خطبة عيد الفطر المبارك ١٤٤٤هـ

فهد فالح الشاكر
1444/09/29 - 2023/04/20 23:26PM
الحمدُ للهِ ذي الفضلِ والإنعامِ، الحمدُ للهِ ذي الجلالِ والإكرامِ، الحمدُ للهِ الذي أكملَ لنا العدة، وهدانا السبلَ، وأتمَّ لنا شهرَ رمضان، بفضلِ منه وإحسان. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى، وَالصِّفَاتُ الْعُلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ونَبِيُّهُ الْمُصْطَفَى، وَخَلِيلُهُ الْمُجْتَبَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اهْتَدَى.
أمَّا بَعْدُ: فَـــ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُـونَ }
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عِيدُكُم مُبارَك، ويَومُكُم سَعِيد، البَسُوا الجَدِيد، واشكُروا اللهَ العزيزَ الحَمِيد. تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم، وبارَكَ لكم في أعيَادِكُم، وأدامَ مَسَرَّاتِكم، وأعانَكُم على ذِكرِه وشُكرِه وحُسنِ عبادتِه، وجعلَ سعيَكُم مشكورًا، وذنبَكم مغفورًا، وزادَكُم في عِيدِكُم فرحةً وبهجةً وسُرورًا. وأعادَهُ علينا وعَليكُم وعلى المُسلِمينَ في صِحَّةٍ وسَلامةٍ وعافية.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا؛ فِي خَتْمِ آيَةِ الصِّيَامِ:
 { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }   
يَقُولُ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَلِتَشْكُرُوا اللَّهَ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنَ الْهِدَايَةِ وَالتَّوْفِيقِ وَتَيْسِيرِ مَا لَوْ شَاءَ عُسِّرَ عَلَيْكُمْ. اهـ
فمَا أَجْمَلَ صَبَاحَ العِيد! ومَا أَسْعَدَ أَهْلَهُ الَّذِينَ أَتَمُّوا العِدَّة، وأَخْرَجُوا الفِطْرَةَ، ووَدَّعُوا مَوسِمًا عَظِيما، أَوْدَعُوا فيهِ مِنْ حُلَلِ الطَّاعَات، وكَريمِ الدَّعَوَات، وصَالِحِ العِبَادَات؛ ما يَسُرُّهُم أنْ يَلْقَوهُ غَدًا، بِرَحمةِ اللهِ وكَرَمِه، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
افْرَحُوا بعِيدِكُمْ أفراحًا كثيرة: فَرْحَةً بفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِه، وكَريمِ إنعَامِه، ووَافِرِ عَطَائِه، وفَرْحَةً بالهِدَايَةِ يومَ أنْ ضَلَّ غَيرُكُم:
أَلَا فَلْنَشْكُرِ اللهَ؛ عَلَى مَا أَسْبَغَ مِنَ النِّعَمِ، وَدَفَعَ مِنَ النِقَمِ؛ هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِإِتْمَامِ الصِّيامِ، وَوَفَّقَنَا لِلْقِيَامِ، يَسَّرَ القُرْآنَ لِلذِّكْرِ، وَأَجْزَلَ لِقَارِئِهِ الأَجْرَ، ثُمَّ بَلَّغَنَا هَذَا اليَوْمَ الْمُبارَكَ؛ وَنَحْنُ فِي أَتَمِّ نِعْمَةٍ؛ وَكَأَنَّمَا حِيْزَتْ لَنَا الدُّنْيَا؛ أَمْنٌ وَأَمَانٌ، عَافِيَةٌ فِي الأَبْدَانِ؛ رَغَدٌ مِنَ العَيْشِ وَاطْمِئْنَانٍ؛ فَلْنَعْرِفْ لِهَذِهِ النِّعَمِ قَدْرَهَا، وَلْنَجْتَهِدْ فِي شُكْرِهَا، فَقَدْ أَمَرَ اللهُ بِالشُّكْرِ، وَأَثْنَى عَلَى الشَّاكِرِينَ، وَوَعَدَهُمْ أَحْسَنَ الجَزَاءِ؛ وَبَيَّنَ أنَّ الشُّكْرَ حِفْظٌ لِلنِّعَمِ، بَلْ هُوَ سَبَبٌ لِلمَزِيدِ؛ وَنَهَى جَلَّ وَعَلَا عَنْ جُحُودِ نِعَمِهِ وَالكُفْرِ بِهَا، وَذَمَّ مَنْ لَا يَشْكُرُهُ، وَأنْكَرَ عَلَيْهِمْ، وَتَوَعَّدَهُمْ؛ وَبَيَّنَ أنَّ ذَلِكَ سَبَبٌ لِلزَّوَالِ وَالْمَحْقِ وَالعُقُوبَةِ؛ قَالَ تَعَالَى: { وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } وَقَالَ: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }  وَقَالَ: { وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }
يَقُولُ الْحَسَنُ الْبَصْرِىُّ رَحِمَهُ اللهُ: إِنَّ اللهَ لِيُمَتِّعُ بِالنِّعمَةِ مَا شَاءَ، فَإِذَا لَمْ يُشْكَرْ عَلَيهَا قَلَبَهَا عَذَابًا.
فَاللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: هَذَا يَوْمُ التَّسَامُحِ وَالتَّصَافُحِ وَالتَّصَالُحِ، فَتَرَاحَمُوا وَتَلاَحَمُوا وَتَسَامَحُوا، فَالْعِيدُ مُنَاسَبَةٌ طَيِّبَةٌ لِتَصْفِيَةِ الْقُلُوبِ، وَإِزَالَةِ الشَّوَائِبِ عَنِ النُّفُوسِ، وَتَنْقِيَةِ الْخَوَاطِرِ مِمَّا عَلِقَ بِهَا مِنْ بَغْضَاءَ أَوْ شَحْنَاءَ وَخُصُوصًا مَعَ الْوَالِدَيْنِ؛ اللَّذَيْنِ رِضَا اللهِ فِي رِضَاهُمَا ، جَعَلَ اللهُ عِيدَكُمْ مُبَارَكًا، وَأَيَّامَكُمْ أَيَّامَ سَعَادَةٍ وَهَنَاءٍ وَفضْلٍ وَإِحْسَانٍ
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عِبَادَ اللهِ: الصَّلاةُ قُرَّةُ عُيونِ المُوَحِّدِينَ، وَدَأْبُ الصَّالِحِينَ، قَالَ تَعَالَى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةِ؛ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ". 
 وَإِنَّ مِمَّا يُوسْفُ لَهُ تَهَاوُنُ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ بِهَذِهِ الْفَرِيضَةِ وَتَفْرِيطِهِمْ بِهَا فَلَا حَظٌّ فِي الإِسْلامِ لِمَنِ ضَيَّعَ الصَّلَاةَ {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} فحِرصوا رَعَاكُمْ اللَّهُ عَلَى اَلصَّلأَةِ وَحَافَظُوا عَلَيْهَا فَهِيَ وَاللَّهِ نَجَاتِكُمْ وَسَعَادَتِكم
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله :إِنَّ التَّرْبِيَةَ فِي هَذَا الزَّمَانِ عَظُمَتْ وَثَقُلَتْ ، إِذْ اْتَّسَعَتْ آفَاقُ الخَلَلِ ، وَكَثُرَت سُبُلُ الضَّيَاعِ ، مَعَ هَذَا الكَمِّ الهَائِلِ من وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ وَالجَوَّالاَتِ وَتَطْبِيقَاتِهَا ، فَتَخَالَطَتْ المَفَاهِيمُ وَتَمَازَجَتْ الثَّقَافَاتُ ، وَكَثِيرٌ مِنَ الشَّبَابِ لاَ يُمَيِّزُ بَيْنَ طَيِّبِهَا وَخَبِيثَهَا ، وَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ غَثِّهَا وَسَمِينِهَا ، وَالمُوَفّقُ مَنْ إسْتَعْمَلَهَا فِي طَاعَةِ اللهِ، لَكِنَّ غَالِبَهاَ أُسْتُغِلَّ فِي نَشْرِ الفَسَادِ ، ، وَبَثِّ الرَّذِيلَةِ وَالأَفْكَارِ الهَزِيلَةِ ، وَدَعَوَاتِ الإِنْحِلَالِ وَتَفَكُّكِ الأُسَرِ ، وَالتَّشْكِيكِ بِمُسَلَّمَاتِ الدِّينِ ، فَاجْتَهِدُوا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ بِتَحْصِينِ أَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ، وَغَرْسِ الوَازِعِ الدِّينِيِّ وَبِنَاءِ الْقِيَمِ وَالأَخْلَاقِ لَدَيْهِمْ ، وتذكروا أنكم مسؤلون عنهم قال عليه الصلاة والسلام (كُلُّكمْ رَاعٍ وَكُلٌّ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
أيها الأخوة والأخوات دَاءٌ خَطِيرٌ وَمَرْضَ نَفْسِي فَتَكْ بِالْمُجْتَمَعِ فَقَطْعِ أَوَاصِرَ الْمَحَبَّةِ وَشَتّتْ الْأَسْرَ وَفَرَّقَ بَيْنَ الأَزْوَاجِ وَبَيْنَ الْأَقْرَبَاءِ بِسَبَبِهِ حَدَّثَتْ الْبَغْضَاءُ وَالشَّحْنَاءُ وَالتَّقَاطُعُ وَالتَّدَابُرَ أَنَّهُ مَرِضَ سُوءُ الظَّنِّ بِالْاخَرِينَ فَأَكْثَرَ الْمُشَاكِلِ بِسَبَبِهِ قَالَ اللهِ تَعَالَى
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنْ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادِ اللَّهِ إِخْوَانًا)
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
أقول ما سمعتم واستغفروا الله يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمدلله حمداً حمداً والشكر لله شكراً شكرا ونصلي ونسلم على رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
عبدالله
سَلِّمْ - سَلَّمَكَ اللهُ  - عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لمَ تَعْرِفْ، اِبْتَسِمْ فِي وَجْهِ أَخِيْكَ فَهِيَ لَكَ صَدَقَةٌ، لَا تَجْرَحْ مُسْلِمًا وَلَو بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، أَطِبِ الكَلَامَ، وَصِلِ الأَرْحَامَ، أَحْسِنْ إِلَى وَالِدَيْكَ؛ فَهُمَا أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صُحْبَتِكَ، وَهَكَذَا إِلَى زَوجِكَ وَأَوْلَادِكَ وَإِخْوَانِكَ وَأَخَوَاتِكَ، وَأَقَارِبِكَ؛ فَالأَقْرَبُونَ أَوْلَى بِالْمَعْرُوفِ، ارْحَمِ الصَّغِيْرَ، وَوَقِّرِ الكَبِيْرَ وَأَحْسِنْ إِلَى الْجَارِ، وَأَكْرِمِ الضَّيْفَ، نَفِّسْ فِي هَذَا العِيدِ كُرْبَةَ مَكْرُوبٍ، يَسِّرْ فِيْهِ عَلَى مُعْسِرٍ.
اُرْفُقْ بِمَنْ جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ يَدِكَ، أَوْ تَحْتَ إِدَارَتِكَ وَرِئَاسَتِكَ.
اِحْفَظْ لِلنَّاسِ حُقُوقَهُمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُؤْذِيَ مُسْلِمًا بِقَولٍ أوْ بِفِعْلٍ.
( فَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ )
اتَّقُوا - أَيُّهَا النَّاسُ - الظُّلْمَ؛ فَإِنَّهُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ.
طَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ مِنْ أَمْرَاضِ القُلُوبِ؛ نَقُّوهَا مِنْ كُلِّ حِقْدٍ أَوْ غِلٍّ أَوْ حَسَدٍ أَوْ كِبْرٍ أوْ غُرُورٍ. تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ.
لِيَكُنْ عِيْدُنَا – وَفَّقَكُمُ اللهُ - صَفَاءً لِقُلُوْبِنَا، وَعَفَوًا وَصَفْحًا عَمَّا شَجَرَ بَيْنَنَا.
اِرْحَمُوا العُمَّالَ، وَأَشْرِكُوهُمْ فَرْحَتَكُمْ، وَلَا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لَا يَطِيقُونَ، وَلَا تَتَعَامَلُوا مَعَهُمْ وَكَأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْ جِنْسِ الْبَشَرِ، فَلَا فَرْحَةَ لَهُمْ عِنْدَ بَعْضِنَا -هَدَانَا اللهُ وَإِيَّاهُ- بِالْعِيدِ؛ فَلَا لِبَاسَ جَدِيدًا لَهُمْ، وَلَا حَتَّى تَهْنِئَةٌ بِالْعِيدِ، فَمَا أَطْيَبَ أَنْ تُطْعِمَ خَادِمَكَ وَعَامِلَكَ مِنْ طَعَامِكَ، وَتُهَنِّئَهُ بِالْعِيدِ، يَسِّرْ لَهُ الاِتِّصَالَ بِأَهْلِهِ، لِيُهَنِّئَهُمْ وَيُهَنِّئُوهُ، فَلَا تَبْخَلْ عَليهِ، وَلا عَلَى نَفْسِكَ، بِدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ لإِسْعَادِهِ، فَخَفِّفْ من حُزْنِهِ وَاِرْحَمْهُ، فَالرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ اللهُ. 
•      وَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ عَنِ العَامِلَاتِ فِي الْمَنَازِلِ، اللَّوَاتِي مَا دَفَعَهُنَّ لِلْعَمَلِ عِنْدَنَا إِلَّا الْعَوَزُ وَالْحَاجَةُ، وَشَظَفُ الْعَيْشِ، وَالْفَقْرُ وَالفَاقَةُ فِي بِلَادِهِمْ.
 عِبَادَ اللهِ، تَذَكَّرُوا الأَيْتَامَ وَاِرْحَمُوهُمْ؛ فَبِرَحْمَتِهِمْ تَلِينُ الْقُلُوبُ القَاسِيَةُ، وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: (وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَشْكُو قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلبُكَ، وَتُدْرِكَ حَاجَتَكَ؟ اِرْحَمِ الْيَتِيمَ، وَاِمْسَحْ رَأْسَهُ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ)
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
أيّتها المؤمناتُ العفيفات، تَمَسَّكْنَ بالدّينِ والفضيلةِ والسّترِ والحجابِ والحياء، وصاحِبْنَ الصّالحات، واحْذَرْنَ المُخبّبينَ والمُخبّبات، والْزمنَ بيوتَكنَّ فأنتنَّ فيها الملكاتُ المباركاتُ المكرّمات، مِن الأمّهاتِ والبناتِ والأخوات، أيّها الشّبابُ والفتيات، حافظوا على الصّلاةِ وتَحلّوا بمكارمِ الأخلاق، واحذروا مواقعَ التّواصلِ وما فيها مِن الشّهواتِ والشّبهات، أَقِرُّوا أعينَ والدَيْكم بصلاحِكم وبجدِّكم واجتهادِكم، فلا أَقَرَّ لأعينِ الوالدَيْنِ مِن رؤيةِ أولادِهم صالحين،
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
أيّها المؤمنونَ، استقيموا على العملِ الصّالحِ بعدَ رمضان، بالمداومةِ على الصّلاةِ والصّيامِ والصّدقةِ وتلاوةِ القرآن، وسائرِ أعمالِ البِرِّ والإحسان، ومِن ذلك صيامُ سِتٍّ مِن شوّال، قالَ عليه الصّلاةُ والسّلام: مَنْ صامَ رمضانَ ثمّ أتبعَه ستًّا مِن شوّال، كانَ كصيامِ الدّهر.
عباد الله : لَقَدْ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، عِيدُ الْفِطْرِ وَعِيدُ الْجُمْعَةِ، فَمَنْ صَلَّى الْعِيدَ فَقَدْ سَقَطَتْ عَنْهُ صَلَاةُ الْجُمْعَةِ لَكِنْ يَجِبُ أَنْ يُصَلِّيَهَا ظُهْرًا فِي بَيْتِهِ.
عبادالله صلوا وسلموا  ……
المرفقات

1682022545_‎⁨خطبة عيد الفطر ١٤٤٤هـ⁩.pdf

المشاهدات 1018 | التعليقات 0