خطبة عيد الفطر المبارك ( شاملة+مختصرة)
سعيد الشهراني
الخطبة الأولى:
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ .
اللهُ أَكْبَرُ كُلَّ مَا صَامَ صَائِمٌ وَأَفْطَرَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا لَاحَ صَبَاحُ عِيْدٌ وَأَسْفَرَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا لَاحَ بَرْقٌ وَأَنْوَرَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا أَرْعَدَ سَحَابٌ وَأَمْطَرَ.
الحَمْدُ للهِ الذِي سَهَّلَ لَنَا الصِّيَامَ وَالقِيَامَ وَيَسَّرَ، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ التِي لَا تُحْصَى وَلَا تُحْصَرُ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أيُّها المسلمون: عِيدُكُم مُبارَك، ويَومُكُم سَعِيد، البَسُوا الجَدِيد، واشكُروا اللهَ العزيزَ الحَمِيد. تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم، وبارَكَ لكم في أعيَادِكُم، وأدامَ مَسَرَّاتِكم، وأعانَكُم على ذِكرِه وشُكرِه وحُسنِ عبادتِه، وجعلَ سعيَكُم مشكورًا، وذنبَكم مغفورًا، وزادَكُم في عِيدِكُم فرحةً وبهجةً وسُرورًا. وأعادَهُ علينا وعَليكُم وعلى المُسلِمينَ في صِحَّةٍ وسَلامةٍ وعافية. (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدةَ وَلِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ).
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
مَا أَجْمَلَ صَبَاحَ العِيد! ومَا أَسْعَدَ أَهْلَهُ الَّذِينَ أَتَمُّوا العِدَّة، وأَخْرَجُوا الفِطْرَةَ، ووَدَّعُوا مَوسِمًا عَظِيما، أَوْدَعُوا فيهِ مِنْ حُلَلِ الطَّاعَات، وكَريمِ الدَّعَوَات، وصَالِحِ العِبَادَات؛ ما يَسُرُّهُم أنْ يَلْقَوهُ غَدًا، بفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِه، وفَرْحَةً بالهِدَايَةِ يومَ أنْ ضَلَّ غَيرُكُم: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، فَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانَا، وآوَانا، وكَفَانا، وهَدَانَا لِلإسْلَامِ وجَعَلَنَا برحمةٍ مِنْهُ وفَضْل: مِنْ أُمَّةٍ مُصْطَفَاةٍ مُجْتَبَاةٍ مَرْحُومَة: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ).
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
يَومُ العِيد: هو يَومُ الأَطْفَال؛ يَفِيضُ عَلينا وعَليهِمْ بالفَرَحِ والبَهْجَة، وهو يَومُ الفُقَراء؛ يَلْقَاهُم باليُسْرِ والسَّعَة، وهو يَومُ ذَوي الأَرحَام؛ يَجمَعُهُم علَى البِرِّ والصِّلَة، وهو يَومُ المُسلِمين؛ يَجمَعُهُم علَى التَّسَامُحِ والتَّزَاوُر، وهو يَومُ الأَصدِقاءِ يُجَدِّدُ فيهِمْ أوَاصِرَ الحُبِّ، ودَوَاعِي القُرْب، وهو يَومُ النُّفوسِ الكَرِيمَة؛ حينَ تَتَناسَى أضْغَانَها، فتَجْتَمِعُ بعدَ افْتِرَاق، وتتصَافى بعدَ كَدَر، وتَتَصَافَحُ بعدَ انْقِبَاض، وهو يَومٌ مِنْ شَعَائرِ الإسلام، يَومُ الفَرَحِ بفَضْلِ اللهِ وتَوفِيقِهِ لِعَبدِه قال ﷺ: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِه، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِه) متفق عليه.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
إنَّ هَذِهِ النِّعَمَ الرَّبَّانِيَّة، والعَطَايَا الإلهِيَّة، الَّتي فِيهَا تَتَقَلَّبُونَ، وعَلَيهَا تُمْسُونَ وَتُصْبِحُون، وبها تَغدُونَ وَتَرُوحُون؛ تَوْحِيدٌ وإيمَان، وأَمْنٌ في الأوْطان، وعَافِيَةٌ في الأَبدَان، وسَعَةٌ في الأرزَاق، جَمَعَكُم ربُّكم بعدَ الفُرْقَة، وكثَّركُم بعدَ القِلَّة، وأَغنَاكُم بعدَ العَيْلَة، وآمَنَكُم بعدَ الخَوْف؛ نِعَمٌ إلهيةٌ عَظِيمَة.. وشُكْرُ اللهِ جَلَّ في عُلاه: هو الحَافِظُ لهذهِ النِّعَمِ المَوْجُودَة، وهو الجَالِبُ للنِّعَمِ المفقُودة.
أيُّها المسلمون: جُودُوا بالقُلُوبِ الصَّافِيَة، والدَّعَوَاتِ الصَّادِقَة، والنوَايا الصَّالحة، فعلَى قَدْرِ النوَايا تكونُ العَطَايا، (إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا...) والمُسلمُ كما يتَّصِلُ بربِّه عبادةً وشُكرا؛ فإنه يتَّصِلُ بخَلْقِهِ محبَّةً وإخاءً، ولُطْفًا ومودَّة. فكُونوا في عِيدِكُم؛ كمَا أَمَرَ مولاكُم: فتَفَقَّدوا إخوَانَكُم وجِيرانَكُم، وقَرَابَاتِكُم وذَوي أرحَامِكُم؛ لتَنَالُوا رَحْمَةً مِنهُ وفَضْلا..
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
الخطبة الثانية:
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
الْحَمْدُ للهِ مُعِيدِ الْجُمَعِ وَالأَعْيادِ، والصَّلاةُ والسَّلاَمُ عَلى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ الْمُفَضَّلِ عَلَى جَميعِ الْعِبَادِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أمَّا بَعدُ: ألَا فاتَّقُوا اللهَ عِبادَ الله، وأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوه، واحمَدُوهُ علَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيكُم واشكُرُوه، وكُونُوا لَهُ علَى مَا يُحِبُّ؛ يَكُنْ لَكُم فوقَ مَا تُحِبُّونَ: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُحسِنُونَ).
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ الله: إنَّ شَهرَكُم قد رَحَل، ورمضَانُ قد أَفَل، ولا مُنْتَهَى مِنْ صَالحِ العَمَل، فلا تُغْلِقُوا مُصْحَفا، ولا تَمْنَعُوا رَغِيفا، ولا تَحْرِمُوا مُحْتَاجا، ولا تَقْطَعُوا إحْسَانا، ولا تَهجُروا صِيَاما، ولا تَتركُوا قِيَاما، وأَدِيموا تَضَرُّعَكم لمن لا تَغِيبونَ عنه، مَا أَحْسَنَ الإحسَانَ؛ يَتْبَعُهُ الإحسَانُ، ومَا أَقْبَحَ العِصيانَ بعدَ الإحسَانِ، ومَنْ صامَ رمضانَ ثم أَتبَعَهُ سِتًّا مِنْ شوَّالَ؛ كانَ كِصِيَامِ الدَّهر، ومَنْ أتى مِنكُم في هذا اليوم مِنْ طَرِيقٍ فَلْيَرْجِعْ مِنْ طَرِيقٍ أُخرَى إنْ تيَسَّرَ لهُ ذلك؛ اقتِدَاءً بنبيِّنا وقُدوَتِنا مُحمَّدٍ ﷺ.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
بُشْرَاكُمْ يا مَن قُمتُم وصُمتُم، بُشْرَاكُمْ يا مَن تَصَدَّقتُم واجتهَدتُم، فقد ذَهَبَ التَّعَبُ، وزالَ النَّصَبُ، وثبَتَ الأجرُ إنْ شاءَ الله.. تقبَّلَ اللهُ صِيامَكُم وقِيامَكُم، وأعادَ عليكُم هذهِ الأيامَ المباركةَ أعوَامًا عَدِيدةً، وأَزْمِنةً مَدِيدةً، وأنتُمْ في صِحَّةٍ وعافية، وحيَاةٍ سعيدة، فاللهم تقبَّلَ مَسَاعِينا وزكِّها، وارفعْ درجَاتِنا وأَعْلِهَا، اللهم أَعطِنا مِنَ الآمَالِ مُنتهَاهَا، ومِنَ الخَيراتِ أقصَاها، اللهم تقبَّلْ صِيَامَنا وقِيامَنا ودُعاءنا يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدين، وأَدِمْ على هذه البلادِ أمنَها ورخاءَها، وعِزَّها واستقرارَها، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم وفِّق إمامنا وولي أمرنا خادمَ الحرمينِ الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخذ به للبرِّ والتقوى، وأصلح له بطانته، ومتِّعه بالصحة والعافية، واحفظه من كلِّ شرٍّ وسوءٍ يا رب العالمين، اللهم وفقه وولي عهده لِمَا فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين، يا رب العالمين. اللهم انصر بهم دينَك، وأَعْلِ بهم كلمتَك، واجعلنا وإيَّاهم من الهُداة المهتدين، يا رب العالمين، اللهم وفِّق جميعَ ولاةِ أمور المسلمين لتحكيم شَرعِك واتباعِ سنة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين، ونفِّسْ كربَ المكروبين، واقض الدَّيْن عن المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، ربَّنا آتنا في الدُّنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد .
.
المرفقات
1742892945_خطبة عيد الفطر المبارك (شاملة ^Mمختصرة).pdf
1742893510_خطبة عيد الفطر المبارك (شاملة ^Mمختصرة).pdf