خطبة عيد الفطر السعيد 1445هـ

حسام الحجي
1445/09/29 - 2024/04/08 20:04PM

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَقَدْ وَافَتْنَا تَبَاشِيرُ الْفَرَحِ.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَقَدْ أظَلَّتْنا الْعَطَايَا وَالْمِنَحُ.

اللَّهُ أَكْبَرُ مَا تَعَالَتِ الْأَصْوَاتُ تكبيراً وذكراً.

اللَّهُ أَكْبَرُ مَا تَوَالَتِ الْأَعْيَادُ عُمراً ودهراً.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَادَ بِالْأَعْيَادِ، وَمَنَحَ الْفَرْحَةَ وَالْبَهْجَةَ لِلْعِبَادِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ رَعَى الْأَعْيَادَ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ خَيْرِ الْقُرُونِ وَالْعِبَادِ.

أمَّا بَعْدُ: مَا أَجْمَلَ اللَّحَظَاتِ، وَمَا أَحْسَنَ الْأَوْقَاتَ، وَأَنْتَ تَرَى الْمُعَيِّدِينَ بِأَجْمَلِ حُلَّةٍ، وَأَكْمَلِ خِصْلَةٍ، جَمَالٌ وَبَهَاءٌ فِي اللِّبَاسِ وَالْكِسَاءِ، وَفَرْحَةٌ تَعْلُو الْوُجُوهَ وَالْجِبَاهَ، وَدَعَوَاتٌ تَلْهَجُ بِمِلْءِ الْأَفْوَاهِ، أَدَامَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ أَيَّامَ السَّعَادَةِ، وَجَعَلَ أَوْقَاتَنَا عَامِرَةً بِالْأُنْسِ وَالْمَسَرَّاتِ وَالرِّيَادَةِ.

اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

طُوبَى لَكُمْ يَوْمَ أَكْمَلْتُمْ عِدَّةَ شَهْرِكُمْ، وَأَخْرَجْتُمْ زَكَاةَ فِطْرِكُمْ، وَجَلْجَلْتُمْ بِالتَّكْبِيرِ لِرَبِّكُمْ، وَالتَّكْبِيرُ أَبْلَغُ لَفْظٍ فِي مَعَانِي التَّعْظِيمِ، فَعَظِّمُوا خَالِقَكُمْ حَقَّ عَظَمَتِهِ، وَلَا تَغْفُلُوا عَنْ شُكْرِ فَضْلِهِ وَنِعْمَتِهِ، وَانْقَادُوا لِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، عَظِّمُوهُ وَنَزِّهُوهُ، عَمَّا يَقُولُ وَيَفْعَلُ عَبَدَةُ الْأَوْثَانِ وَالْمُشْرِكُونَ، وَلَا تُخَفِّفُوا صَحَائِفَكُمْ بِالْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ، وَلَا تُفْسِدُوا دِينَكُمْ بِالذَّهَابِ إِلَى السَّحَرَةِ وَالْكُهَّانِ، وَالدَّجَّالِينَ وَالْمُشَعْوِذِينَ الَّذِينَ يَدَّعُونَ عِلْمَ الْمُغَيَّبَاتِ، وَمَنْ صَانَ عَقِيدَتَهُ وَتَوْحِيدَهُ لِرَبِّهِ فَقَدِ اسْتَشْعَرَ مَعْنَى التَّكْبِيرِ، وَقَامَ بِوَاجِبِ التَّعْظِيمِ لِلرَّبِّ الْعَظِيمِ.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

إِذَا أَشْرَقَ الْعِيدُ تَهَلَّلَتِ الْوُجُوهُ فَرَحًا وَأَشْرَقَتْ، وَتَلَأْلَأَتْ وَاسْتَهَلَّتْ وَاسْتَبْشَرَتْ، وَالْفَرَحُ بِالْعِيدِ سُنَّةُ الْمُسْلِمِينَ، وَشَعِيْرَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الدِّينِ، شُرَعَ فِي الْعِيدِ إِظْهَارَ السُّرُورِ وَالْأَفْرَاحِ، لَا إِظْهَارَ الْحُزْنِ وَالنُّوَاحِ، وَلَا تَذَكُّرَ الْأَوْجَاعِ وَنَكْثَ الْجِرَاحِ.

لَا حُزْنَ يَعْلُو فَرْحَةً شُرِعَتْ * فِي يَوْمِ عِيدٍ وَيَوْمُ الْعِيدِ أَفْرَاحُ

فَأَعْلِنُوا الْأَفْرَاحَ وَأَظْهِرُوهَا، وَانْشُرُوا السَّعَادَةَ وَعَمِّمُوهَا، وَبَدِّدُوا غَيْمَةَ الْأَحْزَانِ، وَرَوِّحُوا الْأَبْدَانَ، وَأَدْخِلُوا السُّرُورَ عَلَى الْأَهْلِ وَالْأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ، وَوَسِّعُوا عَلَى الْعِيَالِ وَأَسْعِدُوا الْأَطْفَالَ، وَجُوْدُوا بِالتَّبَسُّمِ وَبَسْطِ الْوَجْهِ.

هَذَا يَوْمُ التَّسَامُحِ وَالتَّصَافُحِ وَالتَّصَالُحِ، فَتَرَاحَمُوا وَتَلَاحَمُوا، وَتَسَامَحُوا، وَتَصَافَحُوا وَتَصَالَحُوا حَتَّى يَكُونَ فَرَحُكُمْ أَفْرَاحًا، وَعِيدُكُمْ أَعْيَادًا.

اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

الخطبة الثانية:

اللهُ أَكْبَرُ مِمَّا نَخَافُ وَنَحْذَرُ، اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ ذُنُوبِنَا حَتَّى تُغْفَرَ.

الحمدُ للهِ الذي جَعَلَ الأعْيَادَ فِي الإسْلامِ مَصْدرًا لِلْهنَاءِ والسُّرُورِ، والصلاةُ والسلامُ على العبدِ الشَّكور.

أَهلَ العِيدِ: بُيُوتَكُمْ يَا مَعَاشِرَ الْفُضَلَاءِ، أُسَرَكُمْ هَذِهِ أمَانَاتُكُمْ فَلَا تُفَرِّطُوا فِيهَا، تَذَكَّرُوا قَوْلَ رَسُولِكُمْ ﷺ [كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ].

رَابِطُوا عَلَى وَظَائِفِكُمْ فَهِي مِنَ الأَمانَاتِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تُصَانَ مِنَ الضَّيَاعِ، لَا يَسْأَلُكُمِ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ ثُغُورِهَا فَلَا تَجِدُونَ جَوَابًا يَصْلُحُ لِلْفَكَاكِ.

اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

يا مَعشَرَ النساءِ: يَا مَعْقِدَ الآمَالِ، وَيَا مَصَانِعَ الرِّجَالِ، إِذَا كَانَتِ الهَجْمَةُ شَرِسَةً عَلَى عُمُومِ الأُمَّةِ؛ فَإِنَّهَا عَلَيْكُنَّ أَشَدُّ وأَعْظَمُ.

لَقَدْ عَلِمَ الأَعْدَاءُ أَنَّكُنَّ نِصْفُ المُجْتَمَعِ، وأَنْتُنَّ مَنْ يَصْنَعُ النِّصْفَ الآخَرَ، فَأَجْلَبُوا عَلَيكُنَّ بِخَيْلِهِم وَرَجِلِهِم

الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا * أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الأَعْرَاقِ

فَاللهَ اللهَ أَيَّتُهَا المرأةُ فِي أُمَّتِكِ؛ فَقَدْ عُلِّقَتْ بِكِ الآمَالُ، وَاليَومَ مَيدَانُ الأَفْعَالِ؛ جَعَلَكِ اللهُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً، صَالِحَةً مُصْلِحَةً؛ إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيمٌ.

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَتَكُمْ، وَجَعَلَ عِيدَكُمْ سَعِيدًا، وَعَمَلَكُمْ رَشِيدًا، وَأَعَادَ عَلَيْكُمْ رَمَضَانَ أَعْوَامًا عَدِيدَةً، وَأَزْمِنَةً مَدِيدَةً، بِصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ وَإِيمَانٍ.
اللهُ أَكْبَرَ وَالْعِزَّةُ لِلهِ ولرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وَاللهُ أَكْبَرُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ.

المشاهدات 2216 | التعليقات 0