خُطْبَة عِيدِ اَلْفِطْرِ اَلْمُبَارَكِ 1446هـ

سعود المغيص
1446/09/28 - 2025/03/28 23:49PM

الحَمْدُ للهِ، الحَمْدُ للهِ كَثِيراً، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وًأَصِيلَاً، وَاللهُ أَكْبَرُ كَبِيرَاً.

اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَا اللهُ اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدِ.

اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا صَلَّى مُؤْمِنٌ وَأَنَابَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا رَجَعَ مُذْنِبٌ وَتَابَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا عَادَ العِيدُ وَآبَ.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه.

أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ :

اتَّقُوا اللهَ حَقَّ التَّقْوَى، وَرَاقِبُوْهُ في السِرِّ والنَّجْوَى؛ فَأَهْلُ التَّقْوَى: هُمْ أَهْلُ البُشْرَى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾. 

معاشرَ المؤمنينَ : عِيْدُكمْ سعيدٌ، ويومُكم مباركٌ مجيدٌ .

تقبّلَ اللهُ منَّا ومِنْكمْ الأعمالَ ، وضاعفَ لنا ولكمُ الأجورَ والحسناتِ، وأَعَادَ علينا وعليكُمْ مَواسمَ الطاعاتِ، ووفّقنا للتزوّدِ فيها مِن الخيراتِ والبركاتِ .

اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.

معاشرَ المؤمنينَ : أَعْلِنُوا الْأَفْرَاحَ وَأَظْهِرُوهَا، وَانْشُرُوا السَّعَادَةَ وَعَمِّمُوهَا، وَبَدِّدُوا غَيْمَةَ الْأَحْزَانِ ، وَرَوِّحُوا الْأَبْدَانَ ، وَأَدْخِلُوا السُّرُورَ عَلَى الْأَهْلِ وَالْأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ ، وَوَسِّعُوا عَلَى الْعِيَالِ ، وَأَسْعِدُوا الْأَطْفَالَ ، وَجُوْدُوا بِالتَّبَسُّمِ وَبَسْطِ الْوَجْهِ.

هَذَا يَوْمُ التَّسَامُحِ وَالتَّصَافُحِ وَالتَّصَالُحِ، فَتَرَاحَمُوا وَتَلَاحَمُوا، وَتَسَامَحُوا، وَتَصَافَحُوا وَتَصَالَحُوا حَتَّى يَكُونَ فَرَحُكُمْ أَفْرَاحًا، وَعِيدُكُمْ أَعْيَادًا.

واحْذَرُوا الظُّلْمَ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، طَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ مِنَ الحِقْدِ وَالحَسَدِ، وَالكِبْرِ، تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ؛ لَا بِعِلْمِهِ وَلَا بِمَالِهِ وَلَا بِمَنْصِبِهِ وَلَا بِنَسَبِهِ { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }  

اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: اشْكُرُوا اللهَ الَّذِي هَدَاِكُمْ إِلَى هَذَا الدِّينِ الْمُحْكَمِ وَالشَّرِيعَةِ السَّمَحَاءِ، وَجَعَلَكُمْ مِنْ خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، تَحْكُمُ بِالْعَدْلِ وَتَنَشُرُ الْحَقَّ، فَتُمْسِكُوا بِدِينِكُمْ؛ فَهُوَ عِصْمَةُ أَمْرِكُمْ، وَسِرُّ قُوَّتِكُمْ، وَسِلَاَحَكُمْ أَمَامَ كَيْدِ عَدُوِّكُمْ؛ فَلَأَجْلِهِ يَسَعُونَ لِبَثِّ الْفُرْقَةِ، وَيَتَرَبَّصُونَ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، وَعَليْكُمُ بالجَمَاعَةِ، وَالسَمْعِ وَالطَاعَةِ فِي المَعْرُوفِ، وَلا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، وَابَتَعِدُوا عَنِ التَّنَاحُرِ وَالْاِخْتِلَاَفِ، وَتَعَاوَنُوا عَلى البرِ وَالتَقْوَى، وَلا تَعَاونوا عَلى الإثمِ والعُدْوانِ وَاحْمَدُوا اللهَ عَلى نِعْمَةِ الأمنِ فِي الأوْطَانِ؛ ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾.

اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.

أَفَاضَ اللهُ عَلَيَّنا وَعَلَيْكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ هَذَا الْعِيدِ، وَجَعَلَنَا بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْمَزِيدِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :

الحَمْدُ للهِ حَمْدًا حَمْدًا، وَالشُّكْرُ لَهُ شُكْرًا شُكْرًا، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى البَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ المُنِيرِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَّمُ التَّسْلِيمِ .

 اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.

أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ :

اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى ، وَاعْلَمُوا أَنَّ فَرَحَ الْمُؤْمِنِ بِالْعِيدِ هُو فَرَحٌ مُرْتَبِطٌ بِطَاعَةِ رَبِّهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ ؛ الَّذِي أَحْيَاهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَمَنَّ عَلَيْهِ بِالْهِدايَةِ وَالْبُعْدِ عَنِ الْآثَامِ فَسَدّدَهُ وَهَداهُ ، لِيَسْعَدَ فِي دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾  

أَيَّتُهَا الْأَخَتُ الْمُصْلِيُة : يَا مَنْ جَمَّلَكِ اللَّهُ بِالإِيمَانِ ، وَزَيَّنَكِ بِالتَّقْوَى ، وَحَلَّاكِ بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ ، وِالْبُعْدِ عَنِ الْحَرَامِ ؛ كُونِيِ مِنَ الصَّالِحَاتِ ، تَذَكَّرِي نِعْمَةَ اللهِ عَليْكِ إذْ جَعَلَكِ مِنْ أَتْبَاعِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كُونِي قُدْوةً ، وَدَاعِيَةً إِلَى اللهِ تَعَالَى، صُونِي بَيْتَكِ وَأَطِيعِي زَوْجَكِ ، وَاعْتَنِي بِتَرْبِيَةِ أَوْلاَدَكِ ؛ فَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا.

فَاللهَ اللهَ أَيَّتُهَا المَرأةُ، فَقَدْ عُلِّقَتْ بِكِ الآمَالُ، وَاليَومَ مَيدَانُ الأَفْعَالِ؛ جَعَلَكِ اللهُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً، صَالِحَةً مُصْلِحَةً؛ إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيمٌ   .

اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.

تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَتَكُمْ، وَجَعَلَ عِيدَكُمْ سَعِيدًا، وَعَمَلَكُمْ رَشِيدًا، وَأَعَادَ عَلَيْكُمْ رَمَضَانَ أَعْوَامًا عَدِيدَةً، وَأَزْمِنَةً مَدِيدَةً، بِصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ وَإِيمَانٍ.

اللهُمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمينَ، وَاحْمِ حَوزَةَ الدِينَ، وَانْجِ عِبَادَكَ المُستَضْعَفِينَ فِي كُلِ مَكَانٍ، وَكُنْ لَهُم وَليًا وَظَهيرَاً.

 اللهُمَّ وفِّق خَادَمَ الحَرمينَ الشَريفينَ، ووليَ عَهدِهِ لمَا تُحبُ وترضى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ.

 اللهُمَّ أَمِّنْ حَدُّودَنَا وَأَنْصُرُ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ يَا قَوِّيُّ يَا عَزِيزُ.

 اللهُمَّ اجْعلْ بِلادَنَا بِلادَ إيمَانٍ وَأمَانٍ، وَرَخَاءٍ وسَعَةِ رِزقٍ، واصْرِفْ عنهَا الشرورَ والفتنَ، مَا ظَهَرَ مِنهَا ومَا بَطنَ.

الَّلهُمَّ أعِدْ عَلينَا رَمَضَانَ أعْوَامَاً عَدِيدَةً، وأزْمنَةً مَدِيدَةً، ولا تَجعَلْ هَذَا آخرَ العَهْدِ برَمَضَانَ، وَاِجْعَلْ عِيدَنَا سَعِيدَاً وَعَمَلَنَا صَالِحَاً رَشيدَاً، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 عِبَادَ اللَّهِ: اذكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيراً، وَسَبِحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

المشاهدات 954 | التعليقات 0