خطبة عيد الفطر
علي الذهبي
1433/10/09 - 2012/08/27 12:29PM
ها قد رحل عنا شهر الجود والكرم ، شهر الصيام والقيام والقرآن
الله أكبر تسعاً . الله أكبر كبيراً ، والحمد لله بكرة وأصيلاً الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر كلما لمع برق وأمطر، الله أكبر ما هلل مسلم وكبر. وتاب تائب واستغفر الله . الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس نزلاً يتنافس فيه المتنافسون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنفع العبد يوم لا ينفع مال ولا بنون . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض المورود والمقام المحمود ، أول من تفتخ له أبواب الجنان ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الذي تنقطع فيه المنون . أيها المسلمون : ها قد رحل عنا شهر الجود والكرم ، شهر الصيام والقيام والقرآن ، شهر البر والجود والإحسان، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، فليت شعري من المقبول منا فنهنيه ، ومن المطرود المحروم منا فنعزيه ؟أيها الصائمون : إن يومكم هذا، يوم عظيم ، وعيد كريم، في هذا اليوم تعلن النتائج وتوزع الجوائز، في هذا اليوم يفرح الذين جدوا واجتهدوا في رمضان .الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.إن الجوائز الإلهية التي توزع اليوم ما هي إلا جزء من الجوائز العظيمة والمنح الكريمة التي يخص الله بها عباده الصائمين يوم القيامة ، تصور نفسك أيها الصائم حينما تقف بين يدي الله تبارك وتعالى يوم القيامة ، فيعرض عليك سجلاتك التي لن تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فتجدها مثقلة بجبال الحسنات التي أكرمك بها جزاءً على صيامك وصلاتك وزكاتك وصدقاتك ، لكنك مع هذا فإن خوفاً يساورك على ما اقترقت من ذنوب وخطايا ، وتخشى أن تـأكل حسناتك أكلاً ، فينبري لك صيامك وقراءتك القرآن فيشفعان لك ويطلبان من العفو الغفور أن يعفو عنك ويتجاوز عن سيئاتك ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد ، يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان ) رواه أحمد ، فيقبل الله شفاعتهما ، ثم يتفضل المنان عليك بأعظم نعمة وأجلها ، وهي العتق من النيران ، والفوز بالجنان ، جزاءً وفاقاً على إحسانك ، ثم يعطيك كتابك بيمينك ، فترفع يديك بين البشر وتصرخ ( هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه) .هذا جزاؤك ، الجنة دار المتقين ، ( جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ). فتيمم وجهك شطر الجنة وتمر على الصراط كلمح البصر ، حتى تقف عند باب الريان الذي أعده الكريم للصائمين دون غيرهم ،) فتضع رجلك عند باب الجنة فتستقبلك الملائكة الكرام بأحلى كلمة ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) فتطأ الجنة برجلك ، وتصبح في لمحة بصر ، من أهل الجنة التي أعد الله فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ستدخل الجنة التي بناها القوي العزيز بأجمل بناء لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وجعل المسك طينتها ، وفرشها باللؤلؤ والياقوت ، وأنبت في أرضها الزعفران ، ثم تساق سوقاً إلى قصرك الذي أعده الله لك ، يقول الله ( ويدخلهم الجنة عرفها لهم ) ولا تدري فقد يكون قصرك من القصور الجميلة التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : ( إن في الجنة غرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها . فقام إليه أعرابي فقال لمن هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام ، وصلى لله بالليل والناس نيام ) رواه الترمذي . بل إنك لا تدري فقد يكون قصرك تلك الخيمة من اللؤلؤ التي أعدها الله لعباده المؤمنين ، قال - صلى الله عليه وسلم - حينما قال : ( إن للمؤمن فى الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ، طولها ستون ميلا ، للمؤمن فيها أهلون ، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا ) رواه مسلم . تقف عند باب قصرك ، وتستقبل استقبالاً لم يحلم به أعظم ملوك الدنيا ، إذ الحور العين على الباب واقفات ، وعند الناصية صافات ، طاهرات مطهرات ، قاصرات الطرف مطيعات ، الواحدة منهن كاللؤلو المكنون ، يحار الطرف في حسنها ، وكأنه يريد أن يشرب من كأس جمالها ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الدنيا لأضاءت ما بينهما ، ولملأته ريحا ، ولنصيفها - خمارها - على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) رواه البخاري .الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
ستبدأ بعدها أيها الصائم رحلة النعيم ، فتبدأها بقصرك الكبير ، المفروش ببسط الحرير ، وتجلس على ذاك السرير ، وتلبس الذهب والفضة: ( يحلون فيها من أساور من ذهب ولباسهم فيها حرير ) وإلى جانبك الحور العين اللائي وصفهن الله بأنهن كالياقوت والمرجان ، والخدم الذين هم في الجمال كاللؤلو المنثور ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً ) وتشرب في أواني الذهب والفضة ( ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا ) وتأكل ألوان الفاكهة وأصنافها ( وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة ) فتعيش في النعيم ، وتتقلب في النعيم ، تأكل النعيم ، وتشربه ، وتتنفس هواءه ، وستكون حالك كما قال الله تعالى : ( إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون ) .فتسأل نفسك أفي الجنة أعظم من هذا النعيم ؟ فتخرج من قصرك ، فتجد أن الله تعالى بنى لك بيتاً آخر جزاءً لك على المسجد الذي بنيته في الدنيا ( من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ) وبيتاً آخر جزاءً لك على السنن الرواتب التي كنت تصليها ( من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة) وبيتاً ثالثاً في طرف الجنة جزاء تركك المراء والجدال ، وبيتاً رابعاً جزاءً على تحريك الصدق في حديثك ، وبيتاً خامساً جزاءً على خلقك الحسن في الدنيا ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( أنا زعيم ببيت في ربض - طرف - الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) وفي كل بيت من هذه البيوت عجب عجاب لم تره في حياتك قط . تنتقل بين هذه القصور والبيوت ثم تكتشف بعدها أمراًَ آخر ، إذ ستجد ملايين الأشجار التي غرسها الله لك جزاء على تسبيحك وتحميدك في الدنيا ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرس الله له بكل واحدة منهن شجرة في الجنة ) فبكل تسبيحة شجرة ، وكل تحميدة شجرة ، وكل تهليلة شجرة ، وكل تكبيرة شجرة ، وهكذا تتوالى الأشجار وتجتمع في رصيدك حتى تبلغ الملايين ، فتدرك عظمة ملك الله ، وتتذكر حينها تلك الآية العظيمة التي لم تفهم حقيقتها حق الفهم في الدنيا : ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ) وإذا كانت هذه البيوت والقصور والخدم والحور، لعبد من عباده ! فما بالكم بما أعد الله للأنبياء والشهداء ؟تتجول بين قصورك وبيوتك ، متأملاً في أنهار الجنة التي سيرها الله تحت قصورك وبيوتك ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ) فتتجول بين هذه الأنهار، وحينها سترى لأول مرة أنهار اللبن ، وأنهار الخمر ، وأنهار العسل ، كما سترى نهراً يشق الجنة شقاً ، وعلى حافتيه عذارى من الحور العين يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون أن في الجنة لذة مثلها .تتجول في أرجاء الجنة وأطرافها ؛ فتتذكر حالك في الدنيا حينما كنت عبداً ذليلاً راكعاً ساجداً لله ، وتتذكر صيامك وصلاتك وصدقاتك ، ثم تتذكر أقاربك وأرحامك ، فيجمعك الله بهم - إن كانوا من الصالحين - ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) فتلتقي بزوجتك إن كانت صالحة ، وذريتك إن كانوا مؤمنين ،.وهكذا تستقر في الجنة ويجمع الله لك أسرتك ، ) .أما أعظم نعمة ؛ فهي رؤية المؤمنين ربهم تبارك وتعالى رأي العين ، كما كانوا يرون الشمس والقمر في الدنيا ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله - تبارك وتعالى - تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار ؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ) رواه مسلم .فهذه جائزة الصيام ، أعدها الكريم لعباده الصائمين ، قال تعالى : ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) قال مجاهد : الأيام الخالية هي أيام الصيام ، أي : كلوا واشربوا بدل ما أمسكتم عن الأكل والشرب لوجه الله ) .اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ،وتقبل صيامنا وقيامنا ، إنك سميع الدعاء .نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ جعل يقول وهو يجود بنفسه: "الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم؛ وذلك لأن الصلاة عمود الإسلام وثاني أركانه وآخر ما يبقى منه، لقد كنتم من المصلين ومن روّاد المساجد طيلة شهر رمضان، فواصلوا هذا الخير، الصلاة هي الناهية عن الفحشاء والمنكر، ولا دين ولا إسلام لمن تركها، أقيموها جماعة في بيوت الله وفي أوقاتها التي كتبها الله، وعلى الصورة والهيئة التي سنّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالصلاة شأنها عظيم في هذا الدين،".وأدوا زكاة أموالكم ولا تبخلوا بها، احذروا من الشرك بالله فإنه محبط للأعمال، والجنة حرام على صاحبه: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ]وإياكم وعقوق الوالدين فإنه من كبائر الذنوب: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا]، وإياكم وقطيعة الأرحام؛ فإن الله -تبارك وتعالى- لعن قاطعي الأرحام؛ فقال -عزّ من قائل-: (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ واجتنبوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة: (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ وغضوا أبصاركم عن محارم الله؛ فإن النظرة سهم من سهام إبليس، ولا تقربوا الزنا فإن فيه خصالاً قبيحة ماحقة ومهلكة في الدنيا والآخرة، وقد نهى الله تعالى من الاقتراب منه فكيف بالوقوع فيه: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [ -. -.وإياكم ثم إياكم والربا أكلاً وتعاملاً؛ فإنه حرام حرام بنص كلام ربنا: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) [، وانتبهوا من بعض معاملات البنوك؛ فإنها تحارب الله جهارًا نهارًا، ففيها عين الربا.واجتنبوا الغيبة والنميمة وقول الزور والعمل به، وإياكم والوقوع في أعراض الناس؛ فإن القصاص سيكون يوم القيامة من الحسنات. وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم، ولا تبخسوا الناس أشياءهم.واحذروا المعاصي بجميع أشكالها وألوانها،. وقوموا بحق الجوار لمن جاوركم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم، وصِلوا أرحامكم ، ففي الصحيحين قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه". وأحسنوا إلى من أساء إليكم، ذلكم خير لكم وأزكى وأطهر: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 34، 35].وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وإياكم وتركه مع القدرة عليه: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وإنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. وأقيموا أولادكم على طاعة الله، ألزموهم أداء الصلوات المفروضة في المساجد. واستروا نساءكم ومحارمكم واقسروهن على الستر والتستر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [. عظّموا شعائر الله وتعاليم دينه، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب أيتها المسلمة عليكِ بخدمة الزوج والقيام معه بالطاعة , ورعاية أولاده وحفظ ماله ومتاعه فإن لك بذلك عظيم الأجر وجزيل العطاء ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة ) وعن أبي هريرة; قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت فرضها ، وحصنت فرجها , وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بنسائكم في الجنة ( يعني من نساء الدنيا ) قلنا بلى يا رسول الله قال: الولود الودود التي إذا غضبت أو أسئ لها إليها أو غضب زوجها قالت :هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى )• لا تكلفي زوجك من النفقة مالا يطيق ولا ترهقيه من أمره عسرا • احذري الخضوع في مخاطبة الرجال , ومخالطتهم وإبداء الزينة لهم • احذري مشابهة الكافرات والماجنات بحجة متابعة الموضة ( فمن تشبه بقوم فهو منهم ) وفي الحديث الصحيح ( صنفان من أمتي لم أرهما قط نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) • حافظي على عفافك وحجابك وحيائك .. احذري تمييع الحجاب, فالحجاب عبادة وليس عادة , الحجاب ستر وليس زينة. ليست العباءة الضيقة ولا الشفافة ولا مطرزة الأكمام حجاباً شرعياً (بل هي فتنة ولا كن أكثر الناس لا يعلمون واحذر -أخي المسلم وأختي المسلمة- من أن تكون ممن وفقه الله لفعل الخيرات في رمضان، ثم تنكص على عقبيك، فتهدم ما بنيت، وتنقض ما غزلت، فتتهاون في صلاتك، ولا يكون لك حظ من صيام أو صدقة أو نسك، فتفلس بعد غنى، نعوذ بالله من ذلك. يا حسرتا على دموع سكبت في المساجد، ويا حسرتا على دعوات رفعت من أجلها الأيدي إلى السماء، ويا حسرتا على حضور مع الجماعة وتلاوة للقرآن طوال الشهر، فأعقب ذلك كله عودة إلى المعاصي، وتفريط للصلوات، وهجر للقرآن، واستهانة بالمحرمات، وإهمال للمسئوليات، اللهم إنا نعوذ بك أن نبدل نعمتك كفرًا ونحن نستقبل أيام العيد،.فداوم على طاعة الله، واستمر في العمل في مرضاته، واترك ما اعتدت تركه في رمضان، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، وربما كان هذا آخر رمضان تدركه، وتكون أنت ممن يتذكرهم أهلوهم ويترحمون عليهم، فإياك والكسل بعد الجد وحسن العمل، وإياك والتواني بعد العزم، واحذر بعد أن ذقت حلاوة الطاعة أن تعود إلى الإثم، فما أعظم البشرى من الله للطائعين
.الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد أيها المسلمون: وإذا وافق العيد يوم الجمعة كما نحن اليوم، فإنه من صلى العيد مع الإمام سقط عنه وجوب حضور الجمعة ويبقى في حقه سنة، ولكن لا يدع صلاة الظهر، ويجب عليه أن يصلي ظهرًا، والأفضل أن يصلي مع الناس جمعة، فإن لم يصل الجمعة صلى ظهرًا؛ لما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه رخص في الجمعة لمن حضر العيد، وقال:"اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شهد العيد فلا جمعة عليه". وهذا في حق غير الإمام، أما الإمام فإنه يجب عليه أن يحضر للجمعة ويقيمها بمن حضر معه من المسلمين، ولا تترك صلاة الجمعة نهائيًا في هذا اليوم،
اللهم اجعل عيدنا فوزاً برضاك، واجعلنا ممن قبلتهم فأعتقت رقابهم من النار، اللهم اجعل رمضان راحلاً بذنوبنا، قد غفرت فيه سيئاتنا، ورفعت فيه درجاتنا..
عباد الله، عباد الله، إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)، و قال (r): ((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا)) فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم تسليمًا كبيرًا.
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، عن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذي شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة اللهم انفعنا بمحبتهم ولا تخالف بنا عن نهجهم يا خير مسؤول وخير مأمول..
اللهم إنا قد تولينا صيام شهرنا وقيامه على تقصير أدينا في من حقك قليلا من كثير، وقد أنخنا ببابك سائلين، ولفضلك طالبين فلا تردنا خائبين ولا من رحمتك آيسين، فنحن الفقراء إليك والأسارى بين يديك، إليك توجهنا ولمعروفك تعرضنا، ولبابك قرعنا ومن رحمتك سألنا فاللهم ارحم خضوعنا، اللهم اجبر قلوبنا، اللهم واستر عيوبنا، واللهم لا تصرف وجهك الكريم عنا، اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك المؤمنين اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعلنا من الذين قبلت منهم رمضان وأعتقتهم من النيران، اللهم واجعلنا ممن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، فغفرت له ما تقدم من ذنبه، اللهم إنا نسألك أن تفرج عن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فرجًا عاجلاً غير آجل، اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن في أمن وإيمان، وبر وإحسان، وعلى طاعة واستقامة يا رب العالمين. اللهم صلى على محمد. أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبولين ، وأن يختم لنا بخير وأن يجمعنا على خير ، ثم صلوا وسلموا على خير الورى ، فقد أمركم بذلك ربكم تبارك وتعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وآمنا في أوطاننا ، واشف مرضانا ، وارحم موتانا ، وبلغنا مما يرضيك آمالنا ، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا . اللهم إنا نسألك خير المسألة ، وخير الدعاء ، وخير النجاح ، وخير العمل ، وخير الثواب ، وخير الحياة ، وخير الممات ، وثبتنا ، وثقل موازيننا ، وحقق إيماننا ، وارفع درجاتنا ، وتقبل صلاتنا ، وصيامنا ، واغفر خطيئاتنا ، ونسألك الدرجات العلى من الجنة .اللهم إنا نسألك فواتح الخير ، وخواتمه ، وجوامعه وأوله وآخره ، وظاهره ، وباطنه .اللهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا ، وتضع وزرنا ، وتصلح أمرنا ، وتطهر قلوبنا ، وتحصن فروجنا ، وتنور قلوبنا ، وتغفر لنا ذنوبنا ، ونسألك الدرجات العلى من الجنة .وتقبل الله طاعتكم ، وكل عام وأنتم بخير ، وأدام الله أفراحكم في دياركم العامرة ، والحمد لله رب العالمين.. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا وآله وصحبه أجمعين واغفر للمؤمنين الأحياء والميتين أجمعين..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
الله أكبر تسعاً . الله أكبر كبيراً ، والحمد لله بكرة وأصيلاً الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر كلما لمع برق وأمطر، الله أكبر ما هلل مسلم وكبر. وتاب تائب واستغفر الله . الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس نزلاً يتنافس فيه المتنافسون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنفع العبد يوم لا ينفع مال ولا بنون . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض المورود والمقام المحمود ، أول من تفتخ له أبواب الجنان ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الذي تنقطع فيه المنون . أيها المسلمون : ها قد رحل عنا شهر الجود والكرم ، شهر الصيام والقيام والقرآن ، شهر البر والجود والإحسان، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، فليت شعري من المقبول منا فنهنيه ، ومن المطرود المحروم منا فنعزيه ؟أيها الصائمون : إن يومكم هذا، يوم عظيم ، وعيد كريم، في هذا اليوم تعلن النتائج وتوزع الجوائز، في هذا اليوم يفرح الذين جدوا واجتهدوا في رمضان .الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.إن الجوائز الإلهية التي توزع اليوم ما هي إلا جزء من الجوائز العظيمة والمنح الكريمة التي يخص الله بها عباده الصائمين يوم القيامة ، تصور نفسك أيها الصائم حينما تقف بين يدي الله تبارك وتعالى يوم القيامة ، فيعرض عليك سجلاتك التي لن تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فتجدها مثقلة بجبال الحسنات التي أكرمك بها جزاءً على صيامك وصلاتك وزكاتك وصدقاتك ، لكنك مع هذا فإن خوفاً يساورك على ما اقترقت من ذنوب وخطايا ، وتخشى أن تـأكل حسناتك أكلاً ، فينبري لك صيامك وقراءتك القرآن فيشفعان لك ويطلبان من العفو الغفور أن يعفو عنك ويتجاوز عن سيئاتك ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد ، يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان ) رواه أحمد ، فيقبل الله شفاعتهما ، ثم يتفضل المنان عليك بأعظم نعمة وأجلها ، وهي العتق من النيران ، والفوز بالجنان ، جزاءً وفاقاً على إحسانك ، ثم يعطيك كتابك بيمينك ، فترفع يديك بين البشر وتصرخ ( هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه) .هذا جزاؤك ، الجنة دار المتقين ، ( جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ). فتيمم وجهك شطر الجنة وتمر على الصراط كلمح البصر ، حتى تقف عند باب الريان الذي أعده الكريم للصائمين دون غيرهم ،) فتضع رجلك عند باب الجنة فتستقبلك الملائكة الكرام بأحلى كلمة ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) فتطأ الجنة برجلك ، وتصبح في لمحة بصر ، من أهل الجنة التي أعد الله فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ستدخل الجنة التي بناها القوي العزيز بأجمل بناء لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وجعل المسك طينتها ، وفرشها باللؤلؤ والياقوت ، وأنبت في أرضها الزعفران ، ثم تساق سوقاً إلى قصرك الذي أعده الله لك ، يقول الله ( ويدخلهم الجنة عرفها لهم ) ولا تدري فقد يكون قصرك من القصور الجميلة التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : ( إن في الجنة غرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها . فقام إليه أعرابي فقال لمن هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام ، وصلى لله بالليل والناس نيام ) رواه الترمذي . بل إنك لا تدري فقد يكون قصرك تلك الخيمة من اللؤلؤ التي أعدها الله لعباده المؤمنين ، قال - صلى الله عليه وسلم - حينما قال : ( إن للمؤمن فى الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ، طولها ستون ميلا ، للمؤمن فيها أهلون ، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا ) رواه مسلم . تقف عند باب قصرك ، وتستقبل استقبالاً لم يحلم به أعظم ملوك الدنيا ، إذ الحور العين على الباب واقفات ، وعند الناصية صافات ، طاهرات مطهرات ، قاصرات الطرف مطيعات ، الواحدة منهن كاللؤلو المكنون ، يحار الطرف في حسنها ، وكأنه يريد أن يشرب من كأس جمالها ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الدنيا لأضاءت ما بينهما ، ولملأته ريحا ، ولنصيفها - خمارها - على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) رواه البخاري .الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
ستبدأ بعدها أيها الصائم رحلة النعيم ، فتبدأها بقصرك الكبير ، المفروش ببسط الحرير ، وتجلس على ذاك السرير ، وتلبس الذهب والفضة: ( يحلون فيها من أساور من ذهب ولباسهم فيها حرير ) وإلى جانبك الحور العين اللائي وصفهن الله بأنهن كالياقوت والمرجان ، والخدم الذين هم في الجمال كاللؤلو المنثور ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً ) وتشرب في أواني الذهب والفضة ( ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا ) وتأكل ألوان الفاكهة وأصنافها ( وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة ) فتعيش في النعيم ، وتتقلب في النعيم ، تأكل النعيم ، وتشربه ، وتتنفس هواءه ، وستكون حالك كما قال الله تعالى : ( إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون ) .فتسأل نفسك أفي الجنة أعظم من هذا النعيم ؟ فتخرج من قصرك ، فتجد أن الله تعالى بنى لك بيتاً آخر جزاءً لك على المسجد الذي بنيته في الدنيا ( من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ) وبيتاً آخر جزاءً لك على السنن الرواتب التي كنت تصليها ( من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة) وبيتاً ثالثاً في طرف الجنة جزاء تركك المراء والجدال ، وبيتاً رابعاً جزاءً على تحريك الصدق في حديثك ، وبيتاً خامساً جزاءً على خلقك الحسن في الدنيا ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( أنا زعيم ببيت في ربض - طرف - الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) وفي كل بيت من هذه البيوت عجب عجاب لم تره في حياتك قط . تنتقل بين هذه القصور والبيوت ثم تكتشف بعدها أمراًَ آخر ، إذ ستجد ملايين الأشجار التي غرسها الله لك جزاء على تسبيحك وتحميدك في الدنيا ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرس الله له بكل واحدة منهن شجرة في الجنة ) فبكل تسبيحة شجرة ، وكل تحميدة شجرة ، وكل تهليلة شجرة ، وكل تكبيرة شجرة ، وهكذا تتوالى الأشجار وتجتمع في رصيدك حتى تبلغ الملايين ، فتدرك عظمة ملك الله ، وتتذكر حينها تلك الآية العظيمة التي لم تفهم حقيقتها حق الفهم في الدنيا : ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ) وإذا كانت هذه البيوت والقصور والخدم والحور، لعبد من عباده ! فما بالكم بما أعد الله للأنبياء والشهداء ؟تتجول بين قصورك وبيوتك ، متأملاً في أنهار الجنة التي سيرها الله تحت قصورك وبيوتك ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ) فتتجول بين هذه الأنهار، وحينها سترى لأول مرة أنهار اللبن ، وأنهار الخمر ، وأنهار العسل ، كما سترى نهراً يشق الجنة شقاً ، وعلى حافتيه عذارى من الحور العين يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون أن في الجنة لذة مثلها .تتجول في أرجاء الجنة وأطرافها ؛ فتتذكر حالك في الدنيا حينما كنت عبداً ذليلاً راكعاً ساجداً لله ، وتتذكر صيامك وصلاتك وصدقاتك ، ثم تتذكر أقاربك وأرحامك ، فيجمعك الله بهم - إن كانوا من الصالحين - ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) فتلتقي بزوجتك إن كانت صالحة ، وذريتك إن كانوا مؤمنين ،.وهكذا تستقر في الجنة ويجمع الله لك أسرتك ، ) .أما أعظم نعمة ؛ فهي رؤية المؤمنين ربهم تبارك وتعالى رأي العين ، كما كانوا يرون الشمس والقمر في الدنيا ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله - تبارك وتعالى - تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار ؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ) رواه مسلم .فهذه جائزة الصيام ، أعدها الكريم لعباده الصائمين ، قال تعالى : ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) قال مجاهد : الأيام الخالية هي أيام الصيام ، أي : كلوا واشربوا بدل ما أمسكتم عن الأكل والشرب لوجه الله ) .اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ،وتقبل صيامنا وقيامنا ، إنك سميع الدعاء .نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ جعل يقول وهو يجود بنفسه: "الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم؛ وذلك لأن الصلاة عمود الإسلام وثاني أركانه وآخر ما يبقى منه، لقد كنتم من المصلين ومن روّاد المساجد طيلة شهر رمضان، فواصلوا هذا الخير، الصلاة هي الناهية عن الفحشاء والمنكر، ولا دين ولا إسلام لمن تركها، أقيموها جماعة في بيوت الله وفي أوقاتها التي كتبها الله، وعلى الصورة والهيئة التي سنّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالصلاة شأنها عظيم في هذا الدين،".وأدوا زكاة أموالكم ولا تبخلوا بها، احذروا من الشرك بالله فإنه محبط للأعمال، والجنة حرام على صاحبه: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ]وإياكم وعقوق الوالدين فإنه من كبائر الذنوب: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا]، وإياكم وقطيعة الأرحام؛ فإن الله -تبارك وتعالى- لعن قاطعي الأرحام؛ فقال -عزّ من قائل-: (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ واجتنبوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة: (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ وغضوا أبصاركم عن محارم الله؛ فإن النظرة سهم من سهام إبليس، ولا تقربوا الزنا فإن فيه خصالاً قبيحة ماحقة ومهلكة في الدنيا والآخرة، وقد نهى الله تعالى من الاقتراب منه فكيف بالوقوع فيه: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [ -. -.وإياكم ثم إياكم والربا أكلاً وتعاملاً؛ فإنه حرام حرام بنص كلام ربنا: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) [، وانتبهوا من بعض معاملات البنوك؛ فإنها تحارب الله جهارًا نهارًا، ففيها عين الربا.واجتنبوا الغيبة والنميمة وقول الزور والعمل به، وإياكم والوقوع في أعراض الناس؛ فإن القصاص سيكون يوم القيامة من الحسنات. وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم، ولا تبخسوا الناس أشياءهم.واحذروا المعاصي بجميع أشكالها وألوانها،. وقوموا بحق الجوار لمن جاوركم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم، وصِلوا أرحامكم ، ففي الصحيحين قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه". وأحسنوا إلى من أساء إليكم، ذلكم خير لكم وأزكى وأطهر: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 34، 35].وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وإياكم وتركه مع القدرة عليه: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وإنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. وأقيموا أولادكم على طاعة الله، ألزموهم أداء الصلوات المفروضة في المساجد. واستروا نساءكم ومحارمكم واقسروهن على الستر والتستر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [. عظّموا شعائر الله وتعاليم دينه، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب أيتها المسلمة عليكِ بخدمة الزوج والقيام معه بالطاعة , ورعاية أولاده وحفظ ماله ومتاعه فإن لك بذلك عظيم الأجر وجزيل العطاء ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة ) وعن أبي هريرة; قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت فرضها ، وحصنت فرجها , وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بنسائكم في الجنة ( يعني من نساء الدنيا ) قلنا بلى يا رسول الله قال: الولود الودود التي إذا غضبت أو أسئ لها إليها أو غضب زوجها قالت :هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى )• لا تكلفي زوجك من النفقة مالا يطيق ولا ترهقيه من أمره عسرا • احذري الخضوع في مخاطبة الرجال , ومخالطتهم وإبداء الزينة لهم • احذري مشابهة الكافرات والماجنات بحجة متابعة الموضة ( فمن تشبه بقوم فهو منهم ) وفي الحديث الصحيح ( صنفان من أمتي لم أرهما قط نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) • حافظي على عفافك وحجابك وحيائك .. احذري تمييع الحجاب, فالحجاب عبادة وليس عادة , الحجاب ستر وليس زينة. ليست العباءة الضيقة ولا الشفافة ولا مطرزة الأكمام حجاباً شرعياً (بل هي فتنة ولا كن أكثر الناس لا يعلمون واحذر -أخي المسلم وأختي المسلمة- من أن تكون ممن وفقه الله لفعل الخيرات في رمضان، ثم تنكص على عقبيك، فتهدم ما بنيت، وتنقض ما غزلت، فتتهاون في صلاتك، ولا يكون لك حظ من صيام أو صدقة أو نسك، فتفلس بعد غنى، نعوذ بالله من ذلك. يا حسرتا على دموع سكبت في المساجد، ويا حسرتا على دعوات رفعت من أجلها الأيدي إلى السماء، ويا حسرتا على حضور مع الجماعة وتلاوة للقرآن طوال الشهر، فأعقب ذلك كله عودة إلى المعاصي، وتفريط للصلوات، وهجر للقرآن، واستهانة بالمحرمات، وإهمال للمسئوليات، اللهم إنا نعوذ بك أن نبدل نعمتك كفرًا ونحن نستقبل أيام العيد،.فداوم على طاعة الله، واستمر في العمل في مرضاته، واترك ما اعتدت تركه في رمضان، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، وربما كان هذا آخر رمضان تدركه، وتكون أنت ممن يتذكرهم أهلوهم ويترحمون عليهم، فإياك والكسل بعد الجد وحسن العمل، وإياك والتواني بعد العزم، واحذر بعد أن ذقت حلاوة الطاعة أن تعود إلى الإثم، فما أعظم البشرى من الله للطائعين
.الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد أيها المسلمون: وإذا وافق العيد يوم الجمعة كما نحن اليوم، فإنه من صلى العيد مع الإمام سقط عنه وجوب حضور الجمعة ويبقى في حقه سنة، ولكن لا يدع صلاة الظهر، ويجب عليه أن يصلي ظهرًا، والأفضل أن يصلي مع الناس جمعة، فإن لم يصل الجمعة صلى ظهرًا؛ لما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه رخص في الجمعة لمن حضر العيد، وقال:"اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شهد العيد فلا جمعة عليه". وهذا في حق غير الإمام، أما الإمام فإنه يجب عليه أن يحضر للجمعة ويقيمها بمن حضر معه من المسلمين، ولا تترك صلاة الجمعة نهائيًا في هذا اليوم،
اللهم اجعل عيدنا فوزاً برضاك، واجعلنا ممن قبلتهم فأعتقت رقابهم من النار، اللهم اجعل رمضان راحلاً بذنوبنا، قد غفرت فيه سيئاتنا، ورفعت فيه درجاتنا..
عباد الله، عباد الله، إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)، و قال (r): ((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا)) فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم تسليمًا كبيرًا.
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، عن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذي شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة اللهم انفعنا بمحبتهم ولا تخالف بنا عن نهجهم يا خير مسؤول وخير مأمول..
اللهم إنا قد تولينا صيام شهرنا وقيامه على تقصير أدينا في من حقك قليلا من كثير، وقد أنخنا ببابك سائلين، ولفضلك طالبين فلا تردنا خائبين ولا من رحمتك آيسين، فنحن الفقراء إليك والأسارى بين يديك، إليك توجهنا ولمعروفك تعرضنا، ولبابك قرعنا ومن رحمتك سألنا فاللهم ارحم خضوعنا، اللهم اجبر قلوبنا، اللهم واستر عيوبنا، واللهم لا تصرف وجهك الكريم عنا، اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك المؤمنين اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعلنا من الذين قبلت منهم رمضان وأعتقتهم من النيران، اللهم واجعلنا ممن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، فغفرت له ما تقدم من ذنبه، اللهم إنا نسألك أن تفرج عن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فرجًا عاجلاً غير آجل، اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن في أمن وإيمان، وبر وإحسان، وعلى طاعة واستقامة يا رب العالمين. اللهم صلى على محمد. أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبولين ، وأن يختم لنا بخير وأن يجمعنا على خير ، ثم صلوا وسلموا على خير الورى ، فقد أمركم بذلك ربكم تبارك وتعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وآمنا في أوطاننا ، واشف مرضانا ، وارحم موتانا ، وبلغنا مما يرضيك آمالنا ، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا . اللهم إنا نسألك خير المسألة ، وخير الدعاء ، وخير النجاح ، وخير العمل ، وخير الثواب ، وخير الحياة ، وخير الممات ، وثبتنا ، وثقل موازيننا ، وحقق إيماننا ، وارفع درجاتنا ، وتقبل صلاتنا ، وصيامنا ، واغفر خطيئاتنا ، ونسألك الدرجات العلى من الجنة .اللهم إنا نسألك فواتح الخير ، وخواتمه ، وجوامعه وأوله وآخره ، وظاهره ، وباطنه .اللهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا ، وتضع وزرنا ، وتصلح أمرنا ، وتطهر قلوبنا ، وتحصن فروجنا ، وتنور قلوبنا ، وتغفر لنا ذنوبنا ، ونسألك الدرجات العلى من الجنة .وتقبل الله طاعتكم ، وكل عام وأنتم بخير ، وأدام الله أفراحكم في دياركم العامرة ، والحمد لله رب العالمين.. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا وآله وصحبه أجمعين واغفر للمؤمنين الأحياء والميتين أجمعين..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
المرفقات
236.doc
237.doc
238.doc
239.doc
240.doc
241.doc
242.doc
243.doc