خطبة عيد الأضحى 1444 هـ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
أَمَّا بَعْدُ: فَأَوْصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ بِامْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ؛ وَأَبْشِرُوا حِيْنَئِذٍ بِأَحْسَنِ الجَزَاءِ وَأَجْزَلِ العَطَاءِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ }
الْزَمُوا - عِبَادَ اللهِ - تَقْوَى اللهِ؛ تُفْلِحُوا؛ فَاللهُ تَعَالَى يُحِبُّ المُتَّقِيْنَ، وَهُوَ وَلِيُّ المُتَّقِينَ، وَهُوَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ.
الْزَمُوا تَقْوَى اللهِ؛ اسْتَقِيمُوا عَلَى دِينِ اللهِ، اسْتَمْسِكُوا بِشَـرْعِ اللهِ، وَاثْبُتُوا عَلَيهِ، وَعَضُّوا عَلَيهِ بِالنَّواجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمَا يَصْرِفُ عَنْهُ؛ مِنْ شَهَوَاتٍ أَوْ شُبُهَاتٍ أَوْ دُعَاةِ ضَلَالٍ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: اِحْذَرُوا المَعَاصِي؛ فَبِهَا تَحُلُّ النِّقَمُ، وَتَزُولُ النِّعَمُ ويَتَعَرَّضُ النَّاسُ لِغَضَبِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا.
ابْتَعِدُوا عَنِ المَعَاصِي وَلَا تَقْتَرِبُوا؛ ابْتَعِدُوا عَـنْ أَمْكِنَتِـــهَا
وَعَنْ أَصْحَابِهَا، وَعَنْ كُلِّ وَسِيْلَةٍ تُفْضِي إِلَيْهَا.
مَنِ ابْتَعَدَ سَلِمَ - بِإِذْنِ اللهِ - وَمَنِ اقْتَرَبَ؛ فَهُوَ كَالرَّاعِي يَرْعَي حَوْلَ الحِمَى يُوْشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ.
تَنَاصَحُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - مُرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَانْهَوا عَنِ المُنْكَرِ، وَاصْبِرُوا عَلَى مَا أَصَابَكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِالرِّفقِ؛ فَمَا كَانَ فِي شَيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى عَنْ نَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّــلَامُ: { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } إِلَى آخِرِ الآيَاتِ مِنْ سُورَةِ الصَّافَّاتِ.
هَذِهِ - رَحِمَكُمُ اللهُ - وَاحِدَةٌ مِنْ قَصَصِ القُرْآنِ الكَرِيمِ؛ وَهِيَ مَلِيئَةٌ بِالفَوَائِدِ وَالعِظَاتِ وَالعِبَرِ.
وَمِنْ فَوَائِدِهَا وَعِبَرِهَا: تَمَامُ خُضُوعِ الخَلِيلِ وَابْنِهِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ وَكَمَالُ تَسْلِيمِهِمَا وَانْقِيَادِهِمَا لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا.
وَهَذَا مَا يَجِبُ عَلَى أَنْ يَفْعَلَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ؛ وَأَنْ يَتَوَاصَوا بِهِ، وَيُرَبُّوا أَوْلَادَهُمْ وَمَنْ تَحْتَ رِعَايَتِهِمْ عَلَيهِ.
إِذَا ثَبَتَ فِي الشَّرْعِ شَيءٌ؛ فَلَيْسَ لِلْعَبْدِ خِيَارٌ فِي قَبُولِهِ أَوْ رَدِّهِ؛ قَالَ تَعَالَى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا }
وَقَالَ تَعَالَى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
لَيْسَ بِالضَّرُورَةِ أَنْ نَعْلَمَ الْحِكْمَةَ مِنْ كُلِّ حُكْمٍ شَرْعِيٍ أَوْ قَدَرِيِّ؛ إِنَّمَا الضَّرُورَةُ أَنْ نُعَظِّمَ نُصُوصَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ الضَّرُورُةُ أَنْ نُسَلِّمَ غَايَةَ التَّسْلِيْمِ، وَنَنْقَادَ تَمَامَ الاِنْقِيَادِ؛ نمْتَثِلُ الأَمْرَ، وَنَجْتَنِبُ النَّهْـيَ، وَنُصَدِّقُ الْخَبَرَ.
مَا أَمَرَ الشَّرْعُ بِهِ، أَوْ أَذِنَ بِفِعْلِهِ فَعَلْنَاهُ، وَمَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اجْتَنَبْنَاهُ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
مَا أَذِنَ الشَّرْعُ لَنَا بِقَوْلِهِ قُلْنَاهُ، وَمَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ كَفَفْنَا عَنْهُ.
مَا أَذِنَ الشَّـــرْعُ أَنْ نتَمَتَّعَ بِهِ مِنْ طَعَامٍ وَشَـرَابٍ وَلِبَــــاسٍ
وَسَمْعٍ وَبَصَرٍ تَمَتَّعْنَا بِهِ؛ وَمَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ تَرَكْنَاهُ.
مَا أَذِنَ الشَّرْعُ بِهِ مِنَ المُعَامَلَاتِ الْمَالِيَّةِ تَعَامَلْنَا بِهِ؛ وَمَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اجْتَنَبْنَاهُ.
وَهَكَذَا فِي التَّعَامُلِ مَعَ النَّاسِ.
وَهَكَذَا فِي الْأَعْرَافِ وَالعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ؛ يَجِبُ أَنْ لَا تُخَالِفَ شَرْعَ اللهِ تَعَالَى، وَمَا خَالَفَ مِنْهَا وَجَبَ نَبْذُهُ وَالبُعْدُ عَنْهُ.
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْتَـمِعُ القَوْلَ فَيَتَّبِعُ أَحْسَنَهُ، وَمِمَّنْ يُسَلِّمُ وَيَسْتَسْلِمُ وَيَنْقَادُ لِنُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَعَصَمَنَا مِنَ الزَّيْغِ وَالضَّلَالِ وَاتِّبَاعِ الهَوَى.
وَبَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: مَا أَجَلَّهَا مِنْ نِعْمَةٍ؛ يَومَ أَنْ بَلَّغَنَا اللهُ العَشْرَ الفَاضِلَةَ، بَلَّغَنَا يَومَ عَرَفَةَ، بَلَّغَنَا العِيدَ؛ وَنَحْنُ بِأَحْسَنِ حَالٍ وَأَتَمِّ نِعْمَةٍ؛ فَلْنَشْكُرْهُ تَعَالَى عَلَى نِعَمِهِ، وَلْنَتَزَوَّدْ مِنْ طَاعَتِهِ.
لِنَفْرَحَ بِعِيْدِنَا، وَلْنُدْخِلِ َالسُّرُورَ عَلَى مَنْ حَوْلَنَا.
نُفْشِي السَّلَامَ، وَنُطِيبُ الكَلَامَ، وَنُظْهِرُ البِشْرَ وَالِابْتِسَامَةَ.
نَبَرُّ بَالوَالِدَينِ وَنُحْسِنُ إِلَيْهِمَا، نَصِلُ الْأَرْحَامَ، وَنَقُومُ بِحُقُوقِ الأَهْلِ وَالأَوْلَادِ وَالجِيْرَانِ.
نُزِيلُ الشَّحْنَاءَ بَيْنَنَا، نَعْفُو وَنَصْفَحُ، وَنَتَوَاضَعُ.
نَسْعَدُ بِالزِّيَارَةِ، وَالمُكَالَمَةِ، وَالرِّسَالَةِ، وَبَذْلِ الهَدِيَّةِ.
نَكُونُ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَكَالجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْه
عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا... ) الخ
إِيَّاكُمْ - عِبَادَ اللهِ - وَحُقُوقَ النَّاسِ؛ لَا تَظْلِمُوا؛ فَالظُّلمُ ظُلُمَاتٌ يَومَ القِيَامَةِ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ؛ لَا تَظْلِمُوا قَرِيْبًا وَلَا بَعِيْدًا، لَا وَلَدًا، وَلَا زَوْجًا، وَلَا عَامِلًا، وَلَا مَرْؤُوسًا، وَلَا خَادِمَةً؛ لَا تَظْلِمُوا أَحَدًا فِي نَفْسِهِ وَلَا فِي مَالِهِ وَلَا فِي عِرْضِهِ، لَا تَبْخَسُوا أَحَدًا حَقَّهُ، أَوْ تُسِيئُوا مُعَامَلَتَهُ، أَوْتُكَلِّفُوهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ.
أَحِبُّوا لِإِخْوَانِكُمْ مَا تُحِبُّونَ لِأَنْفُسِكُمْ، وَأْتُوا إِلَى النَّاسِ الَّذِي تُحِبُّونَ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكُمْ.
إِيَّاكُمْ وَالكِبْرَ، وَالتَّعَالِي عَلَى النَّاسِ، وَالتَّفَاخُرَ بِالأَحْسَابِ والطَّعْنَ فِي الأَنْسَابِ؛ كُلُّكُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: أكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ اللهِ؛ تَكْبِيرًا وَتَهْلِيلًا وَتَحْمِيدًا؛ فَهُوَ مَشْرُوعٌ فِي كُلِّ العَشْرِ، وَمُسْتَمِرٌّ إِلَى آخِرِ أيَّامَ التَّشْرِيقِ أَمَّا المُقَيَّدُ بِأَدْبَارِ الصَّلوَاتِ؛ فَمِنْ فَجْرِ عَرَفَةَ إِلَى عَصْرِ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: الأُضْحِيَةُ مِنْ أَفْضَلِ القُرُبَاتِ، وَلَمْ يَدَعْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَلَا تَدَعُوهَا، وَأَدُّوهَا عَلَى الوَجْهِ المَشْرُوعِ؛ بِأَنْ تَبْلُغَ السِّنَّ المُعْتَبَرَ؛ خَمْسُ سِنِينَ لِلإبِلِ وَسَنَتَانِ لِلبَقَرِ، وَسَنَةٌ لِلغَنَمِ، وَيَجُوزُ مِنَ الضَّأنِ مَا أَتَمَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَكَذَلِكَ أَنْ تَكُونَ سَالِمَةً مِنَ العُيُوبِ المَانِعَةِ مِنَ الإِجْزَاءِ؛ وهي: العَوَرُ البَيِّنِ، وَالمَرَضُ البَيِّنِ، وَالعَرَجُ البَيِّنِ، والكِبَرُ المُتَنَاهِي.
أَمَّا وَقْتُ الذَّبْحِ؛ فَيَومُ العِيْدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ اليَومِ الثَّالِثَ عَشَرَ، يَقُولُ عِنْدَ الذَّبْحِ بِاسْمِ اللهِ وَاللهُ أكْبَرُ وَيَذْكُرُ مَنْ هِيَ لَهُ، وَيَأكُلُ مِنْهَا، وَيُهْدِي، وَيَتَصَدَّقُ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، أَحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ وَاصْبِرُوا عَلَيْهِنَّ فِيمَا لَا إِثْمَ فِيهِ.
وَالمَرْأَةُ المُسْلِمَةُ عَلَيْهَا أَنْ تَقُومَ بِحَقِّ اللهِ جَلَّ وَعَلَا، وَأَنْ تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوجِهَا؛ وَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا رَاعِيَةٌ وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا؛ وَصَلَاحُهَا - بِإِذْنِ اللهِ - صَلَاحٌ لِأَوْلَادِهَا
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: الْزَمُوا جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، وَعُلَمَاءَهُمْ أَطِيْعُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أمرَكُمْ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ } النساء 59
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّــهَا الَّذِينَ آمَنُــوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًــا }
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَائِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1687849049_خطبة عيد الأضحى 1444 هـ.pdf
1687849068_خطبة عيد الأضحى 1444 هـ.doc