خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1437هـ

د. زاهر بن محمد الشهري
1437/09/29 - 2016/07/04 11:07AM
هذه الخطبة هي جمع من عدد من الخطب للمشايخ والفضلاء في هذا المنتدى، مع التعديل والإضافة.


الحَمدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، لَهُ الحَمدُ في الأُولى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكمُ وَإِلَيهِ تُرجَعُونَ"، وأَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وحده لا شريك له، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورَسُوله، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحَابَتِهِ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ

اللهُ أَكبَرُ مِلءَ السَّمعِ رَدَّدَهَا **** في مَسمَعِ البِيدِ ذَاكَ الذَّرُّ وَالحَجَرُ
اللهُ أَكبَرُ مَا أَحلَى النِّدَاءَ بها **** كَأَنَّهُ الرِّيُّ في الأَروَاحِ يَنتَشِرُ
أَيُّهَا المسلمون: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَاشْكُرُوهُ، عَظِّمُوهُ بِإِسلامِ النُّفُوسِ إِلَيهِ، وَأَجِلُّوا أَمرَهُ بِامتِثَالِهِ، وَنَهيَهُ بِاجتِنَابِهِ، وَحُكمَهُ بِالرِّضَا بِهِ، فَإِنَّكُم في قَبضَتِهِ وَإِلَيهِ صَائِرُون، فَدَاوِمُوا العَمَلَ الصَّالِحَ مَا بَقِيتُم؛ فَإِنَّ أَحَبَّ العَمَلِ إِلى اللهِ وَأَنفَعُهُ لِلعَبدِ أَدوَمُهُ "وَاعبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينَ"

اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ أَكْبَرَ نِعْمَةٍ مَنَّ اللهُ بِهَا عَلَيْنَا هِيَ دِينُ الْإِسْلَامِ، ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ الذِي أَكْمَلَهُ اللهُ عَقِيدَةً وَمِنْهَاجَاً، إِنَّهُ الدِّينُ الذِي رَضِيَهُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ وَفَرَضَهُ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْم ِالْقِيَامَةِ، يَقُولُ تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وَلَقَدْ خَتَمَ اللهُ النُّبُوَّةَ بِرِسَالَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَنَسَخَ جَمِيعَ الشَّرَائِعِ بِشَرِيعَتِهِ، فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ وَلا دِينَ سِوَى مَا جَاءَ بِهِ صَلَوَاتُ اللهُ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَفِي دِينِ الْإِسْلَامِ إِصْلَاحٌ لِلْخَلِقِ وَفِيهِ الْعِزُّ وَالتَّمْكِينُ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، يَقُولُ اللهُ  (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)

اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ وَاقِعَنَا وَمَا يُهَدِّدُنَا فِي هَذَا الْبَلَدِ فِي دِينِنَا وَأَمْنِنَا مِنْ أَعْدَاءِ الإِسْلَامِ سَوَاءً مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أَوْ مِنَ الصَّفَوِيِّينَ الْإِيرَانِيِّينَ الْمُنْتَسِبِينَ لِلْإِسْلَامِ كَذِبَاً وَزُورَا، إِنَّ الْغَرْبَ قَدْ أَظْهَرَ مَا كَانَ يُخْفِيهِ سَابِقَاً مِنَ التَّعَاوُنِ مَعَ الدَّوْلَةِ الْإِيَرَانِيَّةِ فِي إِضْعَافِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، ولَمْ يَعُدْ خَافِيَاً مَا يَقُومُ بِهِ مِنْ إِعَانَةٍ لِلْجَمَاعَاتِ النَّاشِرَةِ لِلشَّرِّ وَالرَّاعِيَةِ لَهُ التِي لَهَا عِلَاقَةٌ بِالدَّوْلَةِ الْفَارِسِيِّةِ، سَوَاءً مَا يُسَمَّى بِحِزْبِ اللهِ فِي لُبْنَانَ أَوْ الْحوثِيِّينَ فِي الْيَمَنِ، بَلْ إِنَّهُمْ يَحْمُونَهَا حَتَّى مِنْ وَصْفِهْمِ بِالْإِرْهَابِ، مَعَ أَنَّهُمْ أَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ وَقَتَلُوا الْأَبْرِيَاءَ وَفَجَّرُوا الْمَسَاجِدَ وَالْمَدَارِسَ، وَأَسْقَطُوا الْحُكُومَات بِالسِّلَاحِ، بِمَرْأَى وَمَسْمَعٍ مِنَ العالم كله، بِيَنْمَا إِذَا تَحَرَّكَ أَهْلُ السُّنَّةِ أَوْ طَالَبُوا بِحُقُوقِهِمْ وُصِفُوا بِأَبْشَعِ الصِّفَاتِ وَأُلْصِقَتْ فِيهِمْ التُّهَمُ وَأُطْلِقَ عَلَيْهِمْ وَصْفُ الْإِرْهَابِ، وَحُورِبُوا مِنَ الْجَمِيعِ.

اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ

أُمَّةَ الِإسْلَام: إِنَّ مَا تَقُومُ بِهِ الْمُنَظَّمَةُ الصّهْيِونِيَّةُ الْإِيرَانِيَّةُ الْمُسَمَّاةُ (بِدَاعِشْ) لَهُوَ أَمْرٌ يَدْعُو إِلَى الْعَجَبِ، إِنَّهُمْ يَرْفَعُونَ - زُورَاً- رَايَةَ أَهْلِ السُّنَّةِ ثُمَّ نَجِدُ قَتْلَهُمْ وَتَخْرِيبَهُمْ فِي بِلَادِ السُّنَّةِ، بَيْنَمَا سَلِمَتْ مِنْهُمْ دَوْلَةُ الْيَهُودِ وَدَوْلَةُ إِيرَانَ وَهِيَ إِلَى جَانِبِهِمْ، إِنَّهُمْ أَدَاةٌ لِإِحْدَاثِ الاضْطِرَابَاتِ فِي الْمَنَاطِق السُّنِّيَّةِ بِمَا يَقُومُونَ بِهِ مِنْ أَبْشَعِ أَنْوَاعِ الْجَرَائِمِ.
إن الإنسانَ ليطيش عقلُه، عندما يرى شابًّا يافعًا قد سُلب عقلُه، يَعمدُ إلى أغلى ما لديه في الوجودِ ليتخلصَ منه، فيقتلُ أمَّهُ، وأبَاهُ، وعمَّهُ وأخَاهُ، ، وابنَ عمّه وقريبه، كل ذلك في سبيل الشيطان، كيف يقتل المرء أمَّهُ التي حملتُه تسعةَ أشهرٍ وأرضعتُه سنتين؟! وتحنُ عليه وتسهرُ من أجله؟! فهل لهذا القاتل من عقل، أيّ شريعةٍ وأيّ دينٍ يأمر بهذا؟!
أخرج ابن ماجه في سننه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: حدثنا رسول صلى الله عليه وسلم :"إن بين يدي الساعة لهرجًا" قلت:يا رسول الله! وما الهرج؟ قال: القتل، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله إنا لنقتل في العام الواحد من المشركين كذا وكذا، فقال صلى الله عليه وسلم: "ليس بقتل المشركين، ولكن بقتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جارَه وابنَ عمه وذا قرابته"، فقال بعض القوم: يا رسول الله! ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟ فقال رسول الله: "لا، تُنزَعُ عقولُ أكثرِ ذلك الزمن، ويـَخلُفُ له هباءٌ من الناسِ لا عقولَ لهم"
فيا شبَابَ الإسلام: احذَروا مِنَ الانْخِدَاعِ بِداعشَ وَبِتَضْلِيلِهِمْ وَأَفْكَارِهِمْ التِي تَعَدَّتْ مُعْتَقَدَاتِ الْخَوَارِجِ الْأَوَّلِينَ.
وياأيها الآباء والأمهات: كونوا قريبين من أولادكم، وشاركوهم الأفكار وأمور الحياة، فالمربون لأولادكم الآن كثر، والعطب أقرب لهم من النجاة إلا أن يتداركهم الله برحمة.

اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْنَا تِجَاهَ مَا نَرَاهُ مِنَ هَذَا التَّكَالُبِ مِنَ الْأَعْدَاءِ:
(أَوَّلاً) أَنْ نَلْجَأَ إِلَى رَبِّنَا تعالى وَأَنْ نُقِيمَ دِينَهُ وَأَنْ نُقْبِلَ عَلَى طَاعَتِهِ وَنَحْذَرَ مَعْصِيَتَهُ، وَنَطْلُبَ مِنْهُ النَّصْرَ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَأَنْ يَحْفَظَ دِينَنَا وَأَمْنَنَا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
وَ(ثَانِيَاً) أَنْ نَحْذَرَ مِنْ أَعْدَائِنَا وَنَتَنَبَّهَ لِإِرْجَافِهِمْ وَخَاصَّةً وَسِائِلَ الْإِعْلَامِ، فَإِنَّ لَهُمْ طُرُقَاً خَفِيَّةً وَمَكْرَاً كُبَّارَاً.
وَ(ثَالِثَاً) أَنْ نَلْتَفَّ حَوْلَ عُلَمَائِنَا وَحُكَّامِنَا، وَأَنْ نَحْذَرَ الْفُرْقَةَ وَالتَّنَازُعَ، وَنَقُومَ بِالْمَحَبَّةِ وَالتَّنَاصُحِ، وَلِنَعْلَمَ أَنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى قُوَّةِ الدَّوْلَةِ مُحَافَظَةٌ عَلَى قُوَّةِ الدِّينِ وَاسْتِقَامَتِهِ، فَلَنْ يَقُومَ دِينُنَا وَلَنْ نَحْفَظَ أَمْنَنَا بِغَيْرِ دَوْلَةٍ وَعُلَمَاءَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَهُ.

اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ

أَيَّتُهَا النِّسَاءُ: اتَّقِينَ اللهَ تَعَالَى وَاحْفَظْنَ حُدُودَهُ، أَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ، أَكْثِرْنَ مِنَ الصَّدَقَةِ فَإِنَّهَا تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، الْزَمْنَ بُيُوتَكُنَّ فَلَا تَخْرُجْنَ إِلَّا لِحَاجَةٍ، فَإِذَا خَرْجُتُنَّ فَلا تَخْرُجْنَ مُتَطِيِّبَاتِ وَلا مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَهُنْ أَطْهَرُ سَائِرِ النِّسَاءِ وَهُنَّ الْقُدْوَةُ لَكُنَّ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ)، فَلَا تَكْشِفْنَ وُجُوهَكُنَّ لِغَيْرِ الْأَزْوَاجِ أَوِ الْمَحَارِمِ، إِيَّاكُنَّ وُمُزَاحَمَةَ الرِّجَالِ وَالْاخْتِلَاطَ بِهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ الْفِتْنَةِ، لا تَخْلُونَ بِأَحَدٍ مِنَ الرِّجَالِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ، وَمَا خَلَا رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا.

أَيَّتُهَا المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ: إِنَّ الْحَمَلَاتِ المَسْعُورَةَ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ وَحِجَابِهَا وَنِقَابِهَا وَمَا خَصَّهَا اللهُ تَعَالَى بِهِ مِنَ السَّتْرِ وَالْحَيَاءِ وَالْعَفَافِ يِزْدَادُ أَوَارُهَا، وَيَتَفَنَّنُ مَرْضَى الْقُلُوبِ فِي إِشْعَالِهَا، وَيُحَاصِرُونَ الْفَتَاةَ المُسْلِمَةَ بِالمَقَالَاتِ وَالْقِصَصِ وَالرِّوَايَاتِ وَالمُسَلْسَلَاتِ وَالْحِوَارَاتِ وَغَيْرِهَا، وَيَسْتَأْجِرُونَ لِهَذِهِ المُهِمَّةِ عَمَائِمَ وَلِحًى تَشْتَرِي بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهَا ثَمَنًا قَلِيلًا؛ لِإِقْنَاعِ المُسْلِمَةِ بِأَنَّ أَحْكَامَ دِينِهَا مُجَرَّدُ عَادَاتٍ لَا تَمُتُّ إِلَى الْإِسْلَامِ بِصِلَةٍ؛ لِعِلْمِهِمْ أَنَّ الْفَتَاةَ المُسْلِمَةَ يَهُمُّهَا أَمْرُ دِينِهَا، وَلَا تُرِيدُ إِغْضَابَ رَبِّهَا، وَلَا مُخَالَفَةَ نَبِيِّهَا؛ وَلِذَا يُهَوِّنُونَ عَلَيْهَا الْوُقُوعَ فِي الْمُحَرَّمِ بِهَذِهِ الْحِيَلِ الشَّيْطَانِيَّة.
وَإِنَّهُ لَيَجِبُ عَلَى كُلِّ فَتَاةٍ مُؤْمِنَةٍ أَنْ تَرُدَّ الْأَعَادِيَ مِنْ مَرْضَى الْقُلُوبِ عَنْ دِينِهَا، وَأَنْ تَذُبَّ عَنْ حِجَابِهَا وَعَفَافِهَا، وَأَنْ تُلْقِمَ أَعْدَاءَ اللهِ تَعَالَى أَحْجَارًا تَرُدُّهُمْ عَنْ غَيِّهِمْ، لِيَعْلَمَ الْأَعْدَاءُ أَنَّ سُور المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ حَصِينٌ، وَأَنَّ دِرْعَهَا مَنِيعٌ، وَأَنَّ دِينَهَا مَتِينٌ، فَلَا يَجْتَرِئُونَ عَلَى حِمَاهَا.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: الْيَوْمَ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهُوَ يَوْمُ الْفَرَحِ بِأَدَاءِ الصِّيَامِ، فَلْنُظْهِرِ الْفَرَحَ وَالسُّرُورَ فِيهِ، وَلْنَنْشُرِ الْبَهْجَةَ بِهِ فِي بُيُوتِنَا وَأُسَرِنَا وَمُجْتَمَعِنَا؛ فَإِنَّ الْفَرَحَ بِهِ مِنْ شَعَائِرِهِ، لِنَبَرَّ فِي عِيدِنَا وَالِدِينَا، وَلْنَصِلْ أَرْحَامَنَا، وَلْنُكْرِمْ جِيرَانَنَا، وَلْنَلْتَزِمْ فِي فَرَحِنَا بِشَرْعِ رَبِّنَا، فَلَا نُجَاوِزْ ذَلِكَ إِلَى المُنْكَرَاتِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مُفْسِدٌ لِفَرَحِ الْعِيدِ، مُوجِبٌ لِسَخَطِ رَبِّنَا سُبْحَانَهُ، مُنَافٍ لِشُكْرِهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَلْنَتَذَكَّرْ فِي عِيدِنَا إِخْوَةً لَنَا تَسَلَّطَتْ عَلَيْهِمْ قُوَى الشَّرِّ وَالطُّغْيَانِ فَأَخْرَجَتْهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ، وَسَلَبَتْهُمْ أَمْنَهُمْ وَرَاحَتَهُمْ، فَهُمْ بَيْنَ قَتِيلٍ وَشَرِيدٍ وَطَرِيدٍ وَأَسِيرٍ، فَرَّجَ اللهُ تَعَالَى كَرْبَهُمْ، وَخَذَلَ أَعْدَاءَهُمْ. فَلْنَخُصَّهُمْ فِي عِيدِنَا بِمُوَاسَاتِهِمْ وَالدُّعَاءِ لَهُمْ.

وَلْنُتْبِعْ رَمَضَانَ بِصِيَامِ سِتَةِ أَيَامٍ مِنْ شَوَالَ، فَإِنَّ مَنْ صَامَهَا مَعَ رَمَضَانَ كَانَ كَمَنْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ؛ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ الصَحِيح.

أَعَادَهُ اللهُ عَلَينَا وَعَلَيكُمْ وَعَلَى المُسْلِمِينَ العيد بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَا وَمِنْكُمْ وَمِنَ المُسْلِمِينَ صَالِحَ الأَعْمَالِ.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين...
المرفقات

1094.pdf

1095.doc

خطبة عيد الفطر.doc

خطبة عيد الفطر.doc

المشاهدات 1594 | التعليقات 0