خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1439 هـ السـعادة

عبد الله بن علي الطريف
1439/09/23 - 2018/06/07 18:37PM
خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1439 هـ السـعادة
الحمد لله كثيرا والله أكبر كبيرا؛ والحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكّر أو أراد شكوراً... والحمد لله خيراً مما نقول، وفوقَ ما نقول، ومثلَ ما نقول.
لك الحمدُ بالإيمان، ولك الحمدُ بالإسلام، ولك الحمدُ بالقرآن، عزَّ جاهك، وجلَّ ثناؤك، وتقدست أسماؤك، لا إله إلا أنت. اللهم لك الحمدُ حتى ترضى، ولك الحمدُ إذا رضيت، ولك الحمدُ بعد الرضا.
والله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.... الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد ...الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرة وأصيلاً....
 الله أكبر كلما لمعَ نجمٌ ولاح، الله أكبر كلما تضوعَ مسكٌ وفاح، الله أكبر كلما غرَّدَ حمامٌ وناح.. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فالعيدُ أيها الإخوةُ والأخوات: مظهرٌ من مظاهر الدين، وشعيرةٌ من شعائره المعظمة، التي تنطوي على حكمٍ عظيمة؛ ومعانٍ جليلة وأسرارٍ بديعة؛ لا تعرفها الأممُ في شتى أعيادها..            
فالعيدُ بمعناه الديني: شكرٌ لله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب، ولكنها تعتلج ُ في سرائره رضاً واطمئناناً، وتنبلجُ في علانيته فرحاً وابتهاجاً.
والعيدُ في معناه الزمني: قطعةٌ من الزمن خُصصت لنسيانِ الهموم، واطراحُ الكُلف، واستجمامِ القوى الجاهدةِ في الحياة.. واستشعار السعادة ونشرها بالابتسامة والحفاوة وبذل التهاني فالسعادة ليست جرم يطلب بل معنى يحس ومتى ما استشعرت شعر بها المرء..
أيها الأحبة: عيدُكم مبارك، وعيدُكم بإذن الله سعيدٌ، فكم عندكم بفضل الله ما تفرَحون به، فرحٌ بفضل الله ورحمتِه، وفرحُ بالهدَية والتوفيق يومَ ضلَّت فئامٌ من البشَر عن صراطِ الله المستقيم، فرحٌ يوم هداكم واجتبَاكم، قال الله تعالى: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ [الحج:78]، فرحٌ في كمالِ العِدّة، وفرحٌ بالفِطر، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة بلقاء ربه.
الله أكبر يا عباد الله فكم في هذا المصلى من خيرات تنزل، وجوائزَ من الرب الكريم تحصل، ودعواتٍ طيبات تقبل، وسعادة غامرة للنفوس تحصل.
أحبتي: نقول عيد سعيد ونسمى سعداً وسعيد وسعود وسُعاد.... وكل هذه الأسماء تدل على السعادة.... نسمي بها تيمناً لأننا نريد السعادة.. نعم نريد السعادة ونبحثُ عنها حولَنا.. نريدُ أن نكون من السعداء.. والسعادةُ ليست سلعةً تباع وتشترى.. ولو كانت كذلك لكانت من أكثرِ البضائعِ مبيعاً في العالم... إذاً أين نجدُ السعادة.؟
الله أكبر؛ الله أكبر. لا إله إلا الله.. الله أكبر؛ الله أكبر ولله الحمد.
إخوتي وأخواتي: الحديث عن السعادة فيه سعادةٌ.. والسعادةُ أيها الأحبة أزهار نديةُ... طيبةٌ عطرة إياك ثم إياك أن تقطفها من حدائق غيرك... بل ابحث عنها في بساتين صدرك..
السعادة: راحة القلب، وطمأنينته وسروره وزوال همومه وغمومه، وهي مطلب لكل أحد، وبها تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، ولها أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم، فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فَاتَتهم من وجوهٍ أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومآلاً.
وأعظم الأسباب الجالبة للسعادة وأصلها وأُسُها هو الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97]. فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح، بالحياة الطيبة في هذه الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار. وسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان..
ومن الأسباب الجالبة للسعادة: أن يتلقى الإنسان المحبوبات والمسار بالقبول لها، وشكر الله عليها، واستعمالها فيما ينفع، فإذا استعملها على هذا الوجه، أحدثت له من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها، ورجاء ثواب الشاكرين عليها، أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هذه ثمراتها.
ويتلقى المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنه مقاومته، وتخفيف ما يمكنه تخفيفه، والصبر الجميل لما ليس له منه بد، وبذلك يحصل له من آثار المكاره من المقاومات النافعة، والتجارب والقوة، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمور عظيمة تضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه، كما عبر عَنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» رواه مسلم عَنْ صُهَيْبٍ زاد ابن حبان وهو صحيح: «وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ» إذاً المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره.
واعلم أن: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد:22] رفعت الأقلام، وجفت الصحف، قضي الأمر، كتبت المقادير، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك. إذا رسخت هذه العقيدة في نفسك وقَرْتْ في ضميرك صارت البليةُ عطيةً، والمحنةُ منحةً، وكل الوقائع جوائز وأوسمة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ» رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ولا تقل: لواني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا. ومن كمال هذا الاعتقاد؛ وأنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» رواه الترمذي وقال هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ورواه غيره وصححه الألباني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل رأى نفسه أنه يفوق جمعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها، وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال، فيزول قلقه وهمه وغمه، ويزداد سروره وسعادته واغتباطه بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.
وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، رأى ربه قد أعطاه خيراً ودفع عنه شروراً متعددة، ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم، ويوجب السعادة والفرح والسرور.
ومن أكبر الأسباب للسعادة وانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته، وزوال همه وغمه، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].  فلذكر الله أثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته، ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره.
الله أكبر؛ الله أكبر. لا إله إلا الله.. الله أكبر؛ الله أكبر ولله الحمد.
أحبتي: ومن الأسباب الجالبة للسعادة والتي تزيل الهم والغم والقلق، الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف، وكل خير وإحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابــه، فيُهَوْنُ اللهُ عليه بذلَ المعروف لما يرجوه من الخير، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه، قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:114]. فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه. والخير يجلب الخير، ويدفع الشر. وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجراً عظيماً ومن جملة الأجر العظيم زوال الهم والغم والأكدار ونحوها؛ وحلول السعادة. فاسعد الناس أنفعهم للناس فلا تعش لنفسك وعش للآخرين وقدم الخير والنفع لهم.
ومن أسباب السعادة التي تدفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات الاشتغال بعمل من الأعمال؛ أو علم من العلوم النافعة. فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بما يقلقه، وربما نسي بانشغاله الأسباب التي أوجبت له الهم والغم، ففرحت نفسه، وازداد نشاطه، وهذا السبب مشترك بين المؤمن وغيره. ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يُعلِمه، وبالعمل الذي يعمله، إن كان عبادة فهو عبادة، وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادةً أصحبها النية الصالحة. وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله، فلذلك أثره الفعال في دفع الهموم والغموم والأحزان، فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار، فحلت به الأمراض المتنوعة، فصار دواؤه الناجع نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته.
الله أكبر؛ الله أكبر. لا إله إلا الله.. الله أكبر؛ الله أكبر ولله الحمد.
إخوتي وأخواتي: ومما يجلب السعادة ويزيل الهم والقلق توطين النفس على أن كل من بينك وبينه علاقة واتصال، من زوج وقريب وصاحب ومعامل وغيرهم، لا بد أن يكون فيهم عيب أو نقص أو أمر تكرهه، فإذا وجدت ذلك، فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة، بتذكر ما فيهم من المحاسن، والمقاصد الخاصة والعامة، وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن، تدوم الصحبة والاتصال وتتم وتحصل لك الراحة. ومن لحظ المساوئ، وعمي عن المحاسن، لابد أن يقلق، وأن يتكدرَ ما بينه وبين من يتصلُ به من المحبة، ويتقطع كثير من الحقوق التي على كلٍ منهما المحافظة عليها.. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» أَوْ قَالَ: «غَيْرَهُ» رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.  ومعناه عام
ومن الأمور النافعة والجالبة للسعادة حسم الأعمال في الحال، والتفرغ في المستقبل لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة، وانضافت إليها الأعمال اللاحقة، فتشتد وطأتها، فإذا حسمت كل شيء بوقته أتيت الأمور المستقبلة بقوة تفكير وقوة عمل.... وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم، وميز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه، أما الذي لا ترغبه نفسك فإنه يحدث لك السآمة والملل والكدر، واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة، فما ندم من استشار، وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين.
الله أكبر؛ الله أكبر. لا إله إلا الله.. الله أكبر؛ الله أكبر ولله الحمد.
إخوتي وأخواتي: ومن أنفع الأمور لجلب السعادة وطرد الهم أن توطن نفسك على ألا تطلب الشكر إلا من الله، فإذا أحسنت إلى من له حق عليك أو من ليس له حق، فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله، فلا تبال بشكر من أنعمت عليه، كما قال تعالى في حق خواص خلقه: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان:9]. ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد ومن قوي اتصالك بهم، فمتى وطّنت نفسك على إلقاء الشره عنهم، فقد أرحت واسترحت...
أيها الفضلاء: اجعلوا الأمور النافعة نصب أعينكم واعملوا على تحقيقها، ولا تلتفتوا إلى الأمور الضارة لتلهوا بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن واستعينوا بالراحة وإجمام النفس على الأعمال المهمة.
واعلموا وفقني الله وإياكم لطاعته أن العاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة، وأنها قصيرة جداً، فلا ينبغي له أن يُقَصّرها بالهم والاسترسال مع الأكدار فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة، فيشح بحياته أن يذهب كثير منها نهباً للهموم والأكدار، ولا فرق في هذا بين البَرِّ والفاجر، ولكن المؤمن له من التحقق بهذا الوصف الحظ الأوفر، والنصيب النافع العاجل والآجل.
أيها الإخوة: ما ذكرته وغيره ذكره الشيخُ الجليل عبدُ الرحمن السعدي رحمه الله في رسالة لطيفة له سماها الوسائل المفيدة في الحياة السعيدة؛ وهذه دعوة لمطالعتها.
الله أكبر؛ الله أكبر. لا إله إلا الله.. الله أكبر؛ الله أكبر ولله الحمد.
 إخوتي وأخواتي: ومِن مظاهر الإحسانِ بعد رمضانَ استدامةُ العَبد على النَّهج المستقيمِ ومداومَةُ الطاعة وإتباعُ الحسنةِ الحسنةَ، فذلك من قَبول الطاعَات. وقد ندَبكم نبيُّكم محمّد بأن تُتبِعوا رمضانَ بستٍّ من شوّال، فمن فعَل ذلك فكأنما صامَ الدّهرَ كلَّه.. ومن أتي من طريق فالسنة أن يرجع مع طريق آخر ليشهد له الطريقان. تقبَّل الله منَّا ومِنكم الصيامَ والقيامَ وسائرَ الطاعات.
 أيها الأحبة: لنلهج بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبلنا الديني والدنيوي بقلوب حاضرة، ونية صادقة، مع الاجتهاد فيما يحقق ذلك، حتى يحقق الله لنا ما ندعوه ونرجوه ونعمل له، حتى ينقلب همنا سعادة وفرحاً وسروراً.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنياي التي فيها معاشنا، وأصلح لي آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر. اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عينْ وأصلح لنا شأننا كله، لا إله إلا أنت.
اللهم إن هؤلاء عبادك قد جاءوا يريدون رحمتك ويخشون عذابك، ويأملون بأعطياتك اللهم لا تردهم خائبين ولا عن جنابك مطرودين واكتب لهم من الخير أضعاف ما يأملون واجعلهم أسعد خلقك بك...
 اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك واكلاءه برعايتك وأحطه بالصالحين واجعله خيرا للأمة وسبب صلاح وفلاح، اللهم انصر جنودنا على حدودنا وأعن رجال أمننا وسددهم واحفظم أجمعين..
 
المشاهدات 3513 | التعليقات 0