خطبة عيد الفطر المبارك 1445 ( تربية الأولاد وقت الفتن )
خالد الشايع
خطبة العيد 1445
( تربية الأولاد مسؤولية الولي أمام الله)
إن الحمد لله (خطبة الحاجة )
أما بعد فيا أيها الناس :
الله أكبر ( تسع تكبيرات )
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أيها الصائمون القائمون : هنيئا لكم العيد ، فالعيد لكم لا لغيركم ، إذا قيل لكم تقبل الله ، عرفتم معنى هذه الدعوة ، ذهب التعب وبقية لذة الأجر ، أثمر صبركم ، لو كشف لكم ما كتب لكم من الأجور لخشي عليكم من الموت من الفرح .
عباد الله : أكثروا من الشكر والحمد لله ، فلولاه ما عملتم شيئا ، ولا قمتم بركعة ، بل لولاه ما صرتم مسلمين ( بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان )
وقالها المصطفى الحبيب : ( أفلا أكون عبدا شكورا )
فالحمد والشكر من أجل أعمال العبادة ( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور )
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
معاشر المسلمين : أولادكم ثمرة فؤادكم ، زينة الحياة الدنيا ، وهبكم الله إياهم ، وحملكم أمانة رعايتهم ، وسوف تسألون .
كثير من الآباء يظن أن التربية أكلٌ وشرب ولبس ومدرسة ، وما علم أن هذه من الوسائل ، ولكن الغاية التي من أجلها خلقوا ، هي عبادة الله وتوحيده ، فماذا عملت لهم فيها .
أتدري ما التربية ؟ إنها مهنة عظيمة ، وعاقبتها خير للمجتمع والأمة ، إنها تنشئةُ المسلمِ وإعدادهُ إعداداً كاملا ًمن جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام .
لقد حثَّ الإسلامُ على تربيةِ الأولاد، والسعي في وقايتهم من النارِ فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً )) ، وقال تعالى : (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا )) وقال عز وجل : (( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ))
. ومُدح عبادُ الرحمن بأنَّهم يقولون : (( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )) .
وفي الصحيحين يقولُ- صلى الله عليه وسلم-: (( الرجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأةُ راعيةً في بيتِ زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها))
وحرص السلفُ على تربيةِ أبنائِهم، وكانوا يتخذون لهم المُربين المتخصصين في ذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة .
ولاشكَّ أنَّ للتربيةِ أثرٌ كبيرٌ في صلاحِ الأولاد؛ فالأولادُ يُولدون على الفطرةِ، ثَّم يأتي دورُ التربيةِ في المحافظةِ على هذهِ الفطرة أو حرفها ، والولدُ على ما عودهُ والداه.
وينشأُ ناشئُ الفتيـانِ منـَّا *** على ما كان عوَّدهُ أبـوه
ومادان الفتى بحجىً و لكن *** يعوِدهُ التدين أقربـوه
والولدُ في صغرهِ أكثرُ استقبالاً واستفادةً من التربية .
قد ينفعُ الأدبُ الأولادَ في صغرٍ *** وليس ينفعُهم من بعـده أدبُ
الغصـونُ إذا عـدلتها اعتدلت *** ولا يلينُ ولو لينتـهُ الخشب
فالولدُ الصغير أمانة عند والديهِ إن عوداهُ الخيرَ اعتاده، وإن عوداهُ الشرَ اعتاده .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عباد الله : نحن في زمن عصيب من ناحية التربية ، فالجيل الحالي و القادم يلتف به شهوات وشبهات مدلهمة ، توجب على الأولياء وقفةً حازمة في التربية ، وإلا سيخرج لنا جيل فاسد منحل بل ربما ملحد والعياذ بالله .
يجب على ولي الأمر دراسة الواقع ، ومعرفة الشرور ، ثم تحذير أولاده من المخاطر ، وقيادتهُم منذ نعومة أظفارهم ، حتى يسلكوا الطريق المستقيم .
فأول ما يجب على الأب في تربية أولاده ، اختيار الأم الصالحة لهم ، فاظفر بذات الدين والخلق أولا ، ثم أكثر لهم من الدعاء ، فدعاء الوالدين مستجاب ، ثم لا تبخل عليهم من النصح ، ثم اختيار الصحبة الصالحة لهم ، ولا تتكاسل ولا تعجز ولا تستحي ، فأولادك أمانة في عنقك ، وستسأل عما استرعاك الله .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المؤمنون : نحن في نعمة أمن وأمان ، فالحذر الحذر من سلبها ، كما سلبت من غيرنا ، فاستمسكوا بالدين ، والتفوا حول ولاتكم ، فالحساد والمتربصون كثير علينا ، كفانا الله شرورهم .
اللهم أصلح أولادنا وأولاد المسلمين ، وردهم إليك ردا جميلا يارب العالمين
الخطبة الثانية
أما بعد فيا أيها الناس : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
تلمسوا حاجات الناس خصوصا الأقربين ، اعفوا واصفحوا ، وطهروا قلوبكم قبل أن تطهروا ملابسكم ، فقد قيل الناس في القيامة تنجوا من النار بالعفو ، وتدخل الجنة برحمة الله ، ويتقاسمون الدرجات بالأعمال ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )
عباد الله : إن العبد ليحسن الظن بربه أنه خرج من رمضان بصحائف نقية من الذنوب ، قد غفرت ذنوبه ، فالحذر الحذر من تسويد الصحائف بالذنوب ، فإن الذنب ولو كان حلو المذاق في وقته إلا أنه مر بعد ذلك ، وضيق في النفس ، وسواد في الوجه ، وبعد من الله ومن الناس .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
اللهم ارزقنا الاستقامة على دينك ، والمحافظةَ على العبادات التي عملناها في رمضان ، وتقبل منا الصيام والقيام والدعاء
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ...
اللهم آمنا في دورنا وأوطاننا .....
المرفقات
1712501721_خطبة عيد الفطر 1445 تربية الأولاد.docx