خُطْبَةُ عِيْدِ الأَضْحَى 1442 هـ
مبارك العشوان 1
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
اِلْزَمُوا تَقْوَى اللهِ؛ تُفْلِحُوا؛ فَاللهُ تَعَالَى يُحِبُّ المُتَّقِيْنَ؛ وَهُوَ وَلِيُّ المُتَّقِينَ، وَهُوَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ.
اِلْزَمُوا تَقْوَى اللهِ؛ بِامْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ؛ وَأَبْشِرُوا حِيْنَئِذٍ بِأَحْسَنِ الجَزَاءِ، وَأَجْزَلِ العَطَاءِ؛ يَقُولُ تَعَالَى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ } وَيَقُولُ تَعَالَى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ }{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ }{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ }{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }
نَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِ المُتَّقِينَ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: نِعْمَةٌ عَظِيْمَةٌ أَنْ بَلَّغَنَا اللهُ تَعَالَى هَذِهِ العَشْرَ؛ خَيْرَ أَيَّامِ الدُّنْيَا، بَلَّغَنَا يَومَ عَرَفَةَ يَومَ إِكْمَالِ الدِّينِ وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ، وَبَلَّغَنَا هَذَا اليَومَ العَظِيْمَ؛ يَومَ عِيْدِ الأَضْحَى؛ يَومَ النَّحْرِ؛ يَومَ الحَجِّ الأَكْبَرِ؛ بِلَّغَنَا اللهُ هَذِهِ الأَيَّامَ المُبَارَكَةَ؛ وَنَحْنُ بِأَحْسَنِ حَالٍ وَأَتَمِّ نِعْمَةٍ؛ فَلْنَشْكُرِهُ تَعَالَى عَلَى سَابِغِ إِنْعَامِهِ، وَعَظِيمِ إِحْسَانِهِ.
لِنَفْرَحَ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - بِعِيْدِنَا، وَلْنَسْعَدْ وَلْنُدْخِلِ السَّعَادَةَ وَالسُّرُورَ عَلَى مَنْ حَوْلَنَا؛ بِإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَطِيْبِ الكَلَامِ، وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَينِ وَالأَهْلِ وَالأَوْلَادِ وَالجِيْرَانِ؛ نَسْعَدُ فِي عِيْدِنَا بِإِزَالَةِ الشَّحْنَاءِ بَيْنَنَا، نَسْعَدُ بِالتَّوَاضُعِ؛ بِالعَفْوِ وَالصَّفْحِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: فِي مِثْلِ يَومِنَا هَذَا خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فَأَعَادَهَا مِرَارًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ... ) الخ رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
إِيَّاكُمْ - أَيُّهَا النَّاسُ - وَحُقُوقَ العِبَادِ؛ لَا تَظْلِمُوا؛ فَالظُّلمُ ظُلُمَاتٌ يَومَ القِيَامَةِ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ؛ لَا تَظْلِمُوا قَرِيْبًا وَلَا بَعِيْدًا، لَا تَظْلِمُوا وَلَدًا، وَلَا زَوْجًا، وَلَا عَامِلًا، وَلَا خَادِمَةً؛ لَا تَبْخَسُوهُمْ حَقَّهُمْ، أَوْتُسِيئُوا مُعَامَلَتَهُمْ، أَوْتُكَلِّفُوهُمْ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: صَلَاتُنَا عِمَادُ دِيْنِنَا وَرُكْنُهُ الثَّانِي؛ صَلَاتُنَا فَلَاحُنَا وَنَجَاتُنَا؛ فَلْنُقِمْهَا كَمَا أمَرَ اللهُ، وَفِي المَسَاجِدِ حَيْثُ أَمَرَ اللهُ، وَلْنَأْمُرْ بِهَا مَنْ تَحْتَ رِعَايَتِنَا: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }طه 132
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ). اللهَ اللهَ - عِبَادَ اللهِ - فِي الِاسْتِقَامَةِ عَلَى هَذَا الدِّينِ؛ وَالثَّبَاتِ عَلَيهِ، وَالعَضِّ عَلَيهِ بِالنَّواجِذِ.
أَكْثِرُوا مِنَ الدُّعَاءِ أَنْ يُثَبِّتَكُمُ اللهُ عَلَى دِيْنِهِ، وَأَلَّا يُزِيْغَ قُلُوبَكُمْ؛ فَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
مَا أَحْوَجَنَا إِلَى هَذَا الدُّعَاءِ العَظِيْمِ؛ وَنَحْنُ نَرَى مَنْ تَبَدَّلُوا وَتَغَيَّرَتْ أَحْوَالُهُمْ؛ وَقَدْ كَانُوا عَلَى دَرَجَةٍ مِنَ الصَّلَاحِ وَالِاسْتِقَامَةِ؛ فَبَدَأُوا يَتَتَبَّعُونَ الرُّخَصَ، وَالشَّاذَّ مِنَ الفَتَاوَى، وَيَتَسَاهَلُونَ شَيْئًا فَشَيْئًا، وَيَتَفَلَّتُونَ شَيْئًا فَشَيْئًا؛ فَمَا كَانَ بِالْأَمْسِ عِنْدَهُمْ حَرَامًا أَصْبَحَ اليَومَ حَلَالاً؛ لَا عَنْ نَظَرٍ وَاسْتِدْلَالٍ؛ وَإِنَّمَا اِتِّبَاعًا لِلْهَوَى؛ نَعُوذُ بِاللهِ مِنِ اِتِّبَاعِ الهَوَى، وَالضَّلَالِ بَعْدَ الهُدَى. فَاللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِيْنِكَ، يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ.
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
رَزَقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ تَوبَةً صَادِقَةً نَصُوحًا؛ يَمْحُو بِهَا ذُنُوبَنَا، وَيَرْفَعُ بِهَا دَرَجَاتِنَا.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أَمَّا بَعْدُ: فَالْزَمُوا عِبَادَ اللهِ طَاعَةَ اللهِ، وَاحْذَرُوا مَعْصِيَتَهُ؛ فَبِالمَعَاصِي تَحِلُّ النِّقَمُ، وتزولُ النِّعَمُ، ويَتَعَرَّضُ الناسُ لغضبِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا.
مَنْ وَقَعَ فِي الذَّنبِ فَلْيُبَادِرْ إِلَى اللهِ بالتَّوبِ، وَلْيَحْذَرْ أَنْ يُصِرَّ عَلَى ذَنْبِهِ، أَوْ يُجَاهِرَ بِهِ، أَوْ يَدْعُو إِلَيهِ وَيُزَيِّنَهُ لِلنَّاسِ؛ فَإِنَّ: ( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
تَنَاصَحُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - مُرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَانْهَوا عَنِ المُنْكَرِ، وَعَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ وَالرِّفْقِ.
الْزَمُوا جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، وَعُلَمَاءَهُمْ، أَطِيْعُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أمرَكُمْ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ } النساء 59
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، أَحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ، وَاصْبِرُوا عَلَيْهِنَّ فِيمَا لَا إِثْمَ فِيهِ، يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رَوَاهُ مٌسْلِمٌ.
وَلْتَعْلِمِ المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ أَنَّهَا رَاعِيَةٌ وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا؛ وَصَلَاحُهَا - بِإِذْنِ اللهِ - صَلَاحٌ لِأَوْلَادِهَا وَمُجْتَمَعِهَا.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ؛ فَأكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ أَكْثِرُوا مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيْدِ وَاسْتَمِرُّوا إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: الأُضْحِيَةُ مِنْ أَفْضَلِ القُرُبَاتِ، وَلَمْ يَدَعْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَلَا تَدَعُوهَا، وَأَدُّوهَا عَلَى الوَجْهِ المَشْرُوعِ؛ بِأَنْ تَبْلُغَ السِّنَّ المُعْتَبَرَ؛ خَمْسُ سِنِينَ لِلإبِلِ، وَسَنَتَانِ لِلبَقَرِ، وَسَنَةٌ لِلغَنَمِ، وَيَجُوزُ مِنَ الضَّأنِ مَا أَتَمَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. وَكَذَلِكَ أَنْ تَكُونَ سَالِمَةً مِنَ العُيُوبِ المَانِعَةِ مِنَ الإِجْزَاءِ؛ وَهِيَ: العَوَرُ البَيِّنِ، وَالمَرَضُ البَيِّنِ، وَالعَرَجُ البَيِّنِ، والكِبَرُ المُتَنَاهِي.
أَمَّا وَقْتُ الذَّبْحِ؛ فَيَومُ العِيْدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ اليَومِ الثَّالِثَ عَشَرَ، يَقُولُ عِنْدَ الذَّبْحِ بِاسْمِ اللهِ وَاللهُ أكْبَرُ، وَيَذْكُرُ مَنْ هِيَ لَهُ، وَيَأكُلُ مِنْهَا، وَيُهْدِي، وَيَتَصَدَّقُ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّــهَا الَّذِينَ آمَنُــوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًــا }
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَائِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1626653879_خُطْبَةُ عِيْدِ الأَضْحَى 1442 هـ .pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق