خطبة عيد الفطر المبارك 1442هـ

عوض آل دبيس
1442/09/30 - 2021/05/12 03:06AM
  خطبة عيد الفطر 1442هـ                     الخطبة الأولى الله أكبر، الله أَكبر، الله أَكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، الله أَكبر، الله أَكبر، الله أَكبر، الله أَكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً. الله أكبرُ ما طلَع صباح وأسفَر، الله أكبر ما هلَّ هلال وأنوَر، الله أكبر ما لاحَ ظرفٌ وأزهر، الله أكبر كلّما أرعَد سحاب وأمطَر، الله أكبر ما نبَتَ نبات وأثمَر، الله أكبر ما ذَكَر اللهَ ذاكر وكبَّر، الله أكبر ما صامَ صائم وأفطَر، الله أكبر ما طافَ طائِف واعتمَر، أفاض علينا من خزائنِ جودِه التي لا تحصَر، وجعل لنا عيدًا يعودُ كلَّ عام ويتكرَّر. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى، خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمَّى، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَسْبَغَ مِنَ النِّعَمِ وَأَسْدَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى، وَالصِّفَاتُ الْعُلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، نَبِيُّهُ الْمُصْطَفَى، وَخَلِيلُهُ الْمُجْتَبَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اهْتَدَى.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد،
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا عباد الله ..الفرحةُ التي نعيشُها اليوم .. هي جزءٌ من الفرحةِ الأولى ، التي أخبر عنها ﷺ : (للصائم فرحتان ، فرحةٌ عند فطره ) / كلما أتمَّ يومًا ، وحانت لحظة الإفطار ، فرح واستبشر بيومه // وإذا تم الشهرُ ، ودخل عيدُ الفطر ، فرح بإكمال رمضان / وبالتوفيق لصيامه وقيامه .. هذه هي الفرحةُ التي نعيشها الآن // ونجد أثَرَها .. بِشْرًا على الوجوه ، وانشراحا في الصدور / وتكبيرًا لله على هدايته وتوفيقه ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلك تشكرون ( .
إنها الفرحة الأولى – معشر الصائمين – ،، ولنا بإذن الله تعالى ، وبكرمه ولطفه وإحسانه وجوده : فرحةٌ أخرى ، يوم نلقى ربنا جل وعلا … فكم من أفراحٍ تنتظر المؤمنَ يومَ القيامة . ** الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . من أعظم لحظاتِ السعادة والسرور ، والفرح والحُبور ، حين يُساق المؤمنون إلى الجنة تَزُفُّهم الملائكة زمرًا زمرا / جماعاتٍ جماعاتٍ / يأخذُ بعضُهم بأيدي بعض..
ضع نفسك يا عبد الله في هذا المقام / وأنتَ تسير إلى الجنة مع عباد الله الصالحين / قد انتهى الحساب / وأَمِنْتَ مِنَ العذاب / وليس بينك وبين نعيمِها إلا لحظات / 
ويصِلُ المؤمنون إلى أبواب الجنة ، فيجدونَها مغلقةً /موصدة / فيزدحمون عليها / وقد بلغ الشوق بهم ما لا يطيقون / كلهم ينتظر اللحظة .. التي تفتح فيها الأبواب / 
ويتقدم سيدُنا وسيدُ الخلق ..محمدٌ ﷺ من بين الجموع ، يأخذ حلقة الباب ، فيَقْرعُهُ ، فيَسألُ خازنُها / من أنت؟ / فيقول : محمد / فيقول خازنُ الجنة : بك أُمِرْتُ . أن لا أفتحَ لأحد قبلَك فيَفتح له…  وهاهي أبواب الجنة تتحرك / تفتح / تكشف عما وراءها {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } 
وهنا أيها الإخوة : تبدأُ حياةُ النعيمِ الخالد / الذي لا ينتهى / ولا يقل / ولا يُكَدِّرُه شيء . شبابٌ لا يَبلى ، وقوةٌ لا تضْعُف ، وصحةٌ لا يعتريها مرض ، سعادة لا ينغصها فقد حبيب ولا موت قريب .
أسأل الله أن يجمع لنا ولكم وللمسلمين فرح الدنيا والآخرة . بارك الله لي ولكم ..........                                                         الخطبة الثانية :
عباد الله  للصائم فرحتان ،و نحن اليوم نعيش الفرحة الأولى ، فلتكن فرحتنا هذه بما يرضي الله ، نوسعُ على أهلينا بأنواع المباحات وما أكثرها ، ونَصِلُ أرحامنا وجيراننا ، ونُصفِّي قلوبَنا على إخواننا ، ويعفو بعضنا عن بعض ليعفو الله عنا .
ويتم فرح المؤمن – أيها الكرام – حين يدخل السرور على عباد الله ، فيلتمس فقيرا ، أو صاحب حاجة ، أو مغتربا عن وطنه وأهله ، فيحسن إليه ، ليشارك الناس في فرحة عيدهم. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أيّها المسلمون، لا خيرَ يرجَى من الخُلافِ والتنازع، ولا صلاحَ يؤمَّل من التشاحنِ والتقاطع، ولا فائدةَ تحصَّل من التصارُم والتصارع. فيا مَن نسِي الصفاء وألِفَ القطيعةَ والجفاء ، هذا يومُ التّسامح، هذا يومُ التّصافح، هذا يوم التلاحُم، هذا يوم التراحُم، فتصافَحوا يذهبِ الغلّ، وتسامحوا تذهَبِ الشّحناء، وخُذوا بأيدِي بعضِكم، وطهِّروا قلوبكم من الأحقادِ والضغائن، وأقيلوا العَثراتِ، واقبلوا المعذرةَ من الزلاّت ، تآلفوا ولا تنافَروا، ولا تقاطعوا ولا تدابَروا، ولا تباغضوا ولا تنافَسوا ولا تتحاسَدوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا. أيّها المسلمون، الحياة تجرّ إلى الموت، والغفلةُ تقود إلى الفَوت، والآمال خادِعَة، كالسّراب غرَّ من رآه وأخلَف من رَجاه، فاتّقوا الله وانتَهوا إلى ما يقرِّب مِن رحمته وينجي من سخَطه. أقيموا الصلاةَ فإنها الملّة، وآتوا الزكاةَ فإنها الجُنّة، وحُجّوا فالحجُّ مَنفاة، واصدُقوا فالصّدق مَنجاة، وصِلوا أرحامَكم فالصّلَة منسأةٌ ومثرَاة، ولا تقرَبوا المعاصيَ فالمعصيةُ ذلٌّ ومَهواة. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. يا شباب الإسلام: احذروا الشائعات والأفكار المنحرفة والمناهج المخالفة التي ترمي بشررها، فتناً كقطع الليل المظلم, ولا يُعصم منها إلا من تمسَّك بالقرآن والسنة ومنهج سلف الأمة. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.  يا نساءَ المسلمين، إنّ الله رفعكنّ وشرّفكنّ وأعلى قدرَكنّ ومكانتَكنّ وحفظ حقوقَكنّ، فاشكرنَ النعمةَ، واذكرن المِنّة، فما ضرِبَ الحجاب ولا فرِضَ الجِلباب ولا شرِعَ النّقاب إلاّ حمايةً لأعراضِكنّ وصيانةً لنفوسِكنّ وطهارةً لقلوبكنّ وعصمةً لكنّ من دواعِي الفتنةِ وسُبُل التحلّلِ والانحدَارِ، فعليكنّ بالاختِمار والاستِتار، واغضُضن من أبصاركنّ، واحفَظنَ فروجكنّ، واحذَرنَ ما يلفِت الأنظار ويُغرِي مرضَى القلوبِ والأشرار، واتّقين النار، فعن أبي هريرةَ t قال: قال رسول الله :(صنفان من أهلِ النار لم أرهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عارِيات، مميلات مائلات، رؤوسُهنّ كأسنِمَة البُختِ المائلة، لا يدخُلنَ الجنّةَ ولا يجِدن ريحها، وإنّ ريحَها لتوجد من مسيرةِ كذا وكذا) أخرجه مسلم[1][1]. أيّها الآباء والأولياء، صونوا نساءَكم، واحفَظوا أعراضَكم، وحاذِروا التقصيرَ والتساهل، واجتنِبوا التفريطَ والتشاغل الذي لا تؤمَن لواحِقُه وتوابعه وتواليه وعواقِبه، بيدَ أنّ عاقبتَه بوار وخاتمتَه خسار، كونوا أُباةَ العار وحماةَ العرين؛ تعيشوا كرماءَ وتموتوا أوفياء. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. عِبَادَ اللَّهِ، وَمِمَّا يَجِبُ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ أَنَّ هَذَا الْوَبَاءَ عَمَّ وَطَمَّ وَاسْتَفْحَلَ فِي الْعَالَمِ؛ فَلَا بُدَّ وأَنْ نَسْتَمِرَّ فِي أَخْذِ السُّبُلِ الْوَاقِيَةِ بِعَوْنِ اللَّهِ مِنْهُ؛ كتطبيق الاحترازات الصحية والحد من التجمعات التي تحذر منها جهات الاختصاص وكذلك تَنَاوُلِ اللَّقَاح الْمُضَادِّ لِهَذَا الْمَرَضِ. حَمَى اللَّهُ بِلَادَنَا خَاصَّةً، وَسَائِرَ أَرْجَاءِ الْأَرْضِ مِنْ هَذَا الْوَبَاءِ،  الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. بشراكم يا من قُمتم وصُمتم، بُشراكم يا مَن تصدَّقتُم واجتهَدتم وأحسنَتم، هذا يومُ الفرح والسرور والفوز والحبور، ذهب التّعَب، وزال النصب، وثبت الأجرُ إن شاء الله تعالى. تقبَّل الله صومَكم وشهرَكم، وأعاد الله علينا وعليكم هذه الأيّامَ المباركة أعوامًا عديدة وأزمِنة مديدة والأمّة الإسلاميّة في عزّة وكرامة ونصرٍ وتمكين ورِفعَة وسُؤدَد. اللهم إنّا خرجنا في هذا المكان نرجو رحمتَك وثوابَك، فتقبّل مساعيَنا وزكِّها، وأعلِ درجاتِنا وأعلها. اللهمّ آتنا من الآمالِ منتهاها، ومن الخيرات أقصاها. اللهم تقبّل صيامنا وقيامنا. اللهمّ تقبّل دعاءنا يا أرحم الراحمين. اللهم اعز الإسلام والمسلمين .........

 
المرفقات

1620788758_خطبة عيد الفطر 1442هـ.docx

المشاهدات 1498 | التعليقات 0