خطبة عيد الفطر 1 / 10 / 1444ه

خالد الكناني
1444/09/29 - 2023/04/20 19:25PM

خطبة عيد الفطر   1 / 10 / 1444ه

الحمد لله عدد ما هلل مسلم وكبر ، وما تسحر صائم وأفطر ، الله أكبر عدد ما تاب مذنب واستغفر ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، والصلاة والسلام على خيرِ من بشرَ وأنذرَ ودعا للتوحيد وكبر وعلى آله وصحابته الغُر الميامين  والتابعين  لهم بإحسان إلى يوم الدين .

 الله أكبر  ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .

أما بعد : أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى حق التقوى ، واشكروه  على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، والتي منها إدراك شهر رمضان وإكماله وإتمامه والتقرب إلى الله بأنواع الطاعات فيه ، فلحظات العمر من أعظم النعم إذ هي فرصة للعمل والتزود من الحسنات .

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ، فَقَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: «مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ‍ هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» .... فتأملوا عباد الله بماذا أدرك هذا الصحابي تلك المنزلة عند الله ، بأن أبقاه الله تعالى عاما على

قيد الحياة أدرك فيها رمضان فصامه وسجد لله سجدات في صلاته خلال عامه .

فأفضل ُ الناس من طال عمره وحسن عمله ، فالزيادة في عمر المسلم الصالح علامة خير ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ , قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ " , قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ , قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ ))

أيها المسلمون : يقول الله تعالى : ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ))

ــ نفرح اليوم بالعيد وحق لنا أن نفرح لأننا بفضل ربنا أدركنا شهر رمضان فصمناه وقمناه وعلت الأصوات بالتكبير في يومنا هذا استجابة لقول ربنا ((وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))

نفرح اليوم أن أخرجنا زكاة الفطر ونسأل الله تعالى قبولها ، ولبسنا الجديد وخرجنا لصلاة العيد .

نفرح بالعيد لأنه يأتي فيفرح الصغير ، والكبير، والغني، والفقير ، الصغير يحترم الكبير ، والكبير يعطف على الصغير ، والموسرون يعينون المحتاجين ،  فتسري في القلوب الرحمة والتآخي ،  فتذهب منهم الضغائن وتسودهم المحبة والمودة قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ))

الله أكبر  ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .

أيها المسلمون : تعاونوا على البر والتقوى ... وأنشروا المحبة في بيوتكم مع أزواجكم واولادكم وقرابتكم ، ومع الجميع .

الله أكبر  ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .

عباد الله : انظروا في حالكم وحاسبوا أنفسكم واتقوا ربكم وهنئوا بعيدكم ، والزموا طاعة ربكم ، جعل الله عيدكم مباركا وأيامكم أيامَ سعادةٍ وهناءٍ وفضل وإحسان وخير

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله معيد الجمع والأعياد وجامع الناس إلى يوم الحشر والتناد ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله المفضل على جميع العباد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّمَ تسليمًا كثيرا

الله أكبر  ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .

أما بعد : أيها المسلمون : اشكروا الله تعالى أن منَّ عليكم بإدراك شهر الصوم فصمتم أيامَهُ وقمتم لياليَهُ ومن الشكر مواصلة أعمال الخير والاستمرار على الطاعة ومن ذلك صيام ستةِ أيام من شهر شوال ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»

أيها المسلمون : إن العبد الراغب ما عند الله لا يتوقف عن الطاعة والعبادة حتى يدركَهُ الموتُ ويكونَ منتهاهُ الجنَّةَ ، يحقق قول الله تعالى : ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ  ))

وهو دومًا يتمثلُ قول الحق سبحانه وتعالى ((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ  ))

أيها المسلمون : اجتمع في يومكم هذا عيدان ، عيد الفطر وعيد الجمعة

فمن حضر صلاة العيد مع الإمام فقد رُخِّصَ له أن يحضر الجمعة معه وهو الأفضل وله أن يصلي ظهرًا في بيته بعد دخول وقتها ، وأما من لم يحضر صلاة العيد مع الإمام فإنه يجب عليه أن يحضر صلاة الجمعة ، لما رواه أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ»

اللهم تقبل منا الصيام والقيام وارزقنا  حسن التمامِ والختام

اللهم اغفر زلاتنا وأقل عثراتنا واستر عيوبنا وأصلح ذرياتنا وزوجاتنا  واشف أمراضنا وارحم أمواتنا ، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمَها  وخيرَ أيامِنا يوم نلقاك ، اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا وعافيتنا وأرزاقنا وانصر جنودنا ووفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحبه وترضاه يا رب العالمين .

هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم ربكم في التنزيل ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ،، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ،، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))

 

 

 

المشاهدات 1054 | التعليقات 0