المَديد ولنائبيْه يا ذا الجلال والإكرام بمثل ذلك، إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم يا حيُّ يا قيُّوم نسألُك أن تغفِر لنا ذنوبَنا، وأن تُكفِّر عنَّا سيئاتنا، وأن تُصلِح أحوالَنا، وأن تشفِيَ مرضانا ومرضى المُسلمين ، وأن ترحم موتانا وموتى المسلمين .
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعائنا واجعلنا من الشاكرين الذاكرين لك يارب العالمين .
[/align]
المشاهدات 1819 | التعليقات 1

بارك الله فيك ياشيخ محمد ونفع الله بما كتبت
ملاحظة
أين الخطبة الثانية ؟؟