خطبة عيد الأضحى مختصرة
أنشر تؤجر
1445/12/09 - 2024/06/15 16:44PM
الحَمْدُ لله، مَا لَاحَ صُبْحُ عِيْدٍ وأَسْفَر، واللهُ أَكْبَر؛ عَدَدَ مَا أهَلَّ مُهَلِّلٌ وكَبَّر.. والحَمْدُ لله، عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ مَوَاسِمِ الخَيْرَات ويسر، وأَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه ، وأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنا محمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُه ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلهِ وصَحْبِهِ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّين..
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : يَوْمُكُمْ هَذَا يَوْمٌ عَظِيم ، وَعِيدٌ كَرِيم ، جَعَلَهُ اللهُ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَهُ جَلَّ في عُلَاه ، رَوَى أبو دَاوُدَ في سُنَنِهِ ؛ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَال :(( إنَّ أَعْظَمَ الأيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْر )). ووَقَفَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ والسَّلامُ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الجَمَرَاتِ فِي الحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ ؛ وقَال :(( هَذَا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ )) رَوَاهُ البُخاري. فَعَظِّمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ مَا عَظَّمَ الله ، واعْرِفُوا قَدْرَ نِعَمِهِ عَلَيْكُمْ .
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ .
عباد الله : أحفظوا الله يحفظكم ، وتعرفوا على الله في الرخاء يعرفكم في الشدة ؛ فقد أوصى النبي صلى الله عليه سلم ابن عباس وكان غلاماً صغيراً ؛ فقال له :" يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف "
وإن من أعظم ما تحافظون عليه عقيدتكم وتوحيدكم ؛ فاعبدوا الله وحده لا شريك له ، واخلصوا له العبادة فالتوحيد هو أَعْظَمَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ ، وهُوَ حَقُّ اللهِ الذِي افْتَرَضَهُ عَلَى الْجِنِّ وَالإِنْسِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى :{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أي : يوحدون .
ومما يجب المحافظة عليه الصلاة ، فهي عمود الدين ، ومن ضيعها فلا حظ له في الإسلام ، فأدوها في أوقاتها مع جماعة المسلمين ، ومروا أبناكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها لعشر ، واعلموا أن الصلاةَ والمحافظة عليها في المساجد من أسباب السعادة والفلاح والبركة في الأرزاق ، فلا يَشغلكم عنها حطامُ الدنيا الفاني ، فإذا جاء وقت الصلاة توجهوا للمساجد يقول تعالى :( قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )(الجمعة : 11 )
عباد الله : ربوا أبناءكم تربية صحيحة ربوهم على الكتاب والسنة ، حببوا إليهم فعل الطاعات وابعدوا عنهم المنكرات ، فالله سبحانه وتعالى سيسألكم عن رعيتكم ، ثبت في صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ما من عبد يسترعيه الله رعية لم يحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة )
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله ، واصْبِرُوا وصَابِرُوا فِيْمَنْ تَحْتَ أَيْدِيْكُم ؛ بِمَا يَسُرُّكُمْ أَنْ تَلْقَوْهُ في صَحَائِفِ أَعْمَالِكُم ؛ أدَاءً لِلْأَمَانَة ، وقِيَامًا بِمَا أَوْجَبَ الله .
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ .
عباد الله : مَنْ عَظَّمَ الله ، واسْتَسْلَمَ لِشَرْعِهِ وحُكْمِهِ وقَدَرِه ؛ فَازَ بِرِضْوَانِهِ والْخُلْدِ فِي جَنَّتِه .
واعلموا أن جَزَاءَ اللهِ لِعِبَادِه ؛ مِنْ جِنْسِ أَعْمَالِهِم ؛ فَمَنْ أَحْسَنَ : أَحْسَنَ اللهُ إِليْه ، ومَنْ أَعَانَ أَخَاهُ ؛ أَعَانَهُ الله ، ومَنْ فَرَّجَ كُرْبَةَ أَخِيه ؛ فَرَّجَ اللهُ عَنْه ، ومَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ ؛ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْه ، ومَنْ دَلَّ عَلَى هُدَى ؛ هَدَاهُ اللهُ ؛ إلى مَا فِيهِ نَفْعُهُ وسَعَادَتُه ؛ (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إلَّا الْإِحْسَانُ ).
فَاجْعَلُوا عِيدَكُمْ اليَوْم ؛ طَاعَةً لله ، وصِلَةً لمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوْصَل ، اجْعَلُوهُ صِلَةً مِنْكُمْ لِمَنْ قَطَع ، وإِحْسَانًا مِنْكُمْ لِمَنْ أَسَاء ، وبِرًّا ومَعْرُوفًا إلى النَّاسِ أَجْمَعِين: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
باركَ اللهُ لي ولكم في القُرآنِ العَظِيم ، ونَفَعني وإيَّاكُمْ بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيم ، أقولُ قولِي هذا ، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسَائرِ المسلمين والمسلمات ، فاستغفِرُوه ، وتُوبوا إليه ، إنَّه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحَمْدُ لله ؛ لَا رَادَّ لِمَا أَرَاد ، نَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِين ، ونَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ التَّائِبِين ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا ونَبِيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ ورَسُولُه ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّين .
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ .
أمَّا بَعْدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : لَيْسَ في الكَوْنِ دِيْنٌ كَرَّمَ الرِّجَالَ والنِّسَاء ؛ بِمِثْلِ مَا كَرَّمَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ في كِتَابِهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ عليه الصلاة والسلام ..
فيا أيَّتُها الأخوات المُسْلِمَات : أَطِعْنَ اللهَ ورَسُولَه ، ومَنْ أَرَادَتِ السَّعَادَةَ والكَرَامَة : فَعَلَيْهَا بِالقُرْبِ مِنَ الله، والالْتِزَامِ بِأَمْرِ الله ، والإِكْثَارِ مِنَ ذِكْرِهِ وحَمْدِه ، والمحافظةِ على الحجاب ، فالمحافظة عليه حفظ لك في الدنيا والآخرة :( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ).
أَيُّهَا المُسْلِمُون : سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذِهِ الصَّلَاةِ : ذَبْحُ الأَضَاحِي ، والأَكْلُ مِنْهَا ، وَالسُّنَّةُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ وَيُهْدِيَ وَيَتَصَدَّقَ؛ قال تعالى :( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ).
ألَا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله.. ضَحُّوْا تَقَبَّلَ اللهُ ضَحَايَاكُمْ ، واحْتَسِبُوهَا عِنْدَ رَبِّكُمْ ، وأَدْخِلُوا بَهْجَةَ الْعِيدِ فِي بُيُوتِكُمْ ؛ وكَبِّرُوا اللَّهَ تَعَالَى إِذْ هَدَاكُمْ ، واشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَوْلَاكُمْ وأَعْطَاكُمْ ، ولَا تَنْسَوا الدُّعَاءَ لإِخْوَانِكُمُ المُسْلِمِينَ في كُلِّ مَكَان.
أَعَادَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا وعَلَيْكُمْ وعَلَى المُسْلِمِينَ بِاليُمْنِ والإِيمَان ، والسَّلَامَةِ والإِسْلَام ، والتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ ويَرْضَى ، وتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَال .
اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَ الحُجَّاجِ حَجَّهُمْ ، وأَعِنْهُمْ عَلَى أَدَاءِ نُسُكِهِمْ بِسَلامَةٍ وقَبُول .. واجْعَلْنَا وإِيَّاهُمْ ووَالِدِينَا والمُسْلِمِينَ فِي هَذَا اليَوْمِ العَظِيمِ مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّار، ومُنَّ عَلَيْنَا بِصَلَاحِ الْقُلُوبِ والأَعْمَالِ ، إِنَّك سَمِيعٌ مُجِيب .
اللهُمَّ آمِنَّا في أوطاننا ، وأصلِحْ أئمتنا وولاةَ أمورنا ،
اللهم فرِّجْ همَّ المهمومين ، ونفِّسْ كربَ المكروبين ، واقضِ الدَّيْنَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، وارحم موتانا وموتى المسلمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصَحْبِه أجمعين .
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : يَوْمُكُمْ هَذَا يَوْمٌ عَظِيم ، وَعِيدٌ كَرِيم ، جَعَلَهُ اللهُ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَهُ جَلَّ في عُلَاه ، رَوَى أبو دَاوُدَ في سُنَنِهِ ؛ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَال :(( إنَّ أَعْظَمَ الأيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْر )). ووَقَفَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ والسَّلامُ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الجَمَرَاتِ فِي الحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ ؛ وقَال :(( هَذَا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ )) رَوَاهُ البُخاري. فَعَظِّمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ مَا عَظَّمَ الله ، واعْرِفُوا قَدْرَ نِعَمِهِ عَلَيْكُمْ .
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ .
عباد الله : أحفظوا الله يحفظكم ، وتعرفوا على الله في الرخاء يعرفكم في الشدة ؛ فقد أوصى النبي صلى الله عليه سلم ابن عباس وكان غلاماً صغيراً ؛ فقال له :" يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف "
وإن من أعظم ما تحافظون عليه عقيدتكم وتوحيدكم ؛ فاعبدوا الله وحده لا شريك له ، واخلصوا له العبادة فالتوحيد هو أَعْظَمَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ ، وهُوَ حَقُّ اللهِ الذِي افْتَرَضَهُ عَلَى الْجِنِّ وَالإِنْسِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى :{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أي : يوحدون .
ومما يجب المحافظة عليه الصلاة ، فهي عمود الدين ، ومن ضيعها فلا حظ له في الإسلام ، فأدوها في أوقاتها مع جماعة المسلمين ، ومروا أبناكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها لعشر ، واعلموا أن الصلاةَ والمحافظة عليها في المساجد من أسباب السعادة والفلاح والبركة في الأرزاق ، فلا يَشغلكم عنها حطامُ الدنيا الفاني ، فإذا جاء وقت الصلاة توجهوا للمساجد يقول تعالى :( قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )(الجمعة : 11 )
عباد الله : ربوا أبناءكم تربية صحيحة ربوهم على الكتاب والسنة ، حببوا إليهم فعل الطاعات وابعدوا عنهم المنكرات ، فالله سبحانه وتعالى سيسألكم عن رعيتكم ، ثبت في صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ما من عبد يسترعيه الله رعية لم يحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة )
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله ، واصْبِرُوا وصَابِرُوا فِيْمَنْ تَحْتَ أَيْدِيْكُم ؛ بِمَا يَسُرُّكُمْ أَنْ تَلْقَوْهُ في صَحَائِفِ أَعْمَالِكُم ؛ أدَاءً لِلْأَمَانَة ، وقِيَامًا بِمَا أَوْجَبَ الله .
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ .
عباد الله : مَنْ عَظَّمَ الله ، واسْتَسْلَمَ لِشَرْعِهِ وحُكْمِهِ وقَدَرِه ؛ فَازَ بِرِضْوَانِهِ والْخُلْدِ فِي جَنَّتِه .
واعلموا أن جَزَاءَ اللهِ لِعِبَادِه ؛ مِنْ جِنْسِ أَعْمَالِهِم ؛ فَمَنْ أَحْسَنَ : أَحْسَنَ اللهُ إِليْه ، ومَنْ أَعَانَ أَخَاهُ ؛ أَعَانَهُ الله ، ومَنْ فَرَّجَ كُرْبَةَ أَخِيه ؛ فَرَّجَ اللهُ عَنْه ، ومَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ ؛ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْه ، ومَنْ دَلَّ عَلَى هُدَى ؛ هَدَاهُ اللهُ ؛ إلى مَا فِيهِ نَفْعُهُ وسَعَادَتُه ؛ (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إلَّا الْإِحْسَانُ ).
فَاجْعَلُوا عِيدَكُمْ اليَوْم ؛ طَاعَةً لله ، وصِلَةً لمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوْصَل ، اجْعَلُوهُ صِلَةً مِنْكُمْ لِمَنْ قَطَع ، وإِحْسَانًا مِنْكُمْ لِمَنْ أَسَاء ، وبِرًّا ومَعْرُوفًا إلى النَّاسِ أَجْمَعِين: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
باركَ اللهُ لي ولكم في القُرآنِ العَظِيم ، ونَفَعني وإيَّاكُمْ بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيم ، أقولُ قولِي هذا ، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسَائرِ المسلمين والمسلمات ، فاستغفِرُوه ، وتُوبوا إليه ، إنَّه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحَمْدُ لله ؛ لَا رَادَّ لِمَا أَرَاد ، نَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِين ، ونَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ التَّائِبِين ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا ونَبِيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ ورَسُولُه ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّين .
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ .
أمَّا بَعْدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : لَيْسَ في الكَوْنِ دِيْنٌ كَرَّمَ الرِّجَالَ والنِّسَاء ؛ بِمِثْلِ مَا كَرَّمَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ في كِتَابِهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ عليه الصلاة والسلام ..
فيا أيَّتُها الأخوات المُسْلِمَات : أَطِعْنَ اللهَ ورَسُولَه ، ومَنْ أَرَادَتِ السَّعَادَةَ والكَرَامَة : فَعَلَيْهَا بِالقُرْبِ مِنَ الله، والالْتِزَامِ بِأَمْرِ الله ، والإِكْثَارِ مِنَ ذِكْرِهِ وحَمْدِه ، والمحافظةِ على الحجاب ، فالمحافظة عليه حفظ لك في الدنيا والآخرة :( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ).
أَيُّهَا المُسْلِمُون : سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذِهِ الصَّلَاةِ : ذَبْحُ الأَضَاحِي ، والأَكْلُ مِنْهَا ، وَالسُّنَّةُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ وَيُهْدِيَ وَيَتَصَدَّقَ؛ قال تعالى :( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ).
ألَا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله.. ضَحُّوْا تَقَبَّلَ اللهُ ضَحَايَاكُمْ ، واحْتَسِبُوهَا عِنْدَ رَبِّكُمْ ، وأَدْخِلُوا بَهْجَةَ الْعِيدِ فِي بُيُوتِكُمْ ؛ وكَبِّرُوا اللَّهَ تَعَالَى إِذْ هَدَاكُمْ ، واشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَوْلَاكُمْ وأَعْطَاكُمْ ، ولَا تَنْسَوا الدُّعَاءَ لإِخْوَانِكُمُ المُسْلِمِينَ في كُلِّ مَكَان.
أَعَادَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا وعَلَيْكُمْ وعَلَى المُسْلِمِينَ بِاليُمْنِ والإِيمَان ، والسَّلَامَةِ والإِسْلَام ، والتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ ويَرْضَى ، وتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَال .
اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَ الحُجَّاجِ حَجَّهُمْ ، وأَعِنْهُمْ عَلَى أَدَاءِ نُسُكِهِمْ بِسَلامَةٍ وقَبُول .. واجْعَلْنَا وإِيَّاهُمْ ووَالِدِينَا والمُسْلِمِينَ فِي هَذَا اليَوْمِ العَظِيمِ مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّار، ومُنَّ عَلَيْنَا بِصَلَاحِ الْقُلُوبِ والأَعْمَالِ ، إِنَّك سَمِيعٌ مُجِيب .
اللهُمَّ آمِنَّا في أوطاننا ، وأصلِحْ أئمتنا وولاةَ أمورنا ،
اللهم فرِّجْ همَّ المهمومين ، ونفِّسْ كربَ المكروبين ، واقضِ الدَّيْنَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، وارحم موتانا وموتى المسلمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصَحْبِه أجمعين .