خطبة عيد الأضحى لعام 1441
خالد الشايع
خطبة عيد الأضحى 1441
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله...
أما بعد فيا أيها الناس اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أيها المؤمنون : هذا يوم النحر وما أدراكم ما يوم النحر ، إنه يوم العيد ، يوم الحج الأكبر ، وهو أفضل أيام السنة على الإطلاق أخرج أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن قرط قال صلى الله عليه وسلم ( إن من أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القر ) سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أيهما أفضل يوم الجمعة أو يوم النحر ؟
فقال: يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع ويوم النحر أفضل أيام العام .
وكذا قال ابن القيم رحمهما الله تعالى
واليوم قد جمع الله لكم بين العيدين ، في يوم واحد ، فاعرفوا قدر يومكم هذا ، وتعرضوا لنفحات ربكم ، بالتوبة الصادقة ، وعمل الصالحات ، وتطهير القلوب من الغل والحسد ، وأن يرحم بعضنا بعضا ، وأن نتعايش إخوانا كما أمرنا الله بذلك .
معاشر المؤمنين : كما أن الطاعاتِ سببٌ للقرب والود ، فالمعاصي سبب للطرد والبعد ، فالحذر الحذر من المعاصي كبيرها وصغيرها ، خصوصا في هذه الأيام المباركات ، فكما أن الحسناتِ تعظم فيها فالسيئاتُ كذلك ، سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن إثم المعصية وحد الزنا هل يزداد في الأيام المباركات ؟فقال : نعم ، المعاصي في الأيام الفاضلات والأماكن المفضلة تغلظ ، وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان . أهـ
والله جل وعلا يقول (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) الآية
أيها المؤمنون :
اتقوا الله تعالى ، واعملوا بسنة نبيكم صلىالله عليه وسلم لعلكم تفلحون .
و إن مما سنه لكم نبيكم صلىالله عليه وسلم في صبيحة يوم العيد أنه كان لا يأكل شيئا صباح ذلك اليوم حتى يعود فيأكل من أضحيته .
كما سن لنا صلىالله عليه وسلم في أيام العيد التقرب إلى الله بالأضحية وهي سنة مؤكدة على الصحيح من أقوال أهل العلم ، وقد قال بعض العلماء بوجوبها على المستطيع ، فلا ينبغي للمسلم أن يفرط فيها ، مع قدرته على ذلك ، فلو زار الإنسانَ ضيفٌ لأكرمه بوليمة تربوا على قيمة الأضحية ، ولربما صرف المسلم أضعاف قيمة الأضحية في المباحات، فلمَ يتقاعسُ المسلم القادر عن هذه النسيكة العظيمة ، ويكفي فيها أنك تشبهت بأهل الحج الذي ينحرون في حجهم أيام العيد ، فحري بك أن تشركهم ولو في الأجر ، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرجل يستدين ليضحي ، فقال إن كان يرجو سدادا فليستدن .
وكان بعض السلف يستدين ليضحي ويقول قال الله تعالى ( لكم فيها خير ) .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
اللهم وفقنا للخيرات وجنبا المعاصي والمنكرات ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، فضل الشهور والأيام ، وأسبغ على الخلق من آلائه ما يشهد به أولوا البصائر والأفهام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام وحج بيت اله الحرام ، صلى الله عليه ......
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أما بعد فيا عباد الله : إن للأضحية أحكاما يجب الالتزام بها فمنها : أن الأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام وهي الأبل والبقر والغنم قال تعالى (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) قال ابن كثير رحمه الله : يخبر الله تعالى أنه لم يزل ذبحُ المناسك وإراقةُ الدماء على اسم الله مشروعا في جميع الملل . أهـ
ومنها: تخيُّر الأضاحي السليمة من العيوب المانعة من إجزائها، فلا تجزئ الصغيرة، فلا بد أن تكون الأضحية قد بلغت السن المعتبرة شرعا فمن الأبل ماله خمس سنين ، ومن البقر سنتان ومن المعز سنة ومن الضأن ستة أشهر ، كما يجب على المضحي أن يجتنب من الأضاحي ما كان فيه أحد هذه العيوب الأربعة أوما كان مثلها أو أعظم منها ، فيجتنب العوراءَ البينَ عورُها ، والمريضةَ البين مرضُها ، والعرجاء البين ضِلعُها ، والعجفاء التي لا تنقي ، وهي التي لامخ في عظامها من الضعف والهزال .
قال النووي : أجمعوا على أن العيوبَ الأربعةَ المذكورة لا تجزء في التضحية بها ، وكذا ما كان في معناها أو أقبح كالعمى وقطع الرجل وشبهه أهـ
وأما العيوب التي دونها فلا تمنع وإنما تجزئ مع الكراهة ، وذلك كمكسورة القرن أو مقطوعة الأذن ، ونحوهما .
عباد الله : إن الأضحية في الأصل للأحياء دون الأموات إلا أن تكون وصية فيجب تنفيذها على وجهها قال تعالى (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .
ولكن من الخطأ أن يضحي المسلم عن الأموات استقلالا من غير وصية ، فإن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد مات له أولادٌ من بنينَ وبناتٍ وزوجاتٍ وأعمام ، ولم ينقل أنه ضحى عن أحد منهم استقلالا ، ولكنه كان يُشركهم في أضحيته ، فقد ضحى بكبشين أحدهما عنه وعن آل محمد والآخر عمن لم يضحي من أمته .
أخرج البخاري ومسلم من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين فسمى وكبر)
وفي رواية ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما.
وأخرج مسلم في صحيحه أنه لما ذبح قال باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به .
ومن السنة تخير الأضحية فتكون سمينة لتنفع الفقراء ، وكلما كانت أنفع للفقراء فهي أفضل نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وروى البخاري في صحيحه معلقا :قال يحيى بن سعيد سمعت أبا أمامة بن سهل قال كنا نسمن الأضحية بالمدينة وكان المسلمون يسمنون)
كما أن للأضحية وقتا لاتجوز قبله ولا بعده ، فيبدأ وقتها بنهاية الإمام من صلاة العيد أخرج البخاري من حديث البراء رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال إن أول ما نبدأ به من يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا ومن نحر ( يعني قبل الصلاة) فإنما هو لحم يقدمه لأهله ليس من النسك في شيء)
وينتهي وقتهُا بغروب شمسِ اليوم الثالث عشر من أيام ذي الحجة .
فمن ذبح قبل الصلاة من يوم العيد أو بعد غروب الشمس من اليوم الرابع من أيام العيد فإنما هي شاة لحم وليست بأضحية .
وإن مما يخطىء فيه البعض كذلك أن يذبح في البيت الواحد عدة أضاحي ، فالزوجة تضحي والزوج يضحي والولد يضحي وهكذا ، وهذا وإن كان جائزا ، إلا أنه خلاف السنة كما روى الترمذي وغيره عن أيوب كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة الواحدة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون حتى تباهى الناس فصار كما ترى .
ومما يكثر السؤال عنه السؤال عن حكم ذبح الأضحية في غير بلد المضحي ، والجواب أن ذلك جائز شرعا ، غير أنه خلاف السنة ، حيث أن السنة لمن أراد أن يضحي أن يتولى ذلك بنفسه ، ويأكل منها ويهدي ويتصدق ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومن أرسلها خارج بلده فإنه يترك كل هذه السنن ، ولكن لا بأس أن يرسلها خارج البلاد خصوصا هذه الأيام فالحاجة في بعض البلدان ملحة ، والله المستعان
معاشر المسلمين : سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض ، وتعرضوا لنفحات المولى جل وعلا في هذه الأيام الفاضلات ، فإن المقام قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مخوفة والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والناقد بصير ، ولا يظلم ربك أحدا .
اللهم اسلك بنا سبيل المتقين الأبرار ، وأعذنا من خزي الدنيا وعذاب النار ، وتقبل منا يا عزيز ياغفار
thafart8 thafart8
آمل من الإدارة تصحيح الخطأ الموجود في الخطبة الثانية حيث إن وقت الذبح ينتهي بغروب شمس اليوم الرابع عشر وليس الثالث عشر كما ذكر الشيخ في الخطبة.
تعديل التعليق