خطبة عيد الفطر عام 1436هـ

إبراهيم بن سلطان العريفان
1436/10/01 - 2015/07/17 00:13AM
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ، اللهُ أَكبرُ كَبِيرًا، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبحَانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصِيلاً، الحَمدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِلإِسلامِ، وَجَعَلَنَا مِن خَيرِ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلأَنَامِ، بَلَّغَنَا شَهرَ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَوَفَّقَنَا بِفَضلِهِ لِلتَّمَامِ، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي بَيَّنَ الحَلالَ وَالحَرَامَ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ البَرَرَةِ الكِرَامِ، اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، مَن مِثلُنَا اليَومَ؟! أَتمَمنَا شَهرَنَا، وَأَدرَكنَا عِيدَنَا، وَتَرَاصَّت صُفُوفُنَا، وَحَضَرنَا لِشُهُودِ الصَّلاةِ وَالدُّعَاءِ وَالخَيرِ، في أَمنٍ في الأَوطَانِ، وَعَافِيَةٍ في الأَبدَانِ، وَسَكِينَةٍ وَاطمِئنَانٍ، فَلِلهِ الحَمدُ عَلَى مَا وَفَّقَ إِلَيهِ، وَلَهُ الشُّكرُ عَلَى مَا أَعَانَ عَلَيهِ، لَهُ الحَمدُ عَلَى الصِّيَامِ، وَلَهُ الحَمدُ عَلَى القِيَامِ، وَلَهُ الحَمدُ عَلَى البَذلِ وَالإِحسَانِ، وَلَهُ الحَمدُ عَلَى الذِّكرِ وَالقُرآنِ، للهِ الحَمدُ كُلَّمَا قَبِلَ صَلاتَنَا وَصِيَامَنَا، وَلَهُ الحَمدُ كُلَّمَا أَجَابَ دُعَاءَنَا وَحَقَّقَ سُؤلَنَا، وَلَهُ الحَمدُ قَبلَ ذَلِكَ وَبَعدَهُ عَلَى مَا هَدَانَا ( وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ) وَنَسأَلُهُ المَزِيدَ مِن فَضلِهِ بِشُكرِهِ، وَنَعُوذُ بِهِ مِن جُحُودِ نِعمَتِهِ وَكُفرِهِ، فَهُوَ الَّذِي وَعَدَ مَن شَكَرَ وَاتَّقَى بِالبَرَكَةِ وَالزِّيَادَةِ، وَأَوعَدَ مَن كَفَرَ وَكَذَّبَ بِالأَخذِ وَالعَذَابِ ( وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذنَاهُم بما كَانُوا يَكسِبُونَ ) وَقَالَ جَلَّ وَعَلا ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عباد الله .. هذا ديننا دين التعظيم والتمجيد للكبير المتعال بموجب أمره تعالى( وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) وأمره للصائمين بعد نهاية الشهر( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) فنكبر الله تعالى في أحوالنا كلها
في الأذان .. الله أكبر
في الإقامة لها .. الله أكبر
وفي الدخول في الصلاة .. الله أكبر
وفي التنقل بين أركانها وواجباتها .. الله أكبر
وعند الطواف .. الله أكبر
وعند السعي .. الله أكبر
وعند النحر والذبح .. الله أكبر
وعند الجهاد ورفع راية الدين .. الله أكبر
تكبير يملأ القلب بالجلال والإجلال والتعظيم لله العظيم الكبير المتعال، ليعلم العبد أنه ليس فوق الله أحد ولا أعظم من الله أحد، فيعبده وحده ويخافه وحده ويدعوه وحده ويطلبه الرزق والصحة والولد وحده ويعلم أن الحكم لله وحده.
إذا امتلأ القلب بهذا التعظيم والتكبير تصاغرت عنده الدنيا بما فيها بعظمائها وملوكها وعروشهم وأموالهم. فكلهم أمام عظمة الله هباء منثور.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
اليوم يوم عيد سعيد وفرح وتمجيد لكن لمن أحسن في شهره يفرح بنعمة التمام والصيام والقيام ومغفرة الكريم القدوس السلام .
رمضان مدرسة الأجيال .. كم من محسن صائم قائم معظم لربه في شهره .. بعيده اليوم يبدأ مرحلة جديدة في عمره وخطوات مباركة نحو رضوان ربه سبحانه وتعالى ومسارعة لجنته استجابة لأمره ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ومن كان عمره في ذلك فما أعظم ما يجنيه يوم لقاء ربه .. للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
عباد الله .. اتقوا الله في السر والعلن واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. واعلموا أن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل فأعدوا لغدكم ماترجون أن تنالوا من ربكم ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا لله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
عباد الله .. اعطفوا على الفقراء والمساكين ووسعوا عليهم وعلى أبنائكم وأهليكم أجمعين، ولكن من غير تبذير ولا إسراف ولا تقتير ولا إسفاف ( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
أيها المسلمون .. إن أثمنُ ما في الأمة شبابها، فيا شباب الإسلام، تمسكوا بدينكم، وإياكم والاغترار بعمر الزهور واكتمال القوى.
فيا شباب الإسلام .. أنتم أمل الأمة المشرق، وعدة المستقبل الوضاء، ورجال الغد المتلألئ، عليكم بالقيام برسالتكم، قوموا بواجبكم، واعرفوا مكانتكم، وتمسكوا بدينكم، وتلاحموا مع علمائكم، واسلكوا المنهج الوسط، فلا غلوّ ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط، حذار والاسترسالَ في الغفلة والشهوات والانخداع بالشبهات، واحذروا وسائل الشر فالمتربصون بكم كثير، احذروا أن تقعوا فيما نصبوه من الفخاخ فهم لا يرضون إلا بإفسادكم، بل إنهم ينفقون الأموال من أجل إفساد الأخلاق لدى الشباب والشابات، والمصيبة أنهم دخلوا كل بيت من بيوت المسلمين عبر الإنترنت وعبر القنوات الفضائية وعبر الأغنية الماجنة وعبر المجلات الخليعة التي وللأسف أصبح يروجها لهم كثير من المحلات التجارية، نساءٌ فاتنات كاسيات عاريات، ما أرادوا بهن إلا إفسادكم.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المؤمنون أيها الموحدون .. الصلاة الصلاة، حافظوا عليها واحفظوها، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، فهي عمود الإسلام، وهي الركن العملي الأول من أركان الإسلام، فحافظوا عليها ـ رحمكم الله ـ جماعةً، وأدوها في وقتها في المسجد، واعتنوا بها، ولتكن من أهمّ أموركم، فإن علامة حب الإسلام العناية بهذه الصلوات والاهتمام بها.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الحَمدُ للهِ أَوَّلاً وَآخِرًا، وَالشُّكرُ لَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا، خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، لا مَانِعَ لِمَا وَهَبَ , وَلا مُعطِيَ لِمَا سَلَبَ، طَاعَتُهُ أَفضَلُ مُكتَسَبٍ , وَتَقوَاهُ أَعلَى نَسَبٍ، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً أَرجُو بها النَّجَاةَ مِن عِقَابِهِ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحمدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ أَكمَلُ النَّاسِ عَمَلاً في ذَهَابِهِ وَإِيَابِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَزوَاجِهِ وَأَصحَابِهِ.
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
معاشر المؤمين .. اتَّقُوا اللهَ رَبَّكُم، وَاهنَؤُوا بِعِيدِكُم، وَأَصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم، تَسَامَحُوا وَتَصَافَحُوا، وَتَجَمَّلوا وَافرَحُوا، وَالبَسُوا وَكُلُوا وَاشرَبُوا، وَلا تُسرِفُوا وَلا تُبَذِّرُوا، وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ.
العِيدُ - أَيُّهَا المُسلِمُون - فَرحَةٌ وَبَهجَةٌ، وَبَذلٌ وَعَطَاءٌ وَسَخَاءٌ؛ فَمَن أَحَبَّ أَن يُسامَحَ فَلْيُسامِحْ، وَمَن أَحَبَّ أَن يُقبَلَ فَلْيَتَجَمَّلْ وَلْيَتَحَمَّلْ، مَن زَادَ حُبُّهُ لِنَفسِهِ ازدَادَ كُرهُ النَّاسِ لَهُ، وَمَن تَكَبَّرَ دُفِعَ، وَمَن تَوَاضَعَ رُفِعَ، وَ" المُؤمِنُ يَألَفُ وَيُؤلَفُ، وَلا خَيرَ فِيمَن لا يَألَفُ وَلا يُؤلَفُ، وَخَيرُ النَّاسِ أَنفَعُهُم لِلنَّاسِ " لا يَسعَدُ بِالعِيدِ مَن عَقَّ وَالِدَيهِ أَو قَطَعَ رَحِمَهُ، أَو حَسَدَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ، وَلَيسَ العِيدُ لِخَائِنٍ أَو غَشَّاشٍ، أو سَاعٍ بِالفَسَادِ بَينَ العِبَادِ.
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أَيُّهَا المُسلِمَاتُ، أَنتُنَّ الأُمَّهَاتُ وَالزَّوجَاتُ، وَالأَخَوَاتُ وَالبَنَاتُ، تَلِدنَ الرِّجَالَ، وَتُرَبِّينَ الأَبطَالَ، وَتُخَرِّجنَ الأَجيَالَ، فَاتَّقِينَ اللهَ وَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي في قَلبِهِ مَرَضٌ، أَطِعنَ الآبَاءَ وَالأَزوَاجَ، وَاحذَرنَ الخِصَامَ وَاللِّجَاجَ، لا تَجحَدنَ نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُنَّ بِالتَّبَرُّجِ وَالسُّفُورِ، أَو بِفِعلِ مَا يَدعُو إِلَيهِ أَهلُ الفِسقِ وَالفُجُورِ، قَرنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولى، احفَظنَ الفُرُوجَ وَلا تُكثِرنَ الخُرُوجَ، أَقِمنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ، تَصَدَّقنَ وَأَكثِرنَ الاستِغفَارَ، وَاتَّقِينَ بِذَلِكَ مِنَ عَذَابِ النَّارِ.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ .. إِنَّ مِن مَظَاهِرِ الإِحسَانِ بَعدَ رَمَضَانَ استِدَامَةَ العَبدِ العَمَلَ وَاستِقَامَتَهَ عَلَى الطَّاعَةِ، وَإِتبَاعَ الحَسَنَةِ الحَسَنَةَ، وَقَد نَدَبَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِأَن نُتبِعَ رَمَضَانَ بِسِتٍّ مِن شَوَّالٍ؛ فَمَن فَعَلَ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهرَ كُلَّهُ.
تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنكُمُ الصِّيَامَ وَالقِيَامَ، وَبَارَكَ في الطَّاعَاتِ والصَّالِحَاتِ، وَأَجَابَ الدُّعَاءَ وَحَقَّقَ الرَّجَاءَ
مسألة ( موافقة العيد يوم الجمعة )
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المشاهدات 1342 | التعليقات 0