خطبة عيد الأضحى قصة الذبيح والأضحية 1436ه للشيخ سعد الشهاوى

الدكتورسعد الشهاوى
1436/12/08 - 2015/09/21 19:07PM
خطبة عيد الأضحى قصة الذبيح والأضحية للشيخ سعد الشهاوى

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات، الله أكبر عدد ما رفع الحجاج بالتلبية الأصوات، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ونزلت عليهم الرحمات، الله أكبر عدد ما طافوا بالبيت وعظموا الحرمات، الله أكبر عدد ما خرجوا إلى منى ووقفوا بعرفات، الله أكبر عدد ما رفعوا من الدعوات ،الله أكبر عدد ما سكبوا من العَبرات، الله أكبر عدد ما باتوا في مزدلفة ثم عادوا إلى منى ورموا الجمرات، الله أكبر عدد ما يراق من الدماء في هذا اليوم تعظيماً لفاطر الأرض والسموات.
الله أكبرالله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرَة وأصيلًا.
الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء عنده بأجل مسمى يعطى ويمنع ، ويخفض ويرفع ويضر وينفع ، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما يمنع . يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. يعلم الأسرار ، ويقبل الأعذار ، وكل شئ عنده بمقدار سبحانه كُلُّ شَيْءٍ خَاشِعٌ لَهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ: غِنى كُلِّ فَقِيرٍ، وَعِزُّ كُلِّ ذَلِيلٍ، وَقُوَّةُ كُلِّ ضَعِيفٍ، وَمَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ، مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَهُ، وَمَنْ سَكَتَ عَلِمَ سِرَّهُ، وَمَنْ عَاشَ فَعَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَمَنْ مَاتَ فَإِلَيْهِ مُنْقَلَبُهُ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير
ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمدًا وليس لواحد إلاَّك
يا مدرك الأبصار والأبصار *** لا تدري له ولِكُنْهِهِ إدراكًا
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين عُلاك
من للعباد غيره يدبر الأمر ومن يعدل المائل من يشفى المريض ومن يرعى الجنين فى بطون الحوامل من يحمى العباد وهم نيام وهل لحمايته بدائل من يرزق العباد ولولا حلمه لأكلوا من المذابل من ينصر المظلوم ولولا عدله لسووا بين القتيل والقاتل ومن يظهر الحق ولولا لطفه لحكم القضاة للباطل من يجيب المضطر اذا دعاه وغيره استعصت على قدرته المسائل من يكشف الكرب والغم ومن يفصل بين المشغول والشاغل من يشرح الصدور ولولا هداه لنعدم الكوامل من كسانا.من أطعمنا وسقانا..من كفانا وهدانا من خلق لنا الأبناء والحلائل من سخر لنا جوارحنا ومن طوع لنا الأعضاء والمفاصل من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل هو الله,,,هو الله...هو الله الإله الحق وكل ما خلا الله باطل
يا أيها الماء المهين من الذي سواك ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاكا
ومن الذي غذاك من نعمائه ومن الكروب جميعها نجاكا
ومن الذي شق العيون فأبصرت ومن الذي بالعقل قد حلاكا
ومن الذي تعصي ويغفر دائما ومن الذي تنسى ولا ينساكا
)أإله مع الله تعالى الله عما يشركون (
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله سيدى يا رسول الله
ما طلعت شمس ولا غربت إلا وأنت منى قلبي ووسواسي
ولا جلست إلى قوم أحدثهم حديثا إلا وأنت حديثى بين جلاسى
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رأيت خيالا منك في الكاس

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا وسيدنا وقدوتنا وحبيبنا سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن أهل بدر والعقبة، وسائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
يا أيها الراجون خير شفاعةٍ من أحمدٍ صلُّوا عليه وسلِّموا
صلَّى وسلَّم ذو الجلال عليه ما لبَّى مُلبٍّ أو تحلَّل مُحرِمُ

أما بعد أيها المسلمون تعود بنا الذكريات إلى عصر أبطال التاريخ، إلى أبي الأنبياء، إلى خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي قال فيه ابن عباس : ما قام بدين الله كله إلا إبراهيم عليه السلام، قدم جسمه للنيران، وماله للضيفان، و قدم ولده للقربان،قال تعالى )وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ([النجم:37]، فقام بأمر الله كله وقال تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (النحل الاية )120 فكان وحده أمة

في صبيحة هذا اليوم الأغر تهب ذكرى أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم خليل الرحمن، وما من معلمة من معالم الحج إلى بيت الله العتيق وما من شعيرة من شعائره إلا وهي ناطقة بذكرى أبي الأنبياء إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ولله في ذلك حكمة باهرة، ولقد كانت الذكريات ولا تزال جسراً ممتداً بين الماضي والحاضر، بين القديم والجديد، يتلقى المتأخرون منها دروساً وعبراً مما جرى بالسابقين وجديرٌ بنا نحن المسلمين يا عباد الله أن نوظف هذه الذكرى التي أحياها ربنا سبحانه وتعالى من خلال شعائر الحج إلى بيت الله الحرام جدير بنا أن نحتفي بها وأن نتلقى منها دروساً وعبراً وسبلاً نعالج بها مشكلاتنا وأدواءنا وما أكثرها.

لقد دعا سيدنا إبراهيم ربه قائلا رب هب لى من الصالحين دعا الله ليرزقه بالولد بعدما بلغ من العمر ستا وثمإنين سنة كاملة بعدما جف العود واشتعل الرأس شيبا ووهن العظم وبلغ من الكبر عتيا وهنا درس تربوي لابد أن نتعلمه وهو أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس فلما دعا الخليل جاءت الإجابة الفورية من الجليل جاءت الإجابة من عند من يقول للشيء كن فيكون {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} هذه البشارة فيها : أنه غلام ذكر، والذكر يشتد تعلق الوالدين به. وقوله {بغلام} إشارة إلى حياته حتى يبلغ . وصفه الله بأنه حليم والْحِلْمُ هو الصبر على جهالة الجاهليين
وجاء إسماعيل على حين غيبة من الزمان فقد اشتاق القلب إلى الولد وجيء بالولد من عند الله فماذا حدث بعدما رزق خليل الله سيدنا إبراهيم بالولد؟

إن الأنبياء جميعا دائما إذا أنعم الله عليهم بنعمة أدخلهم امتحانا بعد النعمة وفتح لهم باب الامتحان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أشدكم بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ)صحيح أخرجه الحاكم فى المستدرك وروى الترمذي في سننه وغيره من حديث مصعب بن سَعْدِ بْنِ أّبِي وّقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عن أبيه قَالَ: (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ فقَالَ صلى الله عليه وسلم : "الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ ومَا عَلَيْهِ خَطِيئَة )ٌ
جاء إسماعيل عليه السلام على حين غياب طويل من الزمن ووصل حبه وتغلغل في قلب أبيه وتمكن من قلب أبيه تمكنا كبيرا وإذا وصلت المسألة لهذا الحد لابد أن يدخل الله العبد في الاختبار

فيوسف عليه السلام لما تربع حبه في قلب أبيه كان لابد من امتحان يدخله أبوه سيدنا يعقوب عليه السلام فكان الفراق بينهما زمانا طويلا قال الإمام الطبري في تفسيره وقد اختلف أهل العلم في قدر المدة التي كانت بين رؤيا يوسف وبين تأويلها.
فقال بعضهم: كانت مدّةُ ذلك أربعين سنة .وقال آخرون: كانت مدة ذلك ثمانين سنة .وقال آخرون: كانت مدة ذلك أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ عَامًا وقال آخرون: كانت مدة ذلك ثمان عشرة سنة .

حتى أن سيدنا يعقوب رأى ملك الموت في المنام فقال له يا ملك الموت هل قبضت روح يوسف ؟فقال له ملك الموت يا نبي الله لم أقبض روحه وإن الله تعالى يقول لك أنه الله لن يميتكما حتى يجمع بينكما في الدنيا فعن النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، قَالَ: "بَلَغَنِي أَنَّ يَعْقُوبَ، مَكَثَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ عَامًا لا يَدْرِي أَحَيٌّ يُوسُفُ أَمْ مَيِّتٌ، حَتَّى رأى ملك الموت في منامه فسأله : فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِإِلَهِ يَعْقُوبَ هَلْ قُبِضَتْ رَوْحُ يُوسُفَ ؟ قَالَ: لا، هو حي فاطلبه فَعِنْدَ ذَلِكَ، قَالَ: " يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ".( تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة و التابعين لابن أبي حاتم وتفسير البحر المحيط المؤلف : أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان)

فلما التقى يعقوب بابنه يوسف ويوسف على عرش مصر فال يوسف لأبيه يا أبت لم أكثرت من البكاء على حتى ابيضت عيناك قال تعالى (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (يوسف84) قال يوسف ألم تكن تعلم يا أبتاه أن الله إن لم يجمع بيننا في الدنيا فسوف يجمع بيني وبينك يوم القيامة؟ فقال والده سيدنا يعقوب والله يا بني ما كنت أبكى كما تقول إنما كنت أبكى خوفا عليك أن تغير دين الإسلام فيفرق الله بيني وبينك يوم القيامة(خطب منبرية للشيخ كشك ج37ص64

أما سيدنا إبراهيم عليه السلام لابد أن يدخل الامتحان وامتحان سيدنا إبراهيم كان من نوع فريد ينام سيدنا إبراهيم فيرى عجبا وأي عجب يرى ؟ لم ير في المنام أنه يقدم لولده في جامعة من الجامعات و لم ير أنه يزوجه إحدى الفتيات وإنما يرى أنه يذبح ولده الوحيد ولم يكن له يومها أولاد من السيدة هاجر سوى سيدنا إسماعيل ومع ذلك يرى أنه يذبحه0

ورؤيا الأنبياء وحى من الله تعالى وحى واجب التنفيذ إذا رأى أنه يذبح ابنه فلابد أن يذبحه بخلاف إذا رأى إنسان آخر غير الأنبياء أنه يذبح ولده فلا يذبحه ويذبح شاة أو طيرا بدلا من ذلك فلست نبيا وليست رؤياك وحيا

قال تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ إني أَرَى فِي الْمَنَامِ إني أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى } ويا لها من مصيبة! ويا لها من مسألة شاقة على الأنفس! ومثل لنفسك أن تؤمر أنت بذبح ولدك حبيبك فلذة كبدك أحسن أبنائك إليك تذبحه بيديك وسكينك.ولو ابتليت ببلاء غير هذا لتحملت؛ كأن يسقط ابنك من على السطح، أو يصدم فى حادث أو يمرض فيموت، أما أن تؤمر أنت فتأخذ سكيناً وتأخذ ابنك فتبطحه على الأرض، وتجلس على صدره فتذبحه. إنه لبلاء عظيم! بل من أعظم الابتلاء في تاريخ البشرية، لكن هكذا ليبين العظماء.

فسيدنا إبراهيم رأى أنه يذبح ولده الوحيد الذي لم يرزق حتى الآن سواه من زوجته هاجر قال مقاتل: رأى ذلك إبراهيم عليه السلام ثلاث ليال متتابعات. وقال محمد بن كعب:كانت الرسل يأتيهم الوحي من الله تعالى أيقاظا ورقودا؛ فإن الأنبياء لا تنام قلوبهم. وهذا ثابت في الخبر المرفوع، قال صلى الله عليه وسلم: "إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا". وقال ابن عباس: رؤيا الأنبياء وحي؛ واستدل بالآية السابقة.

وإذا بالخليل في الصباح واستدعى ابنه ويقول لولده إسماعيل يا إسماعيل اتبعني بالحبال والمدى (اتبعني بالحبال والسكين) وظن المسكين إسماعيل أن الحبال والسكين للاحتطاب وجمع الأحطاب ولم يدر أن هناك أمر من الله الواحد القهار واجب التنفيذ

وسار إسماعيل يتبع أباه إبراهيم فأخذ إبراهيم ولده وعبراته تجرى على خديه وأخذ حبلا لشد يديه ورجليه وفلذة كبده ينظر إليه ولا يعلم حقيقة ما هو صائر إليه فسأله إسماعيل إلى أين السبيل يا أبتاه فقال له والده يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)(الرياض الندية في الخطب المنبرية ص262)

وإذا بإبليس يقوم بعملية كلها خبث ويقول والله لئن لم أفتن عند هذا آل إبراهيم لا أفتن أحدا منهم أبدا فتمثل الشيطان لهم في صورة رجل وذهب إلى هاجر أم إسماعيل وقال لها يا هاجر ألا تعلمين أين يذهب إبراهيم بابنك الوحيد؟ قالت الله أعلم فيقول لها ما أخذه ليحتطب معه إنما أخذه ليذبحه فماذا قالت هاجر المؤمنة الصابرة الموحدة؟قالت له إن كان هذا الذبح بأمر أبيه فلستَ أرأف به من أبيه وإن كان هذا الذبح بأمر الله فأنا وإبنى فداءا لأمر الله رب العالمين

ولكن إبليس لم ييأس ثم أتى الغلام فقال أتدرى أين يذهب بك أبوك؟قال لا قال إبليس انه يذهب بك ليذبحك قال إسماعيل لم قال له إبليس زعم أن ربه أمره بذلك فقال إسماعيل إن كان هذا بأمر أبى فإنه ارحم بى منك وإن كان هذا بأمر الله فليفعل ما أمره به الله سمعا وطاعة لأمر الله فأنا وأبى فداءا لأمر الله

ولكن إبليس لم ييأس ذهب إبليس إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام وقال له يا خليل الرحمن إن الرؤيا التي رأيتَها أمس ليست من الله إنما هي من الشيطان فلا تذبح ولدك الوحيد ولقد كان هذا اللقاء عند جمرة العقبة في منى وظن إبليس إن الخليل لن يعرفه لكنه عرفه فمد يديه بالحصيات ورمى إبليس بسبع حصيات في موقع الجمار التي يرميها الحجاج في الحج وقال له اخسأ يا عدو الله اخسأ يا عدو الله إليك عنى يا عدو الله فو الله لأمضين لأمر ربى فلم يصب الملعون منهم شيء0

ولما خلا إبراهيم بابنه إسماعيل عرض عليه الرؤيا برفق الأبوة وحنان النبوة على حين الصفاء والوفاء وكان إسماعيل يبلغ من العمر يومها قيل اثنتي عشر سنة قال تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى)
أي بلغ معه سنا يستطيع بها السعى مع أبيه جريا وراء لقمة العيش وكسبها بكد اليمين وعرق الجبين لما بلغ سن السعي وخلا إبراهيم بابنه عرض عليه الرؤيا عرضا ميسورا فيه الحنان كله فلم يقل له يا إسماعيل انى أرى إنما قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) وبني هذه صيغة تصغير لا تفيد التحقير إنما تفيد منتهى الرحمة من الخليل لولده إسماعيل وقال إبراهيم انى أرى ولم يقل رأيت كأنه يستعيد ويستحضر صورة ما رأى في الليالى الماضية (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) كان إبراهيم يستطيع أن يأخذه على حين غفلة فيضرب عنقه مرة واحدة ولكنه أخذ رأيه حتى يوجد أمامه الاختيار فاختار إسماعيل الذبح لينال أجر الله كاملا موفورا وليسجل الله رأى إسماعيل في سجل التشريفات الالهية وفي القران الكريم فماذا قال إسماعيل ؟ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)

ولم يقل له اذبحني كما رأيت لأنه لو قال له اذبحني لكانت المسألة قاصرة على الذبح أماأن يقول( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ أي لو كان هناك شيء أشد من الذبح وأمرك الله به فافعله يا أبتاه ولا تتأخر في تنفيذ أمر الله ولو رأيت أنك تقطعني قطعا فافعل افعل ما تؤمر لو كان هناك شيء أشد من الذبح وأمرك الله به فافعله إن كان هناك مع الذبح سلخ أو تشفيه أو تقطيع الأيدي والأرجل والأذنين أو فصل اللحم والجلد عن العظم فافعل إن كان ذلك بأمر الله سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )ولم يقل ستجدني إن شاء الله صابرا وإنما تواضع وسلم وقال ستجدني بعض الصابرين أي لست أنا الصابر وحدي حتى أفتخر إنما إنا واحد من الذين صبروا على قضاء الله وقدره

فماذا حدث؟ وماذا دار بين الذبيح ووالده؟خليل الله إبراهيم ينطق بالشهادتين ويكبر وإسماعيل ينطق بالشهادتين ليسلم روحه إلى الله فلما اسلما) أي فلما استسلما لأمر الله فلما أسلم إبراهيم الأمر في ابنه لله ولما أسلم إسماعيل الأمر في روحه لله بأمر من الله

قال إسماعيل لأبيه اشدد وثاقي (أي أحكم رباط الحبل في يديَّ ورجليَّ ) لماذا يا إسماعيل خشية أن أتحرك والسكين في يديك فتجرحك السكين يا أبتاه لا اله إلا الله لأول مرة في تاريخ البشرية وأظنها آخر مرة يخاف الذبيح على الذابح
إنها التربية الإسلامية إنها طاعة الوالدين ذبيح يخاف على ذابحه يا أبتاه واشحذ السكين أي سنها وأسرع بمرورها على عنقي ولا تنظر إلى وجهي حتى لا تأخذك الشفقة بى فتغير أمر الله في يا أبتاه وارفع طرف ثيابك عنى حتى لا ينتضح بدمى فتراه أمي فتحزن وإذا أردت أن ترد قميصي على أمي فافعل فإنه عسى أن يكون أسلى لها عنى وإذا لقيت أمي فأقرأها منى السلام

قال له إبراهيم نعم العون أنت على أمر الله( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)أي ألقاه على جبينه ليذبحه من ناحية قفاه وسن السكين أكثر من مرة على الحجر كل ذلك والسكين لا تقطع شيئا
قال إسماعيل عند ذلك يا أبت كبني على وجهي حتى لا تنظر إلى وجهي فتأخذك الشفقة بى فتتأخر عن تنفيذ أمر الله فحوله والده على وجهه ليذبحه من ناحية قفاه حتى لا يرى وجهه أثناء الذبح فالموقف صعب وفعل إبراهيم ذلك وأمسك بالسكين وأخذ يسنها حتى علمت في الحجر وحاول إبراهيم أن يحرك السكين والسكين حامية تكاد أن تقطع الهواء قطعا فلم تتحرك السكين على رقبة إسماعيل كل ذلك والذبيح صابر إلى ربه والخليل يتبتل إلى ربه والله ما جرحت منه شيئا ولا خدشت من جلده شيئا ولا أصابت من لحمه شيئا فأخذ إبراهيم يحركها ذات اليمين وذات الشمال فلم تتحرك على رقبة إسماعيل ما هذا إن السكين علمت في الحجر ولم تعلم في رقية إسماعيل فماذا حدث؟

الخليل يريد أن يذبح لكن الجليل يريد أن لا يذبح وإرادة الجليل أقوى من إرادة الخليل الموانع ملغية والأسباب موجودة ومتوفرة ليس هناك ما يمنع من الذبح إنما كل ما هناك يؤدى إلى الذبح (سكين حامية وذبيح مربوط بالحبال وعنق على أتم استعداد ) فماذا جرى لما أخذ السكين ليذبحه أتى لطف الله عز وجل، وأتت رحمته سبحانه وتعالى، فلم تذبح السكين، ومن عادة السكين أنها تذبح، ولكن حكمة الله عز وجل أن يمنعها من الذبح.فالبحر يغرق، ولكن قدرة الله تمنعه أن يغرق موسى عليه السلام.والنار تحرق -وهذه من سنن الله الكونية- و ولكن قدرة الله تمنعها أن تحرق إبراهيم عليه السلام.والسكين تذبح ولكن ولكن قدرة الله تمنعها أن تذبح إسماعيل عليه السلام ، فمنعها من عنق إسماعيل لأنه بريء طاهر عفيف.

إن الذي قال للنار يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ(69) [سورة الأنبياء]. هو الذي قال للسكين لا تذبحى إسماعيل وجعل السكين بردا وسلاما على إسماعيل يحرك إبراهيم السكين فلا تتحرك (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ {الإنسان: 30 }
{ عَبْدِي أَنْتَ تُرِيدُ وَأَنَا أُرِيدُ وَلَا يَكُونُ إلَّا مَا أُرِيدُ ، فَإِنْ سَلَّمْت لِي مَا أُرِيدُ أَعْطَيْتُك مَا تُرِيدُ ، وَإِنْ لَمْ تُسَلِّمْ لِي مَا أُرِيدُ أَتْعَبْتُك فِيمَا تُرِيدُ وَلَا يَكُونُ إلَّا مَا أُرِيدُ } . (قال مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه فلم نقف على هذا الأثر مسندا, ولكن ذكره الغزالي في الإحياء بصيغة تمريض فقال : ويروى أن الله تعالى أوحى إلى دواد عليه السلام: يا داود إنك تريد وأريد, وإنما يكون ما أريد, فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد, وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد, ثم لا يكون إلا ما أريد . وكذا ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول .ومن المعلوم أنه لا يقع شيء في الكون إلا وفق مشيئة الله تعالى وإرادته بما في ذلك أفعال العباد ، قال الله تعالى : وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ {الإنسان: 30 } .والله أعلم )

لقد رمى إبراهيم بالسكين بعيدا وقال لها قبحك الله لكن الله بقدرته قادر أن ينطق السكين لتدافع عن نفسها ولسان حالها يقول يا إبراهيم إنا من قبل الجليل لا من قبل الخليل الخليل يقول اقطعي والجليل يقول لا تقطعي وانأ من قبل الجليل لا من قبل الخليل وكيف أقطع رقبة إسماعيل ونور محمد يشع في وجهه وجبينه؟(نقلا من كتاب الوصايا المنبرية لمحمد عبد العاطى بحيرى ج1ص527 ط المكتبة التوفيقية)

فضجت الملائكة وقالت إلاهنا وسيدنا ارحم هذا الشيخ الكبير وافد بمنك وكرمك هذا الصبي الصغير فلما رأى الله صبرهما واستسلامهما فيما ابتلاهما كشف عنهما ضرهما وناداهما ارحم الراحمين(أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)

وفداه الله بذبح ليس كأى ذبح بل (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) نزل عليه من الجنة، قال القرطبي في تفسيره هذا الذبح رعى في الجنة أربعين خريفا
. وإذا بالأمين جبريل ينزل بذبح عظيم والذبح العظيم يجرى في ساحة منى وسيدنا جبريل يقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر
فيقول إبراهيم لا اله إلا الله والله أكبر فيقول الذبيح إسماعيل الله أكبر ولله الحمد)فصار ذلك تسبيحا نزين به أعيادنا فأخذ السكين وذبح الذبح العظيم وهو الكبش ورد السكين إلى مكانها

أي صبر هذا أن يصبر والد على ذبح ولده حبيبه إن أحدنا لايتحمل نوبة البرد أو الصداع او أى شيىء على ولده فكيف لو أمر بذبحه وأي صبر هذا أن يصبر ولد على ذبح والده له0

ولذلك مدحه الله أبد الدهر وأثنى عليها وخلد ذكرهما فقال( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)) فهو بلاء خالد،وخلَّد الله ذكره يوم أن قال: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ([الشعراء:84] فرفع الله ذكره أبد الدهر.

وقال تعالى يصف تخليد ذكره أيضا (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111))الصافات


والله لو اجتمع علماء الأمة ببلاغ تهم وفصاحتهم وعذب لسانهم وحلو كلامهم وحاولوا أن يصوروا أو يجسدوا لنا هذا الصبر الفريد في تاريخ البشرية من أولها إلى آخرها ما استطاعوا ولكن القران يصور لنا ربنا هذا المشهد وينقله لنا لنعتبر فيقول تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إني أَرَى فِي الْمَنَامِ إني أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) ) الصافات 102-111(نقلا من كتاب الحقوق الإسلامية للشيخ محمد حسان – حق الصبر ص 71-72)

أرأيتم قلبًا أبويًّا *يتقبل أمرًا يأباه *** أرأيتم ابنًا يتلقى * أمرًا بالذبح ويرضاه
فاضت بالعبرة عيناه *أضناه الحلم وأشقاه *** شيخ تتمزق مهجته*تتندى بالدمع لحاه
ينتزع الخطوة مهموما* والكون يناشد مسراه *** وغلام جاء على كبر*يتعقب في السير أباه
والحيرة تثقل كاهله*وتبعثر في الدرب خطاه *** ويهم الشيخ لغايته * ويشد الإبن بيمناه
بلغ في السعي نهايته*والشيخ يكابد بلوا *** لكن الرؤيا لنبي *صدق وقرار يرضاه
والمشهد يبلغ ذروته*وأشد الأمر وأقساه *** إذ تمرق كلمات عدل*ويقص الوالد رؤياه

وأمرت بذبْحك يا ولدي * فانظر في الأمر وعقباه *** ويجيب الابن بلا فزع *افعل ما تؤمر أبتاه
لن أعصى لإلهي أمرًا * من يعصي يومًا مولاه *** واستل الوالد سكينًا * واستسلم ابن لِرَدَاهُ
ألقاه برفق لجبين * كي لا تتلقى عيناه *** وتهز الكون ضراعات * ودعاء يقبله الله تتضرع للرب الأعلى * أرض وسماء ومياه *** ويجيب الحق ورحمته * سبقت في فضل عطاياه صدقت الرؤيا لا تحزن * يا إبراهيم فديناه

وإذا نظرنا إلى واقعنا المعاصر وجدنا هذه الأيام كلها أيام تضحية وفداء وإذا أردت أن تتعرف على جزء مما لاقاه وقاساه وعاناه سيدنا إبراهيم وهو يذبح ولده فإليك حالة حديثة ربما فيها بعض الشبه في هذه الأيام حينما طالعتنا الصحف وشاشات الإعلام والتلفاز بصورة الطفل السورى إيلان الذي مات غرقا فى البحر أمام عين أبيه وهو مهاجر من بلده يبحث عن حق من حقوق البشرية وهو حق الحياة ولم يستطع أبوه أن ينقذه وغرق معه أمه وأخوه أمام عين والده وأبت الأسماك أن تأكل جسدهوأبت الحيتان أن تقترب منه رحمة من ربك وأبت الأمواج أن تنقله مكانا لايرى فيه حتى يراه الناس جميعا فيعتبروا و ومن شدة المأساة من شدة الموقف بكينا بكاءا حارا وبعضنا أخذة صورة الطفل ووضعها مكان صورته على صفحات التواصل الإجتماعى والفيس بوك وغيره ليرسل رسالة للعالم كله كلنا هذا الطفل الغريق وإنني أتأسف وأتحسر على حالنا وأقول ماذا حدث لنا لماذا أصبحنا هكذا ممزقين مشتتتين مفرقين لم نكن هكذا من قبل

كُنَّّا جِبَالاً فَوْقَ الجِبَالِ و رُبَّّمَا سِرْنَا على مَوْجِ البِحَارِ بِحَارَا بمَعَابِدِ الإفْرِنـْجِ كَـان أذَانُنـَا قَبْلَ الكَتَائِبِ يَفْتَـحُ الأمْصَـارَا
لَمْ تَنْسَ أفْرِيقيَا و لا صَحْرَاؤُهَـا سَجَداتِنَا و الأرْضُ تَقْذِفُ نَـارَا وَكَأنَّ ظِلَّ السَّيْفِ ظِـلُّ حَدِيقَـةٍ خَضْرَاءَ تُنْبِتُ حَوْلَنَا الأزْهَـارَ
لَـمْ نَخْـشَ طَاغُوتَـاً يُحَارِبُنـَا و لَوْ نَصَبَ المَنَايَا حَوْلَنَا أسْوَارَا نَدْعُوا جِهَارَاً لا إلَهَ سِوَى الَّـذِي صَنَعَ الوُجُودَ و قَـدَّرَ الأقْـدَارَا
و رؤسُنَا يـارَبُّ فَـوْقَ أكُفِّنـَا نَرْجُو ثَوَابَكَ مَغنَمَـاً و جـِوَارَا كُنَّا نَرَى الأصْنَامَ مِـنْ ذهـبٍ فَنَهْدِمَهـَا و نَهْـدِمَ فَوْقَهَا الكُفَّـارَا
لَوْ كَانَ غَيْرُ المُسْلمينَ لحَازَهـَا كَنْزَاً و صَاغها الحُلِيَّ والدِّ يِنَـارا

وكأن هذه الأيام كلها أيام تضحية وفداء حينما نرى المسجد الأقصى يقتحم وتنتهك حرماته وكأننا نضحى به إنني أتأسف وأتحسر على حالنا وأقول ماذا حدث لنا لماذا أصبحنا هكذا وكنا فى يوم نحكم نصف الكرة الأرضية أو أكثر

في بلد تابعة للروم تسمى عمورية اعتدى ملك الروم على هذه البلد وأسر منها بعض النساء، فقالت امرأة مسلمة، وامعتصماه، والخليفة في بغداد كان المعتصم بالله، فبلغت هذه الصيحة إلى المعتصم، فلم ينم، وقال: لبيك يا أختاه، والله لأجهزن لكِ جيشا أوله في بلاد الروم وآخره عندي. وأرسل إلى ملك الروم: من المعتصم بالله إلى كلب الروم، أما بعد فقد بلغني أنك فعلت كذا وكذا، فأطلق سراح المرأة وإلا فو الذي بعث محمدًا بالحق، لأبعثن لك جيشًا أوله عندك وآخره عندي ، فأطلق ملك الروم المرأة المسلمة (القصة في الكامل في التاريخ لابن الأثير 3/197 .).
إنني أتسائل وأتحسر لماذا نضحى بأولادنا لماذا نضحي بممتلكاتنا لماذا نضحي ببيوت ربنا فوا أسفا على ما مضى من تاريخنا
إن ما يجري هناك تتفطر له الأكباد، إن المسجد الأقصى بلسان حاله ليصيح بالأمة المسلمة.هل من صلاح بعد صلاح الدين ، هل من عمر بعد عمر الفاروق؟فلا أحد يجيب

إِنّي تذكِّرْتُ - والذكرى مُؤَرِّقةٌ - مجدًا تليدًا بأيدينا أضَعْنَاه أَنَّي اتجهتَ إلى الإسلام في بلدٍ تجدْه كالطير مقصوصًا جَناحاه
وَيحَ العرُوبة كان الكونُ مسرحَها فأصبحت تتوارى في زواياه كم صرَّفَتْنَا يدٌ كنا نصرِّفُها وبات يملكنا شعبٌ مَلَكْناه

سل المعاليَ عنا إننا عَرَبٌ شعارُنا المجدُ يهوانا ونهواه استرشد الغربُ بالماضي فأرشده ونحن كان لنا ماضٍ نسِيناه
إنَّا مشَيْنَا وراء الغرب نقبِسُ مِن ضيائه فأصابتْنا شظاياه بالله سل خلف بحر الروم عن عرَبٍ بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا ؟
فإن تراءتْ لك الحمراءُ عن كَثَب فسائِلِ الصَّرْحَ أين المجد والجاه ؟وانزلْ دمشق وسائِلْ صخر مسجدها عمن بناه، لعل الصخر ينعاه
وطُف ببغدادَ وابحث في مقابرها علَّ أمرأ من بنى العباس تلقاه الله يعلم ما ق
المرفقات

خطبة عيد الأضحى قصة الذبيح للشيخ سعد الشهاوى.doc

خطبة عيد الأضحى قصة الذبيح للشيخ سعد الشهاوى.doc

المشاهدات 2760 | التعليقات 0