خطبة عيد الفطر المبارك 1433
محسن الشامي
1433/09/30 - 2012/08/18 19:26PM
هذه الخطبة أخذت من خطبة الشيخ ابراهيم الحقيل وفقه الله يتصرف مني وأضفت اليها الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ المُتَفرِّدِ بالعِزَّةِ والكِبْرياءِ المُسْتَحِقِ للحمدِ والثَّنَاءِ بيدِهِالخِيرِ ومنه الخَيْرِ فله الحمدُ والشُّكرُ على وافرِ النِّعمِ وجزيلِ العطاءِ ،وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له يُعِزُّ من يشاء ويُذِلُّ من يشاءوأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه إمامُ المتقينَ وسيدُ المرسلين صلى الله عليه وعلىآلِهِ وصحابتِه الطيبين الطاهرين وسلَّم تسليماً كثيراً الله أكبر ما أشرقت وجوه الصائمين بشرا الله أكبر ما تعالت الأصوات تكبيراً وذكراً الله أكبر ما توالت الأعيادُ عمراً ودهراً
اللهُ أكبرُقـُــولُــوهــا بلا وجـــل ... وَزَيِّنُوا القلبَ مِنْ مَغْزَىمَعَانِيْها
اللهُ أكبرُ ما أَحْلَى النِّدَاءُ بِها ... كـأنَّه الــرَّيُّ في الأرواحِ يُحْـيِيها
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرةً وأصيلا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى عباد الله وَأَطِيعُوهُ وَعَظِّمُوهُ فِي هَذَا الْيَوْم الْمُبَارَكِ، وَاحْمَدُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ لَهُ مِنَ الْإِيمَانِ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَعَانَكُمْ عَلَيْهِ مِنَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَاسْأَلُوهُ فِي كُلِّ أَحْوَالِكُمْ فَإِنَّكُمْ فُقَرَاءُ إِلَيْهِ وَلَا غِنًى لَكُمْ عَنْهُ {يَا أَيُّهَاالنَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ صُمْتُمْ فِي حَرٍّشَدِيدٍ وَنَهَارٍ طَوِيلٍ، وَوَجَدْتُمْ عَطَشًا أَيْبَسَ الْأَكْبَادَوَكَانَ أَثَرُ الصَّوْمِ بَادِيًا عَلَى الْوُجُوهِ وَالْيَوْمَ تَحْضُرُونَعِيدَكُمْ بَعْدَ تَمَامِ صَوْمِكُمْ وَاكْتِمَالِ نِعْمَةِ الله تَعَالَىعَلَيْكُمْ؛ فَخُذُوا الْعِظَةَ مِنْ حَرِّ رَمَضَانَ لِحَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِوَمِنْ شِدَّةِ شَمْسِهِ لِدُنُوِّ الشَّمْسِ فِي الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ حِينَ يَسِيلُ عَرَقُ النَّاسِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ وَلَا ظِلَّ إِلَّا لِمَنْ أَظَلَّهُ اللهُ فِيظِلِّهِ وَلَا مَاءَ إِلَّا فِي الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، حِينَ يَرِدُهُ أُنَاسٌ،وَيُحْجَبُ عَنْهُ آخَرُونَ فَيَشْرَبُ مِنْهُ الْوَارِدُونُ شَرْبَةً لَا ظَمَأَلَهُمْ بَعْدَهَا، نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا وَوَالِدَيْنَاوَأَهْلِينَا وَأَحْبَابَنَا مِمَّنْ يَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ الرَّحْمَنِ،وَمِمَّنْ يَرِدُونَ الْحَوْضَ، وَيَنَالُونَ الشَّفَاعَةَ وَيَدْخُلُونَالْجَنَّةَ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا نَجَاةَ مِنْ ذَلِكَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِالَّذِي يَنْتَظِرُكُمْ إِلَّا بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَاعْمَلُواصَالِحًا بَعْدَ رَمَضَانَ كَمَا عَمِلْتُمُوهُ فِي رَمَضَانَ، وَصُومُوا عَنِالْمُحَرَّمَاتِ كَمَا صُمْتُمْ رَمَضَانَ؛ وَاصِلُوا الطَّاعَةَ بِالطَّاعَةفَإِنَّ رَبَّ رَمَضَانَ هُوَ رَبُّ شَوَّالٍ وَربُّ غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُوروَبِئْسَ الْقَوْمُ لا يَعْرِفُونَ اللهَ إِلَّا فِي رَمْضَان وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكُونُوا ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍأَنْكَاثًا) فَتُتْبِعُوا أَعْمَالَكُمُ الصَّالِحَةَ أَعْمَالاً سَيِّئَةًتُفْسِدُهَا عَلَيْكُمْ أَوْ تُنْقِصُهَا فَإِنَّ الْعُقْبَى جَنَّاتٌوَأَنْهَارٌ اللهُ أَكْبَرُاللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ
أَيُّهَا الْمُباركون خَلَقَ اللهُ تَعَالَى الْإِنْسَانَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا فَلَمَّا جَعَلَهُ رَبُّهُ سُبْحَانَهُ شَيْئًا مَذْكُورًا تَكَبَّرَتْ نَفْسُهُ وَطَغَى قَلْبُهُ فَعَصَى رَبَّهُ سُبْحَانَهُ، وَأَفْسَدَ فِي أَرْضِهِ وَظَلَمَ خَلْقَهُ وَنَازَعَ اللهَ تَعَالَى فِي خَصَائِصِهِ، فَأَمْلَى اللهُ تَعَالَى لَهُ،فَلَمَّا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ فَأَذَاقَهُ الذُّلَّ بَعْدَ الْعِزِّ وَالْمَوْتَ أَوِ الْحَبْسَ بَعْدَ الْمُلْكِ وَرَأَيْنَا ذَلِكَ فِيمَنْ نُزِعُوامِنْ عُرُوشِهِمْ فِي الْعَامَيْنِ السَّالِفَيْنِ وَهَذَا يُحَتِّمُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَدَمَالِاغْتِرَارِ بِالدُّنْيَا مَهْمَا ازْدَانَتْ لَهُ وَدَوَامَ التَّعَلُّقِ بِالله تَعَالَى فَإِنَّهُ والله لَا أَمْنَ إِلَّا أَمْنُهُ وَلَا ضَمَانَ إِلَّاضَمَانُهُ وَلَا عِزَّ إِلَّا عِزُّهُ، فَمَنِ الْتَجَأَ إِلَيْهِ الْتَجَأَ إِلَىعَظِيمٍ وَمَنْ آوَى إِلَيْهِ أَوَى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ اجْتَمَعَتْ أُمَمُ الْكُفْرِ مِنْ سَالِفِ التَّارِيخِ إِلَى حَاضِرِهِ عَلَى الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ فَكَانَ تَعَلُّقُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ بِالله تَعَالَى أَمْضَى سِلَاحٍ كَسَرَ أَعْدَاءَهُمْ فتَأَمَّلُوا فِي سِيرَةِ نُوحٍ عَلَيْهِالسَّلَامُ وَهُوَ وَحِيدٌ طَرِيدٌ، مَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ، فَوَقَفَفِي وُجُوهِ الْمَلَأِ مِنْ قَوْمِهِ وَأَمَرَهُمْ بِالِاجْتِمَاعِ عَلَيْهِوَالِانْتِقَامِ مِنْهُ فِي صُورَةٍ مِنَ التَّحَدِّي وَالْإِعْجَازِ تَدْعُولِلْإِكْبَارِ وَالْإِعْجَابِ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَلِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ الله فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَاتُنْظِرُونِ}مَا هُوَ سِلَاحُهُ فِيتَحَدِّي قَوْمِهِ وَلِمَاذَا لَمْ يَنْتَقِمُوا مِنْهُ؟ كَانَ سِلَاحُهُ{فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ}فَحَمَاهُ اللهُ تَعَالَى مِنْهُمْ فَلَمْيُقَابِلُوا تَحَدِّيَهُ بِفِعْلٍ وَلَا بِقَوْلٍ وَهُمْ أَقْوَى وَأَكْثَرُ وَأُلْقِيَ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُفِي النَّارِ وَلَيْسَ فِي قَلْبِهِ إِلَّا اللهُ تَعَالَى وَكَان يُرَدِّد(حَسْبِيَ اللهُ) أَيِ اللهُ كَافِينِييَا لَهَا مِنْ لَحَظَاتِ تَعَلُّقٍ بِالله تَعَالَىشَغَلَتْهُ عَنْ رَجَاءِ قَوْمِهِ أَوِ اسْتِعْطَافِهِمْ فَلَيْسَ فِي قَلْبِهِ إِلَّا اللهُ تَعَالَى وَقَدْ رَوَى أَهْلُ التَّفْسِيرِأَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَاءَهُ وَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِفَقَالَ (يَا إِبْرَاهِيمُ، أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فَقَالَ أَمَّا إِلَيْكَفَلَا(وَطُورِدَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْمَعَهُ مِنَ الْأَقَلِّيَّةِ الْمُؤْمِنَةِ حَتَّى اسْتَقْبَلُوا الْبَحْرَوَالْعَدُوُّ خَلْفَهُم، فَعَظُمَ الْكَرْبُ عَلَى أَتْبَاعِ مُوسَى، وَعَلِمُواأَنَّهُمْ حُوصِرُوا وَفِي قَبْضَةِ فِرْعَوْنَ وَقَعُوا فَقَالُوا{إِنَّالَمُدْرَكُونَ} لَكِنَّمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رد عليهم برد المتَّعَلِّقبِالله تَعَالَى{قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }وَهذا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ حِينَ طَوَّقَ الْمُشْرِكُونَ الْغَارَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَاللهُ عَنْهُ (( لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍبِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا)) اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّااللهُ
أمة الاسلام : (مَنْتَعَلَّقَشَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)تِلْكُمْ قَاعِدَةٌ نَبَوِيَّةٌ نَطَقَ بِهَا مَنْ لَايَنْطِقُ عَنِالْهَوَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَيْنَاهَا وَاقِعًافِيمَا مَرَّ بِنَا مِنْ أَحْدَاثٍ عِظَامٍ فَأُمَّةُ الاسلام رَكَنَتْ فِيقَضَايَاهَا الْمَصِيرِيَّةِ إِلَى الْمُنَظَّمَاتِ الدَّوْلِيَّةِ وَرَكَنَتْ فِيحِمَايَتِهَا إِلَى الدُّوَلِ الْعُظْمَى وَتَعَلَّقَتْ بِهَا أَكْثَرَ مِنْتَعَلُّقِهَا بِالله تَعَالَى فَمَا زَادَتْهَا إِلَّاذُلًّا وَظُلْمًا وَقَهْرًافَضَاعَتْ دول فِي أَرْوِقَةِ الظَّالِمِينَ وَسُلِّمَتِ دوللِلصَّفَوِيِّينَ وَالآنَ يَذْبَحُ الْبَاطِنِيَّةُ إِخْوَانَنَا السُّورِيِّينَوَيُبِيدُ الْبُوذِيُّونَ إِخْوَانَنَا الْبُورْمِيِّينَ وَأُمَّةُ الاسلاملَمْ يَسْتَطِيعُوا فِعْلَ شَيْءٍ لِأَنَّتَعَلُّقَهُمْ بِغَيْرِ الله تَعَالَى كَانَ أَكْثَرَ مِنْ تَعَلُّقِهِمْ بالله فَوُكِلُوا إِلَى مَنْ تَعَلَّقُوا بِهِ مِنَ الْبَشَرِ فَخَذَلُوهُمْوَغَدَرُوا بِهِمْ ودليل ذلك الْعُرُوشُ الَّتِي تَسَاقَطَتْ كَانَأَرْبَابُهَا مُتَعَلِّقِينَ بِالْخَلْقِ مِنْ دُونِ الله تَعَالَى فَمَا أَغْنَوْاعَنْهُمْ نَقِيرًا وَلَا قِطْمِيرًا وَلَمْ يَحْمُوهُمْ مِنَ الذُّلِّ وَالْأَسْرِوَالْقَتْلِ وَلَمْ يَمْنَعُوا عُرُوشَهُمْ مِنَ السُّقُوطِ إِي وَرَبي لَمْ يَنْفَعْهُمْ تَعَلُّقُهُمْبِقُوَّاتِهِمْ وَأَعْوَانِهِمْ لَمَّا أَرَادَاللهُ تَعَالَى زَوَالَهُمْ قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُتَعَالَى (أَعْظَمُ النَّاسِ خِذْلَانًا مَنْ تَعَلَّقَ بِغَيْرِ الله)فالتَّعَلُّقَ بِالْخَلْقِ يُورِثُ الذُّلَّ وَالْخِذْلَانَ وَالْهَزِيمَةَوَالتَّعَلُّقَ بِالله تَعَالَى يُكْسِبُ الْعِزَّ وَالنَّصْرَ وَالْقُوَّةَ فهؤلاء أبطال السنة في بلاد الشام يثبتون لنا أنَّ التعلق بالله يُكْسِبُ الْعِزَّ وَالنَّصْرَ عندما كانوا يتطلعون مدُّ يد العون لنصرتهم من إخوانهم العرب خاصة والمسلمين عامة فلما رأوا تخاذل المسلمين عن نصرتهم علقوا قلوبهم بالله تعالى وهتفوا قائلين (ما لنا غيرُك يا الله)فهاهي كتائبهمتُرَكِّعُ النِّظامَ النُّصيريَ رغم دعم الرافضةِ والشيوعيينلهفما أجمل يا عباد الله أن نعلق القلوب بالله تعالى فَعَلِّقُوا بِالله الْعَظِيمِ قُلُوبَكُمْ وَأَخْلُوهَا مِنَ الْخَلْقِ مَهْمَاكَانُوا عَلِّقُوا بِهِ سُبْحَانَهُ قُلُوبَكُمْ فِي هَذَا الزَّمَنِ الْعَصِيبِالَّذِي تَتَخَطَّفُنَا فِيهِ الْفِتَنُ وَتُحِيطُ بِنَا الْمِحَنُ وَيَتَكَالَبُعَلَيْنَا الْأَعْدَاءُ عَلِّقُوا بِالله تَعَالَى قُلُوبَكُمْ فِي رَدِّأَعْدَائِكُمْ وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِي حِفْظِ أَوْطَانِكُمْ،وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِي أَمْنِكُمْ وَاسْتِقْرَارِكُمْ وَعَلِّقُوا بِهِقُلُوبَكُمْ فِي أَرْزَاقِكُمْ وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ وَلَا تَتَعَلَّقُوا بِمَخْلُوقٍ مَهْمَاعَلَتْ مَنْزِلَتُهُ وَبَلَغَتْ قُوَّتُهُ وَظَهَرَتْ عِزَّتُهُ فَإِنَّالْقُوَّةَ لله جَمِيعًا وَإِنَّ الْعِزَّة َلله جَمِيعًا{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَاالَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}الا فعلقوا قلوبكم بالله تعالى فالتَّعَلُّقُ بِالله تَعَالَى هُوَ عِزُّ النُّفُوسِوَهُوَ سَبَبُ النَّصْرِ وَمَعْقِدُ الْعِزِّ وَبَوَّابَةُ التَّمْكِينِ فِيالْأَرْضِ وأبشروا بالنصر والعزة والتمكين فقد بشركم الحبيب صلى الله عليه وسلم فقال "بشر هذه الأمة بالثناء و الرفعة والتمكين في الأرض) وما يحصل اليوم هو ابتلاء من الله تُمحَّص به الأمة ليميزَ اللهُ الخبيث من الطيب اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَإِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المقبولين بارك الله
الحمدلله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الله أكبر الله أكبر لاإلـه الا الله ، والله أكبر ،الله أكبر، ولله الحمد
أيها المسلمون هذا يوم العفو والصفح ،هذا يوم التجاوز فأين المقتدون بالأنبياء ؟ هاهو نبيكم صلى الله عليه وسلم يؤذى في طرقات مكة ثلاثة عشر عامًا ثم يدخلها فاتحا منتصرا ويجتمع بين يديه من آذوه وسبوه وكذَّبوه يرى وجوهَهَم ويذكر جرائمَهم ويقول اذهبوا فأنتم الطلقاء ويوسف عليه السلام آذاه اخوانه وألقوه في غيابة الجب ثم يخرج ويُلقى في غيابة السجن ثم يدور الزمان دورته ويكون يوسف على خزائن الأرض فيأتي اخوانه فينظر إلى وجوههم ويذكر شدتهم وعنفهم نعم يذكرهم يوم جرجروه إلى الجب يذكرهم يوم لم يرحموا بكاؤه طفلا ولا بكاء أبيه شيخا فماذا قال لهم قال لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم هذا خُلق الأنبياء فاليوم ليكن لسانُ حالنا مع جميع إخواننا ونحن في يوم العيد لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قلها يا عبدالله لأجل أن ينزع الله تعالى من قلبك الغل والحسد فتكون في يوم القيامة مع إخوانك على سرر متقابلين أطرقوا أبواب أرحامكم فاجئوهم ببسمة ود وفرح وصلوهم فصِلَةُ الرَّحِمِ سَبَبٌلِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضَيِ اللهُ عَنْهُمَا أنَّرَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَاللهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمَاً فَهَلْ لِيَ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَال : (هَلْ لَكَ مِن أمٍّ ؟) قَالَ لا قَالَ (فَهَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ ؟) قَالَنَعَمْ قَالَ (فَبِرَّها) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُالأَلْبَانِيُّ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّااللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ. أَعَادَ اللهُ هذا العيد عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْوَعَلَى المُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ،
وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ.
الحَمْدُ للهِ المُتَفرِّدِ بالعِزَّةِ والكِبْرياءِ المُسْتَحِقِ للحمدِ والثَّنَاءِ بيدِهِالخِيرِ ومنه الخَيْرِ فله الحمدُ والشُّكرُ على وافرِ النِّعمِ وجزيلِ العطاءِ ،وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له يُعِزُّ من يشاء ويُذِلُّ من يشاءوأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه إمامُ المتقينَ وسيدُ المرسلين صلى الله عليه وعلىآلِهِ وصحابتِه الطيبين الطاهرين وسلَّم تسليماً كثيراً الله أكبر ما أشرقت وجوه الصائمين بشرا الله أكبر ما تعالت الأصوات تكبيراً وذكراً الله أكبر ما توالت الأعيادُ عمراً ودهراً
اللهُ أكبرُقـُــولُــوهــا بلا وجـــل ... وَزَيِّنُوا القلبَ مِنْ مَغْزَىمَعَانِيْها
اللهُ أكبرُ ما أَحْلَى النِّدَاءُ بِها ... كـأنَّه الــرَّيُّ في الأرواحِ يُحْـيِيها
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرةً وأصيلا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى عباد الله وَأَطِيعُوهُ وَعَظِّمُوهُ فِي هَذَا الْيَوْم الْمُبَارَكِ، وَاحْمَدُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ لَهُ مِنَ الْإِيمَانِ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَعَانَكُمْ عَلَيْهِ مِنَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَاسْأَلُوهُ فِي كُلِّ أَحْوَالِكُمْ فَإِنَّكُمْ فُقَرَاءُ إِلَيْهِ وَلَا غِنًى لَكُمْ عَنْهُ {يَا أَيُّهَاالنَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ صُمْتُمْ فِي حَرٍّشَدِيدٍ وَنَهَارٍ طَوِيلٍ، وَوَجَدْتُمْ عَطَشًا أَيْبَسَ الْأَكْبَادَوَكَانَ أَثَرُ الصَّوْمِ بَادِيًا عَلَى الْوُجُوهِ وَالْيَوْمَ تَحْضُرُونَعِيدَكُمْ بَعْدَ تَمَامِ صَوْمِكُمْ وَاكْتِمَالِ نِعْمَةِ الله تَعَالَىعَلَيْكُمْ؛ فَخُذُوا الْعِظَةَ مِنْ حَرِّ رَمَضَانَ لِحَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِوَمِنْ شِدَّةِ شَمْسِهِ لِدُنُوِّ الشَّمْسِ فِي الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ حِينَ يَسِيلُ عَرَقُ النَّاسِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ وَلَا ظِلَّ إِلَّا لِمَنْ أَظَلَّهُ اللهُ فِيظِلِّهِ وَلَا مَاءَ إِلَّا فِي الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، حِينَ يَرِدُهُ أُنَاسٌ،وَيُحْجَبُ عَنْهُ آخَرُونَ فَيَشْرَبُ مِنْهُ الْوَارِدُونُ شَرْبَةً لَا ظَمَأَلَهُمْ بَعْدَهَا، نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا وَوَالِدَيْنَاوَأَهْلِينَا وَأَحْبَابَنَا مِمَّنْ يَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ الرَّحْمَنِ،وَمِمَّنْ يَرِدُونَ الْحَوْضَ، وَيَنَالُونَ الشَّفَاعَةَ وَيَدْخُلُونَالْجَنَّةَ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا نَجَاةَ مِنْ ذَلِكَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِالَّذِي يَنْتَظِرُكُمْ إِلَّا بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَاعْمَلُواصَالِحًا بَعْدَ رَمَضَانَ كَمَا عَمِلْتُمُوهُ فِي رَمَضَانَ، وَصُومُوا عَنِالْمُحَرَّمَاتِ كَمَا صُمْتُمْ رَمَضَانَ؛ وَاصِلُوا الطَّاعَةَ بِالطَّاعَةفَإِنَّ رَبَّ رَمَضَانَ هُوَ رَبُّ شَوَّالٍ وَربُّ غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُوروَبِئْسَ الْقَوْمُ لا يَعْرِفُونَ اللهَ إِلَّا فِي رَمْضَان وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكُونُوا ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍأَنْكَاثًا) فَتُتْبِعُوا أَعْمَالَكُمُ الصَّالِحَةَ أَعْمَالاً سَيِّئَةًتُفْسِدُهَا عَلَيْكُمْ أَوْ تُنْقِصُهَا فَإِنَّ الْعُقْبَى جَنَّاتٌوَأَنْهَارٌ اللهُ أَكْبَرُاللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ
أَيُّهَا الْمُباركون خَلَقَ اللهُ تَعَالَى الْإِنْسَانَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا فَلَمَّا جَعَلَهُ رَبُّهُ سُبْحَانَهُ شَيْئًا مَذْكُورًا تَكَبَّرَتْ نَفْسُهُ وَطَغَى قَلْبُهُ فَعَصَى رَبَّهُ سُبْحَانَهُ، وَأَفْسَدَ فِي أَرْضِهِ وَظَلَمَ خَلْقَهُ وَنَازَعَ اللهَ تَعَالَى فِي خَصَائِصِهِ، فَأَمْلَى اللهُ تَعَالَى لَهُ،فَلَمَّا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ فَأَذَاقَهُ الذُّلَّ بَعْدَ الْعِزِّ وَالْمَوْتَ أَوِ الْحَبْسَ بَعْدَ الْمُلْكِ وَرَأَيْنَا ذَلِكَ فِيمَنْ نُزِعُوامِنْ عُرُوشِهِمْ فِي الْعَامَيْنِ السَّالِفَيْنِ وَهَذَا يُحَتِّمُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَدَمَالِاغْتِرَارِ بِالدُّنْيَا مَهْمَا ازْدَانَتْ لَهُ وَدَوَامَ التَّعَلُّقِ بِالله تَعَالَى فَإِنَّهُ والله لَا أَمْنَ إِلَّا أَمْنُهُ وَلَا ضَمَانَ إِلَّاضَمَانُهُ وَلَا عِزَّ إِلَّا عِزُّهُ، فَمَنِ الْتَجَأَ إِلَيْهِ الْتَجَأَ إِلَىعَظِيمٍ وَمَنْ آوَى إِلَيْهِ أَوَى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ اجْتَمَعَتْ أُمَمُ الْكُفْرِ مِنْ سَالِفِ التَّارِيخِ إِلَى حَاضِرِهِ عَلَى الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ فَكَانَ تَعَلُّقُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ بِالله تَعَالَى أَمْضَى سِلَاحٍ كَسَرَ أَعْدَاءَهُمْ فتَأَمَّلُوا فِي سِيرَةِ نُوحٍ عَلَيْهِالسَّلَامُ وَهُوَ وَحِيدٌ طَرِيدٌ، مَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ، فَوَقَفَفِي وُجُوهِ الْمَلَأِ مِنْ قَوْمِهِ وَأَمَرَهُمْ بِالِاجْتِمَاعِ عَلَيْهِوَالِانْتِقَامِ مِنْهُ فِي صُورَةٍ مِنَ التَّحَدِّي وَالْإِعْجَازِ تَدْعُولِلْإِكْبَارِ وَالْإِعْجَابِ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَلِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ الله فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَاتُنْظِرُونِ}مَا هُوَ سِلَاحُهُ فِيتَحَدِّي قَوْمِهِ وَلِمَاذَا لَمْ يَنْتَقِمُوا مِنْهُ؟ كَانَ سِلَاحُهُ{فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ}فَحَمَاهُ اللهُ تَعَالَى مِنْهُمْ فَلَمْيُقَابِلُوا تَحَدِّيَهُ بِفِعْلٍ وَلَا بِقَوْلٍ وَهُمْ أَقْوَى وَأَكْثَرُ وَأُلْقِيَ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُفِي النَّارِ وَلَيْسَ فِي قَلْبِهِ إِلَّا اللهُ تَعَالَى وَكَان يُرَدِّد(حَسْبِيَ اللهُ) أَيِ اللهُ كَافِينِييَا لَهَا مِنْ لَحَظَاتِ تَعَلُّقٍ بِالله تَعَالَىشَغَلَتْهُ عَنْ رَجَاءِ قَوْمِهِ أَوِ اسْتِعْطَافِهِمْ فَلَيْسَ فِي قَلْبِهِ إِلَّا اللهُ تَعَالَى وَقَدْ رَوَى أَهْلُ التَّفْسِيرِأَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَاءَهُ وَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِفَقَالَ (يَا إِبْرَاهِيمُ، أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فَقَالَ أَمَّا إِلَيْكَفَلَا(وَطُورِدَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْمَعَهُ مِنَ الْأَقَلِّيَّةِ الْمُؤْمِنَةِ حَتَّى اسْتَقْبَلُوا الْبَحْرَوَالْعَدُوُّ خَلْفَهُم، فَعَظُمَ الْكَرْبُ عَلَى أَتْبَاعِ مُوسَى، وَعَلِمُواأَنَّهُمْ حُوصِرُوا وَفِي قَبْضَةِ فِرْعَوْنَ وَقَعُوا فَقَالُوا{إِنَّالَمُدْرَكُونَ} لَكِنَّمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رد عليهم برد المتَّعَلِّقبِالله تَعَالَى{قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }وَهذا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ حِينَ طَوَّقَ الْمُشْرِكُونَ الْغَارَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَاللهُ عَنْهُ (( لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍبِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا)) اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّااللهُ
أمة الاسلام : (مَنْتَعَلَّقَشَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)تِلْكُمْ قَاعِدَةٌ نَبَوِيَّةٌ نَطَقَ بِهَا مَنْ لَايَنْطِقُ عَنِالْهَوَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَيْنَاهَا وَاقِعًافِيمَا مَرَّ بِنَا مِنْ أَحْدَاثٍ عِظَامٍ فَأُمَّةُ الاسلام رَكَنَتْ فِيقَضَايَاهَا الْمَصِيرِيَّةِ إِلَى الْمُنَظَّمَاتِ الدَّوْلِيَّةِ وَرَكَنَتْ فِيحِمَايَتِهَا إِلَى الدُّوَلِ الْعُظْمَى وَتَعَلَّقَتْ بِهَا أَكْثَرَ مِنْتَعَلُّقِهَا بِالله تَعَالَى فَمَا زَادَتْهَا إِلَّاذُلًّا وَظُلْمًا وَقَهْرًافَضَاعَتْ دول فِي أَرْوِقَةِ الظَّالِمِينَ وَسُلِّمَتِ دوللِلصَّفَوِيِّينَ وَالآنَ يَذْبَحُ الْبَاطِنِيَّةُ إِخْوَانَنَا السُّورِيِّينَوَيُبِيدُ الْبُوذِيُّونَ إِخْوَانَنَا الْبُورْمِيِّينَ وَأُمَّةُ الاسلاملَمْ يَسْتَطِيعُوا فِعْلَ شَيْءٍ لِأَنَّتَعَلُّقَهُمْ بِغَيْرِ الله تَعَالَى كَانَ أَكْثَرَ مِنْ تَعَلُّقِهِمْ بالله فَوُكِلُوا إِلَى مَنْ تَعَلَّقُوا بِهِ مِنَ الْبَشَرِ فَخَذَلُوهُمْوَغَدَرُوا بِهِمْ ودليل ذلك الْعُرُوشُ الَّتِي تَسَاقَطَتْ كَانَأَرْبَابُهَا مُتَعَلِّقِينَ بِالْخَلْقِ مِنْ دُونِ الله تَعَالَى فَمَا أَغْنَوْاعَنْهُمْ نَقِيرًا وَلَا قِطْمِيرًا وَلَمْ يَحْمُوهُمْ مِنَ الذُّلِّ وَالْأَسْرِوَالْقَتْلِ وَلَمْ يَمْنَعُوا عُرُوشَهُمْ مِنَ السُّقُوطِ إِي وَرَبي لَمْ يَنْفَعْهُمْ تَعَلُّقُهُمْبِقُوَّاتِهِمْ وَأَعْوَانِهِمْ لَمَّا أَرَادَاللهُ تَعَالَى زَوَالَهُمْ قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُتَعَالَى (أَعْظَمُ النَّاسِ خِذْلَانًا مَنْ تَعَلَّقَ بِغَيْرِ الله)فالتَّعَلُّقَ بِالْخَلْقِ يُورِثُ الذُّلَّ وَالْخِذْلَانَ وَالْهَزِيمَةَوَالتَّعَلُّقَ بِالله تَعَالَى يُكْسِبُ الْعِزَّ وَالنَّصْرَ وَالْقُوَّةَ فهؤلاء أبطال السنة في بلاد الشام يثبتون لنا أنَّ التعلق بالله يُكْسِبُ الْعِزَّ وَالنَّصْرَ عندما كانوا يتطلعون مدُّ يد العون لنصرتهم من إخوانهم العرب خاصة والمسلمين عامة فلما رأوا تخاذل المسلمين عن نصرتهم علقوا قلوبهم بالله تعالى وهتفوا قائلين (ما لنا غيرُك يا الله)فهاهي كتائبهمتُرَكِّعُ النِّظامَ النُّصيريَ رغم دعم الرافضةِ والشيوعيينلهفما أجمل يا عباد الله أن نعلق القلوب بالله تعالى فَعَلِّقُوا بِالله الْعَظِيمِ قُلُوبَكُمْ وَأَخْلُوهَا مِنَ الْخَلْقِ مَهْمَاكَانُوا عَلِّقُوا بِهِ سُبْحَانَهُ قُلُوبَكُمْ فِي هَذَا الزَّمَنِ الْعَصِيبِالَّذِي تَتَخَطَّفُنَا فِيهِ الْفِتَنُ وَتُحِيطُ بِنَا الْمِحَنُ وَيَتَكَالَبُعَلَيْنَا الْأَعْدَاءُ عَلِّقُوا بِالله تَعَالَى قُلُوبَكُمْ فِي رَدِّأَعْدَائِكُمْ وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِي حِفْظِ أَوْطَانِكُمْ،وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِي أَمْنِكُمْ وَاسْتِقْرَارِكُمْ وَعَلِّقُوا بِهِقُلُوبَكُمْ فِي أَرْزَاقِكُمْ وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ وَلَا تَتَعَلَّقُوا بِمَخْلُوقٍ مَهْمَاعَلَتْ مَنْزِلَتُهُ وَبَلَغَتْ قُوَّتُهُ وَظَهَرَتْ عِزَّتُهُ فَإِنَّالْقُوَّةَ لله جَمِيعًا وَإِنَّ الْعِزَّة َلله جَمِيعًا{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَاالَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}الا فعلقوا قلوبكم بالله تعالى فالتَّعَلُّقُ بِالله تَعَالَى هُوَ عِزُّ النُّفُوسِوَهُوَ سَبَبُ النَّصْرِ وَمَعْقِدُ الْعِزِّ وَبَوَّابَةُ التَّمْكِينِ فِيالْأَرْضِ وأبشروا بالنصر والعزة والتمكين فقد بشركم الحبيب صلى الله عليه وسلم فقال "بشر هذه الأمة بالثناء و الرفعة والتمكين في الأرض) وما يحصل اليوم هو ابتلاء من الله تُمحَّص به الأمة ليميزَ اللهُ الخبيث من الطيب اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَإِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المقبولين بارك الله
الحمدلله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الله أكبر الله أكبر لاإلـه الا الله ، والله أكبر ،الله أكبر، ولله الحمد
أيها المسلمون هذا يوم العفو والصفح ،هذا يوم التجاوز فأين المقتدون بالأنبياء ؟ هاهو نبيكم صلى الله عليه وسلم يؤذى في طرقات مكة ثلاثة عشر عامًا ثم يدخلها فاتحا منتصرا ويجتمع بين يديه من آذوه وسبوه وكذَّبوه يرى وجوهَهَم ويذكر جرائمَهم ويقول اذهبوا فأنتم الطلقاء ويوسف عليه السلام آذاه اخوانه وألقوه في غيابة الجب ثم يخرج ويُلقى في غيابة السجن ثم يدور الزمان دورته ويكون يوسف على خزائن الأرض فيأتي اخوانه فينظر إلى وجوههم ويذكر شدتهم وعنفهم نعم يذكرهم يوم جرجروه إلى الجب يذكرهم يوم لم يرحموا بكاؤه طفلا ولا بكاء أبيه شيخا فماذا قال لهم قال لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم هذا خُلق الأنبياء فاليوم ليكن لسانُ حالنا مع جميع إخواننا ونحن في يوم العيد لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قلها يا عبدالله لأجل أن ينزع الله تعالى من قلبك الغل والحسد فتكون في يوم القيامة مع إخوانك على سرر متقابلين أطرقوا أبواب أرحامكم فاجئوهم ببسمة ود وفرح وصلوهم فصِلَةُ الرَّحِمِ سَبَبٌلِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضَيِ اللهُ عَنْهُمَا أنَّرَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَاللهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمَاً فَهَلْ لِيَ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَال : (هَلْ لَكَ مِن أمٍّ ؟) قَالَ لا قَالَ (فَهَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ ؟) قَالَنَعَمْ قَالَ (فَبِرَّها) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُالأَلْبَانِيُّ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّااللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ. أَعَادَ اللهُ هذا العيد عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْوَعَلَى المُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ،
وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ.