خطبة عيد الأضحى المبارك 1445

وليد بن محمد العباد
1445/12/08 - 2024/06/14 23:24PM

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عيد الأضحى 1445هـ

الخطبة الأولى

الحمدُ للهِ كما أَمَر، وأشكرُه وقد تَأذّنَ بالزّيادةِ لمن شَكَر، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له إقرارًا بربوبيّتِه وإرغامًا لمن جَحَدَ به وكَفَر، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه سيّدُ البشر، اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا، وصلّى اللهُ على نبيِّنا محمد، وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا. أمّا بعدُ أيّها المسلمون                                                                        

اتقوا اللهَ تعالى واشكروه على ما أنعمَ به عليكم من نعمةِ هذا الدّينِ العظيم، قالَ تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) فتمسّكوا بدينِكم، وعَضّوا عليه بالنّواجذ، ففيه عزُّكم وسعادتُكم. اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ واللُه أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.                                                                                                                    

أمّةَ الإسلام: لقد خطبَ نبيُّكم عليه الصّلاةُ والسّلامُ في مثلِ هذا اليومِ، خُطبةً عظيمةً، قرّرَ فيها قواعدَ الدّين، وأكّدَ أهميّةَ العملِ بكتابِ اللهِ وسنّتِه فقالَ فيها: إنّي قَدْ تَركْتُ فِيكُمْ مَا إنْ أخَذتمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نبيِّه، أيّها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ، كُلكُّمْ لآدمَ وآدمُ من تُراب، إنّ أَكرمَكُمْ عندَ اللهِ أتْقَاكُمْ، وليسَ لعربيٍّ فَضْلٌ على عَجميٍّ إلاّ بالتّقْوى، أَلاَ هَلْ بلَّغْتُ اللّهُمّ اشهد. اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد. أيُّها المسلمون: ما أعظمَ الأعيادَ في الإسلام، تَبدأُ بالطّاعةِ والذِّكرِ والتّكبيرِ، وتُختتمُ بالمغفرةِ والعتقِ والتّكفير، فهنيئًا لكم في هَذَا اليَومِ العَظِيمِ وَالصَّبَاحِ الجَمِيلِ، فقد أَمَدَّ اللهُ في أَعمَارِكُم، وَأُفسِحَ في آجَالِكُم، فأدركتم العشرَ المباركات، وصمتُم وتصدّقتُم وسابقتُم فيها إلى الخيرات، وتعرّضتُم لنفحاتِ ربِّكم ورفعتم صالحَ الدّعوات، فحُقَّ لكم اليومَ أنْ تَفرحوا بالعيدِ، وتَلبسوا الجديد (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ). اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد. أيّها المسلمون: بعدَ عامٍ دراسيٍّ تَخلّلتْه مواسمُ التّقوى تَزوّدتُم خلالَه بالعلمِ والإيمان، تَستقبلونَ إجازةَ نهايةِ العام، جعلها اللهُ إجازةَ خيرٍ وبركةٍ وسعادة، فاستقيموا فيها على طاعةِ ربِّكم، واستغلّوا وقتَ فراغِكم فيما يَنفعُكم في دينِكم ودنياكم، مباركٌ نجاحَ أولادِكم، ونسألُ اللهَ أنْ يفتحَ لهم أبوابَ التوفيقِ والقبولِ في المدارسِ والجامعاتِ والوظائفِ، وأنْ يُقِرَّ أعينَكم بصلاحِهم ويُريَكم فيهم ما يَسرُّكم يا ربَّ العالمين. اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد. أيّها الآباءُ والأمّهات: كونوا قدوةً حسنةً لأولادِكم، وربّوهم على الفضيلةِ والرّشاد، والجدِّ والاجتهاد، وجنّبوهم مزالقَ الكسلِ والشّرِّ والفساد، وأَشبعوا حاجاتِهم وراعوا مشاعرَهم، وتَفهّموا ما يواجهونَ مِن تَحدّياتٍ وما يَمُرّونَ به مِن مُتغيّرات، فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيّتِه. اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.

أيّها الشّبابُ والفتيات: حافظوا على صلاتِكم فهي عمودُ الدّين، وتأدّبوا بآدابِ الإسلام، وبرِّ الوالدينِ والإحسانِ إليهم، وحسنِ الخلقِ مع الإخوةِ والأخواتِ فهم سندُكم وشرفُكم، وتَجنّبوا قرناءَ السّوء، واحذروا مِن المخدّراتِ ومخاطرِ الشّبكات ومواقعِ الشّبهات، أصلحَكم اللهُ ونفعَ بكم وباركَ فيكم وجعلَكم مباركين، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.  

 أيّتُها المؤمناتُ العفيفات، أنتنَّ شقائقُ الرّجالِ ومصانعُ الأبطال، ولقد كرّمكُنَّ الإسلامُ وأوصى بكُنَّ خيرًا، فأطعْنَ اللهَ ورسولَه، واقْتدينَ بالصّحابيّاتِ والصّالحات، وتَمسّكنَ بالحجاب، وتَحصّنَّ بالعلمِ الشّرعيّ، وأَكثرْنَ مِن الذّكرِ والقرآنِ والصّدقةِ والدّعاء، وأَبْشرْنَ بجنّةٍ عرضُها الأرضُ والسّماء، أَصلحَ اللهُ نساءَ المسلمين، ووقاهنَّ شرَّ التّبرّجِ والسّفور، وجَمَّلهنّ بالسّترِ والحياءِ والدّين، وحفظهنَّ بحفظِه وهو خيرُ الحافظين. اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا، فاستغفروا ربَّكم ثمّ توبوا إليه إنّه كانَ غفورًا رحيمًا.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه، اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا، وصلّى اللهُ على نبيِّنا محمد، وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا، أمّا بعدُ أيّها المسلمون                                                                                         

اتّقوا اللهَ ما استطعتم، وأطيعوه فما أسعدَكم إنْ أطعتُم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)

أمّةَ الإسلام: إنّكم في يومِ عيدِ النّحرِ أعظمِ الأيّامِ عندَ الله، وفيه يَجتمعُ مِن العبادةِ ما لا يَجتمعُ فيما سواه، ففي ذلك اليومِ يُؤدِّي الحجّاجُ معظمَ مَناسكِهم، وتَشتركونَ معهم بإراقةِ دماءِ الهدايا والأضاحي، تقرّبًا إلى اللهِ عزَّ وجلّ، وإعلانًا للتّوحيدِ وإقامةً لذكرِ الله (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ) اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله والله أكبر.

فضحُّوا تَقبّلَ اللهُ ضحاياكم، فما عَمِلَ ابنُ آدمَ يومَ النّحرِ عملًا أحبَّ إلى اللهِ مِن إراقةِ دمٍ، وإنَّ الدّمَ ليقعُ مِن اللهِ بمكانٍ قبلَ أنْ يقَعَ على الأرض، فطيبوا بها نفسًا. وكلوا منها وأَهدوا وتَصدّقوا، وأكثروا مِن ذكرِ اللهِ وشُكرِه وتقواه، قالَ جلّ في علاه: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ) اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله واللهُ أكبر.

تقبّلَ اللهُ طاعتَكم، وجعلَ عيدَكم مباركًا سعيدًا، وعملَكم صالحًا رشيدًا، وأتمّهُ عليكم بالقبولِ والغفران، وأَعَادَهُ عَلَيْكم بِالصّحةِ والعافيةِ والأمنِ وَالإِيمَانِ، وكلُّ عامٍ وأنتم بخير. اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا، وصلّى اللهُ على نبيِّنا محمد، وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا.                                                                    

إعداد/ وليد بن محمد العباد غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين                                       

 إمام جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض - الأحد 10 /12 /1445هـ

المشاهدات 3035 | التعليقات 0