خطبة عيد الاضحى 14

ابو سعود
1436/12/10 - 2015/09/23 19:42PM
الله أكبر...الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر
الله أكبر كبيرا... والحمد لله كثيرا... وسبحان الله بكرة وأصيلا
الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله،والله أكبر،الله أكبر،ولله الحمد،الله أكبر كبيرًا،الله أكبر عدد ما أزهرت الأزهار،الله أكبر عددما أثمَرَت الأشجار،الله أكبر عدد ما سالَت الأودية بالأمطار،الله أكبر عددما غرَّدَت الأطيار،الله أكبر عدد مالبَّى المُلبُّون من الحُجَّاج والعُمَّار،الله أكبركم أعتق الله برحمته عبدًا من النار،الله أكبر كم تجاوز عن الذنوب والأوزار.
الحمد لله لا نِدَّ له ولا نظير يُساميه، ولا عديل له ولا مثيل يُدانيه، أحمده حمد مُعترِفٍ بجزيل نعمه وأعاطيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تعصِمُ صاحبها وتُعليه، وتُقرِّبه لمولاه وتُدنيه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله من اتبعه فلا البدع تستهويه، ولا الخرافة تُغويه، صلى الله وسلَّم عليه وعلى الخِيَرة المُصطفَيْن من آله، والمُقتدين بشرف فِعاله وكريم خِصاله.أما بعد:
يا أيها المسلمون: هنيئًا لكم عيد الأضحى المبارك وقد هبَّ نسيمه مِسكًا عبِقًا، وخيرًا غدِقًا، هنيئًا لكم يوم الحج الأكبر، هنيئًا لكم يوم الجمع الأعظم، يومٌ يُهراق فيه الدم، والرمي والنحر والطواف في صبيحته، فما أعظمه من يوم، وما أكرمه من جمع
فهاهم الحجيج في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة تبتهل وتضرع، وتُنادي ربها وتخشع، قد طمِعَت في رحمته وغفرانه، وكرمه ورضوانه، وعطائه ونواله، وهو الرحيم التواب، الكريم الوهاب، يفتح بابًا، ويقبل متابًا، ويُعتِق رقابًا، فسبحان من خضع له كل شيء، وسبحان من دان له كل شيء.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: من دلائل عظمة المولى -جل في عُلاه وكبريائه، وقهره وغلبته، وعزته وحكمته-: أن جعل لأهل السماء السابعة كعبةً أخرى مُعظَّمة، معمورةً بالطاعة مدى الأوقات، يتعبَّد فيها الملائكة، ويطوفون بها كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم؛ فعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث الإسراء: "...ثم عرج بنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟! قال: جبريل. قال: ومن معك؟! قال: محمد -صلى الله عليه وسلم-. قيل: وقد بُعِثَ إليه؟! قال: قد بُعِثَ إليه، ففُتِح لنا، فإذا أنا بإبراهيم -صلى الله عليه وسلم- مُسنِدًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف مَلَكٍ لا يعودون إليه". متفق عليه.
فسبحان من دانَت له جميع الكائنات، وذلَّت له جميع المخلوقات، وخضعَت له الملائكة في سائر الأقطار والجهات.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: اجعلوا الله ذُخركم وملجأكم، ومقصِدَكم ومفزَعكم، هو المستحق لأجلِ الحمد وأكمل الثناء، فلا تليق العبادة إلا له، ولا تنبغي الإلهية إلا لعظمته، تعالى وتقدَّس، وتنزَّه وتعاظَم، وجلَّ وعزَّ أن يكون له شريكٌ أو نظير، أو والدٌ أو ولد: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) من تعلَّق به كفاه، ومن اعتمد عليه وقاه، ومن لجأ إليه حفِظَه وتولاَّه
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: لوذوا بالكتاب والسنة، واعتصموا بهما، وتمسكوا بهديهما، وافهموهما كما فهِمَهما سلف الأمة، واحذروا الأفكار الزائغة، والعقائد المنحرفة، والبدع المُضِلَّة، لا تسلكوا غير طريق الشريعة التي جاء بها نبينا وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وسار عليها أهل القرون المُفضَّلة، فهي المَتجر الرابح، والمنهج الصالح.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: المنايا للخلق راصدة، والحوادث لهم حاصِدة، وداء الموت ليس له دواء، من استوفى أجلَه حلَّت ساعته، وقامت قيامته، ومن عاش طويلاً زالَت جِدَّته، ووهَت قوته، وضعفت همَّته، وذهبت عزيمته: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا) فيا لها من عبرةٍ للمُعتبِر، وعِظةٍ للمُدَّكِر، وبيِّنةٍ للمُنزجِر، فادلِفوا إلى باب التوبة، ولوذوا بباب الإنابة، وهُبُّوا من رَقدة الهوى، واستفيقوا من غفلة الرَّدَى، واعلموا أن أول ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة من عمله صلاتُه؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسِر، فإن انتقص من فريضته شيئًا قال الرب -عز وجل-: "انظروا هل لعبدي من تطوُّع، فيُكمَّل منها ما انتقص من الفريضة". وأدُّوا زكاة أموالكم طيبةً بها نفوسكم.
ومن كانت عنده مظلِمة لأخيه من عِرْضه أو شيء فليتحلَّله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم، إن كان له عملٌ صالح أُخِذ منه بقدر مظلِمته، وإن لم يكن له حسنات أُخِذ من سيئات صاحبه فحُمِلَت عليه، ثم طُرِح في النار.
ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث؛ وحسن الخُلُق وحسن الجوار يُعمِّران الديار، ويزيدان في الأعمار.
"إن الشيطان يئس أن يعبده المُصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم"، يُغري بعضهم ببعض بما يُوجِب الفُرقة، وتنافُر القلوب، وحصول الهُجران، وسوء الظن، وتبادل التهم، والتلاسن والفجور في الخصومة، فكفُّوا عن الخصام، واعفوا واصفحوا، واعفوا واصفحوا، واعفوا واصفحوا، ولا تكونوا ممن يُصِرُّ على البغيَّة، فما يُبقي للحُسنى بقيَّة.
ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا.
عودوا المريض، وصِلوا الرَّحِم، وأطعِموا الجائع، وأعطوا الفقير، ووفُّوا حق الأجير، واحنُوا على الوالدين، وأحسِنوا إليهما، واستوصوا بالنساء خيرًا، استوصوا بالنساء خيرًا، استوصوا بالنساء خيرًا، عامِلوهن بالمحبة والتقدير، والإكرام والاحترام، واحذروا التسرُّع في الفراق والطلاق، واحفظوا أولادكم، وأحسِنوا أدبهم وتربيتهم.وغُضُّوا أبصاركم، واحفظوا فُروجكم، واتقوا الدنيا، واتقوا النساء، واتقوا النساء، واتقوا النساء؛ فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء، وما خلا رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، والمرأة المُتبرِّجة السافرة المُتعطِّرة التي تفتِن الرجال بزينتها وملابسها مُتوعَّدةٌ بالنار وغضب الجبار.
والراشي والمُرتشي والساعي بينهما ملعونون على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ومن غشَّ المسلمين فليس منهم، والخداع والمكر في النار، ومن استُعمِل على عملٍ فليجِئ بقليله وكثيره، ولا يكتم منه شيئًا؛ فإن كتم كان غُلولاً يأتي به يوم القيامة.
يا من ابتُلِي بالدخان والشيشة، والخمرة والمُخدِّرات: بادِر بادِر قبل أن ينزل بك ما تُحاذِر، بادِر إلى تركها قبل أن تدَعَك طريحًا، وتذَرَك صريعًا، وتقتلك سريعًا.
يا من ابتُلِي بأكل الربا: تذكَّر يوم يُوضَع القطن على عينيك، وتُلفُّ الأكفان على جانبيك، وتكون أموالك وبالاً عليك.
يا من ابتُلِي بالذنوب والمعاصي: أقبِل على مولاك مُنكسرًا، ولُذ بباب جُوده مُعتذرًا، وابسط كفَّ اضطرارك مُفتقرًا، فما للعبد سوى مولاه، أدناه فضلاً منه أو أقصاه.
"إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مُسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها، والتائبُ من الذنب كمن لا ذنب له".
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إنَّنَا -يَا عِبَادَ اللَّـهِ- فِي سَرَّاءَ يَكْتَنِفُهَا الْخَوْفُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَإِخْوَانُنَا مِنْ حَوْلِنَا فِي كَثِيرٍ مِنَ الدِّيَارِ وَقَعَتْ بِهِمُ الضَّرَّاءُ فَهُمْ فِي حُزْنٍ إِلَى أَنْ تُكْشَفَ ضَرَّاؤُهُمْ.
نَعِيشُ فِي حَالٍ مِنَ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَالْجِدَة، وَنَخَافُ أَنْ يُصِيبَنَا مَا أَصَابَ غَيْرَنَا مِنَ الِاضْطِرَابِ وَالْخَوْفِ وَالْجُوعِ، وَقَدْ قَرَنَ اللهُ تَعَالَى بَيْنَ الْأَمْنِ وَالشِّبَعِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْآيَاتِ؛ لِأَنَّ الِاسْتِقْرَارَ لَا يَتَحَقَّقُ إِلَّا بِهِمَا ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [القصص: 57]، وَلَا يُبْقِي حَالَةَ الْأَمْنِ وَالشِّبَعِ وَالِاسْتِقْرَارِ إِلَّا الشُّكْرُ ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [الأعراف: 10]. كَمَا أَنَّ ارْتِكَابَ الْكُفْرِ بِنَوْعَيْهِ: الْكُفْرِ الْأَكْبَرِ أَوْ كُفْرِ النِّعَمِ سَبَبٌ لِتَحْوِيلِ هَذِهِ السَّرَّاءِ إِلَى ضَرَّاءَ ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّـهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: 112].
وَإِذَا نَظَرْنَا إِلَى وَاقِعِنَا وَجَدْنَا تَقْصِيرًا كَثِيرًا فِي شُكْرِنَا لِرَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رَغْمَ أَنَّ الْفِتَنَ تُحِيطُ بِنَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَالْخَوفَ وَالْجُوعَ يَتَخَطَّفَانِ مَنْ حَوْلَنَا! فَمَا تَرَكَ أَهْلُ المَعَاصِي مَعَاصِيَهُمْ، وَلَا أَهْلُ الْإِسْرَافِ إِسْرَافَهُمْ، وَلَا حَافَظَ عَلَى الطَّاعَةِ مُقَصِّرُونَ فِيهَا. بَلْ تَزْدَادُ المَعَاصِي فِينَا وَفِي بُيُوتِنَا وَفِي نِسَائِنَا وَأَوْلَادِنَا، وَيَكْثُرُ السَّرَفُ وَكُفْرُ النِّعَمِ فِي مَوَائِدِنَا وَوَلَائِمِنَا وَأَفْرَاحِنَا، حَتَّى صَارَ لِلْأَحْزَانِ وَالْعَزَاءِ وَلَائِمُ يُجْتَمَعُ لَهَا، وَيُرْمَى فَائِضُهَا فِي النُّفَايَاتِ، وَكَأَنَّنَا لَا نُبْصِرُ مَنْ يَمُوتُونَ جُوعًا مِنْ حَوْلِنَا، وَكَأَنَّنَا لَا نَرَى مَنْ يَمُوتُونَ غَرَقًا مِنْ جِيرَانِنَا، يَهْرُبُونَ مِنْ مَوْتٍ يَخَافُونَهُ فِي دِيَارِهِمْ، لِيَتَخَطَّفَهُمُ المَوْتُ فِي الْبَحْرِ فَيُلِقِيَهُمْ عَلَى شَوَاطِئِهِ.
نَعِيشُ فِي عَافِيَةٍ مِنَ الْأَمْرَاضِ وَالْأَوْبِئَةِ، وَنَحْنُ نَرَاهَا تَتَخَطَّفُ النَّاسَ مِنْ حَوْلِنَا، فَنَحْتَاطُ مِنَ الْعَدْوَى وَلَكِنَّنَا لَا نَحْتَاطُ مِنْ عُقُوبَةِ مَنْ قَدَّرَ الْأَمْرَاضَ وَالْأَوْبِئَةَ، وَنَأْمَنُهُ سُبْحَانَهُ مَعَ أَنَّهُ حَذَّرَنَا مِنْ مَكْرِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّـهِ إِلَّا القَوْمُ الخَاسِرُونَ﴾ [الأعراف: 99].
يَجِبُ أَنْ نَخَافَ فِي السَّرَّاءِ قَبْلَ أَنْ نَحْزَنَ فِي الضَّرَّاءِ، وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ خَوْفُنَا مِنَ اللَّـهِ تَعَالَى لَا مِنَ الْبَشَرِ، وَيَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا خَوْفُنَا إِلَى الْعَمَلِ. يَجِبُ أَنْ نَخَافَ ذُنُوبَنَا فَنَتُوبَ مِنْهَا، وَنُقْلِعَ عَنْهَا، وَنَخَافَ تَقْصِيرَنَا فِي الطَّاعَاتِ فَنُحَافِظَ عَلَيْهَا،

أبناءنا الشباب :
يازهرة حياتنا وزينة دنيانا وقرة أعيننا حافظوا على توحيدكم وصلاتكم وبركم بوالديكم وصحتكم وقوتكم وتعليمكم .
لا تجعلوا السيارات والجوالات والأموال والتقنية سلاحاً ونقمةً تهلكون بها أنفسكم ، بل اجعلوها نعمة وطاعة تتقربون بها إلى الله ، واحذروا المخدرات بأنواعها التي تقتل العبادة والفكر والتطور.
ولا تتحزبوا أو تنجرفوا خلف كل ناعق في وسائل التواصل والإعلام فإن وراء الأكمة من يتربص بكم الدوائر ويريدكم سلاحا في وجه دينكم ومساجدكم وبلدكم وأهلكم ورجال أمنكم .

أيها المسلمون: الأضحية قُربةٌ جليلة، ونسيكةٌ عظيمة، ومَعلمٌ ظاهرٌ وشعيرة، لا ينبغي للمُوسِر تركها؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان له سَعة ولم يُضحِّ فلا يقربنَّ مُصلاَّنا". أخرجه أحمد وابن ماجه.
وأفضلها أحسنها وأسمنُها وأكملها وأطيبها، وأكثرها ثمنًا
أَيَّهُا الْمُسْلِمُونَ : اذْبَحُوا أَضَاحِيَكُمْ عَلَى اسْمِ اللهِ ,قَائِلِينَ : بِاسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ , اللَّهُمَّ هذَا مِنْكَ وَلَكَ , اللَّهُمَّ عَنِّي وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِي , أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , بِحَسْبِ الأُضْحِيَةِ وَمَنْ هِيَ لَهُ ! وَاعْلَمُوا أَنَّ أَوَّلَ وَقْتِ ذَبْحِ الأَضَاحِي بَعْدَ صَلاةِ العِيدِ ,
ويمتد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيام التشريق
فَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَشَاتُهُ شَاةُ لَحْمٍ , يُطْعِمُهَا أَهْلَهُ , وَيَذْبَحُ أُخْرَى مَكَانَهَا , ثُمَّ إِنَّ التَّسْمِيَةَ شَرْطٌ لِحِلِّ الذَّبِيحَةِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ)
ثُمَّ اعْلَمُوا أَنَّ السُّنَّةَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَتِكَ , وَتَتَصَدَّقَ عَلَى الْفُقَرَاءِ , وَتُهْدِيَ لِمَنْ شِئْتَ مِنْ أَقَارِبِكَ وَجِيرَانِكَ , وَلَيْسَ هُنَاكَ تَحْدِيدٌ وَاجِبٌ فِي ذَلِكَ , وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَقُولُ : إِنَّهُ يَأْكُلُ ثُلُثَهَا وَيَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهَا وَيُهْدِي ثُلُثَهَا , فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَحَسَنٌ !
وحاذِروا العيوب المانعة من الإجزاء، فلا تُجزئُ ذات عيبٍ بيِّنٍ من مرضٍ أو عَوَر أو عَرَجٍ أو عَجَفٍ أو عمى بصر.ومن كان ذبح قبل الصلاة فليُعِد أضحيته.
واعلموا رحمكم الله أن هذه الأيام الثلاثة المقبلة هي أيام التشريق ، ويحرم صيامها ، كما يحرم صيام يومي العيدين ، عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ " [ أخرجه مسلم ] ، فأكثروا فيها من ذكر الله تعالى بالتكبير والتهليل والتحميد في أدبار الصلوات

تقبل الله ضحاياكم، ورضِي عنكم وأرضاكم، وحقَّق في الخير مُناكم، وأسعدكم ولا أشقاكم، وعاوَدَتكم السعود ما عاد عيدٌ واخضرَّ عود.
اقول ماسمعتم واستغفرالها لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب
فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

الخطبه الثانيه:
الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله كما أمر، واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، واشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك، إرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم -، الشافع المشفع في المحشر وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، وعلى التابعيين ومن تبعهم بإحسان ما غابَ كوكب وظهر.
أما بعد:
أيها المسلمون.. اتقوا الله تعالى وأطيعوا الله ورسوله لعلكم تفلحون واستقيموا على شرعه وشكروه على عموم نعمه وترادف مننه،
أيها المسلمون: هذا يوم التسامح، هذا يوم التصافح، فتصافحوا، وتسامحوا، وتراحموا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ومن غدا منكم من طريق فليرجع من طريقٍ أخرى إن تيسَّر له ذلك اقتداءً بسنة سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-.أعاد الله علينا وعليكم هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة، وأزمنةً مديدة، ونحن في صحةٍ وعافيةٍ وحياةٍ سعيدة.
يا نساء المسلمين، اتقين الله تعالى في واجباتكن التي أمركن الله بها، أحسِنَّ إلى أولادكن بالتربية الإسلامية النافعة، واجتهدن في إعداد الأولاد إعدادًا سليمًا ناجحًا، فإن المرأة أشد تأثيرًا على أولادها من الأب، وليكن هو معينًا لها على التربية، والتزمن بآداب الإسلام, قال تعالى: (فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا* و َقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَـاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَءاتِينَ الزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )
أطعن أزواجكن بالمعروف, واحفظن أعراضكن, والتزمن بالحجاب الشرعي بحشمة وعفة، وتصدّقن، وابتعدن عن اللعن والغيبة والنميمة, أحسني ـ أيتها المرأة المسلمة ـ إلى زوجك بالعشرة الطيبة، وبحفظه في عرضه وماله وبيته، وبرعاية حقوق أقاربه وضيفه وجيرانه، ولا تكلفيه ما لا يطيق من المصارف، وكوني مقتصدة لماله غير مسرفة فيه, وكوني طائعة له غير ناشزة, تفوزي برضا ربك والجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)).
عباد الله.. صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله حيث أمرنا بذلك في قوله ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: 56] ، اللهم صل وسلم وبارك على نبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأربعة المهديين وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين من الكفرة والملحدين وسائر المفسدين يا رب العالمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء، اللهم سلم الحجاج والمعتمرين،اللهم عدهم إلى بلادهم سالمين غانمين، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، اللهم وفقنا وإياكم لمراضيه واجعل مستقبل حالنا وحالكم خيراً من ماضيه، اللهم أعد إلينا وعليكم هذا العيد أعياداً عديدة وأزمنة مديدة.
اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
عباد الله.. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعضكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل بذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
المشاهدات 1573 | التعليقات 1

تعديل