خطبة عيد الأضحى 1437هـ "ولم يُتقبل من الآخر"

مشاري بن محمد
1437/12/10 - 2016/09/11 11:52AM
الحمدُ للهِ٭ حمدا يليقُ بجلالِ وجههِ وعظيمِ سلطانهِ ...
الحمدُ للهِ حمدا يملأ السمواتِ والأرضَ وما بينهما وما شاءَ بعدُ ...
الحمدُ للهِ حتى يرضى والحمدُ لله إذا رضي والحمدُ لله بعدَ الرضا ...
الحمدُ للهِ كما نقولُ، والحمدُ للهِ فوقَ ما نقولُ، والحمدُ للهِ كما يقولُ سبحانه ...
الحمدُ للهِ كما حَمِدَه الحامدونَ، الحمدُ للهِ حمدا فوقَ حمدهم، والحمدُ للهِ كما سَيُحْمدُ ماشاءَ بعدْ ...
الحمدُ للهِ، لا نحصي لهُ الحمدَ ، الحمدُ للهِ والجلالُ لهُ والعظمةُ والكبرياءُ ...
وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، واللهُ أكبرُ، اللــــــهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ
واللهُ أكبرُ كبيرا، والحمدُ لهُ كثيرا، وسبحانَ الله بكرةً وأصيلا ...
اللهُ أكبرُ عددَ ما كبَّرهُ كلُّ مكبِّرٍ، واللهُ أكبرُ ولا إلهَ سواه ...
اليومَ تراقُ الدِّماءُ لهُ، تراقُ لهُ، وهيَ منهُ وحدَهُ لا شريكَ له ...
اللهُ أكبرُ حينَ يُضَحِيْ كلُّ مُضَحٍ فيقولُ:
اللهمَّ هذا منكَ!
اللهمَّ نَعمْ، هوَ منهُ سبحانَه، بِفَضْلهِ وَنِعمَتِهِ وَتَيْسِيرهِ ...
فَمِنْ أيْنَ لكَ الأُضْحِيةُ لوْ لمْ يُيَسِّرها اللهُ لك؟ !
مِنْ أينْ؟ !
مِنْ أيْنَ لكَ لوْ لمْ يُخْضِعْهَا اللهُ لكَ ويُذَللِّها؟!
منْ أينْ؟!
اللهُ أكبرُ واللهُ أكبرُ واللهُ أكبرُ كبيرا ...
اللهمَّ هذا منكَ، اللهم نشهد ...
فمنْ رَزَقَكَ بالأُضْحِيةِ وَحَرَمَ غَيْرَك؟ !
وَمَنْ وَهَبَكَ القُدْرةَ وَمَنعَ سِواك؟ !
اللهُ أكبرُ حينَ يُضَحِي المُضَحِي فيقول:
اللهمَّ هذا مِنْكَ وإليك!
اللهمَّ نَعمْ، هوَ إليهِ سبحانَه لا لأحدٍ سواه، عبادةٌ يُخَلِصُها لهُ المؤمنون كما يُخْلِصُون لهُ صَلاتَهم!
"فصلِّ لربكَ وانحرْ"
الصلاةُ لهُ، والنحرُ لهُ إذِ الجبروتُ لهُ والعظمةُ لَه والكبرياءُ لهُ والعبوديةُ له ...
لمنْ تَخْضعُ الرقابُ ساجدةً إنْ لمْ تَخْضَعْ له؟!
ولمنْ تُراقُ الدماءُ قربةً ، إنْ لمْ تُرَقْ له؟!
إليكَ وإلاَّ لاْ تقادُ البهائمُ
ومنكَ وإلاَّ كيفَ تَحْيا النَّعَائمُ
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ ...
الحمدُ لكَ وحدكَ أنْ لمْ نَنَحرْ إلا لكَ، والحمدُ لكَ أنْ لمْ نَسْجدْ إلا لكَ ...
اللهمَّ هذا مِنكَ وإليكَ، لا فضلاَ منّا ولا مِنَّة...
يَسَّرتَ لَنا ورزقتَنا وأغنيتَنا وأمرتَنا لتأجُرنا وتثيبَنا وتزيدَ بالفضل علينا ...
يا ربنا لكَ الحمدُ كلُّه، وإليكَ الفضلُ كلُّه ...
اليومَ يظهرُ التذللُ لله، والتعظيمُ له والإجلالُ، تقفُ بهديكَ وأضْحِيتِكَ مُتَذللا للهِ، راجيا ثوابَهُ، سائلا مِنهُ القَبُول...
اليومَ لا مباهاةَ، ولا فخرَ، ولا كِبْرَ، اليومَ يومُ التقرُّبِ للهِ معَ كمالِ الذلِ وتذللِ الانقيادِ ...
تقرَّبَ اثنانِ "فتُقُبـِّل من أحدهِما ولم يُتَقَبَّل من الآخر" لأنَّ الجوابَ: "إنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ منَ المتقينَ"
اللهُ أعلمُ بِسُوَيدَاءِ القلوبِ، واللهُ طيّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبا ...
اليومَ يومُ الخضوعِ ويومُ الرجاءِ، اليومَ يومُ الاعترافِ بالفضلِ والمنةِ لله
(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)
* لا مجالَ للمباهاةِ والتَّفاخرِ والرّزاقُ هوَ اللهُ، والمُفضِّلُ هوَ اللهُ ...
****** إنَّما يَنالهُ التقوى مِنْكم!
***** لا ينظرُ اللهُ إلى صُوَركمْ ولا إلى أبدانكمْ ولا إلى أبْشَاركمْ، فكيف بما تقربون؟ !
لا ينظرُ إلى ألوانِها ولا إلى أشكالِها ولا إلى أجرامِها إنَّما ينالهُ التقوى مِنْكمْ ...

فَعَليْكُم بِكَمالِ التَّذللِ وتَمامِ الرجاءِ واللهُ ذو فَضلٍ عظيمٍ ...
فاليومَ يومُ تَمامِ النِّعمَةِ فَعَليكُمْ بِكَمالِ الشّْكرِ للهِ الواحدِ القهارِ ...
يتسابقُ النَّاسُ اليومَ بالتَّقرُّبِ لِمَنْ لا ملكَ إلا مُلْكُهْ!
الغنيُّ والمُوسرُ، يتَقرَّبونَ إليهِ بِما أمَرهمْ أنْ يُخْلِصُوا لهُ العبادةَ فيه ...
فَضَحُّوا بِمَا يسَّره اللهُ لكمْ، طيبةً بِها نُفُوسُكُمْ ،فإنَّ اللهَ طيّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبا، ضَحُوا وأمِّلـّوا وأبْشِروا تقبلَّ اللهُ منَّا ومن المؤمنينَ أجمعين ...

أنا العبدُ يا مَنَّانُ .. ألفَيتُ وحشتي
بأنفَسِ ما أهْوى من الأرضِ والورى !

وكيفَ لمثليْ أن يَرىْ فُرْجَةً لهُ
بغيركَ ؟! فامْنَحْ منْ عطاياكَ أنهُرا ..

وإنِّي - وهَذا الدَّمعُ أسْمَىْ رسَائِليْ -
أراكَ .. وإنْ عَينايَ يا ربُّ لا تَرَىْ ..

أظلُّ طَريحًا فَوْقَ ذَنْبِيْ وضَائعًا
ووحدَكَ من يَهدِي ويَسْتُرُ ما جَرَى ..

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ
* في هذا اليومِ فرَّجَ اللهُ عنْ إبراهيمَ بذبحٍ عظيمٍ، اللهمَّ ففرجْ عن المؤمنينَ المستضعفينَ، اللهمَ الهمهمْ الصبرَ والثباتَ على الدينِ اللهمَّ انصرهمْ على عدوكَ وعدوهم يا أرحمَ الراحمين ...

الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الكبيرِ المتعالِ، ذي الجودِ والجلالِ، ذي العظمةِ والكمالِ ...

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ

أكملَ لنا الدينَ، وأتمَّ نعمتَهُ، وعَدْلَهُ وشَرعَهُ، جعلَ للرجلِ حقَّهُ وللمرأةِ حقَّها، ساوى بينَها وبَينَ الرجلِ إلا فيما هوَ العدلُ أنْ لا تُساوى فيه!

أتمَّ دينَهُ، فلا نتقدمُ بينَ يديهٌ، سبحانهُ وبحمدِه ...
فللمرأةِ أنْ تُضَحي كالرجلِ تماما، لها أنْ تُضَحِي لنَفْسِها وأنْ تذبحَ بيدِهَا وأنْ تتقربَ كما يتقربُ الرجلُ ،وزادَها بالزينةٌ التي تليقُ بِها ووسعَ عليها فيها مالمْ يوسعْ على الرجلِ، ولو اختارَ المرءُ لنفسهِ منْ الدينِ لما كانَ أحسنَ منْ اختيارِ اللهِ له.
** ومعَ ذلكَ جعلَ القوامةَ للرجلِ عليها، فلا طاقةَ للمرأةِ على الرجالِ وإنْ زَعمت، وجعلَ أمرَها وولايتَها بيده، فالخيرُ ثمّْ، والعدل ثمّْ، واللهُ يعلمُ مالا نعلمُ...
واليومَ يأتي أُناسٌ ينازعونَ اللهَ في أمرهِ ويُقدِّمونَ بينَ يديهِ ...
" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِن أَموَالِهِم "
واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ

اللهمَّ احفظْ دينكَ وعبادكَ وأولياءكَ اللهمَّ احفظْ نساءَنا وشبابَنا وأنفسَنا منْ مكرِ الماكرينَ ومنْ زيغِ الزائغينَ ...
اللَّهُمَّ اِحْفّظْ حُجَّاجَ بَيتِكَ الْـحَرَامِ، مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَسُوءٍ، اللَّهُمَّ أَعِدْهِمْ إِلَى دِيَارِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ؛ سَالِمِينَ غَانِـمِينَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ حَجَّهُمْ، وَاِغْفِرُ ذُنُوبَهُمْ، وَاِجْعَلْ الْجَنَّةَ جَزَاءَهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَحُجَّاجَ بَيْتِكَ الْحَرَامِ لِـمَا تُـحِبُّ وَتَرْضَى. الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ، وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى...



٭تخلل التكبير الخطبة كثيرا لأنه أولى من التكبير في خطبة عيد الفطر، فالتكبير لازال باقيا في هذه الأيام،بخلاف الفطر ينتهي مع خطبة الإمام
٭قصر خطبة عيد الأضحى بالخصوص من الفقه، حيث وراء الناس في هذا اليوم أعمالا أكثر منها في عيد الفطر.



وفق الله الخطباء لكل خير ...
المشاهدات 1427 | التعليقات 0