خطبة عيد الأضحى مختصره 10/12/1348

محمد سعيد الهاشمي
1438/12/08 - 2017/08/30 09:09AM
خطبة عيد الأضحى
10 / 12 /1438  هــــ
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر عدد ما لبَّى الحجيجُ وهلَّلوا وكبَّروا، الله أكبر عدد ما أحرَموا لله بالتوحيد وأسلَموا، الله أكبر عدد ما ما أصبحَ عيدُ الأعياد وأسفَر، وأشرقَ صبحُه وأنوَر، الله أكبر زِنَة العرشِ المجيد، ومِدادَ كلماتِ الله الحميد، ورِضا نفسِه وهو على كل شيءٍ شهيد، الله أكبر عدد الخلق والأمر نورًا وبُشرى، الله أكبر ما تعالَت الأصواتُ تكبيرًا لله وذكرًا، الله أكبر ما توالَت الأعيادُ عُمرًا ودهرًا.
وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له شهادةً نرجو بها الفوز والفلاح ، وأشهد أن نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله ،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى بإحسان الى يوم الدين .
أمّا بعد :فاتقوا الله أيّها المسلمون ،إنما يتقبل الله من المتقين.
تمسَّكوا بتقوى الله - جل وعلا -؛ فهي سببُ المخرَج من كل كربٍ في الدنيا والآخرة : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2، 3].
عباد الله : إن العيدَ يومُ فرحٍ وسُرور، وإن المسلمون يفرَحون، وكيف لا يفرَحون وقد فازُوا بطاعة المَولَى، وحازوا النعمةَ العُظمى بالمُسابقة إلى الخيراتِ والأعمال الصالحات، قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس: 58].
ليس العيدُ من لبِسَ الجديد، ولكن العيدَ الحقيقي لمن كان في طاعة ربِّه مُكثِرًا وعليها مقبلا ، ليس العيدُ من ركِبَ أفخمَ مركوب، ولكن العيدَ لمن حُطَّت عنه الخطايا وغُفِرَت له الذنوب.
يقول الحسن - رحمه الله -: "كل يومٍ لا نعصِي اللهَ فيه فهو عيد، وكلُّ يومٍ نقضِيه في طاعة الله - جل وعلا - فهو عيدٌ".
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله :  الصبرُ عن محارِمِ الله أيسَرُ من الصبرِ على عذابِه ، ومن رغِبَ المكارِمَ فليجتنِبِ المحارِم.
تقوَى الله مِفتاحُ الأخلاق، وبابُ الأرزاق، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2، 3].
من أدامَ الحمدَ تتابعَت عليه النِّعَم، ومن أدامَ الاستِغفار فُتِحَت له المغالِيق، ومن أصلَحَ سريرتَه أصلَحَ الله علانيتَه.
إنما الدنيا أملٌ مُخترَم، وأجلٌ مُنتقَص، وبلاغٌ إلى دارٍ غيرِها ، وسَيرٌ إلى الموتِ بلا تعريجٍ.
فرحِمَ الله امرأً فكَّر في أمرِه، ونصحَ لنفسِه، وراقَبَ ربَّه، واستقالَ ذنبَه.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إن هذا اليوم يومٌ عظيمٌ، هو يوم الحج الأكبر، يوم النحر، أعظم أيام الدنيا ، لقد عظمه الله لكثرة الدماء التي تُنهر لله شكراً وتعظيماً من كل المسلمين في كل بقاع الدنيا , وهو أعظمُ عيدَي الإسلام وأفضلُهما ؛ روى أحمد وغيرُه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أعظمُ الأيامِ يومُ النحر».
وهذا اليومُ والثلاثةُ بعده أعيادُ أهل الإسلام روى أحمد وأهل السنن - بسندٍ حسنٍ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدُنا أهل الإسلام، وهي أيامُ أكلٍ وشُربٍ».
وخرَّج مسلمٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أيامُ مِنَى أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذكرٍ لله - جل وعلا -».
ولهذا حرُم صومُها - أي: أيام التشريق - إلا لمن لم يجد هديَ التمتُّع فيصومُ صومًا واجبًا.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إن من أفضلِ الطاعات، وأجلِّ القُرُبات في هذه الأيام: التقرُّبَ إلى الله تعالى بذبحِ الهَدايا والأضاحِي، وما عمِلَ ابنُ آدم يوم النَّحر عملاً أحبَّ إلى الله من إراقةِ دمٍ،
وإنها لتأتي يوم القيامة بقُرونها وأظلافِها وأشعارِها، وإنَّ الدمَ ليقَعُ من الله بمكانٍ قبل أن يقعَ على الأرض، فطِيبُوا بها نفسًا.
ثبَتَ في "الصحيحين": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحَّى بكبشَيْن أملحَيْن أقرنَيْن، ذبَحَهما بيدِه وسمَّى وكبَّر.
ويُسنُّ لمن أراد أن يُضحِّي أن يختارَ من الإبِل أو البقر أو الغنَم أطيبَها، وأن يجتنِبَ ما كان فيه عيبٌ منها، وقد بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه العيوبَ، كما في "السنن" بسندٍ صحيحٍ، وهي: العوراءُ البيِّنُ عوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرَضُها، والعَرجاءُ البيِّنُ ضَلَعُها، والكسيرةُ التي لا تُنقِي.
وأيامُ الذبحِ أربعةٌ: من بعد صلاة العيد إلى غروب شمسِ اليوم الثالث عشر، وهو آخرُ أيام التشريق، ويجوزُ الذبحُ في الليل والنهار، والنهارُ أفضلُ، ويومُ العيدِ أفضلُ مما بعدَه.
وتُجزِئُ الشاةُ الواحِدةُ عن الرجلِ وأهلِ بيته، والسُّنَّةُ أن يأكلَ المُسلمُ من أُضحِيته، ويُهدِي منها، ويتصدَّق، قال الله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله :  في الأعياد تُظهِرُ الأُمَم زينتَها، وتُعلِنُ فرحَها وسُرورَها، وتُسرِّي عن نفسها ما يُصيبُها من مشاقِّ الحياة ولأوائِها، فتمتَّعوا بالطيباتِ هنيئًا مريئًا، وإياكم والمنهيَّات، وتجنَّبوا المُحرَّمات ، والتزِموا بالمفروضات.
أيها الشباب:
اتقوا الله - جل وعلا -، والتزِموا بأخلاق الإسلام ومحاسن الفضائل لتكونوا في ظلِّ الله - جل وعلا - يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه؛ ففي الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سبعةٌ يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه»، وذكر منهم: «شابًّا نشأَ في طاعة الله».
ثم أيتها المرأة المسلمة:
عليكِ بتقوى الله - جل وعلا -، وأن تصاحبي الخيرات والطيبات من الصديقات والجارات والصالحات ، والزمي كتاب الله تعالى ففيه النور المبين الذي تمشين به في هذه الحياة الدنيا حتى تكوني على بينة وبصيرة بأمور دينك ودنياك . 
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رِضوانِه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
فأيها المسلمون،اتقوا الله وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ،افعلوا الخير في هذه الأيام الفاضلة، اشغلوها بذكر الله والتكبير، وعظموا شعائر الله وحرماته، وأنفقوا من مال الله الذي آتاكم ، وأكثروا من ذكر الله وشكره ، وصلوا أرحامكم ، وبروا بآبائكم، وأحسنوا إلى اليتامى والمساكين، وتصافحوا وتناصحوا وتسامحوا، وأزيلوا الغل والشحناء من قلوبكم وتزاوروا وتهادوا، واحذروا الكبر والغيبة والنميمة وكونوا عباد الله إخواناً ، اللهم ألف بين قلوبنا ، واسلل سخيمة صدورنا
 
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللم أذِلَّ الشركَ والمشركين.
اللهم اغفر لنا في هذا اليوم ، اللهم كفِّر عنا السيئات وارفع لنا الدرجات، اللهم اكتُبنا مع الفائزين، اللهم اكتُبنا مع الفائزين، اللهم اكتُبنا مع الفائزين يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ارحمنا برحمتك، اللهم اعفُ عنَّا يا عفوُّ يا كريم.
اللهم سلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين، اللهم سلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين، اللهم وأكمِل لهم نُسُكَهم على أحسن حالٍ يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمُسلمات الأحياء منهم والأموات.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضى، وفقه ووفق ولي عهده إلى ما فيه خير للعباد والبلاد اللهم وفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين ، اللهم احفظ بلاد المسلمين،  واجعل لهم حياةً سعيدةً طيبةً يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعِد علينا هذا العيدَ أعوامًا عديدة وأزمِنةً مديدة ونحن في صحةٍ وعافيةٍ وفي طاعةٍ يا ذا الجلال والإكرام.
عباد الله:
اذكروا اللهَ ذكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بُكرةً وأصيلاً.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيدنا ونبيِّنا محمد وآله وصحبه.
 
المرفقات

الاضحى

الاضحى

المشاهدات 1136 | التعليقات 0