خطبة عيد الأضحي المبارك
جابر السيد الحناوي
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له .
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
جعل للمسلمين عيدين ، يفرح المسلم فيهما ، هما عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، كل منهما يأتى بعد أداء ركن من أركان الإسلام ، يتلقى الجوائز من الله عز وجل فى كل منهما بعد الانتهاء من عبادته ، ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ : " مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ " قَالُوا : كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ " ( )
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
عباد الله : إن يومكم هذا هو يوم الحج الأكبر ، لمن وقف بالأمس بعرفات ، فمحيت سيئاته ، وغفرت ذنوبه ، فهو يوم الحج الأكبر ؛ لأن الحجاج يؤدون فيه معظم مناسك الحج يرمون الجمرة الكبرى ، ويذبحون الهدايا ، ويحلقون رؤوسهم ، ويطوفون بالبيت العتيق ، ويسعون بين الصفا والمروة ، وهو عيد الأضحى والنحر لأن الناس يضحون فيه وينحرون هداياهم ، وما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إراقة دم ، وهذه الأضاحي سنة أبيكم إبراهيم ونبيكم محمد عليهما الصلاة والسلام ، وإنها لسنة مؤكدة يكره لمن قدر عليها أن يتركها ، وإن ذبحها لأفضل من التصدق بثمنها لما فيها من إحياء السنة والأجر العظيم ومحبة الله لها .
ما أجمل هذا اليوم لو كان المسلمون فيه متحدين ، ما أحسن هذا اليوم لو كانت دولة الإسلام قائمة ، ما أسعد هذا اليوم لو تعاون المسلمون مع إخوانهم المجاهدين ضد الكفر والإلحاد والتنصير ، وعلى رأسهم إخواننا فى الشيشان والصومال ، وكشمير وأفغانستان ، وفلسطين والعراق والسودان ... ماذا أقول ؟ إن القائمة طويلة ، ونحن فى أمس الحاجة لوصل هذه الرحم العامة ، الرحم الروحية ، الرحم الإسلامية ، فالمفروض أن رحم الدين أقوى من رحم الدم ، ولكن للأسف قطعناها بالقوقعة كل فى بلده ، وبالحدود السياسية التى صنعها لنا الاستعمار فتمسكنا بها ، وهذا راجع إلى أننا قطعنا حتى الرحم الخاصة ، رحم الدم ، فانعكس هذا على الرحم العامة .
فاتقوا الله عباد الله ، وتقربوا إليه بالضحايا ، وتوددوا إلى أرحامكم منها بالهدايا ، يمدد لكم ربكم فى أعماركم ، وييسـر لكم يسركم ، ويصرف عنكم عسركم ، ويحبب فيكم أهلكم ، ويذهب عنكم فقركم ... وليصفح كل منكم عمن أساء إليه ، فعنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم قَالَ : " لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ " ( )
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
شرع الله سبحانه وتعالي الأضحية لتكون توسعة على الناس فى العيد ، كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم عن أيام التشريق : " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ( )
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
" إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ" ( )
ومن هنا كانت السنة ألا تذبح الأضحية إلا بعد طلوع شمس يوم العيد ، ويمر من الوقت قدر ما يصلى فيه العيد ، روى الْبَرَاءِ رضي الله عنه عَنْهُ أن النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم قال : " إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنْ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ " ( )
والحمد لله فقد أدينا صلاتنا ، ونسال الله سبحانه وتعالي أن يتقبلها منا جميعا، إنه هو العزيز الكريم ، فالخطوة الثانية إذن فى يومنا هذا، أن نرجع ــ بعد الخطبة ــ فننحـر ... نعمل شيئا نستأهل به الانتساب إلى هذا الدين الحنيف , فقد روى البخارى أن النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ " ( )
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
ويسـن للمضحى إن كان يحسن الذبح ، أن يذبح بنفسه ... أن يذبح أضحيته بيده ، ومن كان لا يحسن الذبح فليحضر ذبحها فإن ذلك أفضل ، ويسميها عند الذبح فيقول إذا أضجعها للذبح : " بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك اللهم هذه عن فلان أو فلانة ، ويسمى نفسه " هذه هي التسمية الواردة ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما فرغ من خطبته وصلاته يوم النحر ، ضحى بكبش فذبحه هو بنفسه وقال : " بسم الله والله أكبر اللهم هذا عني وعن من لم يضح من أمتي" ( )
فعلى كل مسلم يضحى أن يذبح بنفسه ، أو ــ على الأقل ــ أن يشهد الذبح بنفسه ، وأن يُشهد أهلَه وأولادَه أضحيتَهم ، وأن يعلمهم آداب الذبح ومستحباته . فاليوم يوم العيد ، يوم النحر ، إنه يوم الأضحية والأضاحى ، يوم إراقة الدماء قربانا لله سبحانه وتعالي
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
وقد ذهب أكثر العلماء إلى استحباب الذهاب إلى صلاة العيد فى طريق والرجوع فى طريق آخر، سواء كان إماما أو مأموما ، فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : " أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيهِ " ( )
فعلى كل واحد منا أن ينفذ هذه السنة المحمدية ــ قدر المستطاع ــ بأن يرجع من طريق غير الطريق الذى أتى به إلى المصلى.
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
جعل اللعب المباح ، واللهو البرىء من شعائر الدين التى شرعها فى العيد ، رياضةً للبدن ، وترويحًا للنفس ، فكما سبق أن أَنَسًًا رضي الله عنه قال : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ " ( )
وفى مسند أحمد عَنْ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : " إنَّ الْحَبَشَةَ كَانُوا يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فِي يَوْمِ عِيدٍ قَالَتْ : فَاطَّلَعْتُ مِنْ فَوْقِ عَاتِقِهِ فَطَأْطَأَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم مَنْكِبَيْهِ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ عَاتِقِهِ حَتَّى شَبِعْتُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ ." ( )
وروُوا أيضا عَنها رضي الله عنها أنها قَالَتْ : دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ــ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ ــ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ ( ويوم بعاث يوم مشهور من أيام العرب كانت فيه مقتلة عظيمة للأوس على الخزرج ) قَالَتْ : وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم ، استنكر أبو بكر الغناء فى بيت الرسول صلي الله عليه وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم : " يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا" ( ) أجاز لنا صلي الله عليه وسلم أن نرفه عن أنفسنا بالحلال ، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : أنه صلي الله عليه وسلم قال يوم ذاك : " لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ" ( ) وفى مسند الحميدي : " الْعَبُوا يَا بَنِى أَرْفِدَةَ ، يَعْلَمِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَنَّ فِى دِينِنَا فُسْحَةً " ( )
هكذا يكون اللهو والغناء فى العيد ، لهو برىء ، وغناء يثير فى النفس الحماسة وحب الجهاد ، والرياضة التى تربى البدن ، وترفه عن النفس ، والتدريب على السلاح كما كان يفعل الحبشة .
ولكن تذكروا وأنتم فى متاعكم ولهوكم البرىء .. تذكروا إخوانا وأخوات لكم من المسلمين يقتلون ويعذبون وتنتهك أعراضهم وتذبح أطفالهم ، فى شتى بقاع الأرض ، التى استبيحت فيها حرمة الإسلام والمسلمين ، وتذكروا أنهم جزء من الجسد الإسلامى الطاهر الذى يتعرض للاعتداء فى كل يوم ، ومع ذلك لا يحس كثير من المسلمين بآلامهم ، رغم أنهم يرددون قول المصطفى صلي الله عليه وسلم : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " ( )
فهل يا ترى يحلوا لأحدنا الطعامُ والشرابُ واللهو فى أيام العيد ، وبعض جسده يشكو من الحمى والمرض ؟؟
أسائل نفسى وأسألكم هذا السؤال ، فلا أجد إجابة إلا أن أقول : إنا لله وإنا إليه راجعون .
*** *** ***
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
فى مثل هذه الأيام المباركات أنزل الله سبحانه وتعالي على نبيه صلي الله عليه وسلم عام حجة الوداع وهو واقف بعرفة : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " ( ) وإنه لجدير بنا أن نغتبط بهذا الدين الذي وصفه ربنا سبحانه وتعالي بالكمال من لدن حكيم خبير رؤوف رحيم ؛ فلم يترك خيرا إلا أمر به ووضح طرقه بأوضح بيان وأيسره ، و لم يترك شرا إلا حذر منه وبين مغبته ومضرته ، ولو تفكر الناس في أنفسهم لوجدوا أن تمسكهم بدينهم أمر ضروري لصلاح أعمالهم واستقامة أحوالهم ، " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " ( )
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
واعلموا رحمكم الله أن هذه الأيام الثلاثة المقبلة هي أيام التشريق التي لا يجوز صيامها كما لا يجوز صيام يوم العيد ، وهي التي قال فيها النبي صلي الله عليه وسلم : « أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ( ) فعلينا أن نكثر فيها من ذكر الله بالتكبير والتهليل والتحميد في أدبار الصلوات وفي جميع الأوقات .
وأخيرا وليس بآخر ، على كل واحد منا إذا لقى صاحبه أن يهنئه بالعيد ، كما كان يفعل صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، كانوا إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض :
" تقبل الله منا ومنكم "
وأنا أقولها لكم :
كل عام وأنتم بخير ، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ونسال الله العزيز أن يعيد علينا مثل هذه الأيام ، وأمةُ الإسلام مجتمعةٌ على قلب رجل واحد .
اللهم اجمع أمة الإسلام على كلمة التوحيد ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم انصرنا على أعدائنا ، وأصلح أمورنا ، واهد ولاة أمورنا لما فيه الخير والصلاح في ديننا ودنيانا ، إنك جواد كريم .
المشاهدات 3959 | التعليقات 7
القاعدة الفقهية أن علي المدعي إثبات دعواه ، ومداخلتك هذه عبارة عن ادعاءات باطلة لا سند لها من واقع الخطبة أو غيره :
أولا : ادعيت " ركاكة الأسلوب وتفكك العبارات "
ما دليلك علي ذلك من الخطبة ؟؟ لماذا لم تقدم لنا أمثلة علي العبارات أو الفقرات الركيكة ، ثم تبين لنا كيف نصلحها ونبعد بها عن الركاكة ؟؟؟ ثم ما معني تفكك العبارات عندك ؟؟؟ أليست الخطبة من الألف إلي الياء مرتبطة بموضوع واحد هو عيد الأضحى وأيام التشريق التالية له ؟؟؟ وكل فقرة من الخطبة تنتقل بك إلي الفقرة التي تليها في تسلسل منطقي وترابط كرباط عربات القطار الذي أنشئ هذا العام بين مكة والمشاعر ؟؟؟ إذن أين التفكك الذي تدعيه ؟؟؟ أم أن الارتباط الذي هو ضد التفكك له عندك معني آخر ؟؟؟ أم أنه مجرد حب مهاجمة القاعدين للعاملين ؟؟؟
ثانيا : أما ادعاؤك الثاني فهو أن الخطبة تبث روح التشاؤم في العيد السعيد الجميل :
هل كل هذا لأني وضعتك أمام مسئوليتك بأن يكون لهوك وغناؤك فى العيد بريئا ؟؟؟ وألا تنسي أحوال إخوانك المسلمين المضطهدين المعروفة للجميع ، وأن تحس بهم ، إن كنت تؤمن بقول المصطفى صلي الله عليه وسلم : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْوَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌتَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى "
إني سائلك : كيف تحس بالسعادة والراحة وظفر في أقصي قدمك أو كفك ينبح عليك من الألم ؟؟
إن الأكالين والمبطونين فقط ـ وأعوذ بالله أن تكون منهم ـ هم الذين لا يهمهم إلا أنفسهم ولا يشعرون بمعاناة الآخرين ، ويعيشون حياتهم علي أحلام أمجاد سلف هذه الأمة دون أن يكون منهم حراك لتغيير واقعهم المر ، مكتفين بدس رؤوسهم في التراب دس الزراف ، ظنا منهم أن هذا يبعد عنهم الصياد .
الثالثة : ادعاؤك الباطل : " التعميم في إصدار الأحكام ، وضعف الاستدلال أو عدمه في بعض المسائل "
أين هذه المسائل التي ذكرت بغير استدلال ؟؟؟ وما وجه ضعف الأدلة الواردة بالخطبة ؟؟؟
إن جميع الأحاديث الواردة بالخطبة أحاديث صحيحة ، ولا مطعن عليها ، فكيف تدعي هذا الادعاء العاري من الصحة ، والخطبة أمامنا وتحت أيدينا لمن شاء أن يستقيم ؟؟؟
أما الرابعة : فهي ادعاؤك " طرح رأيي الشخصي بعدم الاستنابة " :
وهذا يدل علي قصر الفهم ، لأن ما ورد بالخطبة لا يسلم إلي هذه النتيجة ، فما ورد بالخطبة لا يزيد علي ما اتفق عليه العلماء ، من أن السنة أن يذبح الإنسان بنفسه ، فإذا لم يستطع يشهد الذبح .
وقد ترجم البخاري في ذلك : " بَاب مَنْ نَحَرَ هَدْيَهُ بِيَدِهِ " أورد فيه حديث أنس مختصرا وفيه " وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم بِيَدِهِ سَبْعَ بُدْنٍ قِيَامًا وَضَحَّى بِالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ "
وهذا هو عين ما قاله : الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى بخطبة جمعة له بعنوان : " صفة الحج والعمرة ، وفوائد الأضحية " حيث قال : السنة أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه تقربًا إلى الله ، واقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم حيث كان يذبح أضحيته بنفسه ، واستطرد الإمام : وقد قال أهل العلم : إذا كان المضحي لا يحسن الذبح بنفسه فليحضر الذبح ... والخطبة علي الرابط التالي لمن شاء :
ومما يؤسف له أن تختم نقدك الذي ادعيت أنه بناء ، بطلب اتساع الصدر ، ثم تعود فتثني علي الخطبة بما لها من مكانة علمية ، وما بذل فيها من جهد مشكور ، علي حد قولك ، فكيف يستقيم ذلك مع الملحوظات الباطلة التي ادعيتها ؟؟؟!!!
فلا حرج إذا أن يتعلم المرء كيف يلتزم حدود اللياقة ، وأدب العلماء ، إذا أراد أن ينتقد أعمال الآخرين .
بسم الله الرحمن الرحيم
أوّلا: كيف استهللت خطبتك ؟ ولله الحمدُ... جعل للمسلمين ....و هذا فيه ركاكة وضعف لغوي!! لا ربط فيه بـ(( الذي )) أو (( هو ))
والمقترح: إمّا أن تقول : أيّها المسلمون : لقد جعل الله للمسلمين عيدين......
أو تقول: والحمدُ لله الذي جعل للمسلمين عيدين ....
أو تقول : ولله الحمد الذي جعل للمسلمين عيدين....
ثانيا: كيف استخدمت الضمائر الظاهرة ؟ في عجمة ظاهرة !
( فيهما ، هما )، ( كل منهما) (فى كل منهما )
هذه في سطرين... ولِمَ كلّ هذا؟
والمقترح :
أيّها المسلمون: لقد جعل الله عزّ وجل للمسلمين عيدين الفطر والأضحى, ليفرح المؤمنون بفضل الله ورحمته فينالوا الجوائز العظمى وذلك عقب أيّام مباركة تنافسوا فيها على صالح الأعمال.
ثالثا: الانتهاء من عبادته بعدأداء ركن من أركان الإسلام ،
والتّعبير بـ ( الانتهاء من عبادته ) هذا غير وارد ولا بمراد عندك! وتعلم أنّ الله جعل العباد ينتقلون من عبادة إلى أخرى فهو أيّام ذبح لله وذكر له سبحانه!
والتّعبير بـ ( بعد أداء ركن من أركان الإسلام ) يصلح لكل المسلمين لعيد الفطر, بخلاف عيد الأضحى فيصح للحجاج دون غيرهم ..
هذا كلام غير محرر ولا يستقيم لغة و لا يصلح كتابةً!
((هذا هو يوم الحج الأكبر ...... فهو يوم الحج الأكبر.......وهو عيد الأضحى والنحر))
والمقترح:
والتّقرّب إلى الله بالأضاحي سنة مؤكدةلمن قدر عليها، قال الإمام ابن القيّم رحمه الله مبيّناً بعضَ الحِكَم في مشروعيّة الضحايا والهدايا:
( وأمّا الضحايا والهدايا فقربان إلى الخالق سبحانه تقوم مقام الفديةِ عن النّفس المستحقّةِ للتلف فديةً وعوضاً وقرباناً إلى الله وتشبّهاً بإمام الحنفاء وإحياءً لسنته أن فدى الله ولده بالقربان فجعلَ ذلك قي ذرّيته باقياً أبداً ) مفتاح دار السعادة (2/ 8) .
أمّا قولك: (( وإن ذبحها لأفضل من التصدق بثمنها )) فلا أعلم فيه خلافا كما في زكاة الفطر, ولذا؛ تعبيرك غير صحيح, بل الواجب عليك أن تُبيّن ما شرع الله من النحر وإراقة الدّماء, و لا تُشرّع للنّاس بديلا عن الأضحية, وأخشى أن يأتيَ من يقول للنّاس صوموا عشرة أيّام وهو باطل إذ القياس لا يجري في العبادات.
أما قولك : (( ما أجمل هذا اليوم لو كان المسلمون فيه متحدين ، ما أحسن هذا اليوم لو كانت دولة الإسلام قائمة ، ما أسعد هذا اليوم لوتعاون المسلمون مع إخوانهم المجاهدين ضد الكفر والإلحاد والتنصير ، وعلى رأسهم إخواننا فى الشيشان والصومال ، وكشمير وأفغانستان ، وفلسطين والعراق والسودان ... ماذا أقول ؟ إن القائمة طويلة ، ونحن فى أمس الحاجة لوصل هذه الرحم العامة ، الرحمالروحية ، الرحم الإسلامية ، فالمفروض أن رحم الدين أقوى من رحم الدم ، ولكن للأسفقطعناها بالقوقعة كل فى بلده ، وبالحدود السياسية التى صنعها لنا الاستعمار فتمسكنابها ، وهذا راجع إلى أننا قطعنا حتى الرحم الخاصة ، رحم الدم ، فانعكس هذا على الرحم العامة .))
ماذا يعني ؟ هل النتيجة بعد كلّ هذا أن هذا اليوم ليس بأجمل ولا أحسن ولا أسعد أيّام هذا العام؟
في مخالفة لنص الحديث صَحَّ عِندَ الإِمَامِ أَحمَدَ وَغَيرِهِ أَنَّهُ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُوَالسَّلامُ ـ قَالَ : " أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ "، وَاللهُ أَعلَمُ .
قد تقول إنّ مفهوم المخالفة لا يصح هنا وغير مراد , وأقول : من الممكن الوصول إلى المراد بعبارة أسلم من الاعتراضات .
والمقترح :
ما أجمل هذا اليوم ما أحسنه ما أسعده فهو يوم عيدنا, يومٌ اتحدت فيه مشاعر المسلمين رغم تباعدهم، يوم يتعاون فيه المسلمون على البرّ والتّقوى فيتصدّقون فيه على كلّ بائس فقير ويهدون فيه لجيرانهم وأقاربهم ويتواصلون فيه بينهم , يومٌ لا ينسى فيه المسلمون إخوانهم في الدّين في الشيشان والصومال ، وكشمير وأفغانستان ، وفلسطين والعراق والسودان ... فهم بأمس الحاجة لوصلهم والمساهمة في مشاريع الأضاحي عندهم عبر جهات موثوقة؟
وإنّ رابطة الدّين أقوى من كلّ رابطة فهي الباقية في الدّنيا والآخرة .
أمّا قولك: ما أحسن هذا اليوم لو كانت دولة الإسلام قائمة)
فلا أوافقك عليه البتة, وفيه مخالفة لحديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: لا تزالُ طائفةٌ من أمّتي قائمةً بأمر الله لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم حتّى يأتيَ أمرُ الله وهم ظاهرون على النّاس) أخرجه مسلم.
ومن نعم الله علينا هذه الدّولة الإسلاميّة القائمة المملكة العربيّة السعوديّة المباركة.
قولك: (( فالخطوة الثانية إذن فى يومنا هذا، أن نرجع ــ بعد الخطبة ــ فننحـر ... نعمل شيئا نستأهل به الانتساب إلى هذا الدين الحنيف ))
هذه عبارة غاية في الرّكاكة وتفكك جملها ومن المقترح الاستغناء عنها, ربما يقال من باب الكلام العادي لا من باب السبك الخطابي!
ماذا يعني قولك: يوم الأضحية والأضاحى ؟ وما الفرق ؟ والجملة كلها تكرار لا تحتاج إليه فقد سبق ذكره في أوّل الخطبة!
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
قولك : وقد ذهب أكثر العلماء )
هذه عبارة ضعيفة لا تحتاج إليها, ولا تليق بخطبة توجّه النّاس فيها!
والمقترح: ومن هدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذهاب إلىصلاة العيد من طريق والرجوع من طريق آخر، سواء كان إماما أو مأموما ، فعَنْمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : " أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا وَيَرْجِعُفِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيهِ "
قولك: فعلى كل واحد منا أن ينفذهذه السنة المحمدية ــ قدر المستطاع ــ بأن يرجع من طريق غير الطريق الذى أتى بهإلى المصلى.
هذا إلزام, وإيجاب ما لم يجب, ويصحّ في الواجب أن تقال هذه العبارة, لأنّها من صيغ الوجوب كما قرّره علماء الأصول, وأين دليلك على الوجوب ولم ترده أنت, لذافالعبارة غير صحيحة.
والمقترح:
هذه السنة المحمدية بأن يرجع من طريق غير الطريق الذى أتى بهإلى المصلى من عملَ بها اقتداء بنبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلم كتب الله أجره وأجر كل من احتذى به.
وقولك : وأخيرا وليس بآخر ، على كل واحدمنا إذا لقى صاحبه أن يهنئه بالعيد ،
وأنا أقولها لكم : ....
أسلوب لا يعجبني في الخطبة!
و ثمّت أمور تجاوزتها, والله المستعان.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
[align=justify]
لو استرسلنا في الجدال لن ننتهي منه إلي يوم الدين ، نقدك غير البناء يشمل أربع نقاط الأولي لغوية والباقي فقهية ـ جدلا ـ وأراك قد تغافلت عن ادعاءاتك الأربعة ، وتشبثت فقط بادعاء الركاكة ، وخرست عن بقية الادعاءات بعد أن أقحمك الدليل ، أما الركاكة التي تدعيها فهي أمر نسبي يختلف حسب الأذواق ، فالأسلوب الذي يروق شخص قد لا يعجب آخر ، فهو أمر لا يمكن ضبطه ، فالكلام فيه لا ينتهي ، ومجال السفسطة فيه واسع ، ولعل هذا هو سبب تعلقك به فأرسلت عبارات إنشائية بأسلوب غير مسبوق ـ وما ينبغي أن يكون ـ في مثل هذه الشبكة المحترمة ، وكأننا في حصة تعبير أو حصة إملاء في مدرسة ابتدائية .
ثم ما معني قولك : أسلوب لا يعجبني في الخطبة ! من الذي يضطرك لقراءة مالا يعجبك ولمن لا يعجبك ؟؟؟ ومن الذي أعطاك الحق في تقييم مساهمات الآخرين في الشبكة ؟؟؟
إن كان هناك خطأ شرعي ، عندك من الله عليه دليل وبرهان ، فمن حقك كمسلم بل واجب عليك أن تقيمه وتقومه ، أما هذه الفزلكة اللغوية الفارغة فليس لك ذلك مطلقا .
ثم أين موضوعاتك في شبكة ملتقى الخطباء التي يمكن أن تتخذ مثالا يحتذي به ؟؟؟ لا أجد لك سوي خطبتين يتيمتين علي مدار عام كامل ـ مدة انتسابك لشبكة ملتقى الخطباء ـ والباقي عبارة عن مشاركات يؤسفني أن أقول إنها عبارة عن مداهنات و ... و ... لا تسمن ولا تغني من جوع .
ولو فرضنا جدلا صحة ما ذهبت إليه لغويا ـ في نقدك غير البناء ـ فإن الذين يعملون هم الذين يخطئون ، أما المتفرجون فهم الذين لا يخطئون ؛ لأنهم قعدوا عن تقديم ما يحسب لهم أو عليهم ، قعدوا فقط يقذفون العاملين بالحجارة بدعوي النقد البناء .
إن القاعدة عندي ـ كما قد يكون معروفا لغيرك ـ أنني لا أسترسل مع مثل هذه المجادلات الفارغة ، انطلاقا منْ قَول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا "
وأنا إذ أسأل الله لي ولك الهداية ، أذكرك مرة أخري بأنه لا حرج أن يتعلم المرء كيف يلتزم حدود اللياقة ، وأدب العلماء ، إذا أراد أن ينتقد أعمال الآخرين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
[/align]
أخي أبو البراء :
الله يعينك على نفسك
ما هذا !!!
تعليقك بهذا الأسلوب يمنعني من إنزال خطبي
أبو البراء
لا حرج أن يتعلّم المرء فن كتابة الخطبة , هذا من حيث العموم
وعلى التّفصيل:
ركاكة الأسلوب وتفكك العبارات
بث روح التّشاؤم واليوم عيد وهو جميل وحسن وسعيد
التّعميم في إصدار الأحكام وضعف الاستدلال أو عدمه في بعض المسائل
آمل اتساع الصدر لهذه الملحوظات و لايقلل هذا من مكانتها العلميّة فقد بذلت جهدا تشكر عليه وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء
تعديل التعليق