خطبة عيد الفطر مستفادة من خطب بعض الفضلاء
Abosaleh75 Abosaleh75
الْخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمد لله ذي الجلال والجمال والعظمة والكمال ذي العطايا والنوال, أحمده –تبارك وتعالى-حمد الشاكرين وأثني عليه ثناء عباده الذاكرين, وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الأمين والناصح المبين بعثه الله رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين, أما بعد: اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله, والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا صَلَّى مُؤْمِنٌ وَأَنَابَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا رَجَعَ مُذْنِبٌ وَتَابَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا عَادَ العِيدُ وَآبَ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : اليَوْمَ فَرْحَةٌ وسرور ، وحُقَّ لَكُمْ أَنْ تَفْرَحُوا وتسعدوا ، فَأَنْتُمْ سَائِرُونَ عَلَى طَرِيقِ الخَيْرِ وَالصَّلاَحِ وَالفَلاَحِ ، تَقْتَفُونَ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، صُمْتُمْ وَقُمْتُمْ وتصدقتم وقراءتم القرآن اْبْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الملك الديان، وَرَجَاءَ جَنَّتِهِ ، وَاتِّقَاءَ نَارِهِ ، فعلتم مافعلتم لإِيمَانِكُمْ بِمَا عِنْدَ اللهِ ، مِنْ عَظِيمِ الأَجْرِ، وَجَزِيلِ الثَّوَابِ ، فَأَبْشِرُوا بِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ، والعتق من النيران فمَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَمَنْ قَامَهُ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِإِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ كَماَ بَيَّنَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأَظْهِرُوا الفَرَحَ بِعِيدِكُمْ والسرور فرحا بالتمام وحسن الختام وعقباكم الفرح بلقاء الرحمن.
الله أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: إِنَّكُمْ عَلَى دِينٍ عَظِيمٍ وَمِلَّةٍ قَوِيمَةٍ،ملة أَبِيكم إِبْرَاهِيم وربكم سماكم المسلمين ، إِنَّ دِينٌكم دين لا يَقْبَلُ اللهُ دينا سِوَاهُ {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}،فتمسكوا ياعباد الله بإسلامكم واثبتوا على دينكم ،حَتَّى تَلْقَوْا ربكم
ثَبَاتًا عَلَى التَّوْحِيدِ وَتَحْقِيقِهِ قَوْلًا وَعَمَلًا، وَتَعَلُّمًا وَتَعْلِيمًا.ثَبَاتًا عَلَى الِاسْتِمْسَاكِ بِشَرْعِ اللَّهِ، فَلَا تَضِيعُوا الْأَوَامِرُ، وَلَا تُنْتَهَكُوا الزَّوَاجِرُ، ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُزِيلُوا نِعَمَكُمْ بِأَيْدِيكُمْ، فَاللهُ تَعَالَى لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ، وَالمَعَاصِي سَبَبٌ لِكُلِّ بَلَاءٍ؛ يَقُولُ تَعَالَى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
عباد الله :إِنَّ التَّرْبِيَةَ فِي هَذَا الزَّمَانِ عَظُمَتْ وَثَقُلَتْ ، إِذْ اْتَّسَعَتْ آفَاقُ الخَلَلِ ، وَكَثُرَت سُبُلُ الضَّيَاعِ ، مَعَ هَذَا الكَمِّ الهَائِلِ من وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ وَالجَوَّالاَتِ وَتَطْبِيقَاتِهَا ، فَتَخَالَطَتْ المَفَاهِيمُ وَتَمَازَجَتْ الثَّقَافَاتُ ، وَكَثِيرٌ مِنَ الشَّبَابِ لاَ يُمَيِّزُ بَيْنَ طَيِّبِهَا وَخَبِيثَهَا ، وَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ غَثِّهَا وَسَمِينِهَا ، وَالمُوَفّقُ مَنْ إسْتَعْمَلَهَا فِي طَاعَةِ اللهِ، لَكِنَّ غَالِبَهاَ أُسْتُغِلَّ فِي نَشْرِ الفَسَادِ ، ، وَبَثِّ الرَّذِيلَةِ وَالأَفْكَارِ الهَزِيلَةِ ، وَدَعَوَاتِ الإِنْحِلَالِ وَتَفَكُّكِ الأُسَرِ ، وَالتَّشْكِيكِ بِمُسَلَّمَاتِ الدِّينِ ، فَاجْتَهِدُوا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ بِتَحْصِينِ أَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ، وَغَرْسِ الوَازِعِ الدِّينِيِّ وَبِنَاءِ الْقِيَمِ وَالأَخْلَاقِ لَدَيْهِمْ ، وتذكروا أنكم مسؤلون عنهم قال عليه الصلاة والسلام (كُلُّكمْ رَاعٍ وَكُلٌّ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
أقولُ ما تَسْمَعُونَ، وأسْتغفِرُ اللهَ لِي ولكُم ولِجميعِ الْمُسلميِنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فاسْتَغْفِروهُ إنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيم.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ مُعِيدِ الْجُمَعِ وَالأَعْيادِ، ومُبِيدِ الأُمَمِ والأَجْنادِ، وَجَامِعِ النَّاسَ إِلَى يَوْمِ الْحَشْرِ وَالتَّنَادِ، والصَّلاةُ والسَّلاَمُ عَلى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ الْمُفَضَّلِ عَلَى جَميعِ الْعِبَادِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا ..
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
عبدالله :لئن أنقضى رمضان فإن مواسم الخيرات لاتنقضي وأبواب الطاعات مشرعة لا تنتهي فاثبتوا واستمروا على ماألفتم من طاعة وعبادة في رمضان وكونوا كما قال ربكم ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين واحذروا ممن قال الله ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا).
أيها المسلمون يومكم يوم صفاء ولقاء ،فأَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطِيبُوا الكَلَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وأَحْسِنُوا لِوَالِدَيْكُمْ وَأَهْلِكُمْ ووسعوا على أولادكم وأَكْرِمُوا جِيْرَانَكُمْ، وابْتَسِمُوا فِي وُجُوهِ إِخْوَانِكُمْ ،،واِحْذَرُوا الظُّلْمَ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ مِنَ الحِقْدِ وَالحَسَدِ، وَالكِبْرِ، وتَوَاضَعُوا وكونوا عباد الله إخوانا.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
أَيَّتُهَا الْأَخَتُ الْمُصْلِيُة : يَا مَنْ جَمَّلَكِ اللَّهُ بِالإِيمَانِ ، وَزَيَّنَكِ بِالتَّقْوَى ، وَحَلَّاكِ بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ ، وِالْبُعْدِ عَنِ الْحَرَامِ ؛ كُونِيِ مِنَ الصَّالِحَاتِ، تَذَكَّرِي نِعْمَةَ اللهِ عَليْكِ إذْ جَعَلَكِ مِنْ أَتْبَاعِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كُونِي قُدْوةً، وَدَاعِيَةً إِلَى اللهِ تَعَالَى، صُونِي بَيْتَكِ وَأَطِيعِي زَوْجَكِ، وَاعْتَنِي بِتَرْبِيَةِ أَوْلاَدَكِ؛ فَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا.
فَاللهَ اللهَ أَيَّتُهَا المَرأةُ، فَقَدْ عُلِّقَتْ بِكِ الآمَالُ، وَاليَومَ مَيدَانُ الأَفْعَالِ؛ جَعَلَكِ اللهُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً، صَالِحَةً مُصْلِحَةً؛ إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيمٌ.
تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَتَكُمْ، وَجَعَلَ عِيدَكُمْ سَعِيدًا، وَعَمَلَكُمْ رَشِيدًا، وَأَعَادَ عَلَيْكُمْ رَمَضَانَ أَعْوَامًا عَدِيدَةً، وَأَزْمِنَةً مَدِيدَةً، بِصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ وَإِيمَانٍ.
اللَّهُمَّ أَحْيِنَا مُؤْمِنِينَ وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ، تَقَبَّلْ تَوْبَتَنَا، وَاغْسِلْ حَوْبَتَنَا، وَاشْفِ صُدُورَنا، وَطَهِّرْ قُلُوبَنَا، وَحَصِّنْ فُرُوجَنَا، وَارْحَمْ أَمْوَاتَنَا، واشْفِ مَرْضَانَا، وَاقْضِ دُيونَنَا وَاهْدِ ضَالَّنَا، وَأَدِمْ أَمْنَنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَوَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنا، وَأَصْلِحْ أَحْوالَنا وأحوال أُمَّتِنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِيِن.
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.