خطبةُ عيدِ الفِطْرِ-1-10-1445هـ-مستفادة من خُطَبِ الشيوخِ الكرامِ (مختصرة)

محمد محمد
1445/09/30 - 2024/04/09 06:24AM

خطبةُ عيدِ الفِطْرِ-1-10-1445هـ-مستفادة من خُطَبِ الشيوخِ الكرامِ

الحمدُ للَّهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيهِ مبارَكًا عليْهِ كما يحبُّ ربُّنا ويرضى.

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ-صلى اللهُ وَسَلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ-.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَـمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، أَمَّا بَعْدُ: فيا إخواني الكرامُ:

هذا هو يومُ عيدِ الفطرِ المباركُ، تقبلُ اللهُ منا ومنكم ومن المسلمين، وجعلنا اللهُ وإياكم ووالدِينا والمسلمينَ من أهلِ الجنةِ، ومن عتقائه من النارِ.

ما الهدفُ والقصدُ منَ العيدِ؟

هذا اليومُ العظيمُ فيه معانٍ جميلةٌ، دينيًا، وإنسانيًا، وزمانيًا، واجتماعيًا.

أما العيدُ دينيًا: فهو شكرٌ للهِ على تمامِ العبادةِ، وفرحٌ بفضلِهِ ورحمتِهِ، بإكمالِ الصيامِ والقيامِ والعملِ الصالحِ، "قلْ بفضلِ اللهِ وبرحمتِهِ فَبِذَلكَ فلْيَفْرَحُوا هو خيرٌ مِـمَّا يـَجْمَعونَ".

وأما العيدُ إنسانيًا: فهو يومٌ تلتقي فيه قوةُ الغنيِ، وضعفُ الفقيرِ، على محبةٍ ورحمةٍ وعدالةٍ من وحيِ السماءِ، عُنوانـُها الزكاةُ، والإحسانُ، والتوسعةُ على الـمَساكينِ والفقراءِ.

وأما العيدُ زمانيًا: فهو قطعةٌ من الزمن خُصِّصَتْ لتناسي الهمومِ، والتَبَسُطِ، والتيسيرِ على النفسِ والأهلِ والناسِ بالـمُباحِ.

وأما العيدُ اجتماعيًا فهو: يومُ الأطفالِ يفيضُ عليهم بالفرحِ والـمَرحِ، ويومُ الفقراءِ يلقاهم باليسرِ والسعةِ، ويومُ الأرحامِ يـَجمعُهم على البرِ والصِّلةِ، ويومُ الأصدقاءِ يـُجددُ فيهم أواصرَ الحبِّ ودواعيَ القُرْبِ، ويومُ النفوسِ الكريمةِ تـَمْسَحُ فيه أضغانـَها وأحقادَها، فتجتمعُ بعدَ افتراقٍ، وتتصافى بعدَ كدرٍ، وتتصافحُ بعدَ انقباضٍ.

عن أمِّنا عائشةَ-رضيَ اللهُ عنها-قالتْ: دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَّ-وعندي جاريتانِ تُغَنِّيانِ-تُنْشِدانِ وليسَتا بـِمُغَنِّيَتَينِ-، فاضطجعَ-نامَ-على الفراشِ وحوّلَ وجهَهُ، ودخلَ أبو بكرٍ-رضيَ اللهُ عنه-فانْتَهَرَني، فأقبل عليه رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وسلمَّ-فقالَ: "دَعْهُما، يا أبا بكرٍ، إِنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا، وهذا عيدُنا".

أستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ...

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

فيا إخواني الكرامُ: كونوا يومَ عيدِكم فرحينَ بفضلِ اللهِ ورحمتِهِ، شاكرينَ لنعمتِهِ، مـُجْتَنِبِينَ ما يُسْخِطُهُ، وإياكم أن تكونوا كالذي يَهدِمُ ما بَنَى، ويـُخَرِّبُ ما عمَّرَ، بئسَ القومُ قومٌ لا يعرفونَ اللهَ إلا في رمضانَ، فإذا انتهى رمضانُ، كان عيدُهم إضاعةً للواجباتِ، ونومًا عن الصلواتِ، ومقارفةً للمعاصي والمنكراتِ، وتضييعًا للأوقاتِ في المحرماتِ، أو الإسرافِ في المباحاتِ، إنْ كانَ اللهُ تَقَبَّلَ فليس هذا بفعلِ الشاكرينَ! وإنْ كانَ اللهُ لم يتقَبَّلْ فليس هذا بفعلِ الخائفينَ!

ليسَ العيدُ لـمَنْ لبسَ الجديدَ، إنَّـما العيدُ لـِمَنْ خافَ يومَ الوعيدِ، ليسَ العيدُ لـِمَنْ تـَجَمَّلَ باللباسِ والمركوبِ، إنَّـما العيدُ لـِمَنْ غُفِرتْ له الذنوبُ، ليسَ العيدُ لـِمَنْ جمعَ الدِرْهَمَ والدينارَ، إنَّـما العيدُ لـِمَنْ أطاعَ العزيزَ الغَفَّارَ.

اللَّهمَّ إنِّا نسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ، وأَنَّا نَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، المنَّانُ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ، ياذا الجلالِ والإِكرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ.

اللَّهُمَّ أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لرضاكَ، ونَصرِ دِينِكَ، وإعلاءِ كَلمتِكَ.

اللَّهُمَّ الطفْ بنا وبإخوانِنِا المستضعفينَ في غزةَ وبلادِ الشامِ، وغيرِها من بلادِ المسلمينَ، الطفْ بنا وبهم على كلِ حالٍ، وبَلِّغْنا وإياهُم من الخيرِ والفرجِ والنصرِ منتهى الآمالِ.

اللَّهُمَّ يا شافي اِشْفِنا وأهلَنا والمسلمينَ والمسالِمين.

اللَّهُمَّ ولي الإسلامِ وأهلِه ثبتْنا والمسلمينَ به حتى نلقاكَ.

اللَّهُمَّ آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ.

اللَّهُمَّ أصلحْ لنا وللمسلمينَ الدِّينَ والدُنيا والآخرةَ، واجعلِ الحياةَ زيادةً في كلِّ خيرٍ، والموتَ راحةً منْ كلِّ شرٍ.

اللَّهُمَّ اهدنا والمسلمينَ لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ، واصرفْ عنا وعنهم سيِئها.

اللَّهُمَّ إنَّا نسألك لنا وللمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، ونعوذُ ونعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، ونسْأَلُكَ لنا ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ في كلِّ شيءٍ.

اللَّهُمَّ صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.

المرفقات

1712633080_خطبةُ عيدِ الفِطْرِ-1-10-1445هـ-مستفادة من خُطَبِ الشيوخِ الكرامِ.docx

1712633081_خطبةُ عيدِ الفِطْرِ-1-10-1445هـ-مستفادة من خُطَبِ الشيوخِ الكرامِ.pdf

المشاهدات 975 | التعليقات 0