خطبة عيد الأضحى 1433 هـ

[align=justify]خطبة عـيد الأضحى 1433 هـ

[font="]الله أكبر ( تسعا ).[/font]
[font="]الله أكبر ما أفاض حجّاج بيته من عرفات إلى منى.. الله أكبر ما أسعد ضيوفه بقبول العمل و تحقيق المنى.. الله أكبر ما أشرقت قلوبهم بنوره الأسنى.. الله أكبر ما اهتزت البواطن و الأفواه لمولاها بخالص الدعوات.. الله أكبر ما توجّه الحجيج لرمي الجمرات، و رضي عنهم ربّهم فغفر، و نادوا في رميهم الله أكبر.. الله أكبر ( سبعا ).[/font]
[font="]الله أكبر كلّما لمع نجم و لاح.. الله أكبر كلّما تضوّع مسك و فاح.. الله أكبر كلّما غرّد حمام و ناح.. الله أكبر كلّما رجع مذنب و تاب.. الله أكبر كلّما آب عبد و أناب.. الله أكبر كلّما وسّد الأموات التراب.. الله أكبر كلّما ارتفع علم الإسلام.. الله أكبر كلّما طيف بالبيت الحرام.. الله أكبر كلّما دكدكت أمريكا و إسرائيل دولتا الطغيان و الآثام.. الله أكبر ( ثلاثا ).[/font]
[font="]الله أكبر ما سرى في كون الله بالحج صوت إبراهيم مؤذنا.. الله أكبر ما استجاب سامع و أقبل ملبّيا و على دعائه مؤمنا.. الله أكبر ما قدموا ركبانا و رجالا.. الله أكبر ما تتابعت وفودهم أراسلا.. الله أكبر ما أتمّوا حجّهم فرزقوا قربا و قبولا و نوالا، و حقّ ليومهم هذا أن يكون العيد الأكبر.. الله أكبر ( ثلاثا ).[/font]
[font="]الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، و تبارك الذي جعل في السماء بروجا و جعل فيها سراجا و قمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل و النهار خلفة لمن أراد أن يذكّر أو أراد شكورا. و تبارك الذي نزّل على عبده الفرقان ليكون للعالمين نذيرا، الذي له ملك السماوات و الأرض و لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك، و خلق كل شيء فقدّره تقديرا..[/font]
[font="]الحمد لله خيرا ممّا نقول، و فوق ما نقول، و مثل ما نقول.. لك الحمد بالإيمان، و لك الحمد بالإسلام، و لك الحمد بالقرآن، عزّ جاهك، و جلّ ثناؤك، و تقدّست أسماؤك لا إله إلاّ أنت في السماء ملكك، و في الأرض سلطانك، و في البحر عظمتك، و في الجنّة رحمتك، و في النار سطوتك، و في كل شيء حكمتك و آيتك، لا إله إلاّ أنت..[/font]
[font="]و نشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة من اتخذ أيامه مطايا صالح العمل و التقوى، و أخلص لمولاه في الجهر و النجوى.. اللهم اجعل الشهادة خاتمة أقوالنا، في الدنيا الفانية، و عمدتنا في الفوز بالحياة الخالدة الباقية..[/font]
[font="]و نشهد أنّ سيدنا محمدا عبده و رسوله، خير من حج البيت و اعتمر، و صلّى و ضحّى و شكر، اللهم صل و سلم عليه في هذا اليوم الأغرّ.. اللهم زدنا لذاته حبّا، و حقّق لنا يوم القيامة من عليّ مقامه قربا.. [/font]
[font="]اللهم صل على نبيك الذي بعثته بالدعوة المحمدية، و هديت به الإنسانية، و أنرت به أفكار البشرية، و زلزلت به كيان الوثنية.. اللهم صلّ و سلّم على صاحب الحوض المورود، و اللواء المعقود، و الصراط الممدود.. اللهم صل و سلم [/font][font="]على [/font][font="]صاحب الغرة و التحجيل، المذكور في التوراة و الإنجيل.. اللهم صل و سلم على من رفعت له ذكره، و شرحت له صدره، و وضعت عنه وزره..[/font]
[font="]اللهم صل و سلم و بارك على من جعلته خاتم الأنبياء، و خير الأولياء و أَبَرَّ الأصفياء، و من تركنا على المحجّة البيضاء، لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء، و على آله و صحبه أجمعين..[/font]
[font="]أيها الناس، السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. نعيش هذه المناسبة الكبرى يوم نتذكر فضل لا إله إلا الله، و عظمة لا إله إلا الله، و قدسية لا إله إلا الله.[/font]
[font="]أيّ أمّة كنّا قبل الإسلام، و أي جيل كنا قبل الإيمان، و أيّ كيان نحن بغير القرآن ؟..[/font]
[font="]كنا قبل لا إله إلا الله أمة وثنية، أمة لا تعرف الله، أمة تسجد للحجر، أمة تغدر، أمة يقتل بعضها بعضاً، أمة عاقة، أمة لا تعرف من المبادئ شيئاً..[/font]
[font="]فلما أراد الله أن يرفع رأسها، و أن يعلي مجدها، أرسل إليها رسول الهدى صلى الله عليه و سلم..[/font] [font="]" هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلأُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ ".[/font][font="]( سورة الجمعة الآية:2 )[/font][font="]..[/font]
[font="]فأتى عليه الصلاة و السلام، فصعد على الصفا، و نادى العشائر و البطون، ثم قال لهم لما اجتمعوا: " قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا "، فقامت دعوته على لا إله إلا الله، كما كانت دعوة الأنبياء من قبله: " وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ ".[/font][font="]( الأنبياء الآية: 25 )[/font][font="].[/font]
[font="]و معنى لا إله إلا الله، لا معبود بحق إلا الله..[/font]
[font="]و معنى لا إله إلا الله، لا مطلوب و لا مرغوب و لا مدعو إلا الله..[/font]
[font="]و معنى لا إله إلا الله، أن تعيش عبداً لله، فتكون حياً بقوة لا إله إلا الله، و تموت على لا إله إلا الله، و تدخل الجنة على لا إله إلا الله..[/font]
[font="]و معنى لا إله إلا الله، أن ترضى بالله رباً و إلهاً فتتحاكم إلى شريعته، و لا ترضى شريعة غيرها.. فمن رضي غيرها شريعة، فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين.. لا يقبل الله منه صرفاً، و لا عدلاً، و لا كلاماً، و لا ينظر إليه، و لا يزكيه، و له عذاب أليم..[/font]
[font="]و معنى لا إله إلا الله، أن ترضى برسول الله صلى الله عليه و سلم قدوةً، و إماماً، و مربياً، و معلماً، فتجعله أسوة لك: " لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَ ٱلْيَوْمَ الآخِرَ وَ ذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً ". [/font][font="]( سورة الأحزاب الآية: 21 )[/font][font="].. [/font]
[font="]و معنى لا إله إلا الله، أن ترضى بالإسلام ديناً، فإنك إن لم ترض به ديناً غضب الله عليك، و كشف عنك ستره، و لم يحفظك فيمن حفظ، و لا تولاّك فيمن تولّى..[/font]
[font="]جاء بها صلى الله عليه و سلم فأعلنها صريحة، أنه لا إله إلا الله، فاستجاب له من أراد الله رفع درجته، و صمّ عنها من أراد الله عذابه في الدنيا و الآخرة.. [/font]
[font="]" إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ".[/font][font="]( سورة الصافات الآية )[/font][font="]. استجاب له أصحابه الأبرار، و أحبابه الأطهار، فقتلوا بين يديه..[/font]
[font="]الله أكبر كبيراً.. و الحمد لله كثيراً.. و سبحان الله بكرةً و أصيلاً..[/font]
[font="]عباد الله، يا من لبس الجديد، يا من اغتسل بالماء البارد، يا من أتيتم إلى هذا المصلّى، هل ذكرتم من صلى معكم في العام الماضي من الآباء و الأجداد، من الأحباب و الأولاد ؟ أين ذهبوا ؟ كيف اختطفهم هاذم اللذات ؟ آخذ البنين و البنات، مفرق الجماعات..[/font]
[font="]أسكتهم فما نطقوا، و أرداهم فما تكلموا، و الله لقد وُسّدوا التراب، و فارقوا الأحباب، و ابتعدوا عن الأصحاب، فهم من الحفر المظلمة مرتهنون بأعمالهم، كأنهم ما ضحكوا مع من ضحك، و لا أكلوا مع من أكل، و لا شربوا مع من شرب..[/font]
[font="]اختلف على وجوههم الدود، و ضاقت عليهم ظلمة اللحود، و فارقوا كل مرغوب و مطلوب، و ما بقيت معهم إلا الأعمال..[/font]
[font="]فهل ذكر ذاكر ذاك القدوم ؟ و هل أعدّ لذاك المصير؟ و هل أعد العدة لذلك الموقف الخطير ؟[/font].. [font="]الله أكبر كبيراً.. و الحمد لله كثيراً.. و سبحان الله بكرة و أصيلا..[/font]
[font="]أيها الناس، أذكركم و نفسي بتلك الشعيرة العظيمة، بتلك الفريضة الجليلة، بالصلوات الخمس، لا حظّ في الإسلام لمن تركها، من تركها فعليه لعنة الله، من تركها خرج من دين الله، من تركها انقطع عنه حبل الله، من تركها خرج من ذمة الله..[/font]
[font="]تارك الصلاة عدو الله، عدو لرسول الله، عدو لأولياء الله.. تارك الصلاة محارب لمنهج الله، تارك الصلاة مغضوب عليه في السماء، مغضوب عليه في الأرض.. تارك الصلاة تلعنه الكائنات، و العجماوات، تتضرر النملة في جحرها من تارك الصلاة، و تلعنه الحيتان في الماء لأنه ترك الصلاة..[/font]
[font="]تارك الصلاة لا يؤاكل، و لا يشارب، و لا يجالس، و لا يرافق، و لا يصدّق، و لا يؤتمن.. تارك الصلاة خرج من الملة، و تبرأ من عهد الله، و نقض ميثاق الله.. تارك الصلاة يأتي و لا حجة له يوم العرض الأكبر.. [/font]
[font="]أقول ما تسمعون و أستغفر الله العظيم لي و لكم و لوالديّ و لوالديكم و لجميع المسلمين..[/font]

[font="] الثانية لعيد الأضحى 1430
[/font]

[font="]الله أكبر ( سبعا ).[/font]
[font="]الله أكبر ما تقرّب المؤمنون بالأضاحي.. الله أكبر ما تردّدت أصداء التكبير فوّاحة في جميع النواحي.. الله أكبر ما سيقت الهدايا إلى المناحر.. الله أكبر ما أمّل نسكه زكيّ طاهر..الله أكبر ما اجتمع المؤمنون حول المنابر و تجمّلت منهم الظواهر و السرائر، و تعطّرت أفواههم بترديد الله أكبر.. الله أكبر ( خمسا ) .[/font]
[font="]الله أكبر ما فرح بقدوم العيد أهل المشارق و المغارب.. الله أكبر ما صفحوا عن الأباعد و الأقارب.. الله أكبر ما توثّقت بينهم صلة القربى، و أنالهم ربّهم الكريم حظّهم وافيا و أربى، و سعدوا بالرضوان و الأجر الأوفر، و لفضل الله أكبر.. الله أكبر كبيرا.. و الحمد لله كثيرا.. و سبحان الله بكرة و أصيلا.. الله أكبر ( ثلاثا ) .[/font]
[font="]الحمد لله الذي عمّت خيراته العوالم، و سخّر لنا النبات و السوائم، أحمده حمدا عليه الخوافي و القوادم، و أشكره أن وضع لنا المناهج و أزال الإلتباس، و جعلنا خير أمّة أخرجت للناس.. و نشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة يتطابق عليها العلن و السرّ، و تكتبنا مع أهل التقى و البرّ.. اللهم يا من أكرمتنا بالهداية إلى التوحيد، ثبّتنا على الشهادة عند أهوال النزع الشديد، و يوم نحشر إليك حفاة عراة مع جملة العبيد..[/font]
[font="]و نشهد أنّ سيدنا محمدا عبده و رسوله، قصّرت ألسنتنا عن وفاء حقّه من منّة البيان والتعليم، و نُطْق الكتاب الكريم، فقال ربّ العزّة: و إنّك لعلى خلق عظيم.. اللهم فصلّ و سلم و بارك على نبيّك محمد و اعرض عليه صلاتنا و سلامنا في هذا اليوم المبارك يا ربّ العالمين.. اللهم اجعل ما نطقنا بتكريمه لديك مقبولا، و هب لنا من نبيّك يوم القيامة قربا و وصولا.. و ارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين و الأنصار، و عنّا و معهم و فيهم بمنّك و كرمك يا عزيز يا جبّار.. الله أكبر ( ثلاثا ) .[/font]
[font="]عباد الله، أوصيكم بالتوبة النصوح، وبالاستغفار من الذنوب والخطايا، يقول سبحانه وتعالى: " قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ". [/font][font="]( سورة الزمر الآية: 53 )[/font][font="]. و يقول جل ذكره: " وَ ٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ وَجَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ ". [/font][font="]( سورة آل عمران الآيتان: 135/136 )[/font][font="].[/font]
[font="]أيها المسلمون، إن الله سبحانه و تعالى قد جعل هذا الدين القويم ضياءً ونورًا لعباده، يخرجهم به من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة،" اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ". [/font][font="]( سورة البقرة الآية: 257 )[/font][font="]. [/font][font="]و لا شك أن سعادة الإنسان في الحياة الدنيا وفوزه ونجاته في الأخرى، لا شك أن ذلك مرهون بتزكيته نفسه وتطهيره إياها، " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ". [/font][font="]( سورة الشمس الأيتان: 9 و 10 )[/font][font="]. [/font][font="]ومما لا مراء فيه ولا جدال أنه لن تزكو النفوس أو تصلح المجتمعات إلا بترك المعاصي والتخلص من الذنوب، ولن تنجو من كل خطر أو خوف إلا بالعمل بطاعة الله والتقرب إليه سبحانه. أما إذا رأيت عقول الناس ـ كما هو شأنها اليوم ـ تؤثر الفاني على الباقي فاعلم أنها قد مُسِخَت، ومتى رأيت قلوبهم قد ترحّل عنها حب الله والاستعداد للقائه وحل فيها حب المخلوق والرضا بالدنيا والطمأنينة بها وبما فيها من معاص وشهوات فاعلم أنها قد خُسِفَ بها، ومتى أقحطت العيون من البكاء من خشية الله فاعلم أن قحطها من قسوة القلوب، وإنّ أبعد القلوب من الله تعالى القلب القاسي.[/font]
[font="]إننا والله ـ أيها الآباء ـ لا نعجب من شابة مسكينة مُغرّر بها، و لا من شاب مراهق يخادعه أهل الباطل ويجتذبونه إليهم بما ينشرونه مما يوافق هوى النفوس، و لكن العجب الذي لا ينقضي أن تظلوا أنتم ـ أيها الأولياء ـ في غفلة مطبقة عما يدور حولكم، بل و في بيوتكم و عقر دياركم، إذ في وسط تلك البيوت المحافظة و في ساعات مختلفة من ليل أو نهار تُعرَض الرذيلة على مرأى من أبنائكم و بناتكم و أنتم غافلون، و يُقضَى على الحياء و يُنحر العفاف وأنتم راقدون، عبر أجهزة أنتم الذين اشتريتموها أو رضيتم بها، و تركتم الأبناء و البنات يعبثون بها دون رقيب ولا حسيب.[/font]
[font="]ألا فاتقوا الله عباد الله، واتقين الله يا نساء المؤمنين، و احذروا المعاصي و الذنوب صغيرها وكبيرها، " يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " [/font][font="]( سورة الأحقاف الآية: 31 )[/font][font="].. و أعلموا أنّه من سنن العيد، التكبير ثلاثا عقب الصلوات المكتوبة إلى صبح اليوم الرابع.. و ليكن العيد مناسبة لزوال الإحن، و ذهاب أثر الخصومات و اجتهدوا في زيارة الأهل و الأحباب، و تصافحوا و اصفحوا يصفح الله عنكم، و ليكن الرباط الجامع ربط الأخوّة، يزداد من هذا اليوم متانة و قوّة، فجعل الله عيدكم سعيدا و والى عليكم من رحمته و واسع عطائه، ما يوفر عيشا هنيئا رغيدا و رزق الأمة الإسلامية قوّة و تأييدا..[/font]
[font="]فهذه آداب العيد و أحكامه كما رويت عن سيد البشر.. فتوجّهوا إلى ربّكم في هذا اليوم الأغرّ و استفتحوا الدعاء بعطر الصلاة على أفضل من بدا و حضر، سيدنا محمد حبيب القلب و نور البصر.. اللهم صل و سلم على محمد و على آله و أزواجه و ذرّيته، كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.. اللهم إليك خرجنا، و بفنائك أنخنا، و إياك أمّلنا، و ما عندك طلبنا، و لإحسانك تعرّضنا، و لرحمتك رجونا، و من عذابك أشفقنا، و لبيتك الحرام حججنا.. يا من يملك حوائج السائلين، و يعلم ضمائر الصامتين، يا من ليس معه رب يدعى و لا إله يرجى ولا فوقه خالق يخشى و لا وزير يؤتى و لا حاجب يرشى يا من يزداد عن السؤال إلاّ كرما و جودا، يا من ضجت بين يديه الأصوات، يسألونك الحاجات، ملحين في الدعوات، حاجتنا إليك يا رب، مغفرتك و رضى منك علينا، لا سخط بعده، و هدى لا ضلال بعده، و علم لا جهل بعده، و حسن الخاتمة و العتق من النار، و الفوز بالجنة.. اللهم إننا وقفنا بين يديك في هذا البيت الشريف، رجاء لما عندك، فلا تجعلنا اليوم أخيب عبادك، فأكرمنا بالجنة و منّ علينا بالمغفرة و العافية، و أجرنا من النار، و أدرأ عنا شرّ خلقك..انقطع الرجاء إلاّ منك، و أغلقت الأبواب إلاّ بابك، فلا تكلنا إلى أحد سواك في أمور ديننا و دنيانا طرفة عين و انقلنا من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة، يا أرحم الراحمين.. يا رب العالمين.. نسألك أن ترزقنا علما نافعا و رزقا واسعا و قلبا خاشعا و لسانا ذاكرا و عملا زكيّا و إيمانا خالصا، و هب لنا إنابة المخلصين و خشوع المخبتين، و أعمال الصالحين، و يقين الصادقين، و سعادة المتقين، و درجات الفائزين..[/font]
[font="]اللهم أحفظ الأمة و أصلح شؤون البلاد و أيّد من يريد خيرا بتونس و وفقه إلى طريق السداد.. اللهم اجعل هذا البلد آمنا على حاضره مطمئنا على مستقبله بفضلك و منّك يا أرحم الراحمين.. آمين و صل و سلم على سيد الأولين و الآخرين و آله و صحبه أجمعين ..[/font]
[font="]عباد الله إنّ الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلّكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون..[/font]


[font="] الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي[/font]
[font="] الإمام الخطيب[/font]
[font="] جامع عثمان بن عفّان بالزّهور - تونس[/font][/align]
المشاهدات 6205 | التعليقات 3

جزاك الله خير


جزاك الله خيرا :

حسب ظني أن هذه الخطبة للشيخ عائض القرني وهي على الرابط :

http://www.alukah.net/Sharia/0/1673/


بسم الله الرحمان الرحيم

بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، يطيب لي أن أرفع إلى إدارة شبكة ملتقى الخطباء، و إلى السادة الأعضاء، أرقى مشاعر التهاني راجيا من الحقّ تبارك و تعالى أن يعيد علينا جميعا و على الأمّة الإسلامية هذه المناسبة مرّات عديدة و كرّات مديدة بالخير و اليمن و البركة.. و كلّ عام و أمّة محمّد بخير و رخاء و تطوّر..

أخي الدكتور مراد دلالعة..

اسمح لي أن أشكرك على اهتمامك و على الطريقة الراقية التي تعالج بها النّصوص و المواضيع بمختلف أنواعها.. و ما لاحظته قد يكون فيه جانب من الصحّة لأنّ ببساطة الواحد منّا يعتمد في تحضير خطبه و كتاباته على ما يتدارسه و ما يتناوله من المراجع و المصادر، و لم نخلق علماء و أئمّة و باحثين و فقهاء بلا مدارسة و تعليم و بحث و تدقيق و تدبر في كتاب الله و سنّة رسوله..
و اسمح لي أيّها الصديق الفاضل أن أشكرك على تفضلك برفع خطبتي إلى مستوى خطب الأستاذ الدكتور عائض عبد الله القرني، فمهما إجتهدت يا أخي لن أقدر على مجانبة المستوى الراقي لخطب الإمام القرني.. و لكن ربّما هي الصدفة بأن استعنت ببعض المصادر التي تشرح معنى لا إله إلاّ الله، ما عدا ذلك فإنّ خطبتي مغايرة في أركانها و مواضيعها، لأنّه ببساطة مشاغل و اهتمامات و واقع المجتمع التونسي مختلفة اختلافا جذريا عن مشاغل و اهتمامات و واقع المجتمع السعودي..
عموما سعدت بهذه المناسبة التي مهّدت لي سبل التعرّف على الصديق الدكتور مراد دلالعة.. و أسأل الله تعالى أن تثمر هذه الصداقة خيرا كثيرا نساهم به في الارتقاء بالفكر الدّيني إلى أعلى المراتب التي نهدف إليها جميعا ، و تهدف إليه بالخصوص إدارة شبكة ملتقى الخطباء..