خُطْبَةُ عِيْدِ الفِطْرِ المُبَارَكِ 1436هـ
بندر المقاطي
1436/09/29 - 2015/07/16 21:45PM
هذه الخطبة جمعتها وأعددتها من خطبة الشيخ الشرافي والبصري والحقيل،، مع بعض التصرف،، نفع الله بها،،
خُطْبَةُ عِيْدِ الفِطْرِ المُبَارَكِ
) الخُطْبَةُ الأُوْلَى(
الله أكبر (7مرات)..
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّين، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا هَلَّ هِلَالٌ وَأَبْدَر، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَاصَامَ صَائِمٌ وَأَفْطَر، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا تَرَاكَمَ سَحَابٌ وَأَمْطَر،وَاللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا نَبَتَ نَبَاتٌ وَأَزْهَر.
الْحَمْدُ للهِ الذِّيسَهَّلَ لِعِبَادِهِ طَرِيقَ الْعِبَادَاتِ وَيَسَّر، وَوَفَّاهُمْ أُجُورَأَعْمَالِهِمْ مِنْ خَزَائِنِ جُودِهِ التِي لا تُحْصَر، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُوَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ أَنْ يُحْمَدَ وَيُشْكَرَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَإِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، لَهُ الْمَلِكُ الْعَظِيمُ الْأَكْبَرُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الشَّافِعُالْمُشَفَّعُ فِي الْمَحْشَرِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِ بَيْتِهِ، الذِينَأَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّر، وَعَلَى أَصْحَابِهِ الذِينَ هُمْخَيْرُ صَحْبٍ وَمَعْشَر.
اللهُ أَكْبَر اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُأَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ،،
فاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى فِي هَذَا اليَوْمِ العَظِيمِ، وَاحْمَدُوهُ إِذْهَدَاكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَعْطَاكُمْ، وَافْرَحُوا بِعِيدِكُمْ فِيمَاأَحَلَّ لَكُمْ، افْرَحُوا وَابْتَهِجُوا وَاسْعَدُوا، وَانْشُرُوا الْمَحَبَّةَ فِيمَنْ حَوْلَكُمْ، )قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(.
فإن اللهَ قَدْ مَنَّ عَلَيْنَابِإِتْمَامِ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ, فَنَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُوَنَشْكُرُه، وَنَسْأَلُهُ الْقَبُولَ وَالرِّضَا عَنْ أَعْمَالِنَا وَسَعْيِنَا،وَأَنْ لا يَرُدَّنَا خَائِبِينَ، وَلا مِنْ بَابِ جُودِهِ وَكَرَمِهِ مَحْرُومِينَ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
إِنَّ أَعْظَمَ نِعْمَةٍ امْتَنَّ اللهُ بِهَاعَلَيْنَا هِيَ أَنْ جَعَلْنَا عَلَى هَذَا الدِّينِ الْقَوِيم, قَالَ اللهُتَعَالَى )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْنِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دينا(، فَيَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ قَدْرَ هَذِهِالنِّعْمَةِ فَنَشْكُرَهَا، وَأَنْ نَتَيَقَّنَ أَنْ اللهَ لا يَقْبَلُ دِينَاًسِوَاهُ .
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
إِنَّ دِينَنَا مَبْنِيٌ عَلَى خَمْسَةِأَرْكَان، أَوَّلُهَا التَّوْحِيدُ وَهُوَ إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ،فَتُقِرُّ بِرُبُوبِيَّةِ اللهِ وَتُثْبِتُ جَمِيعَ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَىوَصِفَاتِه الْعُلْيَا، الْوَارِدَةِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى مَنْهَجِالسَّلَفِ الصَّالِحَ، ثُمَّ تَصْرِفُ جَمِيعَ عِبَادَاتِكَ للهِ وَحْدَهُ، قَالَاللهُ تَعَالَى: )قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِرَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُالْمُسْلِمِينَ(.
اللهُ أَكْبَر اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُأَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ،،
هِيَ ثَانِيأَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وَمَبَانِيهِ الْعِظَام، فَتُؤَدِّيهَا كَمَا أَمَرَكَاللهُ، فتُحْسِنَ طَهَارَتَهَا وَتُكَمِّلَ شُرُوطَهَا وَأَرْكَانَهَاوَوَاجِبَاتِهَا، فَهِيَ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَالْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ، فَإِنَّ صَلَحَتْ وَإِلَّافَقَدْ خَابَ وَخَسِر.
ثُمَّ الزَّكَاةُ لِلْمَالِ فَتُؤَدِّيهَالِمُسْتَحَقِّيهَا طَيَّبَةً بِهَا نَفْسُكَ مُنْشَرِحَاً لَهَا صَدْرُكَ،وَتُسَلِّمُهَا لِمَنْ يَسْتَحِقُّهَا مُبْتَغِيَاً مَا عِنْدَ اللهِ يَوْمَتَلْقَاهُ.
وَأَمَّا الصَّومُ فَهُوَ الرُّكْنُ الرَّابِعُ، وَمَنْ صَامَرَمَضَانَ إِيمَانَاً وَاحْتِسَابَاً غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْذَنْبِهِ.
وَأَمَّا الْحَجُّ فَهُوَ خَامِسُ الأَرْكَانِ الْعِظَام، فَمَنْ حَجَّفَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُأمُّهُ.
اللهُ أَكْبَر اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُأَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ،،
إِنَّأَرْكَانَ إِيمَانِنَا سِتَّةٌ، وَهِيَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِوَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِوَشَرِّهِ.
فَتُؤْمِنَ بِاللهِ رَبَّاً خَالِقاً وَإِلَهَا مَعْبُودَاً،وَتَعْلَمَ أَنَّهُ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ، عَالٍ عَلَى كُلِّ مَخْلُوقَاتِه وَأَنَّهُمُسْتوٍ عَلَى عَرْشِهِ اسْتَوَاءً يَلِيقُ بِجَلَالِهِ .
وَتُؤْمِنَبِالْمَلائِكَةِ الْكِرَامِ الذِينَ خَلَقَهُمُ اللهُ مِنْ نُورٍ يُسَبِّحُونَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ, وَتُؤْمِنَ بِأَنَّ اللهَ بَعَثَ إِلَى كُلِّأُمَّةٍ رَسُولاً، وَأَنَّهُ أَعْطَى كُلَّ رَسُولٍ كِتَابَاً فِيهِ صَحِيحُالْعَقَائِدِ وَصَالِحُ الأَعْمَالِ، وَلابُدَّ أَنْ تَتَيَقَّنَ أَنْرِسَالَاتِهِمْ خُتِمَتْ بِرِسَالَةِ مُحَمَّدٍ e،وَأَنَّ كُتُبَهُمْ نُسِخَتْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ, )وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِمِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ(، فَلا يُتَّبَعُ الآنَ إِلَّا الْقُرْآنُوَلا يُدَانُ إِلَّا بِالإِسْلَامِ .
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
إِنَّالإِيمَانَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ هُوَ الرُّكْنُ الْخَامِسُ مِنْ أَرْكَانِالإِيمَانِ، فَتَتَيَقُّنُ يَقِينَاً بِحُصُولِ ذَلِكَ الْيَوْمِ, وَمَاأَقْرَبَهُ )إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا *وَنَرَاهُ قَرِيبًا(، يَوْمٌ يَأْذَنُاللهُ فِيهِ بِخَرَابِ الْعَالَمِ، يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنَّهُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَوْمُ الْحَاقَّةِ وَالْقَارِعَةِ وَالصَّاخَّةِوَالْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، إِنَّهُ يَوْمُ الْجَزَاءِ وَالْحِسَابِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ وَالْمُسْلِمَاتُ:
إِنَّ الإِيمَانَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ هُوَ الرُّكْنُ السَّادِسُ،فَتُؤْمِنُ بِأَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكْنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْيَكُنْ لِيُصِيبَكَ، مَعَ اجْتِهَادِكَ فِي عَمَلِ الأَسْبَابِ التِي أَبَاحَهَااللهُ وَجَعَلَهَا وَسِيلَةً، لِتَحْصِيلِ الْمَطَالِبِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ، ثُمَّ تَرْضَى وَتُسِلِّمَ بِمَا يَحْصُلُ سَوَاءً وَاَفقَمَا أَرَدْتَ أَمْ لا، لِأَنَّ هَذَا قَدَرُ اللهِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ e: (عَجَبَاً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ لَهُكُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُسَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرَاً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَخَيْرَاً لَهُ).
اللهُ أَكْبَر اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُأَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ،،
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
إِنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِذَرَوْةُ سَنَامِ الإِسْلَامِ، بِهِ يَعْلُو عَلَى مِلَلِ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ،بِهِ تُحْمَى الدِّيَارُ مِنَ الأَعْدَاءِ وَالطَّامِعِينَ, وَبِهِ تُنَالُ الكرامةُ والدَّرَجَاتُ الْعُلَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَإِنَّ مَا يَحْصُلُ فِيجَنُوبِ بِلادِنَا حَرَسَهَا اللهُ، لَهُوَ جِهَادٌ شَرْعِيٌّ قَامَ بِهِ وَلِيُّالأَمْرِ وَأَيَّدَهُ الْعُلَمَاءُ، رَدْعَاً لِلْحُوثِيِّينَ الطَّامِعِينَ المُعتدين،وَحِمَايَةً لِحُدُودِ بِلادِنَا، وَنُصْرَةً لِإِخْوانِنَا الْيَمَنِيِّينَ أَهْلِالسُّنَّةِ مِنْ جَرَائِمِ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكِينَ، الذِينَ تَدْعَمُهُمْ دَوْلَةُالظُلمِ والطُّغيانِ الصَّفَوِيِّةُ، وَتُؤَيُّدُهُمْ قُوَى الْغَرْبِ الكافرةِ الحاقدة.
وإنْ مِنْ حَقِّ إِخوَانِنَا المُرابِطِينَ وَالمجَاهِدِينَ في الخُطُوطِ الأَمَامِيَّة عَلينَا، أَنْ نُشَجِّعَهُم وَنُصَبِّرَهُم وَنُذَكِرَهُم بِفَضلِ مَا يَقُومُونَ بِهِ مِنْ عَمَلٍ عَظِيمٍ، وَأَنْ نَخْلِفَهُم في أَهلِهِم خَيراً، وَأَنْ نُسَاعِدَهُم وَنُنْجِزَ أُمَورَهُم، وَنُبَارِكَ لهُم بِهَذَا العِيدِ السَّعِيد، وَنَدعُو اللهَ لهُم، بِالنَّصرِ وَالتَّمكِينِ، وَالرِّعَايَةِ وَالتَأيِيِد، وَأَنْ يَقبَلَ اللهُ وَيرحَمَ شَهِيدَهُم، وَيحفَظَ وَيحرُسَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنهُم، وَأَنْ يَنصُرَنَا اللهُ بِهِم.
وَإِنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْنَا الْوُقُوفُمَعَ هَذَا الْجِهَادِ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْيَدِ، كَيْفَ لا وَاللهُ عَزَّوَجَلَّ يَقُولُ: )إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْبِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَوَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِوَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُالَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(, وقَالَ رَسُولُاللَّهِ e: (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّخِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أوَّلِ دَفْعَةٍ, وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ, وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا, ويزوَّجُ ثنتينِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِالْعِينِ, وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقْرِبَائِهِ).
اللهُ أَكْبَر اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُأَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ،،
إِنَّهُ فِي مُقَابِلِ ذَلِكَ يَسْعَى أَعْدَاءُ الإِسْلَامِإِلَى تَشْوِيهِ صُورَةِ الْجِهَادِ النَّاصِعَةِ، وَتَخْرِيبِ سُمْعَتِهِالسَّامِيَةِ، بِكُلِّ مَا يَسْتَطِيعُونَ مِنْ طُرُقٍ، وَإِنَّ مِنْ جُهُودِهِمْالْمَبْذُولَةِ فِي ذَلِكَ، مَا خَرَجَ عَلَيْنَا مُؤَخَّرَاً بما يُسمَّى بِدَوْلِةِ الإِسْلَامِ فِي الشَّامِ وَالْعِرَاقِ, وَالتِي تُعْرَفُ اخْتِصَارَاًبِاسْمِ (دَاعِشْ)، هَذِهِ الْجَمَاعَةُ الْمُسَلَّحَةُ الْغَاشِمَةُ، التِي سَعَتْفِي تَفْرِيقِ صَفِّ الْمُسْلِمِينَ، وَزَرَعَتِ الْفِتْنَةُ فِيهِمْ بِاسْمِالنُّصْحِ لِلدِّينِ، جَماعَةُ تَكْفِيرٍ وَتَفْجِيرٍ، جَمَاعَةُ قَتْلٍوَتَخْرِيبٍ، جَمَاعَةُ ذَبْحٍ وَتحريقٍ، عَمَدَتْ إِلَى الْجِهَادِ فِي الشَّامِ فَأَجْهَضَتْهُ، قَامُوا بِاغْتِيَالَاتٍ لِقَادَةِ الْجِهَادِ، وَعَمَدُوا إِلَى نَشْرِ الرُّعْبِ فِي الْبِلَادِ،وَغرَّرُوا بِأَبنائِنَا وَأبناءِ المسلمين.
أَجمعَ عُلُمَاءُالأُمَّةِ وَدُعَاتُهَا وَعُقَلاؤُهَا عَلَى تَقْبِيحِ أفعالِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ، وأنَّها جماعةٌ خارجةٌ عن الدِّينِ، ولا تُمثلُ جهاداً صحيحاً، ولا شريعةً ولا ملةً ربَّانيَّة.
فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ يَا شَبَابَ الإِسْلَامِ، مِنوَالاغْتِرِارِ بِإِعْلَامِهِمْ أَوِ الانْخِرَاطِ فِي صُفُوفِهِمْ، فَإِنَّهَاجَمَاعَةٌ عَلَى مَنْهَجِ الْخَوَارِجِ يَسْنِدُهَا الْغَرْبُ الْكَافِرُوأعداءُ السُنَّةِ وأربابُ البدعة, نَسْأَلُ اللهَ بقوتهِ أَنْ يَكْفِيَنَا شَرَّهُمْ، وأنْ ينصرنا عليهم.
اللهُ أَكْبَر اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُأَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ،،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَاوَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِالْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُالرَّحِيمُ.
) الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ (
الْحَمْدُ للهِرَبِّ الْعَالِمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَىآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعدُ عِبَادَ الله:
فَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُم، وَاهنَؤُوا بِعِيدِكُم، وَأَصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم،تَسَامَحُوا وَتَصَافَحُوا، وَتَجَمَّلواوَافرَحُوا، وَالبَسُوا وَكُلُواوَاشرَبُوا، وَلا تُسرِفُوا وَلا تُبَذِّرُوا، وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنكُنتُم مُؤمِنِينَ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ والمُسلمَات:
العِيدُ فَرحَةٌ وَبَهجَةٌ، وَبَذلٌ وَعَطَاءٌ وَسَخَاءٌ؛ فَمَنأَحَبَّ أَن يُسامَحَ فَلْيُسامِحْ، وَمَن أَحَبَّ أَن يُقبَلَ فَلْيَتَجَمَّلْوَلْيَتَحَمَّلْ، مَن زَادَ حُبُّهُ لِنَفسِهِ ازدَادَ كُرهُ النَّاسِ لَهُ،وَمَن تَكَبَّرَ دُفِعَ، وَمَن تَوَاضَعَ رُفِعَ، وَ (المُؤمِنُ يَألَفُوَيُؤلَفُ، وَلا خَيرَ فِيمَن لا يَألَفُ وَلا يُؤلَفُ، وَخَيرُ النَّاسِأَنفَعُهُم لِلنَّاسِ).
لا يَسعَدُبِالعِيدِ مَن عَقَّ وَالِدَيهِ أَو قَطَعَ رَحِمَهُ، أَو حَسَدَ النَّاسَ عَلَىمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ، وَلَيسَ العِيدُ لِخَائِنٍ أَو غَشَّاشٍ، أوسَاعٍ بِالفَسَادِ بَينَ العِبَادِ.
اللهُ أَكْبَر اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُأَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ،،
أَيَّتُهَا الْمُؤمنة:
إِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ الذَّكَرَوَالأُنْثَى، وَوَعَدَ مَنْ أَطَاعَ بِالثَّوَابِ، وَتَوَعَّدَ مَنْ عَصَىبِالْعِقَابِ، وَجَعَلَ سَعَادَةَ الدُّنْيَا وَثَوَابَ الآخِرَةِ لِلرَّجُلِوَالْمَرْأَةِ فِي طَاعَتِهِ سُبْحَانَهُ، فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: )مَنْ عَمِلَصَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةًطَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(.
حَافِظِي عَلَى صَلاتِكِ فِي وَقْتِهَا، وَأَطِيعِي زَوْجَكَ فِي غَيْرِمَعْصِيَةِ اللهِ، وَاحْفَظِي نَفْسَكَ تَدْخُلِي جَنَّةَ رَبِّكِ, قَالَ رَسُولُاللهِ e: (الْمَرْأَةُ إِذَا صَلَّتْ خَمْسَهَاوَصَامَتْ شَهْرَهَا وَأَحْصَنَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا فَلْتَدْخَلْمِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ).
أَيَّتُهَاالْمُسْلِمَةُ:
كُونِي صَالِحَةً مُصْلِحةً، قُدْوَةً لِأَهْلِ بَيْتِكِ وَلِمَنْحَوْلَكَ مِنَ الأَقَارِبِ أَوِ الْجِيرَانِ، احْذَرِي اللِّسَانَ وَغَوَائِلَه،قَالَ رَسُولِ اللَّهِ e: (مَنْ يَضْمَنْ لِي مَابَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ)، وَاعْلَمِي أَنَّحِجَابَكَ سِتْرٌ لَكِ، وَبَيْتُكِ خَيْرٌ لَكِ، وَأَنَّ الدُّنْيَا قَصِيرَةٌزَائِلَةٌ، وَأَنَّ الآخِرَةَ قَرِيبَةٌ بَاقِيَةٌ.
فَاتَّقِينَ اللهَ أَيُّهَاالمُسلِمَاتُ المُؤمنات.. وَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي في قَلبِهِ مَرَضٌ، لا تَجحَدنَنِعمَةَ اللهِ عَلَيكُنَّ بِالتَّبَرُّجِ وَالسُّفُورِ، قَرنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَتَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولى، احفَظنَ الفُرُوجَ وَلا تُكثِرنَ الخُرُوجَ،أَقِمنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ، تَصَدَّقنَ وَأَكثِرنَ الاستِغفَارَ،وَاتَّقِينَ بِذَلِكَ مِنَ عَذَابِ النَّارِ .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُأَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِالْحَمْدُ،،
اعلموا أنَّ يومَ عيدكُم المبارَك، قَدْ صَادَفَ يومَ الجُمعة، فالواجبُ عَلَى إِمَامِ الجُمعةِ وَخَطِيبهَا أَنْ يُقِيمَ الجُمعةَ وَيُصَلِّي بِمنْ حَضَرَ، كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ e، فَمنْ شَهِدَ مَعَنَا صَلاةَ العِيدِ جَازَ لَهُ تَركَ الجُمُعَةِ، وَيُصَلِّي ظُهراً أَربعَ رَكَعاتٍ في بَيتِهِ وَإِنْ كَانُوا جَمَاعةً في البيتِ وَقَدْ حَضَرُوا صَلاةَ العِيدِ صَلَّوا في البَيتِ جَمَاعةً، وَلا يُؤذنُ ولا يُصلَّى في مَسَاجِدِ الفُروضِ، وَإِنْ صَلَّى الجُمعةَ مَنْ صَلَّى العِيدَ فَهُوَ أَفضَلُ وَأَكمَلُ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُأَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِالْحَمْدُ،،
الْعِيدُ فُرْصَةٌ لِصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَزِيَارَةِ الأَهْلِ وَالأَصْدَقَاءِ،وَإِنَّهُ فُرْصَةٌ لِإِزَالَةِ الشَّحْنَاءِ وَالْبَغْضَاءِ، وَفُرْصَةٌلِإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ، فافْرَحُوا بِعِيدِكُمْ وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ،هَنِّئُوا بَعْضَكُمْ بِيَوْمِكُمْ، عيدكم مُبارك، وحياتكم سعيدة، وعمركم مديدٌ في الإيمان ورضا الرحمن، وَكُلُّ عامٍ وأنتم بخير، وأَعَادَهُ اللهُ عَلَيْنَاوَعَلَيْكُمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِوَالْإِسْلَامِ، وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَمِنَالْمُسْلِمِينَ أجمعينَ صَالِحَ الْأَعْمَالِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُأَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِالْحَمْدُ،،
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ أئمتنا وَوُلاةَأَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ بِطَانَتَهُمْ وَاهْدِهِمْ سُبُلَالسَّلَامِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِعَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّالْعَالَمِين.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُأَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِالْحَمْدُ،،