خطبة عيد الفطر ١٤٣٩ ( رعاية الأسرة وتحذيرها من المخاطر حولها
خالد الشايع
خطبة عيد الفطر 1439 (رعاية الأسرة وتحذيرها من المخاطر حولها )
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله...
أما بعد فيا أيها الناس اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
معاشر المؤمنين : سبحان الله ما أسرع مرور الأيام والليالي خصوصا الفاضلة منها ، فلقد تصرم رمضان في سرعة مدهشة ، لم يدع للكسول وقتا للتفكير ، ولقد أفلح فيه من استعد له ، وشمر وجد ، وسابق وسارع ، ذهب شهر رمضان ، وبقيت آثاره في النفوس على قدر الاجتهاد فيه ، فهنيئا لمن فاز وصبر وصابر وجاهد ، ولا عزاء للمتكاسلين .
اليوم يوم عيد ، يوم فرح ، يوم ابتهاج ، يجب أن يفرح الجميع ، فليس العيد للأغنياء فقط، إنه عيد المسلمين جميعا ، فمن الأنانية أن تفرح وجارك حزين طاوٍ ، تشارك أنت وإياه الفرحة ، إنها الأخوة في الله ، وعرقية الإسلام التي تمتد إلى يوم القيامة .
عباد الله : حُقَّ للمجتهد في رمضان أن يفرح اليوم بتمام عمله ، وإعانته على الاجتهاد ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
كيف لا يفرح من أعتق رقبته من النار ، كيف لا يفرح من غفر له ما تقدم من ذنبه ، كيف لا يفرح من بيض صحائفه بالحسنات ، فاللهم لك الحمد على التمام ، ونسألك القبول يارب العالمين .
وليس معنى الفرح أن يلعب المسلم ويمرح باللهو المحرم ، بل المقصود الفرح الشرعي ، وهو السرور بنهاية العمل وكماله ، واكتمال الأجر بإذن الله ، وشكر الله وحمده على ذلك .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المؤمنون : إننا في هذه البلد المبارك مستهدفون من أعداء كثر ، يتربصون بنا الدوائر ، ويحاولون أن يحيق بنا مكرهم السيئ ، ضاقت صدورهم بما مَنّ الله به علينا من أمن وأمان ، فعندنا الحَرَمان ، وأهل المنطقة رضعوا العفة والستر والحياء والدين منذ نعومة أظفارهم ، مهما كان عندنا من تقصير إلا أن الخير هو الغالب ، فنحن قبلة المسلمين ، والكل ينظر لنا أننا أهل الدين وأبناء الصحابة ، وكل من جاء لهذه البلد المبارك ليعمل فيها زاد علمه وصفت عقيدته ، بل قد تخرج من جامعاتها من رجع لبلده من الدعاة والمصلحين ، لهذا ولغيره شَرِق أعداؤنا ، وسعوا محاولين ومجتهدين لتغيير هذا المنهج الرباني ، وإن الواجب على الجميع التكاتفُ لحفظ البلد من التغيير ، أو أن تمتد يد العابثين على قيمنا ، وثوابتنا ، ومعتقداتنا ، وأعرافنا ، فهم يريدون أن يسلخوا المجتمع من تلك الثقافات الإسلامية ، ويحلوا بدلا منها ثقافات الغرب ، ويأبى الله ذلك والمؤمنون .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المؤمنون : على كل فرد منا مسؤولية جد عظيمة ، خصوصا في هذا الزمن ، أن يحفظ نفسه ، ودينه ، ومن تحت يده من زوجته وبناته وأبنائه ، يجب أن يحافظ على عقيدتهم أن تبدل ، وثقافاتهم الدينية أن تتزعزع ، وثوابتهم أن تهدم ، فإن الغزو شديد ، وتيارات التغيير قوية ، ولهذا كان الواجب على الولي أكبر ، والمسؤولية أعظم .
إن الواجب على الولي في هذا الوقت أن يفرغ جزء من وقته لأولاده ، يناقشُهم ، يوضح لهم الصواب ، يحاورهم في تيارات التغيير ، فوسائل التواصل ، وقنوات النت ، فيها من الشبه مالله به عليم ، خصوصا البنات ، فكثير من بناتنا يعيشون في بيوت أهلهم ، وعقولهم في الخارج ، كم سمعنا عن هروب الفتيات في سن الزهور من المنزل ، فأهل الشر لهم بالمرصاد ، حمى الله ذرياتنا وذرياتكم من مكر الماكرين وخبث المتربصين .
معاشر المسلمين : أبشركم أن جهود المفسدين سحابة صيف يوشك أن تنقشع ، وهبوب ريح يوشك أن تهدأ ، فالصبر الصبر والتمسك بالدين ، حتى تمر بسلام ، وإياكم أن تضعفوا أو أن يدب فيكم اليأس والاستسلام .
فالله يقول ( ولا يحيق المكر ا لسيئ إلا بأهله ) ويقول ( ويمكرون ويمكر الله ) ويقول ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين )
اللهم احفظ بلدنا في أمنه وأمانه ، وعقيدته ووحدته ورجاله المخلصين .
أقول قولي هذا ..........
الخطبة الثانية
أما بعد فيا أيها المؤمنون : الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أخواتي النساء : إن المرأة إما أن تكون معولَ هدم في المجتمع ، أو معول بناء ، وإن أعداء الدين يتخذونها سلاحا لفرض تغييرهم على المجتمع ، فكوني على حذر .
إن النساء هن نصف المجتمع ، وعليهن من المسؤولية أعظم مما على الرجل ، فهي المربية في البيت ، فإن خرجت سقط بيتها ، وضاعت أسرتها ، وإن قرت في بيتها أخرجت أجيالا تقود الأمة كأسلافنا السابقين ، لا يغرونك بالدنيا وشهواتها ، لا تخرجي من البيت لغير حاجة وضرورة فعملك الحقيقي هو إدارة شئون المنزل ، وتربية الأولاد ، ويالها من وظيفة لا تصلح إلا لك ، فالواجب على الأم إذا سئلت عن وظيفتها أن ترفع صوتها ورأسها قائلة إنها مربيةُ بيت وتفتخر بذلك ، فهي أعلى المراتب بالنسبة للمرأة .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
ختاما عباد الله : اليوم اجتمع لكم عيدان ، وقد رخص لمن صلى العيد أن يترك صلاة الجمعة ويصليها ظهرا في بيته ، ولا يشرع لمساجد الفروض أن تؤذن لصلاة الظهر ، فالناس إما أن يصلوا الجمعة في المساجد ، وإما أن يصلوها ظهرا في بيوتهم ، وأن يصلوا الجمعة أفضل لهم وأعظم أجرا .
اللهم وفقنا لهداك .....