خطبة عيد الفطر 1436هـ

1436/09/29 - 2015/07/16 14:13PM
الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا .
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبفضله تزكو الحسنات ، شرح صدورنا للإسلام ، ومن علينا بالهداية للإيمان ، أعطى بجوده جزيلا ، وقبل من الشكر قليلا ، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا . اختار محمدا من أشرف العرب نسبا ، واصطفاه من أكرمهم أما وأبا ، فبعثه بالبرهان الساطع ،وأرسله بالحق القاطع ، على حين فترة من الرسل واشتباه من السبل ، فقام بأمر ربه وأنذر وبشر ، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما ، فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما
أما بعد: أيها المؤمنون فنحمد الله حمدا كثيرا طيبا على ما من به علينا وتفضل , صمنا شهرنا ، وأدركنا عيدنا ، وحضرنا لشهود الصلاة والدعاء والخير ، في أمن في الأوطان ، وعافية في الأبدان ، وسكينة واطمئنان فلله الحمد على ما وفق إليه ، وله الشكر على ما أعان عليه ، له الحمد على الصيام ، وله الحمد على القيام وله الحمد على البذل والإحسان ، وله الحمد على الذكر والقرآن .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين، هنيئا لكم هذا العيد، جعل الله أيامكم دوما سرورا، وزادكم بالعيد بهجة وحبورا،عيدكم سعيد، ويومكم مبارك مجيد، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأعلى درجاتكم، وكفر عنكم سيئاتكم، وأعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة جمعاء بالخير واليمن والسعادة، والعز والنصر والتمكين
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أبشروا أيها المؤمنون يا من صمتم لله وقمتم له وسارعتم إلى الخيرات ونافستم في القربات والصالحات فحققتوا التقوى ولزمتم الاستقامة أفرحوا بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون والنبي صلى الله عليه وسلم قال (للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) فأبشروا وأفرحوا بما أعده لعباده الصالحين من نعيم الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر استمروا على طاعة الله {وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين }
أما أنت يا من فرطت في شهر رمضان فا أسرفت على نفسك بالمعاصي والذنوب وتسابقت إلى الأوزار والسيئات قف مع نفسك الآن وحاسبها وأعلنها توبة فربك يقبل توبة التائب بل يفرح بذلك
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله إن الله عز وجل خلقنا لحكمة عظيمة بينها لنا لنسير عليها فقال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فأعظم ما أمر الله به هو التوحيد , وأعظم ما نهى عنه هو الشرك . قال الله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا)
فمن الذي خلقنا من العدم ؟ ومن الذي ربانا بالنعم , ومن الذي أعطانا وآوانا ؟ إنه الله عز وجل ! إنه الرب العظيم الذي قال عن نفسه (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين)
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: عليكم بصلاة الجماعة والمحافظة عليها في المساجد ، فمن صلاها بلا عذر في بيته فهو على خطر عظيم. ومن لم يؤد فريضة الحج بعد فليؤدها قبل أن يحال بينه وبينها.
وإياكم وعقوق الوالدين فإنه من كبائر الذنوب. وإياكم وقطيعة الأرحام، فإن الله -تبارك وتعالى- لعن قاطعي الأرحام. واجتنبوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة. وغضوا أبصاركم عن محارم الله، فإن النظرة سهم من سهام إبليس.ولا تقربوا الزنا فإن فيه خصالا قبيحة ماحقة ومهلكة في الدنيا والآخرة، وقد نهى الله تعالى من الاقتراب منه فكيف بالوقوع فيه. واحذروا اللواط فإنه يغضب الرب، وعار ونار على صاحبه في الدنيا والآخرة.
وحذار حذارمن جماع الإثم ومفتاح الشر: الخمر، فإنها تذهب العقل والغيرة على الدين والمحارم،وتورث الخزي والندم والفضيحة، ولو لم يكن من رذائلها إلا أنها لا تجتمع هي وخمر الجنة في جوف عبد لكفت.
وإياكم ثم إياكم والربا أكلا وتعاملا، فإنه حرام حرام بنص كلام ربنا. واجتنبوا الغيبة والنميمة وقول الزور والعمل به. وإياكم والوقوع في أعراض الناس، فإن القصاص سيكون يوم القيامة من الحسنات.
مروا بالمعروف وانهوا عن المنكركل بحسب طاقته وقدرته، وإنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها المؤمنون ينبغي علينا في هذا العيد أن ندخل الفرح والسرور على أهلينا وأولادنا وأرحامنا؛ بالزيارة، والهدية، وتفقد الأحوال، وما أجمل أن نمد أيدينا إلى الآخرين من حولنا بهذه الفرحة، فهناك الأيتام، والأرامل، والمساكين، والمحتاجون، والمرضى، فندخل عليهم السرور بما نستطيع؛ تقربا إلى الله، والتزاما بهدي رسوله -صلى الله عليه وسلم- القائل: "أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله -عز وجل-: سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسدالعمل كما يفسد الخل العسل". صحيح الجامع 176.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة والأخوات: وفي غمرة البهجة والابتهاج والفرح والسرور والاستبشار ثمة أمر مهم يجب أن نوليه جل اهتمامنا.. بل نجعل العيد فرصة سانحة للأخذ به والمحافظة عليه.. ألا وهو تنقية القلب من الحقد والحسد والشحناء المسببة للتباغض والتدابر والتهاجر.. فالتنازع والشحناء تفرق وضعف وهوان: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)
من مات وهو هاجر لأخيه توعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بسوء الخاتمة فقد قال "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار". رواه أبو داود وصححه الألباني عن أبي هريرة.
وإن هجر أحدكم أخاه لأيي سبب من اسباب الدنيا فلا يطيل ولا يتجاوز ثلاثة أيام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال. متفق عليه
أيها الإخوة أيها الأخوات: ما أعظمها من فاجعة وما أشدها من عقوبة عاجلة.! يغفر الله لجميع المسلمين.. وينظر المتشاحنون..!!
فيا من يريد مغفرة الله ورضوانه والدخول لجنته أخرجوا الشحناء والعداوة والبغضاء الآن من قلوبكم.. الآن قبل أن تتجاوز باب هذا المصلى وقبل أن تذهبوا لأهليكم وأعيادكم
وكما نظفتم وطيبتم وزينتم ظواهركم؛ طهروا بالعفو والصفح بواطنكم.. وزينوا بالحب والتصافي نفوسكم..
أرجوكم.. أرجوكم أيها الإخوة والأخوات: لننطلق من هذا المصلى وهذا الجمع السعيد المبارك وقد عقدنا العزم على العفو والصفح..
أقبلوا أنتم على من بينكم وبينه موقف أو خصومة أو وقفت نفس، وبادروه بمد يد المعايدة.. وأبلجوا له أسارير وجوهكم.. وأعلنوا عفوكم وصفحكم.. وإن تـمنع عليكم فأعلنوا له بأن هذا يوم العيد وهو يوم التصافي والتحابب والتسامح والفرح بفضل الله.. .. عباد الله أقول ماتسمعون فاستغفروا الله يغفر لكم أنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على خير البرية وأزكى البشرية نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : أيها المؤمنون معشر الشباب
إن من أعظم النعم التي انعم الله علينا بها في بلادنا هي نعمة الأمن والأمان،نعمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس،نعمة افتقدتها كثير من الأوطان والبلدان من حولنا فحل فيها ما حل من الدمار والخراب وهلاك الحرث والنسل،
إنها نعمة الأمن،وما أدراكم ما نعمة الأمن فوالله إن أشهى المأكولات،وأطيب الثمرات،لا تستساغ مع ذهاب الأمن ونزول الخوف والهلع،
ففي رحاب الأمن،يأمن الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم،وفي ظلال الأمن،يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله،وفي رحاب الأمن وظله تعم الطمأنينة النفوس،ويسودها الهدوء، وترفرف عليها السعادة، فإذا تفيأ المجتمع ظلال الأمن والأمان،وجد لذة العبادة،وذاق طعم الطاعة،فعمرت المساجد،وأقيمت الصلوات،وحفظت الأعراض ،وانتشر الخير.وإذا ضعف الأمن واختل،تبدل الحال،ولم يهنأ أحد براحة بال،فتختل المعايش،وتهجر الديار،وتفارق الأوطان،فتقتل أنفس بريئة،وييتم أطفال ،وترمل نساء،
فلنحافظ أيها الأخوة على أمننا ولنحذر ولنحذر من فكرالخوارج المارقين أمثال داعش وغيرهم من غلاة الدين فهم : أصحاب فكرضال همجي أعمى، لا يسمع إلا لهواه، ولا يبصر إلا ضحاياه، ولا يعقل إلا لغة التفجير والتهجير والتكفير.. !
قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ،فاحذروهم واحذروا فكرهم الضال المضل
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها المؤمنون: إن المجتمع يشتكي من التفكك الأسري، فكثير من أهل البيوت يشتكون تدني العلاقات فيما بينهم ، وهذا يرجع إلى عدة أسباب من أهمها تلك التقنية والأجهزة الحديثة كالهاتف النقال، وأجهزة الحاسب المحمولة، حتى الأطفال قبل سن دخول المدرسة تجده غارقا في تلك الأجهزة، فالبيوت شبه خاوية بلا تواصل يزيد المحبة بين أفراده، وإن الأمر يحتاج إلى وقفة صارمة من الأب والأم قبل فوت الأوان
إن ترتيب الأولويات في المنزل مهم، واحترام المجلس وأهله مهم، وتبادل الأحاديث بين الأسرة مهم، فلا بد من ضبط وقت خاص لتلك الأجهزة ولا يكن طويلا، حتى لا يضر بالولد .
وختاما أختي المسلمة: إن المشاكل الأسرية تزداد كل يوم في مجتمعاتنا، وإن الناظر في الأسباب، يجد أن من أكبر الأسباب لذلك تلك الكماليات والإسراف في المشتريات، التي تثقل كاهل الزوج، وتحمله الديون والهموم، ألا فلنتق الله جميعا في الإنفاق على البيت والنفس، يقول سبحانه { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما }
إن على الزوجين أن يتراحما ويتعايشا بالمعروف، ويتواضع أحدهما للآخر، وليؤد كل منهما الحقوق الواجبة عليه قدر استطاعته، وليصبرا على التقصير من بعضهما، فالكمال عزيز، والنقص من طبيعة البشر
أيتها المسلمة العفيفة: حذاري من التعري في اللباس في المناسبات والأعياد، فلقد تدرج نساؤنا في ذلك لشيء لا يوصف من الانحطاط،حتى بين المحارم، وإن المرأة التي تلبس العاري من اللباس محرومة من الجنة على لسان نبينا -صلى الله عليه وسلم-، كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال -صلى الله عليه وسلم-: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة. لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
فاحذري أن تكوني منهن عافانا الله وإياك من ذلك..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
أيها الإخوة: ونحن في غمرة الفرح بهذا العيد السعيد لا ننسى من الذكر والدعاء رجالا فضلاء وإخوانا كرماء وقفوا بأجسادهم وعقولهم وحملوا أرواحهم على أكفهم يذودون عن حياض الوطن، ويقومون بأمنه الداخلي والخارجي قد تركوا الأهل والعشيرة في هذه الأيام السعيدة ولبوا النداء مرابطة ودفاعا عن الوطن وأهله.
اللهم أكتب لهم من الأجر أوفر الحظ والنصيب واحفظهم بحفظك الذي لا يضام وعينك التي لا ترام وأعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين.. واجزهم عنا خير الجزاء..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
وحيث اجتمع اليوم لنا عيدان عيد الفطر وعيد الأسبوع الجمعة فلمن حضر صلاة العيد الخيار إن أحب أن يصلي الجمعة صلى وهو على خير، وإن صلى ظهرا في بيته فيجوز له ذلك. ومن فاتته صلاة العيد تجب عليه صلاة الجمعة، ولا تقام صلاة الجماعة في عموم المساجد..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
اللهم صلي وسلم وزد وبارك وأنعم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأنصر عبادك الموحدين وأخذل الطغاة والملحدين أعداء الدين
اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح ولاة أمورنا ووفقهم لك خير
اللهم أرحمنا وأغفر لنا وتول أمرنا اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم اهد شباب ونساء المسلمين وردهم إليك ردا جميلا.. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
المشاهدات 1302 | التعليقات 0