خطبة عيد الأضحى المبارك 1445هـ (مختصرة بصيغتَي: word - pdf)

عبدالله الغامدي
1445/12/08 - 2024/06/14 20:47PM
الخطبة الأولى:
الحمد لله معيدِ الجُمعِ والأعياد، وأشهد ألا إله إلا الله وحد لا شريك له جامعُ النَّاسِ إلى يوم الحشر والتناد، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه المفضَّلُ على جميع الخلق والعباد، صلَّى عليه وآله وأصحابه إلى يوم المعاد ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد﴾ أما بعد:

اللهُ أَكْبَرُ فِي الصَّبَاحِ إِذَا سَرَى *** مِنْهُ الضِيَاءُ إِلَى القُلُوبِ نَدِيَّا

اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا رَدَّدْتُهَا *** أَحْسَسْتُ أَنَّ الشَّهْدَ فِي شَفَتَيَّا

اللهُ أكبر ما دار زمانٌ وانصرم، الله أكبر ما هوى فؤادٌ للحرم، الله أكبر ما حجَّ حاجٌ واعتمر، الله أكبر ما لبَّى ملبٍ وكبَّر.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد

أيُّها الكِرام: عدد أيامُ السَّنة ثلاثُ مئة وخمس وستون يومًا، وأعظمُ يومٍ مِن هذه الأيام كُلِّها، ليسَ هو يومُ عرفة، وليسَ هو يومُ عاشوراء، وليسَ هو أول يومٍ من السنة الهجريَّة، إنِّما أعظمُ يومٍ مِن تلكَ الأيام كُلِّها هو يومُنا هذا الذي قالَ فيه ﷺ: «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ».

أتدري ما معنى هذا أيها المبارك؟! معناه: أنَّ الله مدَّ في أعمارنا ووسَّع في آجالنا حتى بلغنا أعظم عشرة أيام عنده، ثُمّ يوم عرفة، ثُمّ بلَّغنا أعظم يومٍ عنده على الإطلاق!

ونحسنُ الظنّ بربِّنا الكريم -الذي يحبُّ منا أن نحسن الظنَّ به- أنَّه ما بلَّغنا هذه الأيام الفاضلة العظيمة عنده؛ إلا لأنَّه يريدُ أن يغفر ذنوبنا وأن يعتق رقابنا وأن يرحمنا ويغفر لنا، فهنيئًا لك أن بلغت هذه الأيام، وحُقَّ لك -والله- أن تفرح!

نعم افرح، وتعبَّد اللهَ هذه الأيام بأن تفرحَ وأن تدخل السّرور على نفسك

نعم افرح، وتعبَّد الله هذه الأيام بأن تبهج نفوس من حولك وأن تصل أرحامك وتوسّع على أهلك وأولادك

نعم افرح، واعلم بأنه على قدر فرحك بالمشروع والمباح في هذه الأيام، تكثر حسناتك ويعظم أجرك؛ ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب﴾.

فالحمد لله على نعمة هذا الدين العظيم الذي نُثاب ونؤجر فيه حتى على إسعاد أنفسنا!

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

أيُّها الكِرام المباركون: لا تنسينا عبادةُ الفَرح العظيمة في هذه الأيام أن نذكرَ عبادةً هي مِن أحبّ الأعمال إلى الله، وأعظمها على الإطلاق في هذا اليوم، العبادةُ التي قال فيه النبيُّ ﷺ: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَومَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، وَإِنَّهُ لَتَأْتِي يَومَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».

فهنيئًا ثُمَّ هنيئًا لمن أخرجَ مِن ماله وأعدَّ أضحيته مسبقًا، وسيخرج الآن مِن المسجد ليتعبَّد اللهَ بأحبِّ عملٍ عنده في أحبِّ الأيام إليه.

وأمَّا مَن فاتَه أن يُعدّ أضحيته؛ لأنَّه لم يجد سعةً في الأيام الماضية ووجد سعةً الآن؛ فهناك فرصةٌ أخرى بأن يخرجها في هذا اليوم، وأيام التَّشريق الثلاثة التي بعده؛ فهذه الأيام كُلّها يشرع للإنسان أن يخرج فيها الأضحية، ولو أخذ مِن شعره وأظفاره قبل ذلك؛ فضحّوا تقبّل الله ضحاياكم:.

ضَحُّوا فَإِنَّ لُحُومَهَا وَدِمَاءَهَا *** سَيَنَالُهَا التَّقْوَى بِلَا نُقْصَانِ

العِيدُ أَضْحَى فَالدِّمَاءُ رَخِيصَةٌ *** مُهْرَاقَةً لِلْوَاحِدِ الدَيَّانِ

هِيَ سُنَّةٌ بَعْدَ الذَبِيحِ وَإِنَّهَا *** مِنْ خَيْرِ مَا يُهْدَى مِنَ القُرْبَانِ

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

قلتُ ما سمعتُم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه غفورٌ رحيم

point.pngpoint.pngpoint.png

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتنانه، وأشهدُ ألا إله إلا الله تعظيمًا لشانه، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، أما بعد:

أيتها الأخت المسلمة الكريمة: اعلمي أنَّه بقدر صعوبة الزمان يكون عِظَمُ الأجرِ، والقابضة على دينها كالقابضة على الجمر؛ فاقبضي على جمر أخلاقك، واستمسكي بحيائك، وعَضَّي على حجابك إلى أن تلقي ربَّك، ولا تبالِ ولو خالفتك النساءُ جميعًا؛ فالعبرة برضا الله عنك لا بنظرة الناس لك، وقدوتُك الحقيقية التي تقيسين تَديُّنكِ بها ليسوا بناتِ زمانك، وإنَّما أمهاتُ المؤمنين وسائرُ النساءِ الصالحين:

يا بنتَ عائشةَ التي حفظتْ لنا *** هدي النبيِّ بحكمةٍ وتمامِ

يا أختَ فاطمةَ التي بحجابها *** نالتْ من الديَّان خيرِ وسامِ

صوني الأمانةَ في الحياةِ ليُرتجى *** نصرٌ لأمتنا ونيلُ مرامِ

ربِّي لنا جيلًا أبيًّا مؤمنًا *** ليعيشَ يرفعُ رايةَ الإسلامِ

اللهمَّ حبِّب إلى جميع نسائنا الستر والحياء والإيمان، وكره إليهنَّ الكفر والسفور والعصيان

اللهم إنَّا نسألك بركاتِ هذا اليوم وجوائزَه، وأن تجعل عيدنا الأعظم وفرحتنا الكبرى يوم نلقاك.

اللهمّ تقبّل من الحجيج حجّهم، وارزق من لم يتيسر له الحجّ مثل أجرهم

اللهمَّ وفّق وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحبُّ وترضى، ولما فيه عز الإسلام والمسلمين.

تقبّلَ اللهُ طاعتَكم، وجعلَ عيدَكم مباركًا سعيدًا، وعملَكم صالحًا رشيدًا

وأتمّهُ عليكم بالقبولِ والغفران، وأَعَادَهُ عَلَيْكم بِالصّحةِ والعافيةِ والأمنِ وَالإِيمَانِ،.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

line.png

المرفقات

1718387692_خطبة عيد الأضحى 1445هـ.docx

1718387693_خطبة عيد الأضحى 1445هـ.pdf

المشاهدات 4775 | التعليقات 0