خطبة عيد الفطر مختصرة وجامعة 1/ 10/ 1442هـ إعداد الشيخ محمد آل عبدالعزيز

سعد أبوخليل
1442/09/27 - 2021/05/09 14:50PM

‏خطبة العيد 1/ 10/ 1442هـ
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ الله أكبر الله أكبر  الله أكبر  الله أكبر  الله أكبر  الله أكبر
الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أيها المسلمون: كنا بالأمس القريب نستقبل ضيفاً عزيزاً وشهراً مباركاً وها نحن اليوم قد ودعناه واستقبلنا العيد.
إن أعيادنا أمة الإسلام من شعائرنا الظاهرة فعن أنس رضي الله عنه قال قدم النبي ﷺ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال النبي ﷺ : (قد أبدلكم الله بهما خيراً منها: يوم الأضحى ويوم الفطر) أخرجه أبو داود والنسائي.
أن العيد فرحة لمن صام وقام وقرأ القرآن وتصدق وعمل الصالحات واغتنم شهر رمضان بالقربات.
أن العيد هو يوم الجوائز فهنيئاً للمقبولين ويا خسارة ‏المفرطين المردودين.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون:
لقد اعتنى الإسلام بالتوحيد والإخلاص ولذا بعث الله الأنبياء والرسل لتقرير عقيدة التوحيد وإخلاصها لله ‏عز وجل وحمايتها ‏من كل ما ينافيها أو يضادها فحذرنا الله من الشرك والكفر ونهانا نبينا ﷺ عن الابتداع في الدين وأمرنا بالاستقامة على الدين فقال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم
 فصونوا وتوحيدكم واحفظوه من كل ما يخدشه.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الصلاة هي عماد الدين وهي الركن الثاني من أركان الإسلام من حافظ عليها ‏حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
يقول النبي ﷺ : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه الترمذي والنسائي .
أدوها جماعة في المساجد وحافظوا على أدائها في أوقاتها ومروا أولادكم ومن تحت أيديكم بها ، فالصلاة نور وأمان من النفاق.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
‏أدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم واعلموا أنها عبادة وقربه فرضها الله ‏على الأغنياء وتعطى الفقراء وهي واجبة في الأموال من بهيمة الأنعام والزروع وعروض تجارة والركاز والذهب والفضة. فاحذروا عدم إخراجها أو تأخيرها عن وقتها من غير سبب.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
لقد فرض الله الحج إلى بيته الحرام في العمر مرة واحدة رحمة بنا فمن كان قادراً ولم يحج فعليه أن يبادر بأداء فرضه فإن تأخير الحج من غير عذر ‏سبب في الإثم .

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
‏أيها المسلمون: لقد أمرنا الله ورسوله ﷺ بآداب بها صلاح النفس وصيانة المجتمع فمن ذلك قوله تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباءهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن ‏أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) وجاء في الحديث الذي يرويه معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (‏ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال معاذ: بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه ثم قال: كف عليك هذا " قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال النبي ﷺ: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم” رواه الترمذي . وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : " ‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"

ومن آفات اللسان: الكذب والغيبة والنميمة والسخرية والكلام الفاحش البذيء فليحذر المسلم من هذه الآفات.

أيها المسلمون: ومن سنة النبي ﷺ أنه كان يخصص للنساء موعظة في خطبة يوم العيد. ألا فاتقين الله أيتها المؤمنات ، واحذرن من خطوات الشيطان احذرن أيتها المؤمنات من التبرج السفور والاختلاط والتقصير في أداء الأمانة فإن مسؤوليتكن عظيمة و أثركن في البيت أعظم أطعن الله ورسوله وأقمن الصلاة والتزمن العفاف وأبشرن  ‏بقول رسول الله ﷺ في حقكن: " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" رواه البخاري . قمن بالمسؤولية التي أنيطت بكن في قوله ﷺ : "والمرأة راعية في بيت زوجها ‏وهي مسؤولة عن رعيتها" متفق عليه.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون: العيد يوم فرحة وسرور، يوم صلة ومحبة، إنها فرصة لإزالة الضغائن والأحقاد من القلوب فرصة لرجوع العلاقات المنقطعة لقد جاء العيد لتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) وقال ﷺ: "وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً" رواه مسلم .

‏اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وأعد علينا رمضان أعواماً من عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية وأمن وإيمان. أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين..أما بعد:

فإن الأعمال الصالحة لا تقف إلا بتوقف الأعمار، فإن انتهى شهر الصيام فمازال الصيام مشروعاً مدى العام ومن ذلك صيام ستاً من شوال التي قال النبي ﷺ في فضلها : ( من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) رواه مسلم. وكذلك يومي الاثنين والخميس وأيام البيض. وإن انتهت التراويح فما ‏زال قيام الليل مشروعاً وهو دأب الصالحين.

وإن انتهى شهر القرآن فما زالت قراءة القرآن مشروعةً في كل وقت.

فاغتنموا يا رعاكم الله الأعمار والأزمان وتقربوا إلى الله بالحسنات والطاعات، فإن من علامات قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها.

أيها المسلمون: يوم العيد يوم سعة فيما أباح الله فوسعوا على أنفسكم وأولادكم وأظهروا الفرحة والسرور واحذروا الوقوع في المعاصي والآثام‏ من الاستماع أو النظر فيما حرم الله أو الإسراف في المأكل والمشرب. وتذكروا عباد الله قوله تعالى: ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) فقد أكملنا العدة وكبرنا الله وبقي الشكر، فاشكروا الله على نعمه بقلوبكم وألسنتكم وأعمالكم . اشكروا الله على أن هداكم للإيمان، اشكروا الله أن وفقكم لصيام رمضان وقيامه، اشكروا الله على نعمة الأمن والأمان.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أيها المسلمون:

.إن من الأسباب المشروعة لاتقاء الأمراض والتحصين من هذا الوباء - وحتى نعود إلى مساجدنا بشكل طبيعي متراصين محصنين- أخذ اللقاحات والتطعيمات الخاصة بلقاح كورونا والمعتمد من قبل وزارة الصحة فاحرصوا يا رعاكم الله على أخذه متوكلين على الله وعلينا كذلك بالعمل بالاحترازات الصحية من عدم المصافحة والابتعاد عن التجمعات ولبس الكمامة وتطبيقها في كل وقت ونسأل الله أن ينفع بالأسباب .

واعلموا أنَّ الله أمرَكم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، وقال ﷺ 

: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا". فصلُّوا وسلِّموا على سيد الأولين والآخرين.. 

اللهم صلِّ وسلّم عليه، وعلى أزواجه وذريَّته، اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحاب نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه وولي عهده لما تحب وترضى، وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة، يا سميع الدعاء. اللهم تقبَّل منا صيامنا وقيامنا، اللهم تقبَّل منا الصيامَ والقيامَ، اللهمّ كما بلّغتنا أولَ هذا الشهر فبلّغنا آخره، واجعلنا فيه من عتقائك من النار، يا أرحم الراحمين.  

المرفقات

1620658639_خطبة العيد 1.docx

المشاهدات 6301 | التعليقات 1

للرفع